الحالات المرضيةصحة

ما هي متلازمة النوستالجيا

ما هي متلازمة النوستالجيا

هي حالة حنين للماضي، تصيب الشخص الذي يشعر بالحنين للذكريات الجميلة والماضي، ويتحدث عنه بكثرة ويروج له كونه أفضل بكثير من الحاضر، ويعاني من رهبة كبيرة من المستقبل وما قد يحدث فيه، وتعتبر هذه الحالة آلية يستخدمها العقل لزيادة السعادة وتحسين المزاج للمريض.

يصنف العلماء هذا المتلازمة كنوع من الاكتئاب، ولكن هناك اختلاف طفيف في تفسير العلماء لهذه المتلازمة؛ فبعضهم يصنفها كنوع من الأمراض النفسية التي يعاني الإنسان منها بسبب حنينه لجميع الذكريات التي عاشها في الماضي، والبعض الآخر يصنفها ضمن حالات الاكتئاب.

أسباب النوستالجيا

يمكن أن ينتج تلاك الحالة النفسية عن عدة أسباب، سنتعرف عليها من خلال النقاط التالية:

  • عند رغبته في مقارنة حالته الحالية بحالته في الماضي، يمكنه معرفة نقاط قوته وضعفه الحاليين واستكشاف الأحداث التي أدت إلى وضعه الحالي. ليس فقط في النواحي النفسية، ولكن أيضا في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والمادية وغيرها.
  • للهروب من الواقع المؤلم، خاصة في حالة تعرض الشخص لأي حدث مؤلم مثل فقدان شخص عزيز عليه، أو تعرضه لموقف صعب، والذي لا يستطيع تجاوزه بسهولة، يشعر الشخص بالراحة عند تذكره.
  • لزيادة الشعور بالأمان والراحة، من خلال تذكر الأحداث السعيدة التي عاشوها في الماضي.
  • لتحفيز النفس على المضي قدما، يجب عليه أن يتذكر جميع الإنجازات التي حققها في الماضي، والتأكد من أنه قادر على تحقيق المزيد منها.
  • الشعور بالممل المفرط.
  • الإحساس بالوحدة بشكل كبير.
  • الخوف من الأحداث الحالية والرغبة في العودة بالزمن.
  • الشعور بالذنب بسبب حدث ما وقع في الماضي.
  • ضعف الثقة في النفس.
  • الرغبة في الشعور بالسعادة والأمان، من خلال الرغبة في تذكر الأحداث الماضية.

يجدر التنبيه على أن العلماء قد تختلفوا في تفسير هذه الحالة النفسية، حيث واجهوا صعوبات عديدة في تصنيفها. بعضهم صنفها كحالة نفسية إيجابية تزيد من الراحة وتدفع الإنسان للأمام، وبعضهم صنفها كحالة سلبية تفصل الإنسان عن واقعه وتجعله غير قادر على التعامل معه بشكل صحيح، مما يسوء حالته التنفسية ويضعف قدرته على التعامل مع الآخرين.

مضاعفات الإصابة بالنوستالجيا

على الرغم من وجود بعض العلماء الذين صنفوا مرض النوستالجيا ضمن الأمراض النفسية الإيجابية، إلا أن التعود على هذا المرض من أخطر الأسباب التي قد تؤدي إلى توقف قدرته على التطور أو المضي قدما، كما تضعف لديه القدرة على اتخاذ القرارات في حياته، ذلك من خلال الانغماس في تخيل أحلام اليقظة، أو من خلال إنكار حدث ما قد وقع في الماضي.

تاريخ ظهور النوستالجيا

ظهور الشعور بالحنين إلى الوطن في عام 1688م، وخاصة في القرنين التاسع والثامن عشر الميلادي، هو ما يسمى بالنوستالجيا، وبعض الناس يطلقون عليها اسم الانتماء للوطن، ويجب أن نذكر أن اسم المرض الأصلي يعود إلى التسمية اليونانية، حيث يتكون من قسمين، الأول هو “nostos” ويعني العودة إلى الوطن، والثاني هو “algag” ويعني الألم.

علاج مرض النوستالجيا

اكتشف علماء النفس عدة علاجات يمكن اتباعها لتقليل أعراض مرض النوستالجيا، ويمكن لهذه العلاجات أن تعالج المرض تماما إذا اتبعها المريض بطريقة صحيحة، وتتضمن العلاجات التالية:

  • تكوين العلاقات الصادقة العديدة في حياة المريض يساعده على التخلص من الحنين للعلاقات السابقة والمضي قدما في تكوين المزيد من الذكريات مع أشخاص آخرين.
  • ممارسة الأنشطة التي تحبها النفس، ستجعل المريض يشغل نفسه بحياته الواقعية ويجد نفسه في الأمور التي يستمتع بها. يفضل تشجيعه على ملء وقت فراغه بأنشطة مفيدة له للتخلص من أي فرصة يمكن أن تسمح له بتذكر الذكريات الماضية والاندماج معها.
  • التأكد من أن كل الذكريات الموجودة في الماضي لا تستطيع العودة مرة أخرى، وأنه يجب إنشاء المزيد منها في الحاضر والمستقبل.
  • التغلب على كل الألم الناتج عن الذكريات الماضية، مع التأكيد على أن كل الصراعات التي يواجهها الشخص في تلك اللحظة لن تكون مجدية، بل ستسبب له الكثير من الألم والأحزان، وستكون عقبة في طريقه للمضي قدما، مما سيؤثر على مختلف جوانب حياته.
  • زيادة قوة العلاقات العائلية المحيطة بالمريض، لأنها من أكثر العلاقات التي تشعر بالأمان والراحة.
  • محاولة زيادة ثقة المريض في نفسه، والاستمرار في التأكد من أنه قادر على التغلب على المرض والشفاء منه في أقرب وقت ممكن.

وقت اكتشاف مرض النوستالجيا

تم اكتشاف المرض لأول مرة في القرن السابع عشر، بعد أن لاحظ أحد الأطباء مرضى يشعرون بحنين كبير للماضي، وعجزهم عن تجاوز رغبتهم في العودة إلى الوطن. تم تصنيف المرض آنذاك كواحد من أخطر الأمراض العقلية التي يمكن أن تصيب الشخص في حياته.

لذلك لجأ بعضهم إلى الإرهاب والتخويف كوسيلة لعلاجه، وذلك عن طريق إقناع المريض بأن عدم التخلص من تلك الذكريات سيؤدي إلى دفنه حيا أو تعرضه لضربات قوية، وقد كان ذلك العلاج فعالا في تلك الحقبة وساهم في التخلص من المرض لفترة طويلة، حتى ظهر مرة أخرى تحت أسماء مختلفة مثل التمتع بالأحداث الماضية.

أعراض مرض النوستالجيا

تظهر العديد من الأعراض الخطيرة لمرض النوستالجيا، ويتضمن ذلك ما يلي:

  • الإغماء.
  • الجنون.
  • التفكير بكثرة في الانتحار.
  • فقدان الشهية.
  • الأوهام والتخيل.
  • الهلوسة.
  • أنكار الواقع.
  • ممارسة الأعمال التي لا تتناسب مع العمر أو الحالة الصحية، ويطلق عليها “الانحدار.
  • إدمان تذكر الماضي.
  • الإكثار من الانغماس في أحلام اليقظة.

أنواع النوستالجيا

يصنف نرض النوستالجيا عند العلماء كمرض ينقسم إلى نوعين، وهما كالتالي:

  • النوستالجيا المنعكسة: هي قبول فكرة أن الماضي لا يمكن تغييره، مع تداعياتها على الشعور بالحنين والشوق له.
  • النوستالجيا المتصالحة: هو محاولة الشخص استعادة حالة الأشياء في الماضي وإعادة بنائها من جديد

إيجابيات مرض النوستالجيا

كما ذكرنا من قبل، يصنف بعض العلماء هذا المرض ضمن الأمراض النفسية الإيجابية، ما لم يصل المريض إلى مرحلة معينة تظهر فيها أعراض الإغماء أو الانتحار، وهناك أيضا بعض الإيجابيات المرتبطة بهذا المرض وهي كالتالي:

  • تعزز من الحالة النفسية.
  • تعزز قدرة المريض على احترام نفسه وتقدير أفعاله.
  • تعزز من تركيزك على تحقيق الأهداف في حياتك.
  • تدفع المريض نحو التقدم وممارسة الهوايات المحببة له.
  • تقوي المشاعر الإيجابية في نف المريض، منها: الشعور بالراحة والأمان، والسعادة، والسلام النفسي.
  • تزيد من النشاط والتفاؤل والرغبة في مواكبة أحداث الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى