التعليموظائف و تعليم

بحث حول علم الفلك

مقدمة بحث حول علم الفلك

منحنا الله العقل والفكر لكي ندرك العديد من الأشياء التي تحدث في عالمنا، ومن بينها علم الفلك وما يحدث في السماء، فقد قال الله تعالى: “فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم” (الواقعة 75-76).

يمكننا أن نستنتج من الآيات الكريمة أن هناك كواكب ونجوم وأجسام أخرى تسبح في السماء، وهذا العالم لا ينتهي ولا يفني، ففي كل شيء هناك درس وعبرة من المولى عز وجل، وقد وصف الله لنا العديد من التفسيرات الكونية في كتابه العزيز، وأيضا قد أوضح لنا سبب وجود الليل والنهار بقوله تعالى: (خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار) ( الزمر 5).

سوف نتحدث في هذا الاستعراض عن العديد من المسائل المتعلقة بعلم الفلك ومفهومه ونبذة موجزة عن مجال العلوم الواسعة، وسنتطرق أيضا إلى فهم أنواع وتصنيفات علم الفلك بالإضافة إلى التحدث عن أبرز علماء العرب والغرب الذين أحدثوا تأثيرا في هذا المجال وتاريخ تطور هذا العلم، ونأمل أن ينال هذا الاستعراض إعجابكم

تعريف علم الفلك

علم الفلك هو علم يدرس الشمس والقمر والنجوم والكواكب والأجرام والمجرات وكل ما هو بعيد عن الأرض في الكون الخارجي.

  • قامت وكالة ناسا بتعريف علم الفلك على أنه دراسة النجوم والكواكب والفضاء، ويرتبط علم الفضاء تاريخيا بعلم التنجيم، ولكن التنجيم ليس علما.
  • يركز علم الفلك على معرفة تواريخ الأجرام السماوية، حيث يتضمن الحديث عنه العديد من خصائص الحركة وخصائص الأجرام السماوية.
  • يشمل علم الفلك العديد من التخصصات المتنوعة مثل الملاحة السماوية وعلم الفلك الرصدي وعلم التنجيم، وفي الوقت الحالي، يتوافق علم الفلك مع الفيزياء الفلكية التي سنتعرف عليها فيما بعد من خلال الدراسة.
  • في القرن العشرين ، تم تقسيم علم الفلك إلى فروع متخصصة في رصد الفضاء وأخرى تركز على الحصول على البيانات وتحليلها باستخدام مبادئ الفيزياء المختلفة.
  • يهدف علم الفلك النظري إلى تطوير نماذج حاسوبية أو تحليلية لشرح الظواهر الفلكية.

حقائق عن علم الفلك

علم الفلك هو بحر واسع مليء بالمعلومات والاهتمامات، وفيما يلي سنتعرف على عدة حقائق تتعلق بعلم الفلك

  • علماء الفلك في أبحاثهم الكثيرة يتحدثون عن المادة المظلمة، وهي شيء غامض للكثيرين حيث تعتبر شكل غامض للمواد والصعوبة في كشفها بواسطة وسيلة طبيعية، ولذلك تعرف باسم المادة المظلمة، ولقد تم اكتشاف حوالي 5% من المادة في العالم كله.
  • المادة المظلمة تعرف أيضا بالطاقة المظلمة، وهي صعبة الرؤية في أي وقت وعند النظر إلى السماء في الليل أو باستخدام التلسكوب. لا يمكن رؤية سوى جزء صغير مظلم منها.
  • في الوقت الحالي، يعمل علماء الفلك في مجالين وهما المجال الملاحظاتي والمجال النظري.
  • التركيز الرئيسي فيها هو على دراسة النجوم والكواكب والمجرات والكائنات الأخرى مباشرة.
  • أما المجال النظري، فهو يهدف إلى تحليل كيفية تطور النظام عبر العصور.

فروع علم الفلك

يتم تقسيم علم الفلك إلى أربعة فروع رئيسية، ويمكن عرضها على النحو التالي:

  • علم القياسات الفلكية Astrometry: هدف هذا الفرع من علم الفلك هو معرفة مواقع الأجسام السماوية بوضوح وتفسيرها، ويتعلق أيضا بحركة النجوم والأجسام الفردية في الفضاء، بالإضافة إلى دراسة علم الكواكب خارج المجموعة الشمسية وتحديد عددها ومواقعها خارج النظام الشمسي. لم يقتصر هذا العلم فقط على الكواكب خارج المجموعة الشمسية، بل درس أيضا علم الكواكب وتكوينها في النظام الشمسي مع توضيح تاريخ نشأتها.
  • الفيزياء الفلكية Astrophysics : يهدف هذا الفرع إلى تطبيق مبادئ الفيزياء على علم الفلك، كما أنه يعمل على ربط الفيزياء التي نقوم بدراستها والعمليات الفيزيائية وخواصها بعلم الفلك والنجوم والكواكب والأجرام السماوية في الفضاء الخارجي.
  • الجيولوجيا الفلكية Astrogeology: يهدف علم الجيولوجيا الفلكية إلى دراسة جيولوجيا الأجرام السماوية مثل الأقمار والكويكبات والنيازك الكوميتية وغيرها من الأجسام التي تحوم في الفضاء.
  • علم الأحياء الفلكية Astrobiology: يهدف هذا العلم إلى البحث عن الحياة خارج الأرض ويتساءل أيضا عن تطور الحياة وهل كان هناك كوكب آخر يحتوي على كائنات حية.

أهمية علم الفلك

علم الفلك من العلوم الضرورية والتي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث أجاب على العديد من الأسئلة عبر التاريخ، بدءا من استخدام المسافرين النجوم والشمس للتوجيه في السفر وحتى الوقت الحاضر. لقد ساهم علم الفلك في العديد من المجالات في الحياة، بما في ذلك:

  • المناخ: ساهمت علم الفلك بشكل كبير في دراسة المناخ وفهم حالات الطقس المختلفة والأعاصير والعواصف والرياح الموسمية، بالإضافة إلى تمكين الغنسان من متابعة حالة الطقس اليومية.
  • الهواتف المحمولة: لعب علم الفلك دورا كبيرا في عالم الهواتف الذكية من خلال استخدام الأقمار الصناعية، حيث كانت هذه الأقمار ضرورية للاتصال بالعالم الخارجي وتطور الهواتف الذكية والتكنولوجيا.
  • الصحة: عمل علم الفلك بشكل كبير على تقدم علم الطب وتحسين بعض المجالات، مثل اكتشاف مرض الزهايمر وتطوير أجهزة الأشعة السينية والصناعات الطبية التي تحتوي على العديد من الأجهزة مثل أجهزة سرطان الثدي وأمراض القلب وهشاشة العظام وأشعة الأسنان.
  • نظام تحديد المواقع: استخدمت الأقمار الصناعية في تحديد المواقع ورسم الخرائط لكل شيء على كوكب الأرض، مما ساهم في حل العديد من الأزمات المرورية. قبل ظهور الأقمار الصناعية، كان البحارة يستندون إلى تتبع القمر والنجوم لتحديد طريقهم.
  • الطيران: اعتمد مهندسو الطيران على ما تم اكتشافه سابقا في مجال علم الفلك في عالم الفضاء والأجرام السماوية.

أبرز علماء الفلك العرب

اشتهر عدد من علماء العرب في علم الفلك ومنهم:

ابن الشاطر

كان ابن الشاطر واحدا من أبرز وأشهر العلماء العرب المسلمين في القرن الرابع عشر، حيث كان مسؤولا عن تحديد أوقات الصلاة بطريقة فلكية، وساهم في تعديل نظرية الكوكبية التي وضعها بطليموس، كما قام بجمع مجموعة من الجداول التي تعرض الوظائف الفلكية والكروية المتعلقة بمواقيت الصلاة، وتضمنت الجداول أيضا مدة الليل والصباح والشفق ووقت صلاة العصر وغيرها من المواقيت الهامة التي استند إليها من خلال علم الفلك.

البطاني

هو عبد الله بن محمد البطاني ولد في عام 858 م في مدينة حران. تلقى تعليمه الأول من والده جابر سنان البطاني، الذي كان عالما مشهورا. ثم انتقل إلى مدينة الرقة حيث حصل على تعليم متقدم ومتنوع. أضاف البطاني بعض التعديلات الفلكية في الرقة السورية وأنطاكيا، وأصبح واحدا من أبرز علماء الهندسة والفلك النظري والعملي. قام بإنشاء جدول يحتوي على ملاحظاته الخاصة حول حركة الشمس والقمر بدقة أكثر مما قدمه بطليموس. استخدم البطاني الطرق المثلثية بدلا من الأساليب الهندسية.

بطليموس

“هو عالم مصري إغريقي بطلمي بارع في علم الفلك وعلوم أخرى مثل الرياضيات والجغرافيا، عاش في فترة قبل الميلاد من 90 إلى 168 وله العديد من الكتب في علم الفلك وعلم البصريات، كانت الكتب الفلكية من أشهر كتبه وتتناول تاريخ الفلك ومواضع الأجرام السماوية طوال السنة وحركة الشمس والكسوف والخسوف وحركات الكواكب وغيرها من المواضيع الفلكية.

أبرز علماء الفلك الغرب

علم الفلك هو واحد من أهم وأبرز المجالات التي تميز فيها العلماء واكتشفوا العديد من أسرار الكون، وقاموا بالكشف عن الظواهر الفلكية المختلفة، ومن بين علماء الغرب المذكورين هم:

براهي تيخو

“ولد في عام 1546م وتوفي في عام 1601م في الدنمارك، عاش حياته في مجال رصد النجوم والكواكب، واستخدم ما يعرف بالربعية لتحديد مواقع الأجرام السماوية، ومن خلال مراقبته للنجوم والكواكب، اكتشف الجداول المستخدمة في توقع حركة النجوم، كما رفض النظرية المعروفة بأن الأرض والكواكب تدور حول الشمس، وأكد أن الحركة المنطقية هي حركة الأرض حول نفسها وأن الشمس تدور حولها.

شارل ميسيه

عالم فلك فرنسي قضى حياته في دراسة المذنبات والمدارات الخاصة، وفي عام 1758 اكتشف سحابة صغيرة في كوكبة الثور وقام بمراقبتها حتى اكتشف أنها ليست مذنبا. قام شارل وزملاؤه بإعداد فهرس يحتوي على 110 سديما ومجرة وعنقود تبدأ بالحرف الميم، كما اكتشف العديد من الأجرام واكتشف 13 مذنبا.

 نيكولاس كوبرنيكوس

ولد هذا الشخص في بولندا عام 1473م، وله الفضل في تحرير أوروبا من الجهل التي كانت تسود فيها، إذ كانت تحت سيطرة الكنيسة التي كانت تشوه أفكار الناس بواسطة كاهن يقوم بذلك، وكانت هذه الكنيسة في فرومبروك، وقام نيكولاس كوبرنيكوس بمقاومة هذا الأمر وقال إن الأرض هي مركز الكون وأن الشمس تدور حولها، وبعد أن صرح بهذا الأمر، اعتبرته الكنيسة كافرا ولكنه أحدث ثورة فكرية.

وليام هرشل

هو عالم فلك إنجليزي ولد في عام 1738م، وكان أيضا موسيقيا مشهورا. اهتم منذ صغره بعلم الرياضيات. قام بمسح شامل للسماء باستخدام تليسكوب ضخم، واكتشف كوكب أورانوس في عام 1781م، وهو الكوكب السابع في نظامنا الشمسي. كما اكتشف كوكب زحل في عام 1789م.

غاليليو غاليلي

من بين العلماء البارزين في الفلك، هو من ابتكر التلسكوب الفلكي، وأيد فكرة وجود مركزية للشمس، حاز على العديد من الألقاب بما في ذلك أبو الفيزياء وأبو العلوم، وتم إعدامه من قبل الكنيسة بسبب اعتقاده بوجود الشمس كمركز للكون.

التاريخ المبكر لعلم الفلك

علم الفلك هو أول علم طبيعي الذي يصل إلى مرحلة التطور والقدرة على التنبؤ، وأصبح علم الفلك من العلوم المبتكرة مقارنة بالعلوم الأخرى، وذلك لعدة أسباب منها: إنه علم مستقر وبسيط، حيث كان في الماضي ينظر إلى علم الفلك كفرع من فروع علم الرياضيات في اليونان، وكان لعلم الفلك ارتباطا وثيقا بعلوم الدين والفلسفة.

  • تم اكتشاف العديد من العلوم الفلكية منذ زمن وهي مازالت مستمرة حتى الآن، حيث تم الاحتفاظ ببعض الملاحظات البابلية عن الزهرة منذ بداية الألفية الثانية قبل الميلاد.
  • كان الإغريق في العصور القديمة هم أولئك الذين قادوا علم الفلك، حيث كانت لديهم رؤية واسعة في تطوير النظريات.
  • في القرن الثاني قبل الميلاد، أضاف بطليموس، العالم الروماني، اختراعا غريبا يتعلق بمركزية الأرض وكرات التعشيش البلورية، وقال إن الكواكب تتحرك في دوائر مثالية وتدور حول الأرض. قد تكون هناك خطأ في نظريته، ولكنه اكتشف مسار الكواكب بشكل جيد.
  • مع وصول القرن الرابع قبل الميلاد، حقق البابليون العديد من الإنجازات في علم الفلك، وفي منتصف الألفية الخامسة، حدث تقدم هائل في التاريخ بفضل العلماء اليونانيين في مجال الفلك، حيث وضعوا بصمتهم الفريدة في التطورات التي حققها البابليون.
  • في بداية العصور الوسطى، كانت اللغة العربية هي اللغة السائدة في علم الفلك، بعد أن كانت اللغة اليونانية هي السائدة في البداية.
  • علماء الفلك قاموا بدراسة الأراضي الإسلامية بمهارة، وأضافوا الكثير بعد العلماء اليونانيين وقاموا بإعادة إحياء التعليم في أوروبا وتحقيق النهضة الأوروبية، وبالتالي أصبحت اللغة المهيمنة في علم الفلك هي اللغة اللاتينية مثل باقي العلوم.

خاتمة بحث حول علم الفلك

وبهذا نصل إلى نهاية بحثنا المتعلق بعلم الفلك. حاولنا قدر المستطاع تحليل وشرح ماهية علم الفلك وإعطاء نظرة عامة على فروعه، بالإضافة إلى ذكر علماء العرب وعلماء الغرب الذين ساهموا في تطور هذا العلم واكتشاف العديد من المعلومات. كما تطرقنا إلى تاريخ علم الفلك واللغات الأساسية المستخدمة فيه. وينطلق هذا البحث العلمي في عالمنا بشكل مستمر، حيث تتوالى الأحداث والاكتشافات في مجال علم الفلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى