الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب

هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب

قدمت دار الإفتاء المصرية توضيحا بشأن حكم الاشتراك في الأضحية، وأفادت الفتوى بجواز الاشتراك بشكل عام في الأضحية، ولكن بشرطين، وهما كما يلي.

  • يجب أن تكون الذبيحة من نوع الإبل أو البقر، ولا يجوز ذبح الشاة أو الماعز وما شابه ذلك.
  • أن يتم تقسيم الأضحية، سواء كانت من جنس البقر أو الإبل بحد أقصى على سبعة أجزاء متساوية، ويجوز أن تتعدد نوايا كل واحد فيهم.
    • كما أجازت دار الإفتاء المصرية مشاركة غير المسلم مع المسلم فيها، وكل منهم على حسب نيته.

العلماء وافقوا على هذا الرأي بشأن شروط المشاركة، ولكن بالنسبة لمشاركة الأضحية مع الأب بالتحديد، فإن العلماء يرون أن ذلك يعتمد على حالة الأبناء، فإذا كان الابن يعتمد على والده ولا ينفق على نفسه، ينوي الأب أن يضحي افتداء له ولأسرته، ويجوز لهما مشاركة النية والثواب، أما إذا كان الابن قادرا على الانفاق على نفسه، فالأفضل أن يضحي كل منهما بأضحية منفصلة، ولكن لا بأس من مشاركة الأب والابن في إحدى الأضاحي، طالما أنها تلبي الشروط السابقة التي ذكرت في البداية.

كان رأي المستشار العلمي لمفتي جمهورية مصر العربية، الدكتور مجدي عاشور، أنه غير جائز للابن أن يشترك في أضحية والده إذا كان له بيت مستقل عن الأب. ويرجع عاشور هذا الرأي إلى أنه في حالة وجود الابن والأب في بيت واحد، يضحي الأب وتجزأ الأضحية عن الأسرة بأكملها نظرا لأنهم في بيت واحد ولديهم طعام ومسكن مشترك. أما إذا كان الابن مستقلا في بيته ولديه أسرته، فكل واحد يذبح ذبيحته، كما أباح الاشتراك ولكن مع التزام بالشرطين التي أشرنا إليهما مؤخرا.

هل يجوز اشتراك أكثر من سبعة في الأضحية

أشار المستشار العلمي لمفتي جمهورية مصر العربية إلى أنه يجوز لسبعة أشخاص أن يشتركوا في بقرة أو بعير للأضحية، ولكن لا يجوز لاثنين أن يشتركا في سبعة واحد، حيث يمكن تجزئة السبعة بين شخص واحد فقط، وإذا رغب الشخصان في شراء اللحم دون الأضحية فلا مانع من أن يشتركا في ما يرغبان فيه، وأضاف الدكتور عاشور أنه إذا اشترك أحد المشتركين بأقل من سبعة فإن أضحيته لا تعتبر صحيحة، ولكن هذا لا يؤثر على المشتركين الآخرين، حيث يمكن لسبعة أشخاص أن يشتركوا في بقرة أضحية ويختلف رغباتهم بين الأضحية واللحم.

هل يجوز الاشتراك في الأضحية للميت

يختلف العلماء في ذلك، ومن بين تلك الآراء والأكثر ترجيحا هي التالية.

  • رأي الحنفية والحنابلة: ممكن المشاركة في ذبح الأضحية للميت، وممكن الوصول للميت بأجر الأضحية، وهذا الرأي مستند على ما نقل عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أنه كان يضحي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – بكبشين، وعلي قال في ذلك، إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد أمره بذلك.
  • مذهب الشافعية: لا يجوز أداء الأضحية إذا لم يوصي بها المتوفى، وقد ذكر الإمام النووي في كتابه “المنهاج” أنه لا يمكن أن تضحي عن الآخرين بدون إذنهم، ولا يمكن أن تضحى عن شخص ميت إلا إذا وصى بذلك.
  • رأي المالكية: يقوم الإمام خليل- رحمه- الله- بذكر المكروهات في الأضحية ويعبر عن كراهية جز صوفها وفعلها عندما يكون الحيوان ميتا، وهذا الرأي متفق مع رأي الإمام مالك في كتابه “الموازنة” حيث يعبر عن عدم ارتياحه لتضحية المسلم لأبويه المتوفيين، ولم يرد هذا عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أو السلف، بالإضافة إلى أن المقصود بهذا هو التفاخر والمباهاة.

هل يجوز اشتراك أربعة في الأضحية

يعتقد جمهور العلماء والفقهاء أن الشرط للمشاركة في الأضحية هو أن لا يقل نصيب الفرد المشارك في الأضحية عن سبعة من البدنة أو البقرة. ويستندون في هذا إلى قول جابر بن عبد الله – رضي الله عنه -: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة المهل، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر، حيث يشترك كل سبعة أشخاص في بدنة واحدة) (حديث صحيح). لذا، ليس هناك مانع من أن يشترك أقل من سبعة أشخاص في الأضحية، أو يشتركوا فقط سبعة أشخاص ولا يزيدوا عن ذلك. ويجب أن تكون الأضحية بقرة أو بدنة كبيرة الحجم، ولا تكون من الماشية الصغيرة مثل الخراف والماعز.

حكم اشتراك الزوجين في الأضحية

يعتقد العلماء أن المشاركة بين الأب والابن في الأضحية يتم وفقا لنفس القواعد التي تنطبق على الزوج والزوجة. يجوز للزوج أن يضحي بنية الثواب لنفسه ولزوجته ولأفراد أسرته. يمكن للزوجين أن يشتركا في شراء الأضحية من حيث التكلفة، ولكنها لا يجب أن تكون شاة. يجب أن تكون الأضحية بقرة أو جملة. والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى