الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

كم عدد اركان الاحسان

كم عدد اركان الاحسان

الإحسان هو من أعلى مستويات الدين الإسلامي، وهو من أرقى وأعلى أشكال الإيمان بالله عز وجل. يجب علينا أن نعرف عدد أركان الإحسان، والإجابة هي أنها ركن واحد فقط في الإسلام. تم توضيح ذلك في السنة النبوية حيث يعتبر الإحسان عبادة لله كما لو أننا نراه، وإن لم نراه فإنه يرانا جميعا. يتمثل ذلك في مقامين وهما كالتالي:

  • المقام الأول: وهذا المقام هو المقام الأعلى، ويسمى بمقام المشاهدة، حيث يصل الإنسان لمرحلة يكون نور الله -عز وجل- في قلبه وسمعه وأمام عينيه، ومن ثم يمتلئ قلب العبد بالسكينة والهدوء، ويشعر بقرب الله -عز وجل- منه.
  • المقام الثاني: وهو مراقبة الله، حيث يؤمن الإنسان بأن الله -عز وجل- يراه في أي مكان وفي جميع حالاته، ومن ثم يلتزم الإنسان بتقوى الله وبأداء الشعائر الدينية بأفضل طريقة.

تعريف الإحسان

يعرف الإحسان بأنه من أسمى وأعلى المقامات عند الله عز وجل، حيث يقوم العبد بعبادته لله -عز وجل- في أرفع الدرجات وأفضلها، ويعبد العبد ربه بحب وشوق وطلبا لرضاه ومحبته وليس خوفا من عقابه، وقد ذكر الإحسان في قول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث قال “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”، ويتجلى الإحسان أيضا في أوجه التعامل مع الخلق مثل بر الوالدين والرحمة بهم وكذلك صلة الرحم والعطف على الفقير ومساعدته، وأن ديننا الإسلام أوجب الإحسان في كل الأمور، فجزاء الإحسان عند الله -عز وجل- عظيم وأجره كبير للعبد.

متى يصل المسلم الي درجة الأحسان

أوضحت الشريعة الإسلامية أن الدين له مراتب، ويعتبر الإسلام هو أول مرتبة في الدين، ويقصد به الاستسلام لله -عز وجل- وعبادته بحق، وبعد ذلك يأتي الإيمان والإحسان في مراتب الدين، ونتساءل عندما يصل المسلم إلى درجة الإحسان، فهناك العديد من الأمور التي يجب على المسلم تنفيذها بأفضل طريقة وأسمى شكل، فعندما يقيم الصلاة ويخشع فيها، ويؤدي الزكاة والصدقة بالمكان الصحيح، ويحسن معاملة الفقراء والمساكين، فإن المسلم يصل إلى درجة الإحسان، ومن الجدير بالذكر أن المسلم الذي يصل إلى درجة الإحسان يمتنع عن ارتكاب أي من الذنوب والخطايا، لأنه يدرك دائما أن الله -عز وجل- يراقبه ويقربه منه.

أهم مراتب الإحسان

بعد ذكرنا الإجابة على عدد أركان الإحسان، وهو ركن واحد فقط وهو أن المسلم يعبد الله -عز وجل- كأنه يراه وإن لم نره فهو يرانا جميعا، نذكر الآن أهم مراتب الإحسان، حيث تتكون من ثلاث مراتب وهي:

  • المرتبة الأولى: المراقبة الدائمة لله والخوف من معصيته يدفع العبد إلى عبادة ربه وكأنه يراه بقلبه أثناء عمله.
  • المرتبة الثانية: وهو التورع من الله عز وجل، وتتجسد هذه الفكرة عندما يدرك العبد أن الله -عز وجل- يراقبه ويعلم بكل تفصيل عنه، في جميع الأحوال يكون العبد شديد الحرص على أن يجتهد في عبادته لله، ولديه حياء شديد يبعده عن فعل الذنوب والمنكرات.
  • المرتبة الثالثة: الاطمئنان والسكينة في عبادة الله هو شعور يجعل الإنسان يتفانى في عبادته ويستمتع بها ويشعر بالاطمئنان وتختفي همومه، ويجد الراحة من خلال قربه من الله.

صور من الإحسان

في سياق توضيح عدد أركان الإحسان ومراتبها الأهم، سنشرح أيضا بعض صور الإحسان، حيث للإحسان عدة أوجه وهي على النحو التالي:

  • إحسان العبد لوالديه، فيبرهم ويطيعهم بالمعروف.
  • إحسان العبد لأقاربه يعتبر صلة رحمهم والدعاء لهم بالخير والتوفيق.
  • إحسان اليتيم والحفاظ على ماله وحقوقه.
  • تصبح على أحسن حال عندما تكون لطيفا مع الفقراء والمساكين وتقدم لهم ما يحتاجونه من الملابس والطعام والشراب.
  • يجب على الإنسان أن يتصرف بلطف تجاه ابن السبيل من خلال مساعدته في قضاء حاجاته وإرشاده بالصواب.
  • إحسان المرء للجميع، بلطف القلب وبشاشة الوجه وجمال الروح.
  • رعاية الإنسان للحيوانات، بإطعامهم وسقيهم، والاعتناء بهم ورعايتهم عندما يكونون مرضى.

الإحسان في القرآن الكريم

هناك العديد من الآيات القرآنية التي توضح فضل الإحسان وجزائه وفوائده على المسلم، على سبيل المثال.

  • يأمر الله العزيز في سورة النحل بالعدل والإحسان وإيتاء حقوق الأقربين، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، ويعظكم لعلكم تتذكرون، حيث توضح هذه الآية الكريمة أمر الله عز وجل للمسلمين بأن يحسنوا ويكونوا من المحسنين.
  • كما أوضحت الصورة الإحسانية وتعامل العبد مع الخلق، مثل بر الوالدين، فقد قال الله -عز وجل- في كتابه العزيز في سورة الإسراء: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما”.
  • وكما قال الله عز وجل في سورة البقرة “وقولوا للناس كلاما حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون”، توضح هذه الآية أن الإحسان ليس فقط بالأفعال ولكن أيضا بالأقوال.

الإحسان في المعاملات

ديننا الإسلام يحثنا على معاملة الناس بحسن، وعلينا أن نتعاطى بالمعروف وأن لا نفرق بين الأغنياء والفقراء، وأن نكون حسنين في تعاملنا مع الجيران وكذلك الأيتام والمحتاجين، وهذا يتمثل فيما يلي:

الإحسان إلى الوالدين

  • في القرآن الكريم، ذكر أن ربك قضى بأن لا تعبدوا إلا إياه وتحسنوا المعاملة مع الوالدين، وإذا بلغتك مرحلة الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أي كلمة سيئة ولا تنهرهما، بل قل لهما كلمات كريمة واستجب لهما بالرحمة وادع ربك أن يرحمهما كما رباني صغيرا.
  • يروى عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل الأحب إلى الله، فكان جوابه أن الصلاة في وقتها هي الأحب إلى الله، ثم سئل عن العمل الثاني فأجاب بر الوالدين، ثم سئل عن العمل الثالث فأجاب بالجهاد في سبيل الله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أخبرني بهن، ولو استزدته لزادني”

الإحسان إلى الجار

  • وهذا يتم عن طريق إكرام الجار والابتعاد عن إيذائه، حيث قال أبو شريح العدوي رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” من يؤمن بالله واليوم الآخر فليتصرف بلطف تجاه جاره ومن يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن يؤمن بالله واليوم الآخر فليتكلم بكلمة طيبة أو ليسكت

الإحسان إلى اليتامى والمساكين

  • إن الله عز وجل أمر بحسن معاملة اليتامى والمساكين، وذكر ذلك في سورة البقرة حيث قال الله تعالى: “وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربىٰ واليتامىٰ والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون.

الإحسان إلى المرأة

من الشائع أن الدين الإسلامي يعتبر المرأة أعلى من شأنها، ويعطيها مكانتها الخاصة ويهتم بها كثيرا ويكرمها. فقد أوصى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بالاحترام والتعاطف والرفق مع المرأة، سواء كانت أما أو أختا أو زوجة أو ابنة. فقد قال عليه الصلاة والسلام: “كونوا إحسانا إلى النساء”. كما أوصى الله عز وجل الرجال بأن يحترموا المرأة ويكرموها.

الإحسان إلى الحيوان

يجب على الإنسان أن يحسن ويعطف على الحيوان بإطعامه ورعايته، وعندما يرغب المسلم في ذبح ما أحله الإسلام، عليه أن يشحذ شفرته تماما، كما روى شداد بن أوس رضي الله عنه قال: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتل، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد كل واحد منكم شفرته فليرح ذبيحته”، وذكرت أيضا أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها، ودنت مني النار حتى قلت أي رب وأنا معهم، فإذا امرأة حسبت أنه قال تخدشها هرة قلت ما شأن هذه، قالوا حبستها حتى ماتت جوعا، لا أطعمتها ولا أرسلتها تأكل، قال نافع حسبت أنه قال من خشيش أو خشاش الأرض”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى