القواميس و الموسوعاتالمراجع

ما معنى كلمة اليهود

كلمة “اليهود” تعتبر كلمة شائعة جدا في عالمنا، ولكن ربما لا نعرف معناها. هناك فرق كبير بين اليهود والصهاينة، وهذا المعنى غالبا ما يكون مجهولا للكثير من الأشخاص. اليهود هم أصحاب رسالة سماوية وديانة، وتم إرسال الرسل إليهم بسبب ذلك.

معنى كلمة اليهود

ظهرت كلمة اليهود في القرآن الكريم، سواء باللفظ في ذاتها، أو بالإشارة إلى الشعب الذي عاش في العصور القديمة، وقد قام المفسرون بتحديد معنى هذه الكلمة على النحو التالي:

  1. ويقال في كتب التفسير والتاريخ أن أصل كلمة اليهود مشتقة من كلمة يهوذا، وهو أحد أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام، وهو النبي الذي يعرف لدى اليهود باسم إسرائيل.
  2. تم تخصيص اختصار هذا الاسم ليهوذا فقط من بين أبناء يعقوب، وذلك لأن جميع اليهود الحاليين يعتقدون أنهم من نسل مملكة يهوذا التي دمرها البابليون تماما وأسروا فيها، ويعتبر يهوذا جد الأنبياء الذين أرسلوا إليهم داود وسليمان، ويقال أنه جد المسيح ولكن هذا حسب اعتقاد الديانة اليهودية.
  3. يعود اسم اليهود إلى الهود، وهو يعني التوبة والرجوع، حيث قال سيدنا موسى لربه “إنا هدنا إليك” في سورة الأعراف، وبذلك يعني أننا رجعنا وتابعنا، ومن المعروف أن سيدنا موسى نزلت عليه ديانة التوراة.
  4. يقال أيضا أن الأصل في كلمة اليهود يعود إلى السعي نحو التقرب من الله والسعي لعمل الأعمال الصالحة، حيث قال زهير بن أبي سلمى: “سوى ربع لم يأت فيه مخافة ولا رهقا من المتهود.” ومعنى المتهاود هو المتقرب من الله، والتهود هو القيام بالأعمال الصالحة.
  5. يأتي اسم اليهود من الهوادة، وهي تعني المودة، فكأنهم يقولون هذا الاسم للإشارة إلى الترابط والتقارب بينهم.

سبب تسمية اليهود بهذا الاسم

سبق أن ذكرنا أن اليهودية سميت بهذا الاسم نسبة لليهود، وهناك أسباب متعددة لتسمية اليهود بهذا الاسم، وتم ذكر العديد من الأقوال حول ذلك، ومن بينها ما يلي

  • ينحدر أصل كلمة “يهودي” من الهوادة، والتي تعني باللغة المودة، مما يشير إلى أنهم اختاروا هذا الاسم تعبيرا عن المودة بينهم.
  • يذكر أن كلمة “اليهود” ترتبط بالتقرب والأعمال الصالحة، وقد ذكر زهير بن أبي سلمى في قصيدته ذلك

إلا ربع لم يأت فيه خوف ولا مشقة من عابد يتعبد

  • يقال أن كلمة “اليهود” تعود إلى “الهود”، وتعني التوبة والرجوع. وقد جاء هذا الاسم استنادا إلى قول موسى -عليه السلام- لربه عندما قال تعالى: “إنا هدينا إليك” (سورة الأعراف: 156)، وتعني “تابنا ورجعنا إليك يا ربنا”. وذكر ابن منظور أن “الهود” يعني التوبة، وهاد يهود هودا، وتهود تعني التوبة والعودة إلى الحق. وهذا هو المعنى الصحيح لليهود.
  • يقال إنهم سموا بهودا نسبة إلى يهوذا بن يعقوم، والذي يعتقد أنه ينتمي إلى جميع بني إسرائيل، الذين بعثهم موسى -عليه السلام- وبعد ذلك تحولت العربية “ذال” في يهوذا إلى “دالا” وأصبحوا يهودا.

لماذا اليهود ليس لهم وطن؟

في زمان قديم، وتحديدا في عصور سيطرة الرومان على منطقة فلسطين، بعث الله المسيح عيسى بن مريم – عليه السلام -، وبعد رفعه وقع بلاء شديد على اليهود في فلسطين، حيث قاموا بالعديد من الثورات ضد الرومان، وهو أمر جعل القائد الروماني “تيطس”، الذي كان يحكم المنطقة عام 70 ميلادية، يتفنن في استئصالهم والقضاء عليهم، وقد عمل على أسر أعداد كبيرة منهم وتهجيرهم، وقد دمر حينها بيت المقدس ومعبد اليهود، وقد كان هذا التدمير من الناحية التاريخية هو التدمير الثاني للهيكل، وزاد في التدمير بعده الحاكم الروماني “أدريان” سنة 135 حيث أمر جنوده بتدمير الهيكل تماما وتسويته بالأرض.

  • وأمر ببناء معبد كبير لآلهة الرومان، والذي سمي بعد ذلك “جوبتير”، ودمروا الرومان كل شيء في المدينة ولم يتركوا يهوديا واحدا فيها، ثم حظر اليهود دخول المدينة وأمروا بإعدام أي يهودي يدخلها، وبعد فترة من الزمن سمح لليهود بالقدوم إلى القدس يوما واحدا في السنة والوقوف على الجدار المتبقي من معبد الذي يعرف الآن بـ “حائط المبكى.
  • وبهذه الطريقة، تشتت اليهود في كل أنحاء البلاد، وعاقبهم الله بأمم أخرى لمعاقبتهم على ظلمهم وفسادهم وسوء أخلاقهم. وهذا مذكور بوضوح في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: “وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم” (الأعراف: 167)
  • ومن أجل العذاب المستمر لهم إلى يوم القيامة، فقد ذكر المفسرون أنهم سيتم تشتيتهم وتقطيعهم في أجزاء الله، وذلك بسبب كفرهم وفسادهم بعد أن أعطوا اليقين وشهدوا عجائب الله. وقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- ذلك في القرآن الكريم فيما يتعلق بهم: وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم غير ذلك، وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يتوبون. ولكن خلفهم جيل آخر ورثوا الكتاب، يأخذون العرض الدنيا هذا ويقولون: سيغفر لنا. وإن جاءهم عرض مثله يأخذوه. ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا عن الله إلا الحق ودرسوا ما فيه، والدار الآخرة خير للذين يتقون. أفلا تعقلون؟” (سورة الأعراف، الآيتين: 168،169)
  • تفسر الآيتين حالة اليهودي حتى يوم القيامة، حيث في الآية الأولى تشير إلى أن الله قد حكم عليهم بالعذاب المستمر بأيدي الناس حتى يوم القيامة.
  • أما التفسير الثاني للآية، فهو أنها تحكم بتمزيقهم في الأرض، وتمزيقهم بسبب سبب يسبب لهم البلاء الشديد جماعة جماعة، ولا يستطيع بعضهم أن ينصر بعضا بسبب ذلك.
  • وبعد انتهاء عصر الرومان وتحقيق الفتح الإسلامي في فلسطين في القرن الأول الهجري، الذي يوافق القرن السابع الميلادي، كانت اليهود في حالة تشتت في كل أنحاء الأرض، ولم يسمح لهم بالسكن في بيت المقدس، وذلك كان جزءا من اتفاقية بين نصارى بيت المقدس وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ألا يسمح لليهود بالاستقرار في بيت المقدس.

أسئلة شائعة

ما الفرق بين بين إسرائيل واليهود؟

اسم اليهود هو اسم أشمل من بني إسرائيل، حيث يشمل جميع أتباع الديانة اليهودية، سواء كانوا من بني إسرائيل أو غيرهم، أما بني إسرائيل فهم ذرية يعقوب (عليه السلام)، ومن بينهم يمكن أن يكون هناك يهودي أو نصراني أو مسلم أو غير ذلك.

هل اليهود ملعونين من الله؟

من بين أنبياء الله الذين كفروا من بني إسرائيل، يشمل النبي داوود والنبي عيسى بن مريم، ولكن ليس جميع الجماعة تم إلقاء اللعنة عليهم بالاتفاق، بل فقط الذين كفروا منهم. ويشير إلى ذلك القرآن الكريم في قوله -سبحانه وتعالى-: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم. ذلك بسبب معصيتهم وتجاوزهم)” (سورة المائدة، الآية 78)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى