الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
هل المثلية تخرج من الاسلام
نقدم لكم في مقالنا اليوم إجابة عن سؤال هل المثلية متنافية مع الإسلام؟ لقد ظهرت مؤخرا قضية المثلية الجنسية على مواقع التواصل الاجتماعي وانقسمت الآراء بين المؤيد والمعارض وأثارت جدلا حولها. خلق الله الإنسان على فطرته السليمة وجعل الانجذاب بين الرجل والمرأة هو الفطرة السليمة التي خلق الله الإنسان عليها. وأمرنا الله بضرورة الزواج لمنع الزنا وحدوث الانجذاب الجنسي بين الجنسين بشكل شرعي.
بالنسبة للمثلية الجنسية، فهي تعني انجذاب الرجل لرجل آخر مثله، وكذلك الفتاة لأخرى مثلها، وسنناقش مدى حرمتها وفقا لآراء الفقهاء وموقف الإسلام من المثلية الجنسية في الفقرات المقبلة في الموسوعة
هل المثلية تخرج من الاسلام
- يجيب أحد الفقهاء على سؤال هل المثلية تخرج من ملة الإسلام بأنها لا تخرج من الإسلام بل هي كبيرة من الكبائر وآثمة كبيرة.
- يعد الشذوذ الجنسي من الأشياء المحرمة التي وصانا الله بتجنبها في سورة النمل، في الآية 54 (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون)، فقد سمى الله الشذوذ الجنسي بالفاحشة، مما يؤكد حرمتها بسبب قوم لوط الذين اشتهروا بالمثلية الجنسية.
- لقد خلقنا الله عز وجل ميلا نحو الجنس الآخر، أما الانجذاب نحو نفس الجنس فهو شيء محرم وغير طبيعي.
- كانت المثلية الجنسية في الماضي تصنف كمرض وانحراف يستدعي العلاج من قبل الأطباء النفسيين، وتمت إزالتها من قائمة الأمراض النفسية في الوقت الحالي نتيجة لعدة أسباب لم يعلن عنها بعد، ومع ذلك فإنها لا تزال معتبرة ذنبا كبيرا في ديننا الحنيف.
- أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة تجنب ممارسة اللواط، وشدد على ذلك، فقد قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من وجدتموه يقوم بفعل ما فعله قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول”.
- ولم يشدد على ممارسة الجنس بين الرجال فحسب، بل شدد أيضا على تجنب العلاقات الجنسية بين النساء، وذلك عن طريق الحديث الذي نقله البيهقي عن ابن موسى رضي الله عنه قال فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا اجتمع رجلان فهما زانيان، وإذا اجتمعت امرأتان فهما زانيتان).
حكم الشذوذ في الإسلام
- يضع الإسلام حدا للواطة تماما كما يضع حدا للزنا بجلد المتزوج والمتزوجة مائة جلدة، وذلك وفقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم. أما فيما يتعلق بحد الشذوذ في الإسلام، فقد أوضح أحد الفقهاء بناء على حديث منسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ينبغي قتلهم بالسيف أو حرقهم بالنار.
- وفقا لبعض الآراء الفقهية الأخرى، يعاقب في حالة الشذوذ بالجلد مائة جلدة، ما لم يكن متزوجا، ويرجم إذا كان متزوجا.
- تنص دار الإفتاء المصرية على ضرورة استشارة الطبيب النفسي لمن يعانون من اضطراب جنسي للتوقف عن الممارسات الشاذة التي تهدد استقرار المجتمعات الإسلامية.
هل المثلية مرض
- اختلاف طب النفس بينهم فيما يتعلق بمرض المثلية الجنسية، فأشار العالم النفسي النمساوي الشهير (سيجموند فرويد) إلى أن البشر يولدون برغبات جنسية مزدوجة وأضاف أن العوامل البيئية وتجاربهم مع آبائهم وأمهاتهم والأفراد المحيطين بهم هي التي تؤدي إلى أن يكونوا مثليين جنسيا أو غير ذلك.
- يختلف العالم (ساندور رادو) عن فرويد فيما يتعلق بأن المثلية الجنسية تحدث عندما يفشل الفرد في تحقيق المتعة من خلال العلاقات الجنسية غير التقليدية.
- بعض الأطباء في الوقت الحالي يؤكدون أن المثلية الجنسية تنشأ عند الطفل نتيجة تعرضه لعلاقة أسرية غير صحية وسامة بين سن الرابعة والخامسة، وتعرف هذه المرحلة بالمرحلة الأوديبية.
- وفقا لرأي الأطباء، فإن التركيب الجيني والعوامل الوراثية يلعبان دورا كبيرا في تشكيل الهوية الجنسية، حيث تشير الدراسات الأمريكية إلى أن الذكور المثليين يظهرون تضخما في كروموسوم X الذي يلعب دورا في تشكيل الهوية الجنسية للذكور.
- لذلك اعتبر بعض العلماء أن هذا الخلل الجيني يشير إلى أنه مرض.
- في عام 1993، توصلت بعض الدراسات الأمريكية الأخرى إلى أن الشذوذ الجنسي ينتقل من الأم إلى جنينها بسبب اضطرابات هرمونية حدثت خلال فترة الحمل.
- اكتشف العلماء اختلافا في تركيب الدماغ بين الشخص المثالي والشخص غير المثالي من خلال جزء صغير يربط بين فصي الدماغ ويظهر بوضوح في الأشخاص غير المثاليين بالمقارنة مع المثاليين.
- يعزو العلماء هذه الظاهرة إلى وجود خلل جيني واضح نتيجة للاضطرابات الهرمونية التي تصيب الأم أثناء الحمل.
- تم إزالة المثلية الجنسية من قائمة الأمراض النفسية للجمعية الأمريكية للطب النفسي بعد معركة طاحنة استمرت 19 عاما.
- في الوقت الحالي، يعتبر العلماء الغربيون المثلية الجنسية ليست مرضا بل هي مجرد ميول جنسية طبيعية، وتعتبر هذه التصريحات المتشتتة حول المثلية الجنسية عجزا طبيا عن تقديم أسباب واضحة للتوجه الجنسي الغير تقليدي.
- نحن نود أن نؤكد أن الآراء الدينية التي تم ذكرها سابقا حول المثلية وعلاقتها بالإسلام هي آراء واضحة ولا جدال فيها، وتؤكد حرمانية المثلية. أما الآراء المتخبطة التي لا تزال موجودة في الأوساط العلمية بشأن المثلية فهي مجرد رأي آخر يستند إلى ظهور أدلة جديدة، حيث يرتبط العلم دائما بظهور معلومات جديدة.
- يتم تشخيص المثلية الجنسية علميا من خلال فحص مستويات هرمونات الاستروجين والأندروجين، حيث يؤدي ارتفاع هرمون الاستروجين لدى الرجال إلى التوجه الجنسي غير العادي.
كيف اتعامل مع المثليين جنسياً
- من بين الأسئلة التي استحوذت على اهتمام محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي كانت مسألة التعامل مع المثليين في الإسلام وفقا للشريعة الإسلامية كما أمرنا الله عز وجل ورسوله.
- يجب أن نتعاون جميعا كمسلمين لمواجهة الشذوذ الجنسي ولكن بالتعبير الجيد والنصيحة الطبية وليس باستخدام العنف كحلا، فبعض المثليين جنسيا يعانون أيضا من صعوبة تغيير أنفسهم بسهولة وليس الجميع راضين عن وضعهم.
- إذا وجدت في محيطك أشخاص مثليين جنسيا مثل أقاربك أو زملائك في العمل أو حتى أفراد أسرتك، فقد يحدث أن نكتشف فجأة أمورا لا نعرفها عنهم.
- من واجبنا تقديم النصح والإرشاد وأن نتصف بالتروي عند اكتشاف هذه الأمور، حيث يمكن أن نقترح على الشخص أن يراجع بعض الأطباء النفسيين ونقدم له كافة أشكال الدعم والمساعدة، وذلك لأن ديننا الإسلامي يشجعنا على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة.
- حيث يلجأ عدد كبير من الأشخاص الذواقين جنسيا في بعض المجتمعات إلى الانتحار بسبب عدم قبول المجتمع لهم ورفضهم.
- قد يكون لتقديم يد العون والمساعدة من قبل الأشخاص المحيطين آثرا طيبا في تجاوز المثلية ومقاومة إغواء النفس عنها.
وحتى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية جولتنا في الإجابة عن سؤال ما إذا كانت المثلية الجنسية تخرج من الإسلام، وقد استعرضنا بالتفصيل مدى اعتبارها خطيئة وجريمة، ولكنها لا تخرج من دين الإسلام وفقا للآراء الفقهية والقرآن الكريم والأحاديث النبوية، فهي تصنف فقط كجريمة كبيرة ولها حد محدد وضعه الإسلام، وقد استعرضنا أيضا المثلية الجنسية من الجانب الطبي سواء في الماضي أو الحاضر، وما زال هناك جدل حولها في الأوساط العلمية حتى يومنا هذا.