الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

عقوبتان يعجل الله بهما في الدنيا

عقوبتان يعجل الله بهما في الدنيا، فما هما؟ فقد ذكرا في حديث شريف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ما جعل الكثيرين يتساءلون هل هو حديث صحيح أم أن هناك جدلا حول هذا الحديث وقد يحتاج لتأكيد صحته. لذا، في هذا المقال يقدم لكم موقع موسوعة كل ما يخص هذا الحديث وتلك الذنوب.

عقوبتان يعجل الله بهما في الدنيا

إن المولى عز وجل هو الغفور الرحيم ويقبل توبتنا مهما كانت ذنوبنا، على الرغم من أننا نعرف من البداية الصواب والخطأ، ولكن إذا ارتكب الإنسان خطيئة ولم يستغفر منها، فسوف يتعرض للعقاب، فإن الإنسان يعاقب في الدنيا وفي يوم القيامة على بعض الذنوب التي يرتكبها

  • روى أبو بكرة نفيع بن الحارث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلا: “يؤخر الله كل الذنوب إلى يوم القيامة إلا البغي وعقوق الوالدين، أو قطيعة الرحم، فإنه يجازي صاحبها في الدنيا قبل الموت.
  • بمعنى أن الذنوب التي يحاسب الإنسان عليها في الدنيا يجب أن يجازى عليها قبل أن يموت، وهما:
  • البغي ويعني الظلم.
  • وعقوق الوالدين أو قطيعة الأرحام.
  • وإذا عدنا إلى آيات الله المنزلة ومعها السنة النبوية، سنجد بالفعل أنهم أكثر الأمور التي حذرنا منها رب العالمين ورسوله الكريم.
  • يجب على المسلم أن يكون عادلا بين الناس بغض النظر عن ديانتهم أو أعراقهم أو أجناسهم، لأننا جميعا متساوون ولا يوجد فرق بين شخص وآخر إلا بالتقوى والإيمان بالله، ومع ذلك، هذا الاختلاف لا يعني أن ننسى أننا جميعا بشر في النهاية.
  • ويتوجب على المسلم الاحتفاظ بالاحترام للوالدين مهما كانت علاقتهما سيئة، فلا يحاسب الإنسان على مشاعره في قلبه من الحزن أو الانكسار أو حتى الكراهية، ولكن يحاسب على المعاملة القاسية تجاه والديه، ومن سنة النبي الكريم نجد أنه أمر السيدة خديجة بأن تتصرف بلطف تجاه والدتها، وذلك على الرغم من كونها كانت كافرة ولم تسلم في ذلك الوقت.
  • وتم تحذيرنا من قبل النبي في القرآن الكريم من خطورة قطيعة الأرحام وعقوق الوالدين وظلم الناس في الدنيا، حيث يعتبرون أسوأ الأعمال التي يقوم بها المسلم وتعرضه لعقوبة كبيرة في الدنيا وعذاب عظيم في الآخرة.

عقوبة العقوق في الدنيا

الأب والأم هما أول نعمة نحظى بها وينعم الله علينا بهما، فهما الذين يحمونا من الدنيا وما فيها والذين يكنون لنا حبا غير مشروط أبدا. فكيف يمكننا أن نسيء معاملتهم بكل ما يقدموه لنا، لذلك وجب علينا أن نلتزم بأعظم أنواع العقوبات في تقديرهم.

  • تنقسم الأعمال السيئة للإنسان إلى نوعين: الذنوب والكبائر، حيث تكون الذنوب بسيطة وتحتاج فقط إلى الاستغفار ليمحيها الله من سجل المسلم، أما الكبائر فهي تلك الأعمال التي تحتاج إلى التوبة الصادقة والاستغفار.
  • وقد وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- عقوق الوالدين بأنها من أعظم الذنوب التي تصل إلى درجة الشرك بالله.
  • والعقوق في الإسلام هو سوء معاملة الوالدين بطرق تسبب الحزن والأسى في قلوبهم، وذلك بالإهمال وسوء المعاملة من قبل الابن، بما في ذلك الشتائم والضرب، وهذا يعتبر من أسوأ أنواع العقوق.
  • عدم السؤال عن والديك والانشغال عنهم يعتبر من العقوق، وعدم الاهتمام بخدمتهم دون وجود بديل أيضا يعتبر من العقوق، ولكن الضرب والإهانة هما أسوأ أنواع العقوق، وقد قال رسول الله أن من يسب والديه يسبه المولى عز وجل، فهل هناك عقوبة أعظم من ذلك؟
  • وفي الأصل، يعتبر سب الوالدين أمرا مخالفا للإنسانية، فهو شيء يثير النفور في النفوس ويجعل العيون تدمع لو رأينا مشهدا كهذا في الحياة.
  • وهنا، وبشكل غير متوقع، يجب على كل مسلم أن يتصرف بطريقة حسنة تجاه الآخرين، حتى لا يكون سببا في أن يسبه شخص آخر أو يسب والديه، لأنه بهذه الطريقة، يصبح الولد سببا في سب أبيه أو أمه وسيعاقب على ذلك، وذلك لأنه كان الشخص الذي أدى إلى حدوث تلك الردة السلبية.
  • في خطبة من خطب النبي، وأثناء وجوده على المنبر، نزل عليه جبريل وأخبره أن الوالدين قد لا يدخلا المسلم الجنة إذا عاش معهم في الدنيا ولم يعمل خيرا لهم ولم يقم بواجبه تجاههم بشكل كامل.

كل العقوبات مؤجله ما عدا

أثناء إقامتنا في هذه الحياة، نسعى لاستحقاق رضا الله، ولكن هناك بعض البشر الذين يقومون بأعمال طالحة دون أن يدركوا أنها ستؤدي إلى هلاكهم في هذه الحياة والحياة الآخرة، وذلك لأنها ليست من العقوبات المؤجلة، ومن بين هذه الأعمال:

قطع صلة الرحم

  • على الرغم من أن قطع صلة الرحم ليست في مكانة العقوق للوالدين، إلا أنها من الكبائر التي يجب على الإنسان أن يتوب عنها قبل الموت من خلال صلة الأهل؛ لأنها من أهم الأعمال التي يحاسب عليها.
  • في القرآن الكريم، نجد أن الله تعالى جعل قطيعة الأرحام من أشكال الفساد في الأرض وحدد عقوبتها بوضوح، حيث لعنهم الله وجعلهم معمين عن الحق، فلا يسمعونه ولا يرونه بأعينهم ولا يدركونه بقلوبهم.
  • وصفهم الله بأنهم الفاسقون الذين خسروا في الحياة الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم.
  • قال لنا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن الجنة لا يدخلها من يقطع صلة رحمه.
  • وأكد النبي بشكل ضروري أنه يجب على كل من يؤمن بالله أن يكون كريما مع ضيوفه وأن يصل رحمهم وأن يتحدث بالخير وألا يؤذي الآخرين بالحديث.
  • هذه الأعمال التي لا تدخل في أعمال العبادة التي تربط بين الإنسان وربه، بل هي عبادات تجزى عليها المسلم، لأنها تحافظ على الود والمحبة بين المسلمين، فهم الذين يجعلوننا نعيش على هذه الأرض، وهي الغاية التي خلقنا الله من أجلها في الأساس بعد عبادته.

الظلم والبغي

  • الظلم هو أحد الأعمال التي حرمها الله على نفسه، فلا نجدها ضمن أسمائه الحسنى أو أي صفة خاصة به، وقد حرمه الله أيضا على عباده ووجوده في الحياة الدنيا، ولكن ذلك لا يعني أن يتحلى الناس به.
  • وفي الآخرة سيجد الظالم نفسه في ظلمات يوم القيامة وحيدا، حيث سيواجه عذاب الله الأشد.
  • وتعتبر عقوبة الظلم من العقوبات غير المؤجلة التي يعاني منها الإنسان في حياته وبعد مماته أيضا، حيث قد يجد الظالم نفسه في الدنيا غير قادر على تحقيق أي شيء وسيكون كل طرق الرزق مغلقة ولن يشعر أبدا بالرضا عن نفسه وحياته ولن يصل أبدا إلى النجاح.
  • ويحرم المولى عز وجل على الظالم الهداية طالما لم يجد في قلبه أي نية للتوبة أو العودة إلى ما كان عليه لأن الله قد قال لنا في كتابه العزيز أنه لا يهدي القوم الذين يظلمون.
  • يتعرض الظالم لجميع أنواع الابتلاءات التي تحدث للإنسان، بما في ذلك المرض والسقم الجسدي وضيق النفس والضغوط المحيطة به. ومن أبرز الأمثلة على ذلك هو عندما يصاب أحد قادة العدوان الصهيوني بمرض مفاجئ لم يحدث من قبل، حيث يدخل في غيبوبة تامة يفقد فيها الإحساس ولا يشعر بالجوع أو العطش أو أي شيء في الحياة سوى الألم، مما يجعل جسده يتعفن وهو على قيد الحياة.

العقاب فِي الدُّنْيَا قبل الآخرة

هل يمكن لعقوبة الدنيا أن تمحي عواقب الآخرة؟ وهل هي أفضل للعبد من عقاب الآخرة؟ أم يمكن للإنسان أن يعاقب في الدنيا والآخرة؟

  • في الأساس، خلقنا لكي نعبد الله ونتوب إليه، ولا يوجد أفضل من العبد الذي يبدأ في أداء عباداته ثم يخطئ ويتوب، إنما الأفضل هم العباد المتوبون.
  • أما الذنوب التي لا يستغفرها الإنسان من ربه، فسيحاسب عليها في الأصل يوم القيامة وليس في الدنيا، أي أن العقاب الأساسي سيكون في يوم الحساب وليس في الدنيا.
  • إذا ابتلى الإنسان في حياته الدنيا، فإن الله سبحانه وتعالى يغفر له ذنوبه التي سيحاسب عليها في الآخرة، ولكن هل هذا ينطبق على جميع أنواع الذنوب؟ بالتأكيد لا.
  • حذرنا الله عز وجل من أمور ليست بذنوب، بل هي بكبائر، وذلك دون الكفر والشرك. فإن الكبائر مثل عقوق الوالدين وقطع صلة الرحم والظلم بين العباد وإفساد الأرض، هي المنازل الأكبر في العقاب في الدنيا والآخرة. والعقاب في الدنيا لا يخفف من العقاب في الآخرة ولا يحمي منه، ولكنه قد يكون تذكيرا للشخص ليتوب قبل الموت حتى يغفر الله له.

وبهذا نكون قد قدمنا لكم عقوبتان يعجل الله بهما في الدنيا يمكنكم أيضا الاطلاع على أهم معلومات الدين الإسلامي التي تهم كل مسلم والتي يقدمها لكم موقع الموسوعة العربية الشاملة.

للمزيد من المعلومات يمكنكم قراءة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى