التعليموظائف و تعليم

تفسير ظاهرة السراب

تفسير ظاهرة السراب 

ظاهرة السراب هي ظاهرة وهمية، وتحدث في المناطق الصحراوية نتيجة للارتفاع الشديد في درجة الحرارة بالإضافة إلى اختلاف معامل الانكسار، والتي تظهر على شكل ماء يبدو ملصقا بالأرض، لكنها صورة وهمية 

تم تسمية هذه الظاهرة بالسراب نتيجة تسرب الضوء أو تدفقه على الأرض على شكل ماء، ويحدث السراب عندما يمر الضوء عبر الهواء البارد بلا حدود ويتحول من حالة طقس باردة إلى حالة دافئة، حيث يكون الهواء البارد أكثر كثافة من الهواء الساخن وبالتالي ينكسر الضوء عند حدود الانحدار ويظهر هذا الضوء بشكل أكبر مما يؤدي إلى حدوث السراب.

لكن إذا كان الهواء المقابل لسطح الأرض أكثر دفء، فإن الضوء ينكسر هنا لكن بصورة مقعرة) 

ما هي أنواع السراب 

بعد أن نتعرف على تفسير ظاهرة السراب، سنتعرف أيضا على أنواع السراب، ومن بينها: 

السراب الصحراوي 

يحدث هذا النوع من السراب في الصحراء بسبب ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، مما يجعل الرمال تصبح أكثر تألقا ويظهر ماء وهميا على سطحها. يحدث ذلك بسبب انخفاض كثافة الهواء القريب من الأرض مقارنة بالطبقة العلوية، مما يجعله يظهر على شكل قوس منحني يبدو لا نهاية له أمام العين 

السراب في المدن 

هذا النوع من السراب يحدث في الطرق التي تحتوي على إسفلت، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتأثير أشعة الشمس على الطرق، مما يجعلها تبدو وكأنها مغمورة ببركة مائية كبيرة ولونها داكن، وهذا نوع من الخداع البصري أيضا 

السراب الفائق 

يحدث هذا الظاهرة عندما يكون الهواء تحت مستوى الرؤية ويسمى انقلاب درجة الحرارة. يحدث هذا النوع من السراب بسبب التوازن الطبيعي في درجة الحرارة بين طبقات الغلاف الجوي ، ولكنه لا يحدث بشكل كبير ويحدث في المناطق القطبية حيث يكثر الجليد 

سراب الآل أو الفاتا 

يطلق على هذا النوع “السراب القطبي” وهو واحد من الظواهر المألوفة لسكان الشواطئ الباردة، حيث تبدو الأجسام الموجودة فوق سطح الأرض كأنها مقلوبة أو معلقة في السماء 

يحدث هذا النوع من أنواع السراب نتيجة هبوب التيارات الهوائية الساخنة والتي تحدث فوق سطح الأرض، بحيث تكون طبقة الهواء القريبة من السطح باردة الأمر الذي يقلل من كثافتها ويحدث له انعكاس كلي ويأخذ شكل منحنى وبالتالي يصل إلى العين وكأنه سراب مقلوب. 

سراب الأجسام الفلكية 

هذه الظاهرة واحدة من أكثر الظواهر الشائعة المرتبطة بالسراب، بما في ذلك شروق وغروب الشمس.

شرح ظاهرة السراب 

في مجال البصريات، يقول العلماء إن الضوء يسلك خطوطا مستقيمة وتظل مستقيمة ما لم يواجها عائق. وتقاس سرعة الضوء بما يعرف بمعامل الانكسار، وهذا المعامل يتأثر بكثافة الهواء ودرجة الحرارة. في فصل الصيف، ترتفع درجات الحرارة في المناطق الصحراوية، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الماء الموجود على الأرض وبالتالي يؤثر على معامل الانكسار. وكلما زاد معامل الانكسار، زادت ظاهرة السراب 

ظاهرة السراب في القرآن

قال تعالى {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمأان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب} النور39

السراب عند المفسرين الأوائل:

  • هذا مثل الله تعالى يضربه للكفار الذين يعتقدون أنهم على شيء من الأعمال والاعتقادات. ومثلهم في ذلك هو كالسراب. والسراب هو ما يظهر نصف النهار في أوقات الحرارة الشديدة، حيث يبدو الماء يلتصق بالأرض. ويسمى السراب سرابا لأنه يجري كالماء ويختفي بمجرد رؤيته. ويقال: سرب الفحل يعني ذهب وسار في الأرض. ولا يحدث السراب إلا في الأماكن القاحلة وفي الحرارة الشديدة، فيغتر به العطشى.
  • والقيعة هي تجمع للقاع، مثل الجيرة والجار، والقاع هو المنطقة المنخفضة والمتسعة على الأرض، ولا يوجد فيها نباتات، ويحدث فيها السراب. وجذر القاع هو المكان المنخفض الذي يتجمع فيه الماء، وجمعها قيعان. وقال الجوهري: القاع هو المستوى من الأرض.
  • وفي معنى: يرمز الشخص العطشان بـ “يحسبه الظمآن”، وهذا الفعل يدل على أن الشيء المفترض أن تحسبه موجودا، ولكنه في الحقيقة غير موجود. وبالتالي، فإنه يتعارض مع ما يظهر. وتعني الظمآن الشخص العطشان، وقد وصف الزجاج العطش بأنه أشده. والظمآن هو الشخص العطشان، ويقال عن شخص ما أنه ظمئ إذا زاد عطشه. وهو يشعر بالعطش ويرغب في رؤية شخص ما: يشتاق إليه.
  • فيكون المعنى: في حالة رؤية السراب لشخص محتاج للماء، يتوجب عليه الاتجاه نحوه ليشرب منه، لأنه يعتقد أنه يحتوي على ماء للشرب، ولكن عندما يصل إليه (لا يجد شيئا)، فهكذا يكون الكفار، يعتمدون على ثواب أعمالهم، ولكن عندما يحاسبهم الله تعالى يوم القيامة، لا يجدون أي شيء من تلك الأعمال، كما قال الله تعالى: “وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا” الفرقان: 23، تماما كما لم يجد رؤوس السراب سوى أرض جافة ليس فيها ماء.
  • في الحديث الطويل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فيدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبدون. قالوا كنا نعبد عزير ابن الله. فيقال كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون. قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا. فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار…”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى