التعليموظائف و تعليم

مفهوم الثقافة التنظيمية

مفهوم الثقافة التنظيمية

الثقافة التنظيمية تلعب دورا أساسيا في جميع مستويات وأنشطة التنظيم الإداري، حيث تساهم في خلق بيئة مناسبة للتنظيم، والتي تعمل على تحسين وتطوير الأداء بشكل فعال وملائم، وتساعد أيضا في تحقيق الأهداف الفردية والجماعية والتنظيمية 

  • تعرف ثقافة المنظمات بأنها تعود إلى النظام المتبع من خلال نظام المفاهيم المشتركة والتقاليد والعادات التي تكون سائدة بين أعضاء المنظمة وتميزها عن غيرها من المنظمات 
  • بالإضافة إلى ذلك، فهي تشمل قيم ومعتقدات وتصورات مشتركة تحدد سلوك أعضاء المنظمة، حيث كلما زاد استخدام هذه القيم والمعتقدات والتصورات المشتركة، زادت أيضا قوة ثقافة المنظمة وتأثيرها في تحديد السيطرة على سلوكها.
  • هي مجموعة من الافتراضات والقيم الأساسية التي يطورها فريق معين، للتكيف والتعامل مع العوامل الخارجية والداخلية، والتي يتم الاتفاق عليها وعلى ضرورة تعليمها للعاملين الجدد في المنظمة، لإدراك الأشياء والتفكير فيها بطريقة محددة تخدم الأهداف الرسمية.
  • وفقا لمفهومها، فهي تشير إلى أنها نمط من الافتراضات الأساسية التي تم ابتكارها أو اكتشافها أو تطويرها من قبل جماعة، بناء على توافقها مع مشكلات العالم الخارجي واحتياجات التوافق الداخلي، وقد أثبتت جدواها لتعتبر قيمة ويجب تعليمها للأعضاء الجدد في المنظمة كطرق صحيحة للتنبيه والتفكير والشعور فيما يتعلق بالمشكلات.
  • تتفق جميع التعاريف على أن الثقافة التنظيمية تركز على القيم، وتعد هذه القيم العنصر المشترك بين مختلف التعاريف للثقافة، وتشير هذه القيم إلى المواقف والمعتقدات والأفكار في منظمة معينة، ولذلك تعتبر القيم المفهوم الأساسي لتقييم مواقف وتصرفات الأفراد وسلوكهم في المنظمات.
  • وفي النهاية، تعتبر هذه مجموعة من القيم والعادات والتقاليد والأنظمة والقوانين التي تؤثر على سلوك العاملين والأسلوب الذي يمارسونه في إدارة المنظمة واتخاذ القرارات فيها، بهدف تحقيق أهدافها وسياساتها وممارساتها الإدارية.

مستويات الثقافة التنظيمية

تحتوي الثقافة التنظيمية على مجموعة من المستويات، وسنوضحها في الفقرة التالية

  • المستوى الأول (الثقافة الظاهرة):
    • هي الحقائق التي يمكن ملاحظتها مثل التكنولوجيا والفنون ورموز التنظيم الحياتي وأنماط السلوك البشري.
  • المستوى الثاني (الثقافة الضمنية):
    • تضمن القيم والمعتقدات والمعايير الضابطة للسلوك الإنساني.
  • المستوى الثالث (البديهيات الأساسية):
    • تشير هذه إلى الافتراضات الأساسية والتوقعات حول كيفية عمل المنظمة وتحديد هدفها الأساسي وكيفية التعامل مع البيئة الخارجية، بالإضافة إلى كيفية تفاعل الموظفين داخل المنظمة والمشاكل الرئيسية التي تواجه المنظمة.

أبعاد الثقافة التنظيمية

تشتمل الثقافة التنظيمية على العديد من الأبعاد المختلفة، وتتضمن ما يلي:

  • أولاً: (المدير الجيد، المشرف الجيد، الموظف الجيد، العمل الجيد للموظفين، تأثر الموظفين، مراقبة الأنشطة، قواعد إنجاز المهام، ما يوفره العمل، روح الفريق، المنافسة، الصراع، تنفيذ القرارات، تدفق الاتصالات، والاستجابة للبيئة).
  • ثانياً: (القيم، الطقوس، الشعائر، شبكات العمل الثقافية، الروتين، وبيئة العمل).
  • ثالثاً: (اتخاذ القرارات، التنظيم والرقابة، تدخل الحكومة، دور الإدارة الأخلاقية، المعتقدات السياسية المحافظة، وحماية وضمان الحقوق الشخصية).
  • رابعاً: (الرموز، الفلسفة، الديانة، والنشاط المتعاظم).
  • خامساً: (التركيز الخارجي مقابل التركيز الداخلي، التركيز على المهمات مقابل التركيز الاجتماعي، الأمان مقابل المخاطرة، التماسك مقابل التفكك، الفردية مقابل الجماعية، الانفراد في اتخاذ القرارات مقابل المشاركة الجماعية، الهيمنة مقابل اللامركزية، الحدس مقابل التخطيط، الاستقرار مقابل الإبداع، التعاون مقابل المنافسة، البساطة مقابل التعقيد، الإجراءات الرسمية مقابل الإجراءات غير الرسمية، والجهل مقابل المعرفة).
  • سادساً: (القيم، البطولات، الطقوس، الشعائر، تجميع الموارد، المكافآت، تنوع العلاقة، الترتيب الهرمي، الممارسات الإدارية، وشبكات العمل الثقافية).
  • سابعاً: الروتين، الطقوس، الشعائر، الرموز، القوة، وأنظمة الرقابة.
  • ثامناً: (الرموز، الأبطال، الطقوس، والقيم).

أنواع الثقافة التنظيمية

قسم الخبراء الثقافة التنظيمية إلى مجموعة من الأنواع المتنوعة، ومنها الآتي:

  • ثقافة النفوذ أو القوة:
    • عملية الضبط في مركز المنظمة واتخاذ القرارات تتم بواسطة عدد معين من الأشخاص البارزين، والقوة والنفوذ يكونان بيد من يتحكم بالمنظمة، مشابهة لشبكة العنكبوت.
  • ثقافة المشروع (المهمة):
    • تكون موجهة نحو العمل والإنجاز وتحكم بالنتائج، وتعتمد قوتها على خبرة أفرادها ولا تحتاج لكثير من القواعد والإجراءات، وهناك صلة وثيقة بين أقسامها، لذا تشبه الشبكة.
  • ثقافة عضوية:
    • تشير إلى أن العاملين يدركون القيم والمعتقدات والاتجاهات الإدارية بشكل كبير، ومن خصائصها الاهتمام بالعلاقات العاطفية والتعاونية، واحترام الفردية، وتحمل المخاطرة والولاء الداخلي.
  • ثقافة إبداعية:
    • تتمثل المنظمات التي يعمل فيها على التحقيق والتخاطر في زيادة الضغوط المستمرة في إثارة التوتر والإرهاق للعاملين، وتكون المجازفة الإبداعية والتحدي هي نتيجة زيادة الضغوط المستمرة.
  • ثقافة بيروقراطية:
    • هي الثقافة التي تعتمد على الالتزام بالروتين، وعدم الثقة بين القائد ومرؤوسيه بسبب وجود الشك وعدم الاستقرار في العمل، وتتميز بالجمود والرقابة الشديدة، وقادتها يحتاجون للسيطرة والرقابة والهيمنة بدون مبررات موضوعية، ويميلون إلى العلاقات الاجتماعية وتتميز قراراتهم بأنها غير حاسمة.
  • ثقافة داعمة:
    • تدل على التفاعل والتماسك مثل العمل بروح الفريق، والتوجه نحو العلاقات والتعاون والحرية الفردية واحترام المبادئ الإنسانية والعمل.
  • ثقافة الدور:
    • تركز على نوع التخصص الوظيفي وبالتالي الأدوار الوظيفية أكثر من الفرد، وتهتم بالقواعد والأنظمة، كما أنها توفر الأمان الوظيفي والاستمرارية وثبات الأداء.
  • ثقافة العمليات:
    • تهتم هذه الطريقة بطريقة العمل وليس النتائج المحققة، حيث ينتشر الحذر والحيطة بين الأفراد لحماية أنفسهم، والفرد الناجح هو الذي يكون دقيقا ومنظما، ويهتم بالتفاصيل في عمله.
  • ثقافة مساندة:
    • يتسم بيئة العمل بالصداقة والمساعدة بين العاملين، حيث يسود جو الأسرة المتعاونة، وتوفر المنظمة الثقة والمساواة والتعاون، ويكون التركيز على الجانب الإنساني فيها.

خصائص الثقافة التنظيمية

تحتوي الثقافة التنظيمية على مجموعة من السمات المستمدة من الثقافة العامة من جهة، ومن السمات المؤسسية للمنظمات من جهة أخرى، وسنذكرها فيما يلي:

  • تضمن قيما متحكمة يتبناها المنظمة وتتوقع من الأعضاء المشاركة فيها، مثل تحقيق جودة عالية، والغياب القليل، والكفاءة العالية).
  • تتكون الثقافة من مجموعة من المكونات الفرعية التي تتفاعل مع بعضها لتشكل الثقافة المنظمة، وتشمل القيم والأخلاق والمعتقدات والأفكار، وتشمل أيضا العادات والتقاليد والآداب والفنون والممارسات العملية، وتشمل أيضا الأشياء الملموسة مثل المباني والأدوات والمعدات والأطعمة وغيرها.
  • الثقافة هي كيان مركب يسعى باستمرار لتحقيق التوافق بين عناصره المختلفة، فأي تغيير في أحد جوانبه يؤثر على باقي مكوناته، وبما أنها من صنع الإنسان وتمارسه جميع أعضاء المجتمع، فإنها تعكس هويتهم وثقافتهم.
  • يتطلب الالتزام ببناء سلوكيات ومعايير واتجاهات محددة للعاملين في المنظمة، والتي تساهم في نجاح وفاعلية وحداتهم التنظيمية.
  •  الثبات أو ما يسمى بالتكامل المعياري، وهو يشير إلى بناء سلوك واتجاهات ومعايير يتسمون بالاستقرار وعدم التذبذب.
  • تتراكم السمات الثقافية خلال فترات طويلة من الزمن بسبب استمرارية الثقافة، وتتعقد وتتشابك العناصر الثقافية المكونة لها، وتنتقل الأنماط الثقافية بين المجتمعات المختلفة.
  • تولي الاهتمام بالعنصر الإنساني أهمية بالغة لأنه هو المصدر الرئيسي للثقافة التنظيمية، حيث لا يكون نابعا من الغريزة الفطرية، بل يتم اكتسابه من المجتمع المحيط بالفرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى