الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هو المقدار الواجب في زكاة الحبوب والثمار

للزكاة أهمية كبيرة في الإسلام، ويتساءل الكثيرون عن المقدار الواجب في زكاة الحبوب والثمار ومستحقيها، وسنوضح هذا في هذا المقال بالتفصيل، فالآيات القرآنية والأحاديث النبوية تشرح أركان الزكاة وآثارها على المجتمع، ويجب على المسلم أن يكون ملما بأحكام الزكاة.

جدول المحتويات

ما هو المقدار الواجب في زكاة الحبوب والثمار

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي جزء أساسي من أساسيات الدين الإسلامي. قال الله تعالى في سورة النور: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون”. الزكاة تعزز المجتمع الإسلامي وتجعله قويا وسليما. الهدف الأساسي للزكاة هو تحقيق التكافل المجتمعي بين فئات المجتمع المختلفة. الزكاة لها مقدار محدد، وتشمل زكاة المال وزكاة الحبوب والثمار.

  • إسلام المرء لا يكتمل إذا لم يكن مؤمنا بالزكاة، فالزكاة من أساسيات الدين الإسلامي ومن أركانه، والإيمان بأركان الإسلام هو ما يجعل المرء مسلما.
  • والزكاة قد يكون العامل الذي يفصل بين الإسلام والكفر، فإذا كان المسلم مخلصا في إسلامه، فإنه يستمع إلى أوامر الله عز وجل، ويؤدي حقوق العباد.
  • وهناك خمسة أنواع من الزكاة، زكاة المال، زكاة الزروع والثمار، زكاة العروض، زكاة المعادن والركاز، زكاة الأنعام.
  • لكل نوع مجموعة من الشروط والأحكام الخاصة به.
  • يتساءل الكثيرون عن المقدار الواجب لزكاة الحبوب والثمار، وكيفية حساب هذا المقدار.
  • أجاب رسولنا الكريم على هذا السؤال المتكرر كثيرا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا – وفي رواية بألا – العشر، وما سقي بالنضح نصف العشر”.
  • فإذا كانت الزروع تسقى بالأمطار أو من الأنهار أو من العيون، فزكاة الزروع تكون حوالي العشر، أي 10% من الحصاد.
  • إذا تم سقي الزرع عن طريق الري، فهذا يعني أن الزراعة تحتاج إلى جهد وتكلفة من المزارع، وبالتالي يكون مقدار زكاة الزروع نصف العشر، أي 5%.
  • إذا قمت بسقي الأراضي بطريقة مشتركة، سواء عن طريق الري أو عن طريق ماء السماء، فإن كمية الزروع في هذه الحالة تكون حوالي ثلاثة أرباع العشر، أي ما يعادل 7.5% من إجمالي المحصول.

ماهو وقت إخراج زكاة الحبوب والثمار

إخراج زكاة المال يتعلق بوقت محدد، فمن الضروري أن يكون قد مر على الأقل على النصاب لكي تصبح الزكاة واجبة، وإذا لم يكن قد مر على النصاب ففي هذه الحالة لا يجب عليه إخراج الزكاة، ولكن يختلف الأمر بالنسبة لزكاة الحبوب والثمار.

  • وقت إخراج زكاة الحبوب والثمار يتغير حسب موسم الحصاد، فليس من الضرورة أن تمتد إلى المحصول بأكمله لكي تجب الزكاة عليه.
  • يجب دفع الزكاة مباشرة بعد حصاد المحصول، فوقت حصاد المحصول هو وقت دفع الزكاة.
  • لذلك، يمكن أن تفرض الزكاة على المزارع أكثر من مرة في السنة، اعتمادا على نوع المحصول، أو يمكن أن تفرض عليه مرة كل حولين إذا استغرق المحصول وقتا طويلا للنمو.
  • لذلك، زكاة الحبوب والثمار ليست مرتبطة بوقت محدد، بل تعتمد على موعد الحصاد، وهذا موضح بشكل واضح في القرآن الكريم.
  • قال الله تعالى في سورة الأنعام: وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات، والنخل والزرع مختلفا أكله، والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه، كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده، ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين.
  • تفرض زكاة الزروع على جميع أنواع الزروع مثل الفواكه والخضروات والحبوب.
  • ومن واجب كل مسلم أن يلتزم بهذا، لأنه حق الله وحق عباد الله ويجب أن يتم الوفاء به.
  • يود الكثير من الناس معرفة المقدار المطلوب لزكاة الحبوب والثمار، تأكيدا على أداء الحقوق بأفضل طريقة ممكنة.
  • لكن زكاة الثمار والفواكه والحبوب ليست مفروضة على جميع المزارعين، بل تفرض فقط على من يبلغ زرعهم الحد الأدنى.
  • في هذه الحالة لابد من تأدية الزكاة.
  • ويتم حساب نصيب المحاصيل الزراعية بناء على ما علمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال “لا يجوز دون خمسة أو سق صدقة”.
  • إذا كانت المحاصيل أقل من خمسة أشجار أو كمية قليلة، فإنها لا تستدعي دفع زكاة عنها. وإذا تبرع المزارع بجزء منها لأغراض الخير، فإنها تعتبر صدقة وليست زكاة.
  • وقد قام العلماء اليوم بحساب النصاب بطريقة أسهل.
  • السق يعني ستين صاع، والصاع يرمز للمكعب، هذا المكعب يصل طول حرفه إلى تقريبا 14.6 سم.
  • وباستخدام القياسات الحديثة، يكون الوزن تقريبا 611 كجم أو 900 لتر.

زكاة الثمار والفواكه

قال الله تعالى في سورة البقرة “يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض (267)”، فالفقراء لهم حق في الرزق الطيب الذي يوجد في الأرض، وعلى الفلاح أن يكون مدركا تماما لحقوق الفقراء والمساكين من حوله، فكل ما يخرجه الأرض من نعم يجب أن ينفق منه.

  • الزكاة والصدقة تطهر النفس وتزكيها، وتحميها من البخل والشح، ومن يستطيع أن يتجنب الشح يكون من الناجحين.
  • قال الله تعالى في سورة الحشر “ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون”.
  • لذلك، الزكاة ترتقي بالإنسان وتحميه من فتنة نفسه، وكلما كان المسلم أكثر سخاء تجاه الفقراء والمحتاجين، كلما طهره الله من الشوائب والذنوب بإذن الله تعالى.
  • عند إخراج الزكاة، يجب اختيار أفضل المحاصيل دائما، فهذا هو ما يقرب المسلم من الله، والله طيب ولا يقبل إلا الطيب.
  • لا تفرض زكاة الزروع على جميع المزارعين، بل تفرضها فقط على من بلغ محصوله النصاب.
  • وعلى الرغم من ذلك، أشار علماء المسلمين إلى أهمية إخراج الصدقة من المحاصيل لتطهير المسلم وتطهير حصاده، حتى لو لم يصل المحصول إلى النصاب.
  • والاختلاف الرئيس بين زكاة الزروع والثمار وزكاة المال هو موعد إخراج الزكاة، فليس شرطا أن يكون قد مر عام على المحصول لتكون الزكاة واجبة.
  • من الممكن أحيانا أن تفرض الزكاة أكثر من مرة في عام واحد، إذا قام المزارع بجمع الحصاد أكثر من مرة.
  • ما هو المبلغ المطلوب لزكاة الحبوب والثمار؟ يختلف المبلغ حسب طريقة الري، في بعض الأحيان يكون العشر، وفي بعض الأحيان يكون نصف العشر، وفي بعض الأحيان يكون ثلاثة أرباع العشر كما ذكرنا.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من تتصدق بعدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله يتقبلها بيمينه ثم ينميها لصاحبه كما ينمي أحدكم فلوه، حتى تصبح مثل الجبل”.

زكاة الحبوب القمح

زكاة الحبوب هي واحدة من التوصيات النبوية، وكثير من فقراء المسلمين يعتمدون عليها كمصدر رئيسي للطعام، وهي الأساس التي يعتمدون عليها للحصول على الطاقة.

  • من الحبوب الهامة التي يجب أن يتم إخراج الزكاة عنها، القمح، العدس، الشعير، الفول، وغيرها.
  • أطلق علماء المسلمين عليها تسمية قوام الإنسان، وذلك لأنها من أهم ما يحتاجه المسلم.
  • يجب على المزارعين اختيار أفضل محصولاتهم وحصادها، لكي يحصلوا على ثواب الله وبركة الزكاة بإذن الله.
  • وتعطى الزكاة لأصحابها، ولذلك يجب على المزارعين أن يكونوا دقيقين عند إخراج زكاتهم، لكي تصل إلى يد الأشخاص الأكثر استحقاقا لها.
  • ذكر رسولنا الكريم لنا كيفية توزيع الزكاة ومن يستحقها، وذلك لأن المحتاجين هم أكثر من يحتاجون إليها، ويشدد ديننا الإسلامي على أن المسلم يجب أن يكون رحيما تجاه المعدمين والفقراء من حوله، لتحقيق التكافل الاجتماعي.
  • قال الله تعالى في سورة التوبة “إن الصدقات إنما هي للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والمدينين وفي سبيل الله وابن السبيل، فهي فريضة من الله والله عليم حكيم (60)”.
  • إن الآية الكريمة قدمت لنا أكثر الأمثلة حاجة للزكاة، ولكي يكون الشخص مستحقا للزكاة، يجب أن ينتمي إلى أحد مصارف الزكاة.
  • كما شرحنا سابقا ما هو المبلغ المطلوب لزكاة الحبوب والثمار، يجب أن تعرف جيدا إلى من تقدم زكاتك.
  • الفقير هو من لا يجد مالا أو أي وسيلة لكسب المال وليس لديه طعام أو ملابس.
  • والمسكين هو من لا يكفي معه احتياجاته.
  • ويتعامل معهم، أي العاملين في جمع زكاة المال ولا يعملون في وظيفة أخرى للكسب.
  • الأشخاص الذين قلوبهم قد انتقلوا حديثا إلى الإسلام وليس لديهم أي دخل.
  • وفي الرقاب يقصد بأي عنق رقاب المملوكين والعباد.
  • الغارمون هم الذين عليهم ديون كثيرة ولا يمكنهم سدادها.
  • وفي سبيل الله، أي الذين ينفقون أعمالهم بهدف الدعوة إلى الله.
  • وابن السبيل يشير إلى المسافر الذي فقد ماله في غربته.

هكذا أشرنا إلى المقدار الواجب في زكاة الحبوب والثمار، وشروط زكاة الثمار والفواكه والحبوب.

يمكنك الاطلاع على مقالات مشابهة من خلال موقع الموسوعة العربية الشاملة عبر الروابط التالية:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى