الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

الفرق بين الوضوء والغسل

الفرق بين الوضوء والغسل

هناك العديد من الفروق بين الوضوء والغسل، بما في ذلك التوقيت والكيفية والفروض والسنن والأحكام الخاصة بكل منهما. على الرغم من أنهما يندرجان تحت باب الطهارة في الإسلام، سنسلط الضوء على بعض الفروقات التالية.

الفرق بين الوضوء والغسل من حيث التوقيت

هناك بعض الاختلافات في التوقيت بين الغسل والوضوء، وسنحاول عرضها بشكل منفصل كما يلي.

متى يجب الوضوء؟

يجب على المسلم أن يتوضأ عندما يرغب في أداء الصلاة، سواء كانت الصلاة الفرضية أو السنن أو النوافل، وذلك بناء على حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ” (حديث صحيح)، وبالمثل يجب على المسلم أن يتوضأ عندما يؤدي طواف بيت الله الحرام في مكة.

  • كم تفاوتت آراء العلماء حول حكم الوضوء عند لمس المصحف.
  • تختلف حكمية الوضوء حسب نوع العبادة التي يرغب المسلم في أدائها، فقد يكون الوضوء واجبا في عبادات مثل الصلاة والطواف، وقد يكون المستحب، وقد يكون المكروه من الأصل، وقد يصل إلى أن يكون محرما.
  • فالوضوء حرام بالماء المسروق، وهو الماء الذي يتم الحصول عليه بظلم وسلب حقوق الآخرين فيه.

متى يسن الوضوء

كما ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإن الوضوء سنة في بعض الأفعال، وهي التي كان يفعلها بنفسه – صلى الله عليه وسلم – واتفق العلماء على أنها من السنة، وبين تلك الأفعال ما يلي.

  • يوصى بأن يتوضأ الشخص قبل النوم، وذلك استنادا إلى قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “عندما تذهب إلى فراشك، اتوضأ لأداء الصلاة، ثم اضطجع على جانبك الأيمن، وقل: “يا الله، أسلمت وجهي إليك، وأعتمدت أمري عليك، وألجأت ظهري إليك، خوفا ورغبة فيك، لا يوجد ملجأ ولا هروب منك سوى إليك، أنا أؤمن بكتابك الذي أنزلته، وبنبيك الذي أرسلته”.” قال: “إذا مت، فمت على الفطرة، واجعل هذه الكلمات آخر ما تقوله” (حديث صحيح)
  • قبل أن تذكر اسم الله تعالى، حدث ذلك عندما رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم رد السلام على أحد الصحابة الذين رغبوا في الجلوس معه لذكر الله. حتى قام الصحابي بتيمم ومسح وجهه ويده بالتراب الموجود على أحد الحوائط.
  • قبل الأذان والإقامة والخطبة فيستحب أن يتوضأ الشخص قبل الخطبة، تيمنا بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصلي مباشرة بعد انتهاء الخطبة، ولم يكن يفصل بينهما، لذا ينبغي أن يكون الشخص على وضوء للخطبة.
  • قبل البدء في دراسة العلم الشرعي، فهو من المستحبات باتفاق الفقهاء.
  • قبل وقوفك في عرفة وأثناء السعي بين الصفا والمروة، من المستحسن للمسلم أن يتوضأ عندما ينوي الوقوف في جبل عرفة، بسبب قدسية هذا المكان العظيمة في الإسلام. فالله – تعالى – يشهد على الحجاج الذين يقفون هناك كل عام.
  • قبل زيارة النبي -صلى الله عليه وسلم-، يوصى الفقهاء بأن المسلم الراغب في الزيارة يتوضأ، تعظيما وتشريفا لمقام حضرة النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.

متى يجب الغسل؟

هناك بعض الحالات التي يعتبرها العلماء والفقهاء من موجبات الغسل، ومنها ما يلي.

  • خروج المني حتى وإن كان بغير جماع: لا يوجد فرق في هذا الأمر بين الرجل والمرأة أو بين الاستيقاظ والنوم، ويعود القرار في هذا إلى قول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: “إنما الماء من الماء”، وقد شرح الإمام النووي هذا الحديث بأن الماء الذي يخرج من الجسم (المني) لا يتطهر إلا بالاغتسال بالماء.
  • حتى وإن لم يحدث إنزال، الختانين يتلاقيان
  • الحيض والنفاس، والحكم الخاص بوجوب غسل المحيض يعود إلى قوله تعالى: “يسألونك عن المحيض، قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين” (سورة البقرة الآية: 222)

متى يسن الغسل

هناك بعض السنن التي أقرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومنها الغسل في بعض المواضع، بالإضافة إلى أن هناك بعض الأوقات التي يعتبرها جمهور العلماء مستحبة، ومن بين تلك المواضع ما يلي.

  • غسل من أسلم: فإذا اهتدى إلى نور الإسلام وتعلم أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، يستحب له أن يتوضأ.
  • غسل من أفاق: إذا تأثرت بالإماء أو الجن واستفاق من ذلك وعاد إلى حالته الطبيعية، يجب أن يغتسل.
  • غسل الإحرام: إذا أراد شخص أن يؤدي الحج أو العمرة، فمن الأفضل أن يغتسل ويتخلص من هذا الغسل قبل أن يبدأ بالإحرام.
  • الغسل لدخول مكة: من يرغب في دخول مكة سواء كان محرما أو غير محرم، ينصح بالاستحمام قبل دخول هذا المكان المبارك.
  • الغسل للوقوف بعرفة: ينبغي على الحاج أن يتوضأ عندما يرغب في الوقوف بعرفات.
  • الغسل لرمي الجمار الثلاثة: عندما يرمي الحاج الجمار الثلاثة في آيات التشريق، يستحب له أن يغتسل ويرمي كل يوم من أيام الرمي بعد أن يغتسل.
  • الغسل للطواف: يستحب للحاج أن يقوم بالاغتسال قبل أن يقوم بطواف القدوم والإفاضة أو الوداع.
  • الغسل للمبيت بمزدلفة: في إطار مناسك الحج، ينصح بأن يتوضأ الحجاج قبل الذهاب إلى المزدلفة لقضاء الليل فيها.
  • الغسل لدخول المدينة المنورة: كونها بقعة مقدسة ومباركة.
  • الغسل للاجتماعات: يحب المسلم أن يتوضأ قبل حضور أي اجتماع اجتماعي مع الناس.
  • الغسل لتغير رائحة البدن: من الأفضل للمسلم أن يغتسل للنظافة التامة وتغيير رائحة الجسم.

الفرق بين الغسل والوضوء من حيث الكيفية

توجد فروق كبيرة بين الغسل والوضوء في الطريقة المستخدمة، حيث لكل منهما طريقته الخاصة والمميزة، وتلك الطرق هي كما يلي.

خطوات الوضوء بالترتيب

الوضوء من الشروط الضرورية واللازمة لصحة أداء الصلاة، بالإضافة إلى العديد من العبادات الأخرى، ويتم الوضوء على النحو التالي.

  • النية والبسملة: إذا نوى المسلم أن يتوضأ بقلبه فعليه أن يذكر اسم الله قبل أن يبدأ في الوضوء، وهو من سنن الوضوء.
  • غسل الكفيل: هو من سنن الوضوء، ويقوم فيه المسلم بغسل الكفين سويا بالماء، ويكتفي في تلك المرحلة بالكفين فقط.
  • المضمضة: هي من سنن الوضوء، حيث يقوم المسلم بوضع بعض الماء في فمه، ثم يقوم بتحريك الماء داخل فمه حتى يغطي جميع أجزاء الفم، ثم يقوم بطرده.
  • الاستنشاق: تعتبر استنشاق كمية صغيرة من الماء خلال الوضوء من سنن الدين الإسلامي، حيث يقوم المسلم بأخذ الماء في أنفه وطرده عن طريق الزفير.
  • غسل الوجه: تندرج من واجبات الوضوء أن يتم ذلك على حدود الوجه من الأعلى إلى الأسفل.
  • غسل اليدين: من واجبات الوضوء أن يقوم المسلم بغسل يديه ابتداء من أطراف الأصابع وحتى يصل إلى المرفقين، وهي المنطقة الموجودة في منتصف الذراع بين الكتف والكف.
  • مسح الرأس: من بين واجبات الوضوء، وهو المطهر الذي أمرنا به الله تعالى في الآية السادسة من سورة المائدة، هو المسح على الرأس، وسنذكر ذلك في الخطوة الأخيرة للوضوء. يتم المسح بدءا من الجبهة وحتى القسم الخلفي من الرأس، ثم يعاد المسح من القسم الخلفي إلى الجبهة. كما يسمح أيضا بالمسح فقط من الجبهة إلى القسم الخلفي للرأس، وهذا ينطبق أيضا على النساء.
  • مسح الأذنين: مسح الأذنين هو الخطوة التالية بعد مسح الرأس، حيث يجب أن يتم مسح الأذنين من الخارج والداخل، ويعتبر الفقهاء أنه جزء من سنن الوضوء، ولكن الحنابلة وبعض المالكية يرونها من واجبات الوضوء.
  • غسل القدمين مع الكعبين: هذه هي الخطوة الأخيرة للوضوء بعد مسح الأذنين، وهي من واجبات الوضوء، ويعود الحكم في وجوبها إلى قول المولى- تبارك وتعالى-: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ۚ وإن كنتم جنبا فاطهروا ۚ) (سورة المائدة الآية: 6)

كيفية الغسل

  • استحضاء نية الغسل.
  • التسمية.
  • غسل اليدين.
  • غسل الفرج من الأمام والخلف.
  • في الوضوء، يجب أن يصل الماء إلى منتب الشعر، سواء كان شعر الذقن أو شعر الرأس، وليس بالضرورة غسل القدمين أثناء الوضوء.
  • يقوم بغمر الجانب الأيمن من جسمه بالماء.
  • يقوم بغمر الجانب الأيسر من جسده بالماء.
  • ثم يبدأ بتجفيف جسمه تماما من أعلى رأسه حتى أسفل قدميه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى