العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

الفرق بين حب الذات والأنانية

مفهوم حب الذات 

قبل الحديث عن الفرق بين حب الذات والأنانية، يجب علينا التعرف على مفهوم كل منهما، حتى نتمكن من التمييز بصورة صحيحة وعلمية. وإليك تعريف حب الذات: 

حب الذات وتقديرها هو أمر طبيعي وفطري، إذ خلقنا الله وألهمنا حب النفس. وهذا الأمر جيد ويعزز شعورنا بالقدرات والثقة في النفس، وهو الدافع الرئيسي لتطوير الذات وتحسينها دون غرور أو تعالي على الآخرين 

وفقا لعدة نظريات في علم النفس، يعتبر حب الذات أول مقومات الشخصية السليمة عقليا. إذا كان الفرد غير قادر على حب نفسه وتقديره، فلن يكون قادرا على إظهار الحب والتقدير للآخرين. يتميز الشخص الذي يحب نفسه بمجموعة من الصفات التي وضعها علماء النفس وتشمل ما يلي: 

  • القدرة على الإبداع والتميز. 
  • هو شخص اجتماعي محب للآخرين. 
  • قادر على تنمية شعور الثقة بالنفس. 
  • يجيد التفكير ويستطيع وضع حلول للمشكلات.

تعريف الأنانية 

الأنانية أو حب الأنا هو حالة مرضية وليس أمر طبيعي تجعل الفرض يفكر كثيرًا في أن يخضع كل شيء إلى رغباته الفردية في كل شيء، كما أنه ينظر إلى الحياة من منظور المنفعة الخاصة به، وهي إمكانية الشخص في إطلاق الأحكام المطلقة على كافة التصرفات التي يقوم بها ويجزم أنها صحيحة، كما أنه يتعامل مع احتياجاته دائمًا على أنها أولوية ولا يمكن تأخيرها حتى إن كانت احتياجات الآخرين القريبين منه أشد، كذلك لا يعترف الأشخاص الذين يتصفون بالأنانية بجهد أو فضل أي شخص وينسبون النجاح دائمًا لأنفسهم، ويجدون الكثير من المبررات للأفعال السيئة التي يقومون بها. 

أما عن صفات الشخص الذي يتصف بالأنانية فهي كالآتي: 

  • يتسم بالغرور والتعالي على الآخرين. 
  • يتحدث دائما عن نفسه بأسلوب تعزيز الذات 
  • عدم الاعتراف بإنجازات الآخرين. 
  • يرفض كل أشكال النقد وتصيبه هذه الأمور بحالة شديدة من الغضب 
  • يستغل تعاطف الآخرين معه. 
  • يسعى باستمرار لتحقيق المصلحة الشخصية 
  • حب الاستحواذ والغيرة المجنونة والتفوق على الآخرين للظهور 

الفرق بين حب الذات والأنانية 

قد يجد الكثيرون صعوبة في تمييز الفرق بين حب الذات والأنانية، حيث توجد خطوط رفيعة تفصل بينهما وتجعل بعض الأشخاص يخلطون بينهما، وإليك أهم الطرق التي تساعدك في التمييز بينهما: 

نظرة الشخص للناس 

الشخص الأناني ينظر إلى الآخرين على أنهم أعداء ومنافسون له، ويعتقد أنه يجب أن يكون هو الوحيد الناجح والذي يستحق المكانة العليا. يبدأ في البحث عن أسباب لإثبات فشل الآخرين 

الشخص الذي يحب نفسه لديه نظرة مختلفة. لا يشغله ما يحققه الآخرون، بل يشغله ما يحققه هو ويسعى لتحقيقه. لديه أهداف محددة يسعى لتحقيقها، مثل التفوق والنجاح، دون أن يقلل من نجاح الآخرين أو ينسب الفضل لنفسه. كما يهتم بمصالح الآخرين وحياتهم، على عكس الشخص الأناني الذي لا يهتم بذلك 

نظرة الشخص لنفسه 

الحياة البشرية تدور حول النفس، فهي المحور الذي يدور حوله كل شيء بالنسبة للإنسان. إنها معركة يخوضها الإنسان من أجل راحته وسعادته. لذلك، يفضل الإنسان الابتعاد عن كل ما يسبب له التعب والألم النفسي. قد يحدث أحيانا أن يتحول حب الذات إلى أنانية، فالنفس قد تأمر بالسوء في كثير من الأحيان. ولكن الفرق بين من يحب نفسه بشكل صحيح ومن يتصرف بأنانية هو أن الأول يثق بنفسه ويسعى لتطويرها دون الإضرار بالآخرين، بينما الثاني يشعر بأنه معفى من الأخطاء ولا يهتم بتطوير نفسه ويرغب فقط في تحقيق مصالحه الشخصية بعيدا عن الآخرين. لا يهتم بالنظر إلى مصالحهم) 

الاتكالية والاعتماد على الآخرين 

الشخص الذي يحب ذاته لا يعتمد على الآخرين لتحقيق مصالحه الشخصية أو تحقيق مجد خاص به. إنه يعتمد بشكل أساسي على نفسه ويعتقد أنه قادر على تحقيق التقدم من خلال الاعتماد عليه وبذل الجهد اللازم، دون أن يستغل أو يعتمد على أحد آخر. إنه يبذل الكثير من الجهد 

أما الشخص الأناني فهو لا يريد بذل الجهد بل يعتمد على الآخرين ويسرق نجاحهم وينسبه إلى نفسه بالإضافة إلى إتباع النظرية التسلقية على أكتاف الأشخاص الآخرين. 

الغرور وحب النفس 

الغرور هو سمة مهمة يمكن من خلالها التفرقة بين حب الذات والأنانية. الشخص الذي يحب نفسه يهتم بتنمية نفسه ويسعى لتحقيق أهدافه، دون أن ينظر إلى نجاح الآخرين. ويتمنى لهم التوفيق والنجاح في الحياة، فهو يرغب في النجاح وجود الآخرين 

أما الشخص الأناني لا يشعر بوجود الآخرين من الأساس ويتمنى لهم الشر وعدم تحقيق أي أهداف شخصية، كما أنه يحاول خلق الكثير من المشكلات في محيط العمل أو الأسرة حتى يقف وحده على القمة ويحظى بكافة الاهتمام، ويشعر بثقة مبالغ فيها وهي في الأساس لا وجود لها، وقد يكون شخص فاشل في الأساس. 

ما هو مفهوم الأنانية وحب الذات في الإسلام؟

أخذت كلمة الأنانية من كلمة ” أنا” وهي حب الذات بشكل كبير وتعظيمها والنسبة للخير إليها وسعي للفت الأنظار دائما، ومن ذلك قول إبليس لربه في قصة السجود لآدم عليه السلام، يقول -تعالى-: (قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)، هنا نجد أن الأنانية هي التي منعت إبليس من السجود وطاعة الله عز وجل.

هل حث الإسلام على الإيثار؟ 

بالفعل، حث الإسلام الحنيف على اتباع جميع الأخلاق الكريمة، بما في ذلك الإيثار وحب الآخرين وتجنب الأنانية. وقد أشاد الله -تعالى- بفعل الأنصار الذين فضلوا إخوانهم المهاجرين على أنفسهم، وقد قال -تعالى-: (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى