صحةصحة الطفل

تجربتي مع جلسات التخاطب والتحول من مرحلة النطق إلي الكلام

تجربتي مع جلسات التخاطب

تهتم كل أم بمراقبة طفلها بعناية، لملاحظة تقدم مهاراته المختلفة وتعلمه النطق، وإذا لاحظت الأم تأخر النطق والكلام لدى طفلها، فإنها تلجأ إلى الخبراء الذين ينصحونها بزيارة مراكز الكلام، حتى يخضع الطفل لجلسات تعليم النطق واكتساب تلك المهارة بسرعة.

وهنا تجارب بعض الأمهات مع جلسات التخاطب لأطفالهن:

التجربة الأولى

تقول أحدى الأمهات أن ابنتها كانت تعاني من تأخر في النطق، وأخضعتها لجلسات علاج النطق ولكن دون جدوى.

  • تضيف أنها اعتمدت في تنمية مهارتها لابنتها على تشجيعها للتحدث معها بكثرة، إلى جانب تعاملها مع أطفال آخرين تتحدث معهم.
  • وتوضح أنها كانت تقصد عدم تعديل الكلام لطفلتها حتى لا تظن أنها أخطأت، ولكنها كانت تعيد الكلمة أو الجملة وتسأل ابنتها إن كانت تقصد هذا؟ أي أنها تقوم بتصحيحها بطريقة غير مباشرة، وتؤكد أن ابنتها اكتسبت تلك المهارة مع الوقت واختفت لديها تلك المشكلة.

التجربة الثانية

أم أخرى تروي تجربتها مع ابنها الذي ظهرت لديه سمات توحد واستوجبت إحالته إلى مركز مختص لعلاج تأخر النطق.

  • وتقول إن ابنها استفاد كثيرا من جلسات التخاطب، وأصبح لديه القدرة على النطق بوضوح وفهم.

أسباب تأخر النطق عند الأطفال

هناك عوامل عدة تؤدي إلى تأخر النطق لدى الأطفال، والتي تستدعي إجراء جلسات تخاطب في المراكز المتخصصة وفي المنزل، وتلك العوامل هي:

  • القصور البيئي الذي يحيط بالطفل، والذي يتجلى في قلة التحدث معه وأمامه من قبل الأبوين، وكذلك جلوسه لساعات طويلة أمام التلفزيون دون محاولة للتحدث.
  • إصابة الطفل بمتلازمة داون هي أحد أسباب تأخر النطق لديه بارزة.
  • يعاني الطفل من متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه.
  • إصابة الطفل بإصابات دماغية مثل الإعاقة العقلية والشلل الدماغي.
  • في حالة إصابة الطفل بضعف السمع، يعالج أولا من ضعف السمع ثم يخضع لجلسات تخاطب.

السن المناسب لجلسات تخاطب الأطفال

تشعر الأمهات بقلق شديد عندما يلاحظون تأخر النطق والكلام لدى أطفالهم في سن مبكرة، مما يدفعهم للتوجه إلى جلسات التخاطب لمساعدة الأطفال على اكتساب مهارات النطق.

  • ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أنه لا يمكن ملاحظة تأخر النطق لدى الأطفال قبل مرور 3 سنوات، حيث يتم توجيههم لجلسات تخاطب في هذه المرحلة العمرية في حال واجهوا صعوبة في فهم الكلمات وضعف تركيب الجمل، وبالتالي فإنهم يجدون صعوبة في التواصل مع الآخرين وفهم كلماتهم وتعليماتهم، ويستخدمون الكلمات بشكل غير صحيح.
  • لذلك فإن العمر المناسب لإخضاع الطفل لجلسات تخاطب هو 3 سنوات في المتوسط.
  • وبشكل عام، يمكن القول أن أخصائي اللغة والتخاطب هو الذي يحدد حالة الطفل وما إذا كانت بسيطة أم تحتاج إلى جلسات تخاطب.

أهمية جلسات التخاطب

في جلسات التخاطب في المراكز المتخصصة، يستخدم أخصائي التخاطب أنشطة لغوية مثل اللعب والكتب المصورة، ويتم بناء المهارات اللغوية من خلال التكرار، إلى جانب إجراء تمارين صوتية وشرح كيفية حركة اللسان عند نطق كلمات محددة، بالإضافة إلى تمارين اللسان والشفتين والفك.

وتتمثل أهمية جلسات التخاطب فيما يلي:

  • تعليم الأطفال غير القادرين على التحدث طرق التواصل الصحيحة مع الآخرين.
  • يتم إكساب الطفل المهارات الاجتماعية والعلمية المناسبة بحيث يتمكن من التفاعل والتواصل مع الآخرين، ويتم ذلك عن طريق استخدام القصص الاجتماعية ونماذج الفيديو ومختلف الأدوات والاستراتيجيات التي تعزز تلك المهارات.
  • تعليم الأطفال مهارات القراءة والكتابة تعزز تواصلهم الفعال مع الآخرين، فتمكنهم من التهجئة والتواصل بسهولة.
  • يعزز أخصائي التخاطب وسائل التواصل الأخرى لدى الطفل مع الآخرين، مثل لغة الإشارة والإيماءات وتعبيرات الوجه والتواصل البصري، مما يزيد من قدرة الطفل على التواصل مع من حوله.
  • يشمل تعريض الطفل لتمارين خاصة مثل تكرار الأصوات وتمارين النطق، وجميعها تعمل على تحسين عضلات الكلام وبالتالي تعزز مهارات التواصل مع الآخرين.

جلسات التخاطب المنزلية

في البداية، يجب الإشارة إلى أن جلسات التخاطب في المنزل تكمل جلسات التخاطب التي تعقد في مراكز التخاطب.

  • وبالتالي، لا يمكن الاعتماد فقط على جلسات التخاطب المنزلية، بل يجب على الطفل أن يتوجه إلى مركز متخصص ليتم متابعته وقياس تطوره من قبل المختصين.
  • هناك بعض التمارين البسيطة التي يمكن القيام بها في المنزل لمساعدة تطوير الطفل، مثل تعليم الطفل تكرار الحروف والكلمات باستخدام الألعاب الناطقة التي تكرر الكلام المنطوق وتشجع الطفل على التحدث.
  • يمكن أيضا وضع المرآة أمام الطفل والنطق بالكلمات أمامها، حتى يتعرف على شكل الفم وكيفية نطق الكلمات والاختلاف في حركة الفم عند نطق كل حرف وآخر.
  • ويمكن تدريب الطفل على الكلام واستماع الكلمات بوضوح عن طريق استخدام ميكروفون صغير في المنزل ذو صوت واضح.
  • من بين أفضل التمارين التي يمكن أن تتم مع الطفل في المنزل هو تكرار الحروف والكلمات أمامه بوضوح ومساعدته في تكرارها، حتى يتعلم كيفية نطقها.
  • وتعد الألعاب التعليمية التي تحمل صور حروف وأرقام وحيوانات من أفضل وسائل تعليم الطفل مهارات النطق وتكرار الكلام، فمن خلالها يتعلم الطفل كيفية نطق كل حرف، ثم ربطه بين الحروف والكلمات.
  • إذا كان الطفل يجد صعوبة في نطق حرف معين؛ يجب على الأم في المنزل تدريب الطفل على نطق هذا الحرف بتكراره عدة مرات يوميا حتى يعتاد عليه ويستطيع نطقه بسهولة، ويمكن إضافة الحرف في كلمات أخرى حتى تحقق النتائج المرجوة.
  • علينا العمل على تنمية القوة العضلية لفم الطفل من خلال استخدام المصاصة (الشاليموه) في نفخ السائل أو شربه، فهذه الطريقة تساعد على وضوح مخارج الحروف لدى الطفل، كما يمكن تقوية عضلات فك الطفل من خلال مضغ العلكة، ويجب عدم إعطائها للطفل الذي يقل عمره عن 3 سنوات لتجنب حدوث الاختناق.
  • إذا كان الطفل مشتتا أثناء جلسات التخاطب المنزلية بسبب وجود ضوضاء حوله أو بسبب ضعف السمع، فيمكن استخدام سماعات الأذن لزيادة وضوح الكلمات والحروف النطقية.

متى تظهر نتائج جلسات التخاطب

السؤال الأهم للأمهات اللواتي لديهن أطفال يتأخرون في النطق هو المدة التي يحتاجها الطفل لاكتساب مهارة النطق.

  • يعتمد الوقت الذي يحتاجه الطفل لاكتساب مهارة النطق على عوامل عدة وهي المشكلة التي يعاني منها الطفل، مثل قدرته واستجابته، وتطور حالته، وعدد الجلسات أسبوعيا ومدة كل جلسة.
  • يجب أن نشير إلى أن إجمالي الساعات التي يحتاجها الطفل حتى تظهر نتائج جلسات التخاطب تتراوح بين 15 و 20 ساعة في المتوسط.
  • تتم تقسيم تلك الساعات إلى جلسات بمعدل 30 دقيقة يوميا مرتين أو 3 مرات في الأسبوع.
  • وبعد انقضاء هذه الفترة، ستلاحظ الأم تطوير طفلها لمهارة جديدة وقدرته على نطق الكلمات بوضوح.
  • وإذا لم تتحسن حالة الطفل بعد هذه الفترة، ذلك لا يعني أنه لن يتحسن أبدا، ولكن يشير إلى أنه بحاجة إلى وقت أطول من غيره لاكتساب تلك المهارة، خصوصا أن حالة كل طفل تختلف عن الآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى