من اخر من يموت من الخلائق

جدول المحتويات

قضى الله عز وجل بالموت بين جميع مخلوقاته أن يأتيهم الموت، فقد قال في كتابه العزيز في سورة القصص: “كل شيء هالك إلا وجهه”.

آخر من يموت من الخلق هو ملك الموت، حينما يموت بعد موت الملائكة وكل المخلوقات
حيث جاء في قول الله عز وجل في سورة الزمر: ونفخ في الأنفاس فأصاب كل من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم نفخ فيه مرة أخرى فإذا هم قائمون ينظرون.
في نفخة الصعق، يموت جميع الأحياء من سكان السموات والأرض، ثم يقبض الله عز وجل أرواح الباقين، ويكون ملك الموت هو آخر من يموت من الخلقة.

كيف يموت ملك الموت إسلام ويب

كما ذكرنا سابقا، يموت ملك الموت بعد موت جميع المخلوقات والملائكة.

كما قال عز وجل في سورة الرحمن: “إن كل ما على الأرض فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام”.
وفي الحديث الطويل الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، يأتي ملك الموت إلى الجبار ويقول: يا رب ، قد مات حملة العرش ، فيقول الله وهو أعلم: من بقي ؟ فيقول: بقيت أنت يا رب ، الحي الذي لا يموت ، وبقي جبريل وميكائيل ، وبقيت أنا ، فيقول الله: فليمت جبريل وميكائيل ، فيموتان ، وينطق الله العرش فيقول: يا رب ، هل مات جبريل وميكائيل ؟ فيقول الله له: اسكت ، فإني كتبت الموت على من تحت عرشي ، ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار ويقول: يا رب ، مات جبريل وميكائيل ، فيقول الله وهو أعلم: فمن بقي ؟ فيقول: بقيت أنت الحي الذي لا يموت ، وبقيت أنا ، فيقول الله: أنت خلقت من خلقي ، خلقتك لما ترى ، مت … ثم يقول: أنا الجبار ، ثم ينادي: لمن الملك اليوم ؟ ثم يجيب نفسه: لله الواحد القهار ، ويقول ذلك ثلاث مرات.

في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، ورد ذكر كيفية موت الملائكة يوم القيامة على النحو التالي:

يقول الجبار جل جلاله: يا ملك الموت، من بقي؟ وأنت أعلم. فيقول ملك الموت: يا سيدي ومولاي، أنت أعلم بمن بقي، إسرافيل بقي وميكائيل بقي وجبريل بقي وأنت بقي، يا ملك الموت، خاضع وذليل، لقد تفاجأت نفسه لما رأى من الرعب. فيقول الجبار تبارك وتعالى: اذهب إلى جبريل واستلم روحه. فيطير إلى جبريل ويجده ساجدا وراكعا، فيسأله: ما السبب في غفلتك عن الأمر الذي سيحدث بك، يا مسكين، فقد مات بنو آدم وأهل الدنيا والأرض والطيور والحيوانات وسكان السماء وحملة العرش والكرسي والسرادقات وسكان سدرة المنتهى. وقد أمرني المولى بأخذ روحك! في هذه اللحظة، يبكي جبريل ويتوسل إلى الله عز وجل: يا الله، اجعل موتي سهلا علي، فيحتضنه بحنان ويسقط جبريل منها جثة صامتة.

يقول الجبار جل جلاله: من بقي يا ملك الموت – وهو أعلم – فيقول: يا مولاي وسيدي، بقي ميكائيل وإسرافيل وأنت، يا ملك الموت الضعيف، فيقول الله عز وجل: انطلق إلى ميكائيل واقبض روحه، فينطلق إلى ميكائيل فيجده ينتظر المطر ليكيله على السحاب، فيقول له: ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك! لم يبق لبني آدم رزق، ولا للأنعام ولا للوحوش ولا للهوام، قد مات أهل السموات والأرضين وأهل الحجب والسرادقات وحملة العرش والكرسي وسرادقات المجد والكروبيون والصافون والمسبحون، وقد أمرني ربي بأن أقبض روحك. فيبكي ميكائيل عند ذلك ويتضرع إلى الله ويسأله أن يهون عليه سكرات الموت، فيحضنه ملك الموت ويضمه ضمة فيقبض روحه، فيموت صريعا لا روح فيه.

يقول الجبار جل جلاله: من بين من تبقى، يا ملك الموت، هل تعلم منهم؟ فيقول مولاي وسيدي، أنت أعلم بمن بقي، إسرافيل وعبدك الضعيف ملك الموت. فيجيب الجبار تبارك وتعالى: اذهب إلى إسرافيل واقتنص روحه. فيذهب، كما أمره الجبار، إلى إسرافيل الذي هو ملك عظيم، فيقول له ماذا أغفلك يا مسكين عن ما يريد بك! لقد ماتت كل الخلائق ولم يبق أحد، وأمرني الله بأن أقبض روحك. فيقول إسرافيل: سبحان الذي قهر العباد بالموت، سبحان الذي تفرد بالبقاء، ثم يقول مولاي اخفف عني مرارة الموت. فيضمه ملك الموت ويقبض روحه في حالة صرعة، فلو كان أهل السموات والأرض في السموات والأرض لماتوا جميعا من شدة صعوبة سقوطه.