الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل الزوج محرم للزوجة ؟

هل الزوج محرم للزوجة ؟

يتذكر أحد شيوخ المسلمين أن الرجل المحرم على المرأة هو الرجل الذي يحظر على المرأة الزواج به بالتأييد، والزوج ليس محرما إذا تم النظر إليه من خلال هذا التعريف، ولكن الزوج يندرج تحت مسمى المحرم في الأمور التي يشترط للمرأة أن يكون لها محرم مثل السفر، واستشهد بقول الحافظ ابن حجر في كتاب الفتح الجزء الرابع الصفحة 77 عند الحديث عن ابن عباس – رضي الله عنه – الذي قال فيه

قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: المرأة لا تسافر إلا بمحرم، ولا يسمح للرجل بدخولها إلا بمحرم، وقال رجل: يا رسول الله، أنا أريد أن أغادر في جيش كذا وكذا وزوجتي تريد الحج، فقال: اخرج معها

كما وضح أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- اشترط وجود المحرم للمرأة ليس لسبب إلا لحفظها وصيانتها، والقيام بشؤونها لكونه، وهنا يصلح أن يحل الزوج محل المحرم، فهو الذي يجوز له النظر غليها ولمس جسدها عند الحاجة، كما يمكنه الخلود بها، وفي هذا فالزوج أولى من المحرم..

يمكن للفقهاء أن يفرقوا بين الزوج والمحرم، على سبيل المثال يذكر أن المرأة لا تسافر إلا مع زوجها أو محرمها، وهنا يتم تمييز الزوج بوضعه غير موضع المحرم، وذكر ذلك الشرح لكي يتم التمييز بين الزوج والمحرم، ويأخذ مكان المحرم.

من هم المحارم للمرأة

تعريف المحرم

المحرم لغة: ما حرّم الله، وجمعه محارم.

المحرم اصطلاحاً: يشير مصطلح محارم المرأة إلى الرجال الذين لا يجوز للمرأة الزواج منهم بدون موافقة

الله تعالى ذكر في القرآن الكريم النساء اللاتي يجب عليهن أن يحافظن على زينتهن وليس لهن أن يظهرنها إلا للأشخاص المحددين، وعليهن أن يضعن الخمار على صدورهن ولا يظهرن زينتهن إلا لأزواجهن أو آبائهن أو أبنائهن أو إخوانهن أو أبناء إخوانهن أو أبناء أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو المتبعين الذكور الذين لم يبلغوا سن البلوغ ولا يجب عليهن رفع أقدامهن لكشف ما يخفينه من زينتهن. فليتوبوا جميعا إلى الله، أيها المؤمنون، لعلكم تنجحون. (سورة النور: ٣١)

يجوز للمرأة أن تظهر أمامهم بدون ارتداء الحجاب الشرعي، ويمكنها أيضا مصافحتهم ومرافقتهم في السفر، وتنقسم محارم المرأة إلى ثلاثة أقسام وفقا لعلاقتهم بها، وهم على النحو التالي.

1. عدم اختلاط الأنساب

عدد محارم المرأة يصل إلى سبعة، وهم كالتالي.

  • الآباء والأجداد: سواء كانت من جهة الأم أو من جهة الأب, إن علوا عن ذلك أيضاً.
  • الأبناء والأحفاد: وفي هذه الحالة، يحق لأبناء الابن وأبناء البنت أن يكونوا متساويين، وإذا انحرفوا عن ذلك فهو أيضا مقبول.
  • الإخوة والأشقاء: يكون في ذلك سواء كانوا إخوة للأب أو أخوة للأم.
  • أبناء الأخ وأبناء الأخت: فهؤلاء يكونون في حكم الأخوة أيضاً.
  • العم والخال: لم يتم ذكرهم في الآية الكريمة، ولكن يعتبر اختلاط الأنساب سببا لاعتبارهم من المحارم وتوافق عليه العلماء، ويرجعون هذا الاعتبار إلى حديث أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – حيث قالت: “أفلح أخو القعيس جاء يستأذن عليها – وهو عمها من الرضاعة – بعد أن نزل الحجاب، فأبيت أن آذن له، فلما جاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخبرته بما فعلت، فقال: ائذني له” (حديث صحيح)

2- محارم المرأة من المصاهرة

يسمح للمرأة بمصاهرة أربعة أشخاص، وهم كالتالي.

  • أصول زوج المرأة، وهم والدها وجدها وإن كانوا أكثر من ذلك أيضا.
  • نسل زوج المرأة: وهم أبناء زوجها وأحفاده، وإذا خالفوا ذلك أيضا.
  • زوج الأم.
  • زوج البنت.

3. محارم المرأة من الرضاع

يرى العلماء أن المحارم من الرضاعة يتمتعون بنفس المنزلة التي لها المحارم النسبية، ويستدلون على ذلك بقول عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-:

قالَ النبيُّ- صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في بنْتِ حَمْزَةَ: (لا يحل لي، يحرم على الذي يرضع منه أن يتزوج منها، إنها ابنة أخي من الرضاعة)

ومحظور على المرأة أن ترضع كما النسب هم سبعة أيضا، وهم كالآتي.

  • الأب والأجداد يرضعون أيضا، وإن كانوا أعلى من ذلك.
  • الابن والحفيد مشمولين بالرضاعة إذا حدث ذلك.
  • الإخوة من الرضاعة.
  • أخوة الأب من الرضاعة.
  • أخوة الأم من الرضاعة.
  • أبناء الأخ من الرضاعة.
  • أبناء الأخت من الرضاعة.

ما الزينة الخاصة بالنساء للمحارم

يعرف المحرم عند المرأة كمن تستطيع أن تخرج له بدون حجابها، ولكن ما هي الزينة الخاصة بالنساء التي يمكن أن تظهرها أمام محارمها؟ وهل هناك أي شيء يحرم عليها أن تظهره حتى أمام محارمها؟ توجد آراء متعددة حول هذا الموضوع، ومن بين هذه الآراء ما يلي.

رأي المالكية والحنابلة

يعتقد المالكية والحنابلة أن عورة المرأة أمام محارمها تشمل جميع أجزاء جسدها بإستثناء الوجه والرأس واليدين والقدمين، ويسمح للمرأة بكشف وجهها وشعرها ويديها ورجليها أمام محارمها، ولكن يحظر عليها كشف باقي جسدها حتى أمام محارمها حتى وإن لم يكن لغرض شهواني.

رأي الشافعية

يرى الشافعية أنه يجوز للرجل أن يرى ما يظهر من محارمه، مثل الرأس والعنق والمرفق واليد، والرجل إلى الركبة، ويحرم ما دون ذلك حتى لو لم يكن هناك شهوة.

رأي الحنفية

تروى الأحناف أنه يسمح للمحرم بالنظر إلى الرأس والوجه والساق والكتفين، شرط أن لا تثير الشهوة، ولا ينظر إلى الصدر والبطن والمنطقة الموجودة بين السرة والركبة.

القول الراجح في هذا الموضع

استناداً إلى قوله- تعالى-: وهن لا يظهرن زينتهن إلا لأزواجهن أو آبائهن أو آباء أزواجهن أو أبنائهن أو أبناء أزواجهن” (سورة النور الآية 31) والمقصود بمواضع الزينة هنا هو أماكن الزينة، وليس الزينة نفسها، لأن الزينة في حد ذاتها جائزة للنظر، ولكن مواضع الزينة في جسد المرأة هي التي تحتاج إلى تناقش، فمواضع الزينة هي تلك التي يمكن رؤيتها في المرأة بشكل عام، وفقا لرأي ابن مسعود في زينة المرأة، فإن للمرأة زينتين، زينة خارجية مثل الملابس، وزينة داخلية مثل الأساور والأقراط والخلخال.

فالحكم هنا يعود إلى ما يظهر من المرأة عادة، مثل بعض اليدين من اليد إلى المرفق، وبعض الساقين من القدم إلى الركبة، ولكن الأهم من معرفة المناطق التي يجب تغطيتها بالنسبة للمحارم، هو تجنب الفتنة، فإذا وجدت الفتنة، فإن حكم المحرم مثل حكم أي رجل آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى