الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من عقوبات كفر النعم

من عقوبات كفر النعم

  • يقصد بكفر النعم عدم الشكر والإنكار على نعم الله، فالشخص الذي لا يدرك قيمتها لا يعرف قدرها، ويعظم نعم الله التي وهبها لعباده. فقد قال تعالى في سورة إبراهيم: “ولئن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار”.
  • وفي مسند الحارث ورد عن جابر بن عبد الله قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أعطى عطاء بقدر ما يستحقه فليكافئ به، ومن لم يستطع فليثن الثناء، وإن لم يفعل فقد أبى نعمة الله
  • حث الله عز وجل عباده على شكر نعمه، فقد قال في سورة إبراهيم: “إذا شكرتم لأزيدنكم، وإذا كفرتم إن عذابي لشديد.
  • يجب على الإنسان أن يشكر ربه عز وجل على نعمه ولسانه وأعضاء جسمه، وأن يعترف بأن تلك النعم هي من فضل الله عليه، وأنه لا ينبغي أن يهدر تلك النعم أو ينفقها فيما يغضب الله.
  • ويعاقب الله عز وجل الإنسان على كفره بالنعم بزوالها، فقد ذكر ابن كثير في التفسير عند قول الله تعالى: إن شكرتم لأزيدنكم وإن كفرتم إن عذابي لشديد {إبراهيم:7}. يعني إذا شكرتم نعمتي عليكم سأزيدكم منها، وإذا كفرتم يعني إذا كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها إن عذابي لشديد، وهذا بأخذها منكم وعقابكم على كفركم 
  • يتضمن القرآن الكريم أمثلة على عقاب الله للأمم التي لم تقدر نعمه ولم تشكره عليها، وفي سورة سبأ يقول الله تعالى: “كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال، فكلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل”.
  • من أدلة عقاب الله لعبده على كفره بالنعمة هو حرمانه منها ، ومن الأدلة على ذلك ما ذكر عن ثوبان ، العبد المملوك لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “البر هو الذي يزيد في العمر ولا يتجاوز القدر إلا بالدعاء ، وإن الإنسان يحرم رزقه بالذنب الذي يقع فيه.
  • وفي المسند: رسول الله صلى الله عليه وسلم صادفه شخص يسأله، فأعطاه تمرة، فرفضها ولم يقبلها، ثم صادف شخصا آخر فأعطاه تمرة، فقبلها وقال: تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر له بأربعين درهما.

جحود النعمة

  • كما ذكر سابقا، يعتبر نقص الامتنان سببا لانقضاء النعمة، وشكرها سببا لاستمرارها.
  • في قرآنه الكريم، أوضح الله عز وجل لنا أهمية شكر نعمته، حيث ذكر ما حدث في قرية مكة، التي كانت تعيش في أمان واستقرار وكانت مباركة برزق وافر. ومع ذلك، عندما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رفضوا وكذبوه، وجحدوا نعمة الله عليهم. فدعا عليهم بالجفاف والجوع الشديدين، فأزال الله عنهم نعمهم وأنزل عليهم الجوع والبطن الفارغ، كعقاب لهم على نكرانهم نعمته وجحودهم بها.
  • فقد جاء في قول الله تعالى في سورة النحل: الله ضرب مثلا لقرية كانت آمنة ومستقرة، حيث كانت تأتيها رزقها بسخاء من كل مكان، ثم كفرت بنعم الله فأصابها الله بالجوع والخوف بسبب ما كانوا يفعلون.
  • يمكن استنتاج أن جحود النعمة يكون بالكفر بها أو بعدم اعتراف الإنسان بنعمة الله سبحانه وتعالى، أو استخدام النعمة في معصية تغضب الله عز وجل.
  • فقد قال عز وجل في سورة إبراهيم: ألم تر الذين استبدلوا نعمة الله بالكفر وجعلوا قومهم يسكنون دار البوار؟ إنهم يصلون جهنم، وما أسوأ المصير! وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله. قل لهم: تمتعوا، فإن مصيركم هو النار.

التوبة من كفر النعمة

  • لا سبيل للمؤمن من التوبة من كفر وجحود النعمة إلا بالآتي:
    • الاعتراف بنعم الله عز وجل.
    • أشكر الله على تلك النعم التي لا حصر لها.
    • الوفاء بحق الله تعالى في هذه النعم يعني أن ينفقها المؤمن في ما يرضي الله، وليس فيما يغضبه ويثير سخطه.
    • إخراج الصدقات، وخصوصا الصدقات السرية، هو من أسباب استمرار النعمة على العبد وتجنب سخط الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالاصطناع للخير، فإنه يمنع المصائب، وعليكم بالصدقة السرية، فإنها تطفئ غضب الرب العزيز”
  • إذا حصل العبد على منصب أو مال أو أي نعمة أخرى، فيجب أن ينسب تلك النعم إلى الله عز وجل، ولا يرجعها إلى مهارته أو كفاءته أو قدرته على جلب أي نعمة، لأن ذلك يتعارض مع عقيدة المؤمن.
  • كان منهج الكفار هو نسب النعم التي أنعم الله بها عليهم إلى أنفسهم، وقال الله عنهم في سورة فصلت: “ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى”.
  • من أمثلة ذلك ما أدعاه قارون بأنه يستحق ثروته، لأنه يمتلك المعرفة. ولكنه نفى مصدر هذه النعمة ولم ينسبها إلى الله، الذي هو صاحبها. وقد ذكر في سورة القصص: “قال إنما أوتيته على علم عندي، أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله أمما أشد قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون”

أهمية شكر النعمة

تتجلى أهمية شكر الله على نعمه في النقاط التالية:

  • شكر الله على نعمه سبب لزيادتها، فقد قال الله تعالى في سورة إبراهيم: “لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد”.
  • تنفيذا لأمر الله تعالى بشكر نعمته، فقد قال في سورة البقرة: “يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون”.
  • نحن نشكر الله على نعمه تقديرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان يحرص على شكر الله على النعم. كان يقول دائما: “اللهم امددني بالمساعدة في ذكرك وشكرك وعبادتك الجميلة”.
  • تصبح في منزلة الأنبياء والرسل والعباد المؤمنين الذين وصفهم الله بالشاكرين، فقد ذكر في سورة الإسراء: “إنه كان عبدا شاكورا”.
  • عندما يشكر العبد ربه على نعمه، يصبح من النادر أن يكون شاكرا لله، فقد قال تعالى في سورة سبأ: “وقليل من عبادي هو الشاكر لله”.
  • في شكر الله على نعمه مصلحة تعود على العبد ومجتمعه، فقد قال لقمان في سورة لقمان: “ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد”.
  • شكر النعمة هو من الأسباب التي تجعل العبد ينجو من عذاب الله، فقد قال الله تعالى في سورة النساء: “ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما”.
  • عندما يشكر العبد ربه على نعمه، فإنه يلزم نفسه بأن يشكر الناس على أي خدمة أو لطف قاموا به تجاهه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى