الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

لماذا سميت سورة التغابن بهذا الاسم .. سبب تسمية سورة التغابن

لماذا سميت سورة التغابن بهذا الاسم

سنوضح لك في هذا المقال من موسوعتنا لماذا يطلق على سورة التغابن هذا الاسم. هناك اختلاف في آراء العلماء حول مكان نزول السورة، سواء كانت في مكة المكرمة أو المدينة المنورة. بعض العلماء يعتقدون أنها نزلت في مكة وآخرون يعتقدون أنها تحتوي على آيات من كلا المدينتين. تتكون هذه السورة من 18 آية وتأتي في الجزء الثامن والعشرين من المصحف الشريف، بعد سورة التحريم وقبل سورة الصف، وتحتل المرتبة 64 في الترتيب.

تدخل سورة التغابن ضمن سور “المسبحات”، وهي السور التي تبدأ بتسبيح الله، حيث يقول الله تعالى في الآية الأولى (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير (1))، وفي الأسطر التالية يمكنك معرفة سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم.

سبب تسمية سورة التغابن

  • يتم ذكر لفظ “التغابن” في هذه السورة وتحديدا في الآية (يوم يجمعكم ليوم الجمع ۖ ذٰلك يوم التغابن)، إذ يعد يوم التغابن اسما من أسماء يوم القيامة، فتتناول الآية تجميع الناس جميعا استعدادا للحساب.
  • يطلق على يوم القيامة اسم التغابن، لأنه اليوم الذي يغبن فيه أهل الجنة أهل النار، وفقا لتفسير القرطبي.
  • المقصود من هذا المعنى هو أن لفظة الغبن تعبر عن المبادلة في البيع والشراء، فقد باع أهل الجنة الدنيا للفوز بالآخرة ودخول الجنة، بينما باع أهل النار الآخرة من أجل الدنيا وكانت نتيجتهم دخول النار، وفي المقابل ستظهر خسارة الكافرين لنعيم الجنة في يوم القيامة.
  • تم ذكر كلمة التغابن مرة واحدة فقط كأحد أسماء يوم القيامة في هذه السورة.

سبب نزول آية 14 من سورة التغابن

  • بالنسبة لسبب نزول الآية رقم 14، فسببه هو أن الكثير من المسلمين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قديما، عندما يرغب أحدهم في الهجرة في سبيل الله، كانت قومه تمنعه من ذلك حتى لا يترك أهله ويعيش بدون مصدر رزق بعد الهجرة.
  • كان هناك بعض الأشخاص الذين استجابوا لهم وقرروا التراجع عن فكرة الهجرة، ولذلك نزلت الآية الكريمة التي تحذر من منع أهلهم من الدخول في الإسلام والهجرة، حيث وصفهم الله بأنهم أعداء (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ۚ).
  • ومن بين أسباب نزول هذه الآية هو دعوة المسلمين الذين يقررون الهجرة في سبيل الله إلى أن يعفوا عن أهلهم الذين حاولوا منعهم من الخروج للجهاد، ففي الآية رقم 14 يقول الله تعالى (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم).

تفسير سورة التغابن

تفسير الآيات من 1 – 4

  • (سبحان الله ما في السماوات وما في الأرض ۖ له الملك وله الحمد ۖ وهو على كل شيء قدير)
  • تشير الآية الأولى إلى تسبيح الله وتقديسه وتنزيهه عن كل نقص، وهو الذي لا يعجزه شيء في السماء ولا في الأرض.
  • (الله هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن. والله بصير بما تعملون)
  • تشير الآية الثانية إلى أن الله خلق البشر الذين انقسموا إلى مؤمنين وكافرين، والله يعلم بكل ما يفعله المؤمن والكافر ليعاقبهم على أعمالهم في يوم القيامة.
  • (خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم ۖ وإليه المصير)
  • أما الآية الثالثة، فتشير إلى عظمة الخالق في خلق السماء والأرض وخلق الإنسان بأفضل صورة، وإليه يعود المؤمنون والكافرون لمجازاتهم في يوم القيامة.
  • (يعرف ما يوجد في السماوات والأرض ويعرف ما تكتمون وما تعلنون ۚ والله عليم بأسرار القلوب)
  • تعبر الآية الرابعة عن معرفة الله بكل شيء صغير وكبير يحدث في السماء أو على الأرض، فلا يخفى عليه شيء، تسبحانه، فالله يعلم بما يظهره الإنسان وبما يخفيه في نفسه.

تفسير الآيات من 5 – 9

  • (ألم يأتكم خبر الذين كفروا من قبل فذاقوا بأس أمرهم ولهم عذاب أليم)
  • تطرح الآية الخامسة تساؤل للمشركين وهو: ألم يتعلموا من مصير الأمم التي كفرت بالله وكان عقابها العذاب الشديد؟.
  • (ذلك لأن رسلهم كانوا يأتونهم بالبينات، فقالوا أبشروا يهدوننا، فكفروا وتولوا، واستغنى الله، والله هو الغني الحميد)
  • توضح الآية السادسة مدى جحود الكافرين الذين كانوا يتجاهلون البينات والدلائل التي كان يأتي بها رسل الله الذين يدعونهم لعبادته، فكانوا يندهشون من رسل من البشر يدعونهم لعبادة الله.
  • زعم الذين كفروا أنهم لن يبعثوا، قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير
  • تشير الآية السابعة إلى أن الكفار كانوا يعتقدون أنه لا يوجد بعث بعد الموت، فيعاقبهم الله بالبعث وبالجزاء بالعذاب الشديد.
  • قد آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا، والله بما تعملون خبير
  • في الآية الثامنة، يدعو الله المشركين إلى عبادة الله والإيمان برسوله، إذ لا يخفى على الله شيء مما يقولون أو يفعلون، وسيجازيهم على ذلك.
  • يوم يجمعكم في يوم الجمعة؛ هذا هو يوم التغابن. ومن يؤمن بالله ويعمل الصالحات، يكفر عنه سيئاته ويدخله الله جنات تجري من تحتها الأنهار، وسيكونون فيها خالدين إلى الأبد. هذا هو الفوز العظيم
  • في الآية التاسعة تتحدث عن حشر المؤمنين والكافرين في يوم القيامة، حيث يدخل الجنة من يؤمن بالله ويعمل الصالحات.

تفسير الآيات من 10 – 13

  • (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا، أولئك هم أصحاب النار الذين سيبقون فيها إلى الأبد، ومصيرهم سيء بشكل فظيع)
  • في الآية العاشرة تشير إلى عقاب الذين كفروا بالله ولم يؤمنوا بما أنزل الرسل، فإنهم سيبقون في نار جهنم إلى الأبد.
  • (ما أصيبت من مصيبة إلا بإذن الله، ومن يؤمن بالله يهد قلبه، والله بكل شيء عليم)
  • تشير الآية الحادية عشر إلى أن كل ابتلاء يحدث للإنسان يحدث بأمر الله، ويمنح الله الهداية والسكينة لمن يؤمن به، فسبحانه يعلم كل شيء.
  • (واستجيبوا لله واستجيبوا للرسول ۖ فإن توليتم فإنما علينا بلاغ البيان)
  • تشير الآية رقم 12 إلى دعوة لطاعة الله والرسول، وعندما يتخاذل أحدهم، فقد أدي الرسول ما عليه من تبليغ الرسالة.
  • الله لا إله إلا هو وعلى الله يتوكل المؤمنون
  • الآية الثالثة عشرة تشير إلى وحدانية الله، الذي لا إله غيره، وهو الله الذي يتوكل عليه المؤمنون في شؤون حياتهم.

تفسير الآيات من 14 – 18

  • (يا أيها الذين آمنوا إن بعض أزواجكم وأولادكم عدو لكم فاحذروهم؛ وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم)
  • يحذر الله في الآية الرابعة عشرة من المؤمنين من أهلهم الذين يمنعونهم عن الهجرة في سبيله، ويحثهم على العفو والصفح عنهم، فإن الله واسع المغفرة.
  • (إنما أموالكم وأولادكم فتنة ۚ وعند الله أجر عظيم)
  • تنبه الآية الخامسة عشر إلى ضرورة تجنب الوقوع في فتنة المال والأبناء، ومن يجتاز هذه الاختبارات يحصل على مكافأة عظيمة.
  • (اتقوا الله ما استطعتم واستمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ۖ ومن يوقن نفسه فأولئك هم المفلحون)
  • في الآية السادسة عشر، يأمر الله المؤمنين بتزكية النفس والتقوى، وطاعة ما يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنفاق الأموال في سبيل الله، وهذا يقي من البخل، فمن ينفق في سبيل الله فهو من الفائزين في الآخرة.
  • إذا قرضتم الله قرضا حسنا فإنه يضاعفه لكم ويغفر لكم، والله شكور حليم
  • تظهر الآية السابعة عشرة أهمية الصدقة، حيث تضاعف أجر المنفق وتكفر عن سيئاته.
  • ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
  • في الآية الثامنة عشر والأخيرة يشير إلى علم الله بالغيب الذي لا يعرفه الإنسان، إلى جانب معرفته بكل ما هو موجود في الكون، إذ هو الله العزيز الذي لا يمكن أن يتغلب عليه شيء في السماء ولا في الأرض.

وبهذا نكون قد شرحنا لك إجابة سؤال “لماذا سميت سورة التغابن بهذا الاسم؟”، بالإضافة إلى سبب نزول الآية الرابعة عشرة، وقد عرضنا لك تفسير السورة من الآية الأولى حتى الآية الثامنة عشرة.

وللإطلاع على المزيد من المعلومات عن سورة التغابن يمكنك قراءة المقال التالي من الموسوعة العربية الشاملة:

المراجع

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى