الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
لماذا سمي يونس ذا النون
لماذا يدعى يونس بذا النون؟” اتفق الفقهاء على أن نسبة سيدنا يونس عليه السلام يمتد إلى سيدنا يوسف، حيث وجدوا أنه ابن بنيامين أخي سيدنا يوسف. وكان يونس بن متي مرسلا من الله إلى أهل مدينة نينوى، المعروفة حاليا بالموصل في العراق. وأشار العلماء إلى أن متي هي أمة، وهو نبي معترف به في الديانات السماوية، وأهمها اليهودية والمسيحية والإسلام. وأطلق عليه اسم بيونان في المسيحية واليهودية، ويقال إنه النبي الذي توسط مجيئه بين نبي الله سليمان وعيسى عليهما السلام. وذكر باسم يونس وذا النون وصاحب النون في الإسلام. وعاش في القرن الثامن قبل الميلاد. وتدور قصته حول ابتلاعه من قبل حوت. وسنوضح إجابة سؤال لماذا يدعى نبي الله يونس بذا النون من خلال مقالنا في الموسوعة
لماذا سمي يونس ذا النون
يونس عليه السلام عرف بالعديد من الأسماء كما ذكرنا سابقا. أشهرها في الإسلام هو صاحب الحوت ويونس وذا النون. في اليهودية والمسيحية يعرف ببيونان. ولكنه عرف بذا النون بشكل خاص بسبب الأمر التالي:
- تعددت الأقاويل والإجابات حول سبب تسميته بهذا الاسم، فقد قال بعض الفقهاء أن المقصود بـ “النون” هو الحوت الذي ابتلع سيدنا يونس، وبناء على ذلك، فإن معنى اسمه هو صاحب الحوت.
- ذكر في مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي أن الفعل “يئس” مشتق من اسم إبليس، وبناء على ذلك، قد يكون اسم يونس بالنون نسبة إلى أن الحوت قد اشتهرت به النون في ذلك الوقت، والله أعلم.
من هو ذا النون المذكور في القرآن
- سابقا، أشرنا إلى أن صاحب الحوت هو النبي يونس عليه السلام، والله وكله لنشر رسالة التوحيد بين سكان نينوى في العراق، فذهب من الشام إلى العراق، حيث كان أهل العراق يعبدون الأصنام بدلا من الله، وعلى الرغم من أن الله بعث يونس ليهديهم ويدلهم على الحق وعبادة الله الفرد الصمد، إلا أنهم استمروا في الكفر ورفضوا الإيمان به وحاربوه، واستمرت رسالة النبوة لمدة 33 سنة، ولم يؤمن من أهله إلا رجلين فقط.
- عندما تفاقمت الأمور على نبي الله، قام بتنفيذ وعده لهم بمواجهة عذاب شديد يوم القيامة إذا لم يتوبوا إلى الله عز وجل. وبهذا اعتقد أنه قد أدى رسالة الله فيما يتعلق بهم وأنه قد حقق حقوقهم، وغادر قبل أن يصل إليهم غضب الله، على عكس لوط الذي غادر بإذن إلهي، بينما يونس غادر بمشيئته الخاصة، وظن في نفسه أنه لن يتم معاقبته بسبب خروجه.
- وبالفعل، لحثتهم عقوبة الله وغضبه، فقد علموا بصدق نبي الله يونس. فخرجوا إلى الطرقات بحثا عن نبي الله ليبينوا له أنهم قد آمنوا بالله وحده وليس له شريك. ولكنهم لم يجدوه. فلما رأى الله إيمانهم الصادق، عفا عنهم وعادوا إلى بلدتهم وهم آمنين. وفي ذلك الوقت، وصل يونس إلى شاطئ البحر ووجد سفينة تسافر. فطلب من الناس على السفينة أن يأخذوه معهم، ففرحوا بقدومه وأخذوه معهم.
قصة ذَا النُّونِ إِذْ ذهب مغاضبا
- عندما غضب من قومه وتركهم، وصعد إلى السفينة وانطلقوا في البحر ولم يكن هناك أي دليل على وجود بر قريب، زادت أمواج البحر وتطايرت بكثافة، مما تسبب في تقريبهم من الغرق. قرر ركاب السفينة أن يلقوا قرعة لمعرفة من سيتم رميه من السفينة للنجاة، وعندما قرعوا، خرجت قرعة يونس، ورفضوا رميه بعد أن عرفوا قصته.
- ومع تكرار القرعة، خرج سهم سيدنا يونس للمرة الثالثة وألقى نفسه من المركب، وفي ذلك الوقت قام حوت ضخم بالتقاطه بأمر من الله، وكان الله قد أمر الحوت بعدم إيذاء يونس، فلم يصبه بأذى ولم يأكل لحمه، بل حمله الحوت وسار به في ظلمات البحر، وعندما استيقظ يونس وجد نفسه حيا داخل بطن الحوت، فقام بالسجود لرب العالمين.
- أثناء وجوده داخل الحوت لمدة ثلاثة أيام، كان يسبح ويستغفر الله لذنبه. فقد ذكر الله في القرآن الكريم أنه كان يناجي الله بقوله “وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين” (الأنبياء ٨٧). وبعد توبته ومغفرة الله له، أمر الله الحوت بأن يخرجه للبر وألقاه على شاطئ البحر.
- عندما ألقى الحوت على الشاطئ، كان مريضا جدا، ولكنه شكر الله على أنه لا يزال حيا. فأنبت الله له شجرة يقطين ليستظل ويتغذى منها. وعندما شفا الله يونس عليه السلام وتاب عليه، أدرك أن ما حدث له كان نتيجة لتسرعه في مغادرة المدينة بدون أمر من الله، لذا كان ملاما على هذا الخطأ.
- عندما استطاع يونس عليه السلام الوقوف والسير، عاد إلى قومه ليجدهم قد آمنوا بالله وتركوا عبادة الشرك، وكانوا ينتظرون نبيهم ليتبعوه ويتعلموا منه أمور دينهم. وخلال فترة تواجده بينهم، أنعم الله على مدينتهم بالرزق والسلام والخيرات لفترة طويلة. ولكنهم عادوا للفساد مرة أخرى
شركوا بالله في العبادة فجعله الله عبرة للأجيال القادمة ودرسا للأمم الأخرى. - يونس في القرآن
يونس في القرآن
ذكر النبي يونس عليه السلام في القرآن الكريم بأسماء عديدة وفي مختلف السور، وكان لكل اسم حكمة معينة من الله، وربما أهم السور التي ذكر فيها يونس هي الآتية:
- يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة يونس الآية رقم 98: “لولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين”. وفسر محمد بن جرير الطبري هذه الآية بأن الله حمى جميع القرى التي آمنت بإيمانها من الضرر، باستثناء قوم يونس الذين استفادوا من إيمانهم بعد أن أصابهم عذاب الله.
- كما أشار الله إلى إثبات أن يونس عليه السلام كان رسولا له، فقد قال ذلك في سورة الصافات في الآية رقم 139 “وإن يونس لمن المرسلين”، وهذا دليل من الله عز وجل على صدق رسالته.
- إضافة إلى ما ذكره يونس في القرآن الكريم بلقب صاحب الحوت، قال الله تعالى في الآية رقم 48 من سورة القلم “فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم”. وأشار الطبري إلى أن الله يقصد بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحثه على الصبر في مواجهة قومه وكفرهم ومعارضتهم له، وعدم التسرع في أمره مثلما فعل صاحب الحوت، لكي لا يتعرض لعقاب من الله مثلما تعرض له يونس.
فوائد قصة يونس عليه السلام
- من أهم الفوائد التي ينبغي تعلمها من قصة ذا النون هي أن المسلم الحقيقي يعرف من خلال إيمانه، حتى عندما ابتلع يونس الحوت، لم ييأس من رحمة الله، بل استمر في الاستغفار والتسبيح لله حتى تاب عليه، ولقد قال الله عنه في سورة الصافات في الآية رقم 144 “للبث في بطنه إلى يوم يبعثون”، ويقول الله عز وجل لولا أنه كان من المسبحين والمستغفرين لله لظل في بطن الحوت حتى يوم الدين.
- كما أن الله عز وجل هو الغافر الرحيم، فإنه يغفر الذنب ويقبل التوبة، شرط أن يكون المتوب صادق النية ونادما على خطئه.
- بالإضافة إلى ذلك، يجب على الدعاة لله أن يتحلى بالصبر الشديد، نظرا لأن الداعي قد يواجه الكثير من السخرية والمشاكل، لذا يجب عليه أن يتحلى بالصبر وعدم التسرع.
وفي النهاية، ومع اقترابنا من ختام مقالنا حول سؤال “لماذا سمي يونس ذا النون“، ذكرنا أنه سمي بذا النون لأنه تم ابتلاعه من قبل الحوت، والذي ادعى حينها بالنون. وبالتالي، أصبح لقبه صاحب الحوت.
كما يمكنك عزيزي القارئ معرفة المزيد من المعلومات من خلال الاطلاع علي الموضوعات الأتية:
- قصة سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت للأطفال
- دعاء سيدنا يونس كامل مكتوب
- دعاء يونس في بطن الحوت