الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما معنى الفتح على الامام

ما معنى الفتح على الامام

لقد شرع الله -عز وجل- صلاة الجماعة للمسلمين، ووضع لها العديد من الأحكام والضوابط المتعلقة بها. وفي هذا السياق، يأتي مفهوم الفتح على الإمام خلال الصلاة. فما هو المقصود بالفتح على الإمام؟ يعني الفتح على الإمام تنبيهه وتذكيره ببعض الصور التي يجب تلاوتها. وقد يكون هذا التنبيه لتصحيح خطأ في التلاوة أو لتذكير الإمام بما يريد تلاوته. ويعتبر حكم الفتح على الإمام مشروعا في الشريعة الإسلامية، ويعود ذلك إلى حديث نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي قال: “تركت آية في الصلاة، فقال لي رجل: يا رسول الله، إنك تركت آية كذا وكذا، فلماذا لم تذكرني بها؟” فقد جاء هذا الحديث لتأكيد وجوب تذكير الإمام إذا نسي في الصلاة

معنى الفتح في اللغة العربية

  • يشير مصطلح الفتح في اللغة إلى العكس التام للإغلاق، كمثال عندما نقول “فتح الباب” نعني فتح الغلقة.
  • ومعنى الإمام يأتي في اللغة بكل ما يقتدى به.
  • ومصطلح الفتح على الإمام في الشريعة الإسلامية أي: تعليم المأموم للإمام، عند توقفه عن تلاوة بعض الآيات، وذلك سواء نسي أو أخطأ.

الفتح على الإمام على المذاهب الأربعة

اجتمعت جموع أهل العلم والمذاهب على جواز الفتح على الإمام، في حالة نسيانه أو خطأه أثناء تلاوته، وكان دليلهم على ذلك في السنة النبوية، حيث قال عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: “إن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى صلاة فقرأ فيها، ثم تراجع فقال لأبي أصليت معنا؟” فقال أبو بكر: نعم، فقال له النبي: فما منعك؟ ومع ذلك، تختلف آراء الفقهاء الأربعة في بعض أحكام الفتح على الإمام، وسنوضح الاختلافات في السطور التالية

رأي المذهب الحنفي

  • يعتقد المذهب الحنفي أن صلاة المأموم التي يفتح فيها على إمامه صحيحة.
  • يجب على المأموم أن يتعجل في الفتح. إذا نسي الإمام الآية وتوقف عن القراءة أو أخطأ في تلاوتها، يجوز للمأموم أن يشير إليه خلال الصلاة لتوجيهه وتذكيره، وليس لتلاوة الآية. هذا لأن قراءة الآية خلف الإمام محظورة ومكروهة.
  • إذا فتح المصلي بدون الإمام، فإن صلاته تعتبر باطلة، ما لم يتم ذكره قبل الفتح.

رأي المذهب المالكي

  • كانت رؤية المذهب المالكي أن الفتح على الإمام، وهو يتلو غير سورة الفاتحة فذلك يعتبر سنة، وذلك إذا كان عند وقوف الإمام حقيقة أو حكما.
  • وذهب رأـي المالكية إن الفتح على الإمام أثناء تلاوته سورة الفاتحة، فإن ذلك الأمر فيه قولان وهما فيما يلي:
    • القول الأول: وجاء سياق الرأي الأول بوجوب، فتح المأموم على الإمام إذا ارتج أثناء تلاوته سورة الفاتحة، وذلك الأمر عند القائلين بوجوب قراءة الفاتحة في كل صلاة.
    • القول الثاني: وهو أن الفاتحة واجبة في جميع الصلوات وليس في كلها، ويمكن للإمام أن يقطع تلاوته للفاتحة في ثالث ركعات من الثلاثيات أو رابع ركعات من الرباعيات، وفي هذه الحالة يكون الفتح على الإمام سنة

رأي المذهب الشافعي

  • يعتقد فقهاء المذهب الشافعي أن الفتح على الإمام مستحب للمأموم.
  • وقد قال الإمام النووي: إذا ارتجأ الإمام أثناء التلاوة وتوقف، فمن الأفضل أن يعلمه المأموم.
  • ومثال ذلك عندما يقرأ قسما، ثم ينسى وينتقل إلى قسم آخر، فمن المستحب تلقينه.
  • إذا تجاهل أو أهمل هذا التلقين، أو قال شيئا آخر، يفضل أن يقول المأموم بصوت مرتفع ليسمعه.
  • وكان الدليل عند الشافعية في هذا الأمر استدلالهم بما روي عن أنس – رضي الله عنه – حيث قال “كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعلمون بعضهم بعضا في الصلاة
  • وفقا للشافعية، يجب أن يكون مقصد الفتح هو تلقين وتصحيح القراءة، وإلا فإن صلاة الفاتح تبطل.

رأي المذهب الحنبلي

  • كانت رأي الحنابلة أنه يجب على المأموم أن يفتح الإمام، عندما يتوتر الإمام في تلاوة الفاتحة.
  • وقد قال بعدم جواز المصلي أن يفتح باب المصلى على غير إمامه، سواء كان مصليا أم غير ذلك، وذلك لعدم الحاجة إليه، وإن فعل ذلك فهو محرم ولكن لا يبطل الصلاة

الفتح على الإمام من خارج الصلاة

  • كان الفقهاء يعتقدون أنه إذا ارتجأ الإمام أو نسي أثناء الصلاة مع المأمومين وأراد شخص آخر غير مأموم أن يفتح عليه، فإن هذا الفتح يعتبر مكروها.
  • أما رأي الحنابلة أن صلاة الفاتح والمفتوح تعتبر صحيحة.
  • أما المالكية فقد اختلفت آراءهم في صحة صلاة الفاتحة.
  • وكان رأي المذهب الحنفي أن صلاة الاثنين باطلة والله أعلم بهذا.

أحوال الفتح على الإمام

بعد أن أجبنا لكم عن معنى الفتح على الإمام، سنوضح لكم الآن أحوال الفتح على الإمام، حيث ذكر العلماء أن الفتح على الإمام في سورة الفاتحة واجب، وذلك لأن صحة الصلاة تعتمد على سورة الفاتحة، وأيضا قال بعض العلماء أنه من الواجب فتح الإمام إذا نسي أو تعثر في تلاوة الفاتحة، ولكن الفتح على الإمام في سورة غير الفاتحة ينقسم إلى ثلاثة أحوال وهي كالتالي:

  • الحالة الأولى: يمكن للمصلي أن يقوم بالتأخير على الإمام واحد من المأمومين الذين يصلون خلفه، ويكون هذا الوضع مشروعا عندما يقف الإمام أو يرتاح أثناء تلاوته وهذا حكم هذه الصلاة صحيح.
  • الحالة الثانية:وفي هذه الحالة، يسمح لشخص غير مأموم وخارج الصلاة بأن يفتح على الإمام، ويعتبر هذا الأمر جائزا عند بعض العلماء، وصلاة الإمام لا تبطل في هذه الحالة، أما المذهب الحنفي فقد كان رأيه مخالفا بأن الصلاة تبطل في هذه الحالة.
  • الحالة الثالثة: وهي أن يصلي شخص وحده خلف الإمام خلال الصلاة، أي يكون صلاة منفصلة، وكانت رأي العلماء أن ذلك مكروه، لكن رأي المذهب الحنبلي هو أن الصلاة لا تبطل، وقد اختلف المذهب المالكي في صحة الصلاة التي تجرى بالفاتحة وأيضا الصلاة المفتوحة، وكان رأي المذهب الحنفي مختلفا ويعتبر الصلاةانتهاكا لصحة كلتا الصلاتين.

اداب الفتح على الامام

  • يجب أن يكون الإخلاص لله عند فتح الصلاة بالإمام، ويجب أن يكون هذا هو الهدف الأسمى، ولا يجب على المصلي أن يظاهر بهذا أمام المصليين الآخرين، ولا يسعى لاستقطاب انظارهم.
  • يجب أن يكون الفتح مع رحمة وشفقة، وذلك لأن الفتح هو مساعدة للإمام وليس للتأديب، لذلك لا يجب أن يكون الهدف من ذلك هو التشفي وتصفية الحسابات لإحراج الإمام أمام الناس.
  • يجب ألا يفتح أحد المأمومين على الإمام إذا كان هناك شخص ترك خلفهم لكي يؤذن، لأن الإمام هو المسؤول عن هذا الفتح، وإذا خالف أحد المأمومين هذا الأمر فإن صلاته ناقصة، وهذا ما ذكره بعض العلماء من قبل.
  • إذا لم يتم تعيين فاتح خلفا للإمام، مثلما يحدث في حالة المؤذن، فإن الأولوية في الفتح تكون لمن هو أقرب إلى الإمام، ومن ذلك يمكن أن نستنتج أنه غير مسموح للمأمومين في الأطراف أو الصفوف الخلفية أن يتطاولوا على الإمام.
  • يجب أن يكون الفاتح الوحيد للإمام، لأن وجود عدد كبير من الفاتحين يشوش على الإمام ويسبب الخلط في الأصوات.
  • يجب عدم الإسراع في تقديم الفتحة للإمام ومنحه فرصة للتصحيح والعودة عن الخطأ، وذلك لأنه غالبا ما يقوم الإمام الماهر بتصحيح الخطأ مباشرة قبل تقديم الفتحة له.
  • يجب أن يتم الفتح بهدوء وبصوت غير مزعج حتى لا يرتبك الإمام.
  • يعتبر الفتح المفضل لدى الكثير من الأئمة هو أن يعيد المأموم ما قبل الكلمة التي أخطأ فيها الإمام، ليفتح عليه في المرة الثانية ويصحح الخطأ.
  • إذا كان الخطأ في آخر القراءة وبدأ الإمام في الركوع، فإن الفتح غير صحيح في هذه الحالة، نظرا لصعوبة عودة الإمام عن الركوع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى