التعليموظائف و تعليم

من ثمار التعامل الحسن مع الأخوة اكتساب المحبة

من ثمار التعامل الحسن مع الأخوة اكتساب المحبة

بالتأكيد الجملة صحيحة، فمن المعروف أن التعامل الحسن بين جميع الناس هو العنصر الرئيسي لاكتساب الاحترام والمحبة وزيادة الترابط بين جميع أطراف المجتمع، ويجب أن تبدأ هذه المحبة من المجتمع الصغير، والذي يتكون من الأسرة، وهي اللبنة الأساسية والعنصر الأساسي للمجتمع الإسلامي.

  • لذلك، نصح الله – تعالى – جميع المسلمين بالتعاضد والتراحم بينهم، والالتزام بالحفاظ على هذه الروابط، وذلك من خلال توجيه الشريعة الإسلامية بأن جميع المسلمين إخوة.

ما هو شعور الاخوه؟

شعور الأخوة هو شعور وجداني عاطفي يبدأ عندما يصل الأخ الصغير إلى البيت ويستمر مع مرور الوقت. يعمل على تعزيز المودة والتراحم والحب بين الأخوة. يصفه الكثيرون بأنه القلب النابض في جسد آخر. الأخ هو الشخص الذي يشاركك الطعام ويحمل أسرارك ويرى الحقيقة في عينيك ويفهم ما تمر به ويعيش معك.

من ثمار التعامل الحسن مع الأخوة

التعامل الحسن مع الأخوة ينتج الكثير من الفضائل والقيم النبيلة، ومن بينها ما يلي.

  • الاحترام المتبادل
  • زرع الثقة في العلاقة المتبادلة.
  • اكتساب المحبة
  • نكون قدوة حسنة للأحرين.
  • التعاون فيما بينهم.

علاقة المسلم بأخيه المسلم

يربط الإسلام بين جميع أتباعه والمدينة التي يعيشون فيها، وجعل الإسلام علاقات دائمة وإيجابية بين المسلمين، وكذلك بين المسلم والكافر الذي لا يعادي الله ورسوله، أو الذي يرتبط به عهود مع المسلمين، وسنحاول في هذا التوضيح تفصيل علاقة المسلم بأخيه المسلم في القرآن الكريم والسنة النبوية.

علاقة المسلم بأخيه المسلم في القرآن الكريم

قال الله- تعالى- في تعامل المسلم مع أخيه المسلم: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ۚ واتقوا الله لعلكم ترحمون) (سورة الحجرات الآية: 10)، وقد قال أهل التأويل في تفسير الآية الكريمة أن التفسير فيه يعود إلى أن جميع المؤمنين هم إخوة في الدين، لذا عندما يحدث خلاف بين أحد الأخوين، على جميع المسلمين أن يساعدوهما في حل هذا الخلاف، حتى يتم التوصل إلى اصلاح بين الأخوين في حالة القتال، ويكون الاصلاح عن طريق إتباع حكم الله وحكم رسوله- صلى الله عليه وسلم-.

  • وبناء على ذلك، يجب على جميع المؤمنين القتلى أن يتصالحوا مع بقية المسلمين لإصلاح العلاقة بينهم، وفقا لما أمر به الله ورسوله.
  • يتبين لنا أن جميع المسلمين هم إخوة، وهؤلاء الإخوة يتمتعون بصفات الترابط والمحبة والتعاضد بينهم، مثلما يحدث بين كل الإخوة من الأبوين.
  • ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل يظهر ترابط المسلمين فقط عندما يقاتل اثنان أو فئتان من بينهم؟

علاقة المسلم بأخيه المسلم في السنة

بالطبع لا، فالعلاقة بين المسلمين ليست مقتصرة فقط على الخلافات والنزاعات، بل المسلم لأخيه المسلم كجسد واحد، وهذا ليس رأيا شخصيا أو مجرد تشبيه، بل هو قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الشريف الذي رواه النعمان بن بشير – رضي الله عنه -: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا ألم به عضو تعاطف معه سائر الجسد بالسهر والحمى” (حديث صحيح)

  • يوضح لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن جميع المسلمين هم كجسد واحد، وكل واحد منهم مرتبط بالآخر ويتعاونون معا لصحة الجسد الكامل. فلا يمكن أن تحدث إصابة في جزء معين من الجسد دون أن تظهر أعراض على بقية الجسد وتشير إلى وجود مشكلة، ويعمل الجسد ككل على إصلاح تلك المشكلة.
  • ذكر رسولنا الحبيب – صلى الله عليه وسلم – أن ترابط المسلمين يكون في العلاقات الودية والتعاطفية، وليس في القوة والحكم والاتفاق، وإنما في أبسط علاقاتهم العاطفية وأقلها تعقيدا وأقواها إيجابية، فلم يذكر رسولنا الحبيب أن العلاقة بين المسلم وأخيه علاقة سلطة أو تحكم أو أمر أو نهي، وإنما هي تراحم وتعاطف.

حق المسلم على أخيه المسلم

في العديد من الأحاديث، صلى الله عليه وسلم حدد حقوق المسلم على أخيه المسلم، ومن أهم تلك الأحاديث هو الحديث الذي رواه أبو هريرة، وفيه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، وأشار إلى صدره وقال: التقوى ههنا، فمن الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، وهذا حديث صحيح. وذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بعض الحقوق بين المسلم وأخيه، ويمكن توضيحها في النقاط القادمة القليلة.

  • نهى رسول الله -ﷺ – عن الحسد بين المسلمين، والحسد هو أن تتمنى زوال النعمة من المحسود، لأن الحسد يعترض مشيئة الله، حيث أن الله قد أنعم على الآخرين بنعمة لم ينعم بها على الحاسد، وفي الحسد يحاول الحاسد نقض فضل الله عن عباده.
  • ثم نهى رسول الله -ﷺ – عن النجش، والنجش هو أن يزيد الإنسان في سعر السلعة، غير راغباً في شرائها، وإنما لخداع غيره بتكثير الثمن عليه، حتى يشعر أن قيمتها غالية فيشتريها بسعر زائد، سواء كان ذلك بمواطأة البائع أم لا، فهذا باب من أبوات الغش والخداع.
    • كما قد فسر بعض الفقهاء التناجش المنهي عنه في الحديث بأنه إثارة الشيء بالمكر والحيلة والمخادعة، فيكون النهي في تلك الحالة عن الخداع، عدم معاملة المسلم لأخيه المسلم بالمكر والمخادعة والاحتيال، والتي تنتهي بإيصال الأذى إلى المسلم.
  • ثم حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تجنب التباغض بين المسلمين، فلا ينبغي للمسلم أن يسبب البغض لأخيه المسلم، فالبغض هو الشعور بعدم الرغبة في شيء بسبب وجود جانب سيء فيه، وهو مرادف للكراهية. يمكن أن يحدث البغض بين شخصين أو من قبل أحدهما. يشمل هذا النهي جميع جوانب الحياة، ما لم يكن بسبب الدفاع عن الدين أو انتهاك حرمات الله. في حالة البغض في سبيل الله، فإن صاحبه سيكون مكافأة له، لأنه يحافظ على حقوق الله.
  • ثم نهى رسول الله- صلى الله عليه وسلم – عن التدابر، والتدابر هو عندما يتجاهل المسلم أخاه المسلم، ويتجنب مخاطبته أو النظر إليه، أو حتى تجاهل اهتمامه به. فقد نهى رسول الله- صلى الله عليه وسلم – عن قطيعة العلاقات والهجر بين المسلمين، أو تجاهل حقوق أخيه المسلم، بما في ذلك حق الإعانة والنصر، وحتى حق إلقاء السلام عليه. ويجب عدم التباعد لمدة أكثر من 3 أيام إلا في حالة وجود عذر شرعي.
  • ثم نهى رسول الله -ﷺ – عن بيع المسلم لأخيه المسلم، وهو قول أحدهم للمشتري أن يرجع ما اشتراه من أخيه المسلم، وهو سيقدم له نفس المشتريات بسعر أفضل، أو بمزايا أكبر، وذلك لأنه يسبب الإيذاء، والذي يؤدي إلى تنافر وكراهية بين المسلمين.
  • يجب أن يكون المسلمون إخوة فيما بينهم، لا يظلمون بعضهم البعض، ويدافعون عن بعضهم.

عبارات عن الأخوة

نظرا لأهمية ما يتم طرحه من قبل الإخوة، تم تأليف العديد من العبارات التي تعظم من قيمة الإخوة، ومن بينها ما يلي.

  • الأخوة هي من أعظم النعم التي منحها الله للإنسان، ولا يدرك قيمتها إلا من فقدها.
  • لا يمكن للإنسان أن يكون إلا بإخوته، فهم قوته وعزوته وملاذه وحمايته.
  • الأخوة وطن لكل فرد، وهم المسكن أينما يكونون، وبدونهم نشعر بالغربة حتى في منازلنا.
  • من لديه أخ لديه قلب آخر ينبض له، وعقل آخر يفكر في أمره.
  • عرس الشيطان يوم تقع الفتنة بين الإخوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى