التعليموظائف و تعليم

أنواع المثقفين

أنواع المثقفين

الشخص المثقف هو الذي يحول الأفكار إلى نماذج ومثالية ومبادئ. إنه شخص عقلاني لديه رسالة يوضح فيها الحقيقة. وهناك أنواع مختلفة من المثقفين يختلفون بناء على صفات كل منهم، وفيما يلي سنعرض بعض الأنواع على النحو التالي:

  • المثقف المحايد:
    • هو الشخص الملتزم بوظيفته ويحترمها، ولا ينضم إلى أي حزب آخر، بل يستمر في تقديم انتقاده بشكل محايد دون أخذ أي اعتبارات أخرى.
    • لديه رغبة قوية في تغيير الواقع وتحسين حالته، ويرى أن زيادة الوعي لا يتطلب إلا الإصرار والعزيمة، وهو شيء قابل للتغيير مع مرور الوقت وليس محجوبا.
    • بما أن الشخص القادر على تغيير وعي شخص واحد، فيستطيع أيضا تشكيل جيلا لاحقا حتى لو طال الزمن.
  • المثقف الحزبي:
    • هو الشخص الذي ينتمي إلى حزب معين بتفضيله على الآخر، سواء كان ذلك الحزب ذو طابع مدني أو سياسي أو اجتماعي.
    • يؤدي هذا الانحياز إلى مشاركته في عدة صراعات محلية أو إقليمية أو دولية.
    • وهذا في النهاية يؤدي إلى هز مكانته الراسخة وجعل كلمته غير مستقلة، حيث ينحاز إلى حزبه في تصريحاته ومواقفه التي تشير إلى ذلك.
  • المثقف المادي:
    • هو الشخص الذي يهدف بشكل أساسي إلى جمع المال، حيث أصبح هوايته هي ما يحركه بغض النظر عن ثقافته
    • ويستخدم ثقافته وقدراته على التأثير في تهذيب آراء الآخرين لكسب الأموال من الجهات التي يروج لها
    • وقد يتنازل عن ضميره ويفسد ثقافته ويغير أفكاره أو يخالفها من أجل هذا الهدف الدنيوي.
  • المثقف المستعرض:
    • هو الشخص الذي يسعى للشهرة، وهو أيضا محب لها ومحب لكل ما يجلبها.
    • يكتب حسب طلب المستمعين وحسب ما يحبه القراء.
    • وبالإضافة إلى ذلك، يستغل حروفه في التلاعب مستخدما هبة الكتابة لتسليط الضوء على ما يريد أن يعرضه للجمهور.
    • فهو يفسد الرأي ويشوه وعي الشعب ويملأ العقول بالترهات التي لا فائدة منها.
  • المثقف المهاجر:
    • تعاني العديد من المثقفين من قيود حريتهم داخل حدود وطنهم، مما يؤدي إلى سلب بعض أفكارهم وما يفرضه عليهم معتقداتهم
    • بعض الأشخاص يفضلون البقاء صامتين بدلا من الحديث عن شيء غير صحيح، حيث يتأثرون بتأثير من يعتقدونه على حق ولا يدركون أنه مجبر
    • بعض المثقفين هاجروا للتعبير عن آرائهم بحرية، حتى تتمكن أقلامهم من صرخة الحق ونفي الباطل
    • بعض المثقفين المهاجرين تأثروا ببلاد الهجرة وتشابكت أصواتهم مع ثقافات أخرى، سواء كان ذلك بوعي منهم أو بدون وعي
    • وهناك من يقاوم جميع أفكار الغرب ويظل محتفظا بطهارة صوته، ومصمما على أن لا يقول إلا الحقيقة التي يراها، ويدعي أن الله يلهمه الصواب في القول والعمل.
  • المثقف التراثي:
    • هو شخص يحب التراث ويدافع عنه بكل الوسائل المتاحة له.
    • يحرص أيضا على الحفاظ على العادات القديمة والدفاع عن التراث.
    • ويدعو أيضا الشعب لإحياء تراثنا القديم، حيث يفضل العودة إليه عوضا عن المضي قدما نحو المستقبل.
    • هذا النوع قد يؤدي إلى محو الجانب النقدي للعادات القديمة والتراثية.
    • حيث يقاوم كل من يعادي التراث أو يقلل من قدسيتها عنده، وهو أداة تؤدي إلى تكرار ما نشهده في التراث.

أسوأ أشكال المثقفين

في الفقرات التالية سنذكر بعض أشكال المثقفين الذين يتميزون بصفات سيئة وغير مستحبة وجودها في عالم العلم والثقافة، ومنهم الآتي:

  • المثقف الانتهازي:
    • هو الشخص الذي لا يهتم إلا بمصالحه الشخصية فقط، ولديه الرغبة والقدرة على التلون والتحور مثل الحرباء، من أجل تحقيق أهدافه وطموحاته الخاصة، ويعتبر هذا النوع من المثقفين متربصا دائما للاستفادة من كل فرصة، وهو بلا قيم أو مبادئ، ولكن أسوأ صفة له هي سرقة جهود الآخرين.
  • المثقف الوصولي:
    • هو الشخص الذي يدوس على القيم والأخلاقيات لتحقيق أهدافه وطموحاته التي لا تنتهي، ولديه القدرة الاستثنائية على ارتداء الأقنعة وتغيير الولاءات.
  • المثقف التبريري:
    • هو فرد ذو قدرة كبيرة على التبرير والتوجيه في العديد من الحالات والمواقف، وعادة ما يميل إلى الجدل والإقناع، ويجيد التلاعب والخداع، وهدفه الدائم هو تشتيت الاعتقادات وتخبط الأوراق.
  • المثقف المعصوم:
    • هو الشخص الذي لا يتعرض للباطل من أمامه أو خلفه، إذ هو “الوصي” الذي أوكل إليه إرشاد المجتمع وتنويره، ويعتقد دائما ذلك في نفسه، وليس لديه قبول للنقد أو الاعتراض، فهو نوع من العلماء المتعصبين والأسوأ بلا شك.

الفرق بين المثقف والمتعلم

في قول لطه حسين، يقال أن “ليس كل من تعلم مثقف”، وفي آية قرآنية يقول الله تعالى في كتابه “هل يستوي العالمون وغير العالمون”. وهذا يشير بوضوح إلى أن الشخص المتعلم لا يمكن أن يكون بمرتبة أقل من المتعلم ولكنه أيضا لا يمكن أن يكون بمرتبة أعلى من المثقف، أي الشخص الأكثر علما. وبالتالي، هناك اختلاف كبير بين المتعلم والمثقف

  • الشخص المثقف:
    • موسوعي المعارف، ومتعدد الثقافات.
    • غزير المعلومات في مختلف المجالات والمجالات.
    • معرفته وثقافته ومعارفه جزء أساسي من سلوكه العام في التعامل، ويسمح له بالتفاعل الإيجابي مع جميع الأحداث والمواقف.
    • يتمتع بالقدرة على التعامل بوعي كامل وإدراك أوسع في جميع الأمور، حيث يكون دائما قادرا ببساطة على التفاعل مع الآخرين واستخدام معرفته في المواقف المناسبة.
    • هو دائما مطلعا وقارئا جيدا، ويتمتع بالحيادية والمنطقية في اتخاذ قراراته، ولديه خبرة معرفية واسعة في حل المشكلات؛ لأنه يتابع جميع الأمور والأحداث بشكل مستمر.
    • طريقته في التعامل منطقية، ولديه حدة الفهم والذكاء في التعامل مع الأمور وفهمها، وتقديم الحلول بذكاء وسهولة، فهو دائما ذكي وفطن وحاذق، وقادر على فرض شخصيته وتأثيره على الآخرين.
  • الشخص المتعلم:
    • قد يكون بعض الأمور سهلة الفهم ولكن معظم معرفتها تتطلب جهدا كبيرا.
    • معرفته ليست نتيجة لتجارب حياتية ملموسة وواقعية بقدر ما هي معرفة أكاديمية، وعادة ما تكون سطحية.
    • قد لا يكون لديه الطموح لملاحقة فهم الأمور، وقد يحتاج السعي إلى جهد كبير للفهم والمعرفة.
    • دائما لا يقرأ ولا يسعى لتحليل وتقييم المعلومات التي يجدها.

صفات المثقف

هناك مجموعة من الصفات التي يجب أن تتوفر في الشخص المثقف، وأبرز هذه الصفات كما يلي:

  • الصدق:
    • بسبب خوفه من النار، المثقف الصادق يتجنب الكذب ولا يستطيع أن يكذب حتى في الأمور البسيطة، ويعتبر الكذب إهانة للمستمع.
  • احترام الآخرين:
    • الشخص المثقف يحترم شخصية الآخرين، ويتميز باللطف وقبول الآخر، ولا يسبب لهم الإزعاج.
  • تقدير مواهبهم:
    • يحترم المثقف مواهبه ويشعر بالفخر لاكتسابها، ويتضحمن الذبح والمشقة لنفسه.
  • التواضع:
    • فهو ليس متغطرسا ولا يتعالى، ولا يتباهى بقدراته.
  • الكرامة:
    • لا يقلل المثقف من شأن نفسه حتى لا يصبح موضع شفقة للآخرين، ولا يؤذي أحدا.
  • الحس الجمالي:
    • لا يستخدم المثقف ذكائه في البحث عن أماكن الكذب، بل يسعى للأناقة والإنسانية.
  • التعاطف:
    • يتميز الشخص المثقف بقدرته على التعاطف مع الآخرين سواء كانوا حيوانات أو متسولين أو غير ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى