الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
معنى حج التمتع
معنى حج التمتع
الحج هو أحد أركان الإسلام الخمس والتي أشار إليها الرسول – صلى الله عليه وسلم – في حديثه الشريف: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا”، ويشير مفهوم الحج إلى قصد بيت الله الحرام لأداء فرائض الحج، وتؤدي فرائضه في شهر ذي الحجة الذي يعتبر من أبرز الأشهر المقدسة، وفيما يلي في هذا الموسوعة نوضح لك مفهوم حج التمتع:
- يعتبر حج التمتع من أهم أنواع الحج، ويشير في مفهومه إلى الإحرام من الميقات، وقد ذكر في قوله تعالى (فمن اعتمر فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). [البقرة: 196]
- في حج التمتع، يطوف الحاج حول الكعبة 7 أشواط، ثم يصلي الطواف، ثم ينتقل إلى خطوة السعي بين الصفا والمروة.
- بالإضافة إلى ذلك، في حجة التمتع يتم إزالة الإحرام ويحل للحاج كل شيء.
سبب تسمية حج التمتع
يعود السبب وراء تسمية حج التمتع بهذا الاسم إلى أداء العمرة والحج في رحلة واحدة في وقت واحد، وبالتالي يتمتع الحاج بالتحلل من الإحرام في العمرة.
شروط حج التمتع
هناك عدد من الشروط التي يجب توفرها في حج التمتع وتشمل:
- يجب عدم إقامة الحاج في مكة المكرمة.
- يجب أن يتم الإحرام بعد الانتهاء من التحلل من العمرة.
- يجب أن يكون قد أدى مناسك العمرة قبل الحج في نفس العام والرحلة.
- أن يسبق الحج بالعمرة أو أداء بعض مناسكه في الحج.
أركان حج التمتع
تتمثل أركان حج التمتع في التالي:
- الجمع بين مناسك العمرة ومناسك الحج.
- الإحرام في العمرة والحج يتم بنية الإحرام الأولى للعمرة والثانية للحج.
- الطواف والسعي في العمرة بعد الإحرام.
- أداء مناسك الحج بعد الإحرام الثاني.
كيفية أداء حج التمتع
الإحرام من الميقات
- أولى خطوات حج التمتع هي الإحرام من الميقات، بالإضافة إلى ارتداء ملابس الإحرام مثل الإزار والرداء للرجل، وارتداء ملابس فضفاضة وتجنب الزينة والتبرج للمرأة.
- بعد الإحرام من الميقات، من السنن الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- غسل الجسم وتطيبه.
- ثم يقوم المتمتع بأداء صلاة الميقات التي أحرم منها.
التلبية
- بعد ذلك، يذهب المتمتع إلى التلبية، وإذا كان رجلا، فإنه يتكلم بصوت مسموع، وإذا كانت امرأة، فإنها تتكلم بصوت غير مسموع.
- عند التلبية، يقال “لبيك عمرة”، ثم “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، الحمد والنعمة لك وحدك والملك لا شريك لك”.
- يكرر المتمتع التلبية إلى أن يصل إلى المسجد حيث يدعو قائلاً: اللهم افتح لي أبواب رحمتك”.
الطواف حول الكعبة
- بعد ذلك، ينتقل إلى خطوة الطواف، والتي تبدأ بلمس الحجر الأسود إذا سمحت الظروف دون تسبب في إيذاء للآخرين.
- عند بداية الطواف يقول الطائف: باسم الله والله أكبر، يا الله، نؤمن بك ونعتقد بكتابك، ونفي بعهدك ونتبع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
- عند الطواف يجوز للرجل أن يضطبع، فذلك من السنن النبوية، والاضطباع يتمثل في إظهار الكتف الأيمن والرداء تحت الكتف، وعند الانتهاء من الطواف يضع الرداء على كتفه الأيمن من جديد.
- ومن بين السنن المتبعة في الطواف الرمل، الذي يتم في الثلاثة أشواط الأولى فقط، هو التسرع في السير أثناء الطواف، مع الحرص على تقريب المسافات بين الخطوات.
- أثناء الطواف حول الكعبة، يجوز للمعتمر أن يدعو ويتلو من القرآن الكريم ما يسهل عليه ويكثر من ذكر الله.
السعي بين الصفا والمروة
- بعد أن يكمل الحاج طوافه حول الكعبة، يبدأ في السعي بين الصفا والمروة، وذلك عن طريق أداء الصلاة خلف المقام الإبراهيمي.
- ثم يتحرك للصعود إلى الصفا، وفي هذه المرحلة يقوم المتمتع بالتوحيد والتكبير والحمد.
- كما يقول المتمتع الدعاء: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.” ثم يكرر ذلك ثلاث مرات ويدعو بما يريد.
- بعد الانتهاء من السعي بين الصفا والمروة، المتمتع يتوجه إلى المروة، وعند وصوله إلى العلم الأخضر الأول، يبدأ بالسير بسرعة ولكن مع تجنب التدافع أو إلحاق الضرر بأي شخص، وعدد الأشواط في السعي بين الصفا والمروة هو 7.
يوم التروية
- بعد الانتهاء من السعي بين الصفا والمروة، ينتقل المتمتع إلى خطوة الإقامة في مكة المكرمة، وتستمر مدة الإقامة حتى اليوم الثامن من ذي الحجة.
- يبيت المتمتع في منى خلال أيام التروية، وهذا يعتبر من السنن النبوية التي أخبر عنها الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
يوم عرفة
- في يوم عرفة، في التاسع من ذي الحجة، يتوجه المتمتع للوقوف على جبل عرفات، حيث يكون في منطقة الظل بالجبل منذ طلوع الشمس، وعند غروبها يتوجه إلى عرفة، وفي عرفة يصلي صلاة الظهر جماعة ومقصرة.
- عند غروب الشمس ، ينتهي المتمتع من الوقوف في عرفة ، ثم يصلي صلاة المغرب والعشاء جمعا بتأخير.
يوم النحر
- في يوم النحر، انتقل إلى منى لرمي جمرة العقبة.
- ثم يقوم المتمتع بذبح الهدي، وبعد ذلك يتحلل إما بالحلق أو التقصير، وهذا هو التحلل.
- يتجه المعتمر إلى طواف الإفاضة، ثم يقوم بالسعي بين الصفا والمروة.
- آخر ما يقوم به المتمتع في يوم النحر هو التحلل الأكبر.
أيام التشريق
- بعد ذلك، ينتقل المتمتع إلى خطوة المبيت في منى لمدة ثلاثة أيام تمهيدا لأيام التشريق.
- في أيام التشريق يقوم المتمتع برمي الجمرات، حيث يرمي ثلاث جمرات قبل غروب الشمس في اليوم الأول وهي الجمرة الكبرى والجمرة الوسطى والجمرة الكبرى، وعند رمي كل حصاة يكبر مع الدعاء بعد رمي الجمرتين.
- عند رمي الجمرة الثالثة، تكون الجمرة على الجانب الأيسر ومنى على الجانب الأيمن.
- في حالة العجلة، يسمح برمي الجمرات في أول يومين فقط للمتمتع.
طواف الوداع
- بعد إلقاء الجمرات في أيام التشريق الثلاث، يعود المسلم إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج التي يؤديها المسلم في موسم الحج.
- يتم طواف الوداع بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط، ثم يقوم بأداء ركعتين.
أنواع الحج
إلى جانب حج التمتع، هناك نوعان آخران من الحج وهما كالتالي:
حج القِران
- يشير مفهوم حج القران إلى دمج مناسك الحج والعمرة معا، حيث بعد الانتهاء من العمرة يبقى الشخص في الحرم ويظل في حالة إحرام حتى ينهي مناسك الحج.
- حج القرآن هو تأدية العمرة ثم الحج بشكل متصل ومتتابع، ولهذا يعرف بهذا الاسم.
- في حالة حج القران، يجب على الحاج أداء الهدي مثل حج التمتع، وإذا لم يقم به، فعليه أن يصوم لثلاثة أيام ويصوم في أيام النحر.
حج الإفراد
- يأتي حج الإفراد كنوع ثالث من أنواع الحج، ويشير إلى الإحرام في الحج فقط، حيث يؤدي مناسك الحج بشكل منفرد ومستقل عن وقت أداء مناسك العمرة.
أفضل أنواع الحج
- أشارت المذاهب المالكية والشافعية إلى أن الحج الفردي هو الأفضل بالمقارنة بحج التمتع وحج القرآن؛ نظرا لأنه يعد سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقد ذكرت عائشة -رضي الله عنها- قائلة: “خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عام حجة الوداع، فكان منا من أدى العمرة، ومنا من أدى الحج والعمرة، ومنا من أدى الحج فقط، وقد أدى أهل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحج فقط”
- أما بالنسبة للحنفية، فقد أشاروا إلى أن أفضل حجة هي حجة القرآن، إذ أنه تم ذكره عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي بالحج والعمرة معا، يقول: لبيك عمرة وحجا”
- بالنسبة للحنابلة، أشاروا إلى أن حج التمتع هو الأفضل بين أنواع الحج. والدليل على ذلك هو ما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- حيث قال: “تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، بالعمرة إلى الحج وأهدى، فساق معه الهدي من ذي الحليفة”