العناصر الأساسية لبناء الخطبة هي

الخطبة هي إحدى الأمور الأساسية والهامة التي يأمرنا بها الدين الإسلامي، ومن خلالها نتعرف على تعاليم الدين الإسلامي ونطلع على السنة النبوية الشريفة في العديد من المواقف، وتقوي ثقة الفرد في نفسه. الخطبة ليست مجرد حديث عن الواقع على منبر المسجد، بل هناك عناصر يجب توفرها لاكتمال أركان الخطبة ومنها:

• المقدمة: هي عبارة عن بداية قوية أو عبارة جذابة لبدء موضوع هام حتى يلفت الخطيب انتباه المستمعين ويعد بمقدمة للدخول في الموضوع الأساسي، كما يجب أن تكون مرتبطة بالموضوع الرئيسي.
• العرض: وهو عبارة عن صلب الموضوع، والذي يأخذ النصيب الأكبر في الحديث عنه طوال الخطبة، وقد يزيد حجمه عن المقدمة والخاتمة، ولا يمكن تخطيه أو الاستغناء عنه في الخطبة، وحتى تكون الخطبة جيدة وقوية على أذن المستمع لا بد من مراعاة ما يلي أثناء التحدث عن موضوع الخطبة:
  • الحفاظ على ترابط أجزاء الموضوع وتوحيد الفكرة لعامة أثناء العرض.
  • يجب عرض الأفكار بطريقة منطقية ومتسلسلة دون تغيير الترتيب.
  • التنسيق العام في الأفكار يعني ترتيب الأفكار من الأهمية إلى الأقل أهمية، لكي نحافظ على التسلسل السليم والانتقال السلس من فكرة إلى أخرى بشكل يرضي المستمع.
  • عند اتباع أسلوب الإثارة والتشويق، يضمن الخطيب توافق المستمعين مع الموضوع.
• الخاتمة: هي نهاية الموضوع التي يختارها الخطيب ليعرض فيها أفضل الأفكار ويستخدم فيها العبارات القوية التي تؤثر في السامع بشكل كبير وتحافظ على تركيزه حتى النهاية، ويجب أن تكون قصيرة وفي بعض الأحيان يستخدم الخطيب فيها بعض الأدعية.

ما هي الخطبة ؟

الخطبة فن إقناع الجمهور والميل إلى الحديث، وتكون بها نسبة تأثير مرتفعة للغاية، وهناك العديد من أنواع الخطب، ومن بين هذه الأنواع:

• خطب دينية: هذه الخطبة تلقى في صلاة الجمعة كل أسبوع في المساجد، وخطبة الاستقساء وخطبة العيدين (عيد الفطر وعيد الأضحى)، وخطب دعوة وإرشاد.
• الخطب السياسية: وهذه هي الخطب التي يتم إلقاؤها في المؤتمرات السياسية المتعددة والندوات والحفلات واللقاءات والاجتماعات الدولية.
• خطب حربية: وهي خطب تلقى للمقاتلين والجنود في الحروب لنشر روح الشجاعة والجهاد من أجل الحفاظ على الوطن وحماية أراضيه.
• خطب محفلية: تلقى في المناسبات العامة مثل تلك التي تقام في المدارس والجامعات والمؤسسات العلمية المختلفة.

مواصفات الخطبة

للخطبة الناجحة عدة مواصفات يجب توفرها في الخطيب، ومن بين هذه المواصفات ما يلي:

• أن يختار الخطيب موضوعا خاصا أو فكرة واحدة ومحددة.
• يجب على الكاتب التركيز على الفكرة الرئيسية وعدم الانشغال بأكثر من فكرة واحدة حتى لا يتشتت القارئ.
• يجب أن تحتوي الخطبة على جوا من الإثارة والتشويق لتجنب الملل، وذلك من خلال طرح أفكار متعددة لشرح الموضوع المختار، دون الانحراف إلى مواضيع جانبية.
• الاحتجاج بالآيات القرآنية والأحاديث والقصص التاريخية.
• الابتعاد عن استخدام الجمل الكبيرة.

مواصفات الخطيب الناجح

ليس كل من يستطيع الحديث في موضوع كامل يصبح خطيبا. هناك عدة مواصفات يجب توافرها في الخطيب ليكون خطابه ناجحا وخاليا من العيوب والأخطاء. لأن الحديث الذي يخرج من فم الخطيب يكون مصدرا موثوقا للعديد من السامعين ويوجد علاقة تأثير وتأثر بينهم.

من أبرز الصفات التي يمكن للخطيب أن يتمتع بها، ما يلي:

• امتلاكه لموهبة الإلقاء: يعتبر الخطاب موهبة من الله تعالى، لذلك يجب أن يتوفر الاستعداد والتهيئة الطبيعية حتى يتمكن من إلقاء الخطب بشكل صحيح، وتكون الموهبة في استخدام طريقة حديثة مؤثرة وكلمات تلامس المشاعر وتصل إلى النفس وتبقى في محلها الصحيح.
• الاهتمام بالإخلاص لله عز وجل: الإخلاص لله عز وجل يعتبر من أهم العوامل التي تساعد الخطيب على إلقاء خطبة ناجحة، حيث يكون صادقا في حديثه ويجعل العديد من الأشخاص يثقون به.
• إتقان مهارة القرآن الكريم: يجب على الشخص أن يكون مطلعا تماما على القرآن الكريم وتعاليم الآيات حتى يكون لديه العديد من الأدلة والبراهين لدعم حديثه وهذا يزيد من مصداقية حديثه.
• استخدام الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة مصادرها: يجب على الخطيب أن يهتم بعلم الحديث النبوي الشريف، قراءة كتب السنة أو الاستماع إليها هو بحر واسع لا ينتهي ولكن عند استخدامه في الخطب يجب استخدام الأحاديث الصحيحة والتي لها إسناد قوي.
• الدراية الكاملة بالأحكام الشرعية: يجب على الخطيب أن يكون على دراية كاملة بأحكام الخطبة وكذلك الصلاة، وأن يكون على إلمام بأركانها وشروطها ومصححاتها ومبطلاتها ومكملاتها، وأن يكون دائم السعي في إكمال أي نقص لديه بخصوص كيفية الصلاة والخطبة، ولا يوجد شرط بأن يكون الخطيب مفتيا في جميع الأحكام.
• الاهتمام باللغة العربية: يعتبر أن تكون لدى الخطيب معرفة جيدة باللغة العربية وفنونها من أهم الصفات التي تؤدي إلى نجاح خطبته. يستخدم الخطيب ألفاظا جميلة وجذابة وتكون قريبة من قلوب السامعين. يستخدم أيضا أساليب متنوعة في الإلقاء، حيث لا يلقي الخطبة بنفس النغمة طوال الوقت، ويستخدم أسلوب السجع لكي لا يشعر المستمعون بالملل من الرسالة التي يرغب الخطيب في توصيلها.
• مراعاة المستمعين من حيث الزمان والوقت والمكان: الخطيب الناجح يتميز بالحكمة والمهارة العالية والدقيقة في تقدير احتياجات الجمهور من حيث الزمان والمكان، ويأخذ في الاعتبار حالة الجمهور في الأجواء الباردة أو الحارة الشديدة، ولا يجعل المصلين يشعرون بالملل.

أهمية الخطبة ودورها في المجتمع المسلم

تعد الخطبة واحدة من أهم الأهداف العظيمة التي تسعى إليها وتتضمن ما يلي:

• يذكر الناس بربهم، ويعلمهم أمر دينهم، ويوضح دور المسلم في الحياة.
• وتحذير من العيوب التي يمكن أن يقع فيها المسلم نتيجة الجهل أو الخطأ.
• العمل على حل مشاكل الأمة وتحديد مسارها يعتبر أمرا هاما، حيث يكفي أن ندرك أهمية هذه الأهداف العظيمة والسمات التي يتم تجاهلها في الخطب، من أجل أن ندرك المكانة الفريدة التي نحتلها بين الأديان، ولذلك يجب أن نبدأ فيها مبكرا.
• رفع شأنها، والتأكيد على الاستماع إليها، والتحذير الشديد لمن خلفها عن ذلك.
•  الخطبة واحدة من الوسائل الناجحة التي يلجأ إليها المصلحون والعلماء والدعاة والقادة في جميع العصور لتحريك الأذهان وبث الثقة في النفوس للدفاع عن فكرة معينة أو القيام بمهمة معينة أو التحذير من أعمال معينة.
•  يمكن أن تؤدي الخطبة إلى تغيير عادات وتصورات الناس، وهناك العديد من الخطب التي تفتح باب الأمل والتوبة لبعض المستمعين، وهناك أيضا خطب تساعد في تهدئة الفتنة، وهناك خطب تؤثر في تثبيت قلوب الجنود وتكون النصر حليفهم.
• تعد الخطبة وسيلة هامة وناجحة للتأثير في الإعلام والتعليم والدعوة والتربية، سواء في السلم والحرب، وفي الأوقات الجيدة والسيئة والضعف والقوة، ولها تأثير كبير في مجتمعنا ولا يمكن الاستغناء عنها.