الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

معنى الموبقات في القرآن

سنوضح لكم في هذه المقالة ماذا يعني الموبقات في القرآن الكريم، فالإسلام لم يترك أي جانب من جوانب الحياة إلا وشرحه وحدده، وأوضح الأفعال التي تؤدي بصاحبها إلى الجنة وتلك التي تدخله إلى النار، وذلك من خلال ما ورد في كتاب الله العزيز وسنة النبي، وهناك مجموعة من الأفعال التي نهى عنها النبي عليه الصلاة والسلام ووصفها بالموبقات، فما هي تلك الأفعال وما هي عقوبتها؟ وما الفرق بين الموبقات والكبائر؟ هذا ما سنوضحه في سطور مقالنا اليوم على موقع الموسوعة.

معنى الموبقات في القرآن

  • قال أبي هريرة رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: تجنبوا الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وتجنبوا التولي يوم الزحف، ورمي المحصنات المؤمنات الغافلات”
  • يشير مصطلح الموبقات إلى الأفعال المهلكة، وهي الأفعال التي تؤدي إلى ضلالة الشخص في الدنيا وتؤدي به إلى النار في الآخرة.

شرح حديث اجتنبوا السبع الموبقات

في هذا الفقرة سوف نشرح تفصيل معنى السبع الموبقات المذكورة من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه

الشرك بالله

  • يعني أن يعبد الإنسان إلها آخر غير الله تعالى وتقديم أي صورة من صور العبادة له، وهناك نوعان من الشرك الأكبر وهو الذي يؤدي إلى خروج الشخص من الدين وإذا مات قبل أن يتوب فسيكون في النار إلى الأبد، وهذا مشابه لما جاء في قول الله تعالى في سورة المائدة “من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وليس للظالمين من أنصار”.
  • وهناك الشركة الصغيرة وتنقسم إلى الشركة بالأفعال والشركة بالأقوال.

السحر

  • يعتبر من أعظم الذنوب، حيث يستعين الإنسان به لإلحاق الأذى بالآخرين، سواء بواسطة التخيل الذي يجعل الإنسان يرى الأشياء على نحو غير حقيقي، أو بالأقوال والأفعال.
  • تم حظر السحر لأنه يشكل نوعا من أنواع الشرك بالله، حيث يعتقد الساحر أن قوة الجان تتفوق على قوة الله سبحانه وتعالى، ولهذا اتفق جميع العلماء على حرمته.

قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

  • من أكبر الجرائم وأعظمها قتل الإنسان لنفس آخرى. إنه من الكبائر الذنوب. قال الله تعالى في سورة النساء: “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما”.
  • وعقوبة هذه الجريمة هي القصاص ما لم يتم قبول دية المقتول من قبل أهله، وإذا كان القتل غير متعمد فعلى القاتل أن يحرر رقبة أو يصوم شهرين متتاليين، وسيبقى القاتل في النار إلى الأبد إذا كان يستحل القتل، وإذا لم يكن يستحله فسيبقى في النار لفترة مؤقتة، والمقصود بقوله “إلا بالحق” يعني أن هناك سببا يستوجب القتل، مثل قتل قاطع الطريق والسارق ورجم الزاني المحصن إلى الموت.

أكل الربا

  • حرم الله تعالى أكل الربا لأنه من الكبائر، فقد ذكر الله في سورة البقرة “وأحل الله البيع وحرم الربا”، وكانت عصر الجاهلية هي أكثر العصور انتشارا للربا، حيث كان ينتشر استغلال حاجة الناس لامتلاك المال.
  • : “وينقسم الربا إلى ربا فضل أي بيع الشيء من نفس جنسه مثل بيع درهم بدرهمين، وربا نسيئة وهي بيع شيء بآخر ليس من جنسه مثل بيع صاعا من الشعير بصاعين من الأرز ويتم استلامه بعد المجلس.

أكل مال اليتيم

  • اليتيم هو الطفل الذي توفي والده قبل بلوغه، وأكل ماله يعني عدم حفظ حقوقه واستيلائها بدون حق. يجب أن يتعاطف الناس مع اليتيم ويحافظوا على حقوقه حتى يصل إلى سن الرشد ويكون قادرا على التصرف في ممتلكاته.
  • وقد حذر الله تعالى من أكل مال اليتيم لعقوبته الشديدة عنده، وذلك مذكور في قوله في سورة الأنعام “ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده”.

التولي يوم الزحف

  • ويقصد به التخاذل يوم الحرب بين المسلمين والكفار والتخلي عن المسلمين وعدم دعمهم، وهذا الفعل ينشر روح الهزيمة بين صفوف المسلمين.
  • حذر الله تعالى من تأخير أداء هذه الواجبات ووعد بمعاقبة من يتسبب في ذلك بعذاب شديد. يأتي ذلك من قوله تعالى في سورة الأنفال “ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم، وسيكون مصيره سيئا”. المقصود بالمتحرف هو الشخص الذي يتأخر في الاستعداد للقتال أو التحرك من صف إلى آخر لمواجهة العدو.

قذف المحصنات الغافلات المؤمنات

  • وهذا هو ادعاء كاذب بارتكاب المؤمنات جريمة الزنا، وهذا حقا كذب، ويعتبر هذا الفعل من الكبائر الكبيرة.
  • وعد الله سبحانه وتعالى من يرتكب هذا الفعل بالعذاب الشديد، كما جاء في قوله تعالى في سورة النور “والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة”

لماذا بدأ بالشرك عند ذكر السبع الموبقات

  • قد يتساءل البعض لماذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر الشرك بالله عند ذكره للسبع الموبقات.
  • يمكن الإجابة على هذا السؤال بأن الشرك هو أعظم الكبائر والذنب الوحيد الذي لا يغفره الله لصاحبه إذا مات وهو عليه، ونظرا لخطورة هذا الذنب، بدأ الرسول الله صلى الله عليه وسلم بذكره عندما ذكر الموبقات.

الفرق بين السبع الموبقات والكبائر

  • الكبائر هي الذنوب التي يقترفها الإنسان ولها عقوبة في الدنيا ووعيد بالعذاب في الآخرة، وعدد الكبائر قد يصل إلى 70 كما حدده بعض العلماء، وتشمل السبع الموبقات، أي أن الكبائر أكبر وأشمل من السبع الموبقات التي تعد أكبر هذه الكبائر.

عقوبة السبع الموبقات

  • وعد الله تعالى مرتكبي الكبيرتين من الذنوب السبعة بالعذاب الشديد والبقاء في النار إلى الأبد، وهم المشركون بالله والسحرة.
  • إن الشرك الذي يخرج صاحبه من الدين يجعله مقيما في النار، وكذلك السحر؛ فإنه يحتوي على نوع من الشرك بالله، بخلاف الأذى الذي يلحق بالآخرين.
  • أما الكبائر الأخرى فتتطلب العقاب والعذاب دون البقاء في النار إلى الأبد.
  • ولكن من تاب إلى الله من الذنوب التي ارتكبها في الدنيا، فإن الله سيغفر له، وذلك بناء على قوله تعالى في سورة المائدة “فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى