الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما الحكمه من خلق الجبال الرواسي

ما الحكمه من خلق الجبال الرواسي

توجد العديد من الفوائد التي يحققها وجود الجبال على الحياة البشرية بشكل خاص وعلى النظام البيئي بشكل عام، حيث جعلها الله -سبحانه وتعالى- دعامات، وفيما يلي بعض هذه الفوائد.

  • تساهم الجبال الرواسي في الحفاظ على سلامة الأرض من خلال زيادة تماسك التربة.
  • تحافظ الجبال الرواسي على التنوع الطبيعي للأراضي المختلفة، وبالتأكيد ينعكس ذلك على البيئة الحيوية التي تعيش فيها.
  • تحافظ الجبال الرواسي على نظامها البيئي وتنوعه.
  • الجبال تحافظ على استقرار الصخور التي تحتها، دون حدوث أي حركة اضطرابية قوية يمكن أن تتسبب في خطر على حياة الكائنات الحية فوقها.

ذكر الله -تبارك وتعالى- الجبال بصفة خاصة كونها من آياته في الكون، وذكر ذلك في قوله -تعالى-: (“والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج”) (سورة ق الآية: 7)

ما هي الجبال الرواسي

يعرف علماء الجيولوجيا الجبل على أنه شكل من أشكال التضاريس المرتفعة عن سطح الأرض، ويتميز الجبل عن غيره من التضاريس المرتفعة بقمته الحادة والمدببة، بالإضافة إلى احتوائه على سفوح شديدة الانحدار، وهو واحد من أهم التضاريس التي أبدعها الله -تبارك وتعالى- في الكون، فإن تلك الجبال تساهم في تثبيت الصخور الموجودة تحت سطح الأرض، وتمنع حركتها بشدة، فعلى الرغم من حركتها المستمرة فإنها تتحرك ببطء شديد لا يمكن للإنسان أن يشعر بها، ولا تؤثر على البيئة الحيوية على سطح الأرض.

  • تعمل الجبال على تثبيت الأرض وتقليل آثار الزلازل وموجات المد المرتفعة والبراكين.
  • أثبتت الدراسات الجيولوجية الحديثة أن الجزء الذي نراه من الجبل يعد جزءا صغيرا من إجمالي حجم الجبل.

ما الفرق بين الجبال والرواسي

قد يحدث الخلط بين القراء، حيث يعتقدون أن هناك فرقا بين الجبال والرواسي. في الحقيقة، كلمة “رواسي” هي الجمع من كلمة “رأس”. تستخدم للإشارة إلى الأشياء الثابتة والتي لا تتحرك، مثل سفينة راسية في الميناء. كما استخدم العرب كلمة “رواسي” للأوتاد التي تستخدم لتثبيت خيامهم في الماضي، حيث كانت تشير إلى قوة الوتد وثباته.

  • لذلك لا فرق بين الجبال والرواسي، فالرواسي هي صفة للجبال للإشارة إلى ثباتها وقوتها في تثبيت الأرض في اللفظ القرآني جبال رواسي.

الجبال المذكورة في القرآن الكريم

هناك العديد من الجبال التي أشار إليها الله -عز وجل- في القرآن الكريم؛ سواء لتعظيمها أو لتوضيح قدرة الله في خلقها، أو حتى لتبيين إحدى الشعائر، ومن بينها ما يلي.

  • الصفا والمروة: وقد ذكر الله- تعالى- هذين الجبلين كونهما من شعائر الحج، كما قال- سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ“) (سورة البقرة الآية: 158)، ويقعان هذان الجبلان في مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، ولهما من الأثر التاريخي العظيم في التاريخ الإسلامي، فقد طافت بالجبلين السيدة هاجر أم نبي الله إسماعيل- عليهما السلام- وقد كانت تبحث عن الماء ليشرب ابنها، وعليه فقد فرض الله- سبحانه وتعالى- الطواف بالجبلين تيمناً بذكرى ما فعلته السيدة هاجر.
    • لما يحمل ذلك من دلالة على اليقين بالمولى- عز وجل- حتى وإن كانت الفرص معدومة، وفقد كانت متواجدة في الصحراء الجرداء، ومن الطبيعي أن لا تجد مياه في أي مكان، ولكنها لم تستسلم، وإنما ظلت تبحث يقيناً منها بأن الله لن يخذلها، وبعد هذا الطواف كانت مكافأة المولى- عظيمة، فقد خرجت مياه زمزم من تحت قدمي سيدنا إسماعيل- عليه السلام-.
  • جبل عرفات: وهو الجبل الذي يذهب إليه جميع الحجاج في يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام، وقد جعل الله الوقوف بعرفة أحد أهم شروط الحج، وقال الله – تبارك وتعالى – في جبل عرفة: “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام” (سورة البقرة الآية: 198)، وهذا الجبل يقع في مكة المكرمة على بعد مسافة قصيرة من الحرم المكي.
  • جبل الطور: هذا الجبل يقع في شبه جزيرة سيناء في جمهورية مصر العربية، وهو المكان الذي تحدث فيه الله -عز وجل- إلى نبيه موسى -عليه السلام- وأعطاه الوصايا العشر. وهو النبي الوحيد الذي تكلم الله معه بشكل مباشر، وذكر الله -تعالى- الجبل في قوله: (وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا) (سورة مريم الآية: 52).
  • جبل الجودي: هو الجبل الذي انتهى إليه سفينة نوح عليه السلام بعد انحسار الطوفان، ولكن للأسف لم يتم تحديد مكان الجبل بدقة في المصادر التاريخية، وذكر الله جبل الجودي في القرآن الكريم، عندما قال تعالى: (وقيل يا أرض ابتلعي ماءك ويا سماء أمطري واحجم الماء وقضي الأمر واستقر على الجودي، وقيل بعدا للقوم الظالمين) (سورة هود الآية: 43).
  • كما يوجد جبل ذكر في القرآن دون تحديد اسمه، وهو الجبل الذي جعله المولى- عز وجل- آية ومعجزة لنبيه موسى- عليه السلام وقومه- عندما أراد سيدنا موسى أن يؤكد على وجود المولى- عز وجل- لقومه فأراد أن يرى الله جهرة، فجعل الله لنبيه معجزة، وهي أن يدك الجبل دكاً أمام عين نبيه وأمام قومه، فأشار المولى إلى أحد الجبال العظيمة، وذكر أن إذا استمر هذا الجبل قائماً سيستطيع سيدنا موسى أن يرى الله، وفي حينها دك الجبل دكاً وكأنه لم يكن شيئاً، المعجزة التي صعقت موسى- عليه السلام- هو وقومه.
    • قد ذكر الله هذا الجبل في قوله- تعالى-: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (سورة الأعراف الآية 143)
    • يشير بعض البدو في شبه جزيرة سيناء إلى أن بقايا هذا الجبل لا تزال موجودة داخل سلسلة من الجبال في صحراء جنوب سيناء.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى