الصحة النفسيةصحة

ما معنى غسيل المخ

يتمثل غسيل المخ أو الدماغ في سعي الإنسان لتغيير قيمه واتجاهاته وسلوكه وتصرفاته ومعتقداته، وجعله يتبنى قيم وأنماط أخرى يفرضها عليه فرد أو مجموعة أو جهة معينة لتحقيق مصلحة معينة.

تعريف غسيل المخ

إعادة هيكلة السلوك وتوجيه الفكر وتغيير السلوك وتشكيل المعتقدات بطريقة موجهة هي وسيلة نفسية معترف بها لغسيل المخ. تم استخدام هذا المصطلح لأول مرة خلال الحرب الكورية في منتصف القرن العشرين حيث تم تطبيق تقنيات علمية منهجية لزرع الأفكار والمعتقدات الشيوعية والتخلص من الأفكار المعادية لها على الأسرى الأمريكان. في العصر الحديث، تقوم وسائل الإعلام بغسيل مخ الجمهور المستهدف لتحقيق مصالحها ومنافعها بتوجيه الأفكار نحو ما يحقق ذلك. هناك عدة أسماء لهذه العملية مثل بناء الفكر، إعادة هيكلة، التحرير والتحويل المذهبي للفكر، التلقين الخفي، الإقناع الخفي، وتغيير الاتجاهات.

الأساس العلمي لغسيل المخ

باستخدام بعض الأساليب النفسية، يتم التحكم في عملية غسيل المخ أو غسيل الدماغ، ولذلك فهي تستند إلى أساس قوي في علم النفس، وكان هذا الأساس كما يلي:

  • يستند غسيل المخ إلى نظريات العالم الروسي إيفان بافلوف، وهو عالم نفس وأستاذ في علم وظائف الأعضاء، وقد أسس نظرية الفعل الشرطي المعكوس أو الارتباط الشرطي.
  • تمكن بافلوف من اكتشاف أنه يمكن التحكم في ردود الأفعال عن طريق التعرض لمحفزات خارجية، وقام بافلوف بإجراء العديد من التجارب على الحيوانات ليثبت صحة نظريته، ومن بين النتائج التي توصل إليها هو أن تغيير السلوك يمكن أن يحدث عندما يتوفر عوامل بيئية محددة تؤثر بقوة على السلوك البشري، حيث يمكن أن تعيد بناء المعتقدات والتصورات العقلية بطريقة موجهة.
  • ومن خلال ذلك التأسيس العلمي تم تنفيذ تلك النظرية لاستكشاف المزيد من أسرارها، وفي هذا العصر تم تنفيذ تلك النظرية بشكل واسع لنشر المعلومات والأفكار الموجهة والتي تخفي وراءها مصالح شخصية ومنفعة لجماعات معينة، وتلك تسمى الحرب النفسية التي تبثها الدول لتوجيه أفكار الشعوب لتحقيق مصالح الجماعات أو الدول.
  • وعند تطبيق تجارب بافلوف، يتعرض الضحايا لعدة خطوات لكسر مقاومتهم تماما، بما في ذلك العزل والتعرض لمؤثرات قاسية والضغط والإرهاق العقلي والجسدي، وجلسة استجواب مهينة ومذلة، ثم ترويج الأفكار التي ترغب في غرسها لكي يتقبلها الفرد ويعتبرها فرصة للنجاة.

طريقة غسيل المخ

غسيل المخ يعتمد على عدة أسباب، ومن الممكن أن تجعلك تعتقد أنك تعرضت لعملية غسيل المخ في السابق، خاصة إذا كانت تعتمد على التحكم في الرأي بالقوى الناعمة، ولكن هناك طرق أخرى لغسيل المخ يمكن استخدامها، والتي تم اعتمادها في العصور المظلمة، وتعتمد على القوة والعنف، ومن بين طرق غسيل المخ ما يلي:

طريقة عنيفة

  • هي الطريقة التي ركز عليها العلماء وشرحوا وبينوا لأنها أقرب إلى المصطلح، وتعتبر الأساس الذي اعتمد في عملية غسيل المخ في البلاد الشيوعية، فهم من ابتكروها، وتعبر عن وحشيتهم وهمجيتهم تجاه الإنسان، وتعاملوا مع أهل الشعوب الإسلامية بالنار والحديد، وتشمل تلك الطريقة أسلوبين وهما إعادة التثقيف والتعليم فيتم إعادة تشكيل الفرد وفقا للمطلوب، والاعتراف من خلال الكشف عن الأخطاء.
  • يتم فصل الفرد تماما عن الآخرين اجتماعيا، ويحرم من المثيرات المرتبطة بالموضوع الذي يجب إزالته، ثم يقضي فترة في حالة قلق مستمرة ويتم تطبيق أساليب غسل الدماغ عليه، ويتم استجوابه، وقد ينهار الفرد من الداخل نتيجة الاضطراب العقلي والقلق، ويصبح يائسا وتعيسا، ويشعر الفرد بالوحدة ويتم سلب إرادته.
  • يتعرض الشخص للضغط الجسدي من خلال الألم والجوع والتعب والمناخ، بالإضافة إلى الصدمة الكهربائية واعتماده على أدوية التخدير، وقد يتعرض للتعذيب بشدة، مما يجعله يفقد إرادته ومقاومته، وهذا يهدف إلى الوصول بالشخص إلى حالة خطيرة من التعب والإرهاق والانهيار، مما يجعل عقله مستقبل لكل ما يقال.
  • يتعرض الشخص لاضطرابات في النوم من خلال تقليل ساعات النوم أو حرمانه منها، وضعف الطعام أو حرمانه منه، وأيضا حرمانه من الملابس الملائمة والكافية لتقلبات الطقس، والاعتماد على كل شيء يؤدي إلى الاكتئاب والاستسلام التام، والتلاعب بنفسيته، وشككه في الزمان والمكان الحالي، وقد يصل الشخص إلى مرحلة يحدث حوارا مع نفسه، أو يعاني من الهلاوس والأوهام.
  • يتم استخدام العنف والتهديد إما بشكل مباشر أو عن طريق الضرب والعنف حتى الموت، واستخدام أساليب غير إنسانية.
  • ويمكن اللجوء إليه بطريقة غير مباشرة من خلال التعامل معه بطريقة ودية ولكن يستمع إلى صوت آلام الآخرين الذين يتعرضون للعنف المباشر كوسيلة للتهديد.
  • الضغط والإذلال أثناء الاستحمام أو تناول الطعام أو النوم، ويتم استخدام أسوأ السباب والشتائم.
  • استخدام الدروس والمحاضرات الاجتماعية لزرع الأفكار يتضمن نقد الذات ونقد أفكار الآخرين التي لا تتوافق مع الأفكار المطلوب زرعها.
  • الرفق واللين في التعامل في البداية بالتظاهر بالود والصداقة والاعتذار عن سوء التعامل، مما يحث الشخص على الاعتراف ويزيد من فرصة قبول الأفكار الجديدة.
  • تعليم الفرد أن يلعن نفسه وينتقدها، ثم يعترف بكل شيء، ثم يبدأ في تغيير أفكاره، ويحذف الأفكار السابقة بالكامل ويقدم أفكارا جديدة ويتعلم سلوكيات وقيم جديدة تتعارض مع ما كان يعتقده في السابق.

طريقة تربوية هادئة

  • من خلال هذه الطريقة يتم غسل المخ بأسلوب تربوي هادئ، حيث يتم مسح جميع الأفكار والمعتقدات السابقة من العقل، ويتم تهيئته لاستيعاب وتقبل الأفكار والمعتقدات الجديدة.
  • من بين الأساليب التي تستخدمها وسائل الإعلام في زرع الأفكار المختلفة التي تحقق مصلحة الدولة ومصلحة أصحابها، يعمل على إعداد الجماهير المستهدفة بليونة ورفق لقبول تلك الأفكار تدريجيا.
  • أسلوب تربوي تعليمي يستخدمه الجامعات والمؤسسات التعليمية والتربوية، بما في ذلك المدارس، لزرع الأفكار من خلال المحاضرات والدروس والمناهج.

الآثار الناتجة عن غسل الدماغ

تنتج غسيل الدماغ العديد من التأثيرات السلبية على الشخص، ومن بين هذه التأثيرات كل ما يلي:

السلوك المشروط

تتغير سلوكيات الفرد في المستقبل وتتحول إلى حالة مشروطة، فلن يتصرف الشخص بسلوك محدد إلا عندما يتعرض لمحفز خارجي يرتبط في ذهنه بهذا السلوك، ولن يتحرك إلا بوجود هذا المحفز الداخلي، ولا يمكن للمحفز الداخلي تحقيق هذا السلوك، وهذا يعني أن الأحداث الخارجية ستؤثر بشكل أكبر على التحفيز وقدرة الشخص على توجيه إرادته من المحفزات الداخلية والدوافع والأفكار والمعتقدات التي يحملها، وسيتعرض لنظام الثواب والعقاب لتحديد الاستجابة المطلوبة وغير المرغوبة خلال عملية تغيير السلوك.

تدمير الذات

نظرا لأن عملية غسل الدماغ تعتمد على تقليل المعتقدات والأفكار الرئيسية للفرد، لتسهيل التوجيه فيما بعد، فإنها تؤدي إلى تقليل ثقة الشخص بنفسه وتشكيكه فيها، مما يعطل القدرة الداخلية على النقد ويهدم النفس بشكل عام.

هبوط القدرة الفكرية

الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشخص الذي يتعرض لغسل الدماغ، تؤدي به إلى حالة من التوتر أو الهلع، بسبب التشويش الذهني الذي يتعرض له وعدم القدرة على التركيز في التفكير، وتنقص القدرة على التفكير المنطقي والمنظم تقريبا، مما يجعله يفقد السيطرة على تفكيره ويصبح سهل التوجيه.

كيفية التعرف على غسيل الدماغ وتجنبه

تعتمد عملية غسل الدماغ على بعض المبادئ الأساسية التي يتم من خلالها تنفيذ تلك العمليات، وعلى العموم، هناك بعض الأوقات والمواقف التي يمكن للشخص أن يتعرض فيها لعمليات مثل هذه، وفيما يلي بعض النصائح التي تساعدك في تجنب مثل تلك العمليات

  • حاول دائما أن تفهم أن أولئك الذين يحاولون غسل أدمغة الآخرين والتأثير عليهم يميلون إلى استهداف الضعفاء، الذين يكون من السهل التأثير عليهم، وهم في الغالب الذين يواجهون ضغوطا كبيرة في حياتهم أو تغيرات كبيرة فيها.
  • حاول دائما أن تكون حذرا من الأشخاص الذين يحاولون عزلك أو عزل شخص تعرفه عن المؤثرات والآراء المحيطة.
  • ابتعد عن أي عملية تقليل للذات، أو تقليل لاحترامك لنفسك ولأفكارك ومعتقداتك وتشويهها.
  • حاول دائما الابتعاد عن أفكار التصنيف ، حيث يعمل بعض الأشخاص على تصنيفك وعزلك عن العالم الخارجي.
  • الغسيل الدماغي يعرض دائما مكافآت في حالة انصياع الضحية له.

أسئلة شائعة

من الاساليب المستخدمة في غسيل الدماغ؟

يعتمد غسل الدماغ على تقنيات متعددة، وأهمها التكرار للأخبار والصور، وتعزيز الأفكار المزروعة في الضحية، واستخدام التلميحات للتحكم في سلوك الضحية. وغالبا ما تكون هذه التلميحات ذات طابع جنسي أو عرقي.

من أساليب غسيل الدماغ في الإعلانات والدعايات؟

تكرار الخبر والصورة أو الموقف لتثبيته في الذاكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى