الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم بناء المساجد على القبور

من المسائل الشرعية التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين حول حكم بناء المساجد فوق القبور وحكم الصلاة في مسجد يحتوي على قبر، وفي هذا المقال في موقع موسوعة سنشير بصورة مفصلة إلى رأي ديننا الإسلامي الحنيف في هذه المسألة، وآراء المذاهب الأربعة حول جواز أو تحريم هذا الأمر المثير للجدل.

حكم بناء المساجد على القبور

المبدأ الأساسي الأول في ديننا الحنيف هو مبدأ التوحيد، فالإسلام لشخص يكون من خلال توحيد الله عز وجل، وأي شيء ينتهك هذا التوحيد ينتهك إسلامه وإيمانه مباشرة، والشرك – والعياذ بالله – هو الذنب الأكبر وهو جذر كل المعاصي والشرور.

  • أمرنا الله عز وجل أن نوحده لا شريك له، فلا إله إلا الله، وليس للعبد سواه.
  • الله واحد أحد ليس له نظير أو شريك، وأي عمل يدل على الشركة بأي شكل هو عمل محرم تماما.
  • اليوم نجد العديد من المساجد في مختلف البلدان التي تم بناؤها على مقابر، ويتساءل الكثيرون عن حكم هذا البناء.
  • وفقا لمذهب أهل السنة، بناء المساجد على المقابر أمر محرم تماما في أي زمان ومكان.
  • والاحتفالات والمحافل والأمور التي تجري في هذه المساجد تشير جميعها إلى وجود الشرك والعياذ بالله.
  • بناء المساجد على القبور بدعة وجريمة كبيرة، ولا يجوز إقامة الأضرحة بأي شكل من الأشكال وهذا رأي أكثر علماء المسلمين.
  • تأثير إقامة الأضرحة على الأمة الإسلامية وثقافتها وعقائد المسلمين كبير وسلبي.
  • يجب على المسلم محاربة هذه الظاهرة ومحاربة المبدعين للدفاع عن دينهم ومعتقداتهم.
  • وتؤكد علماء المسلمين نصرا لدعوة التوحيد أن من يقوم بإنشاء قبر في المسجد، أو يقوم ببناء مسجد يحتوي على قبر في داخله، فهذا أمر مشرك.
  • فالقبور لها حرمة ولا يجوز تجميلها أو بناء المساجد عليها أو الاحتفال بجوارها.
  • وبالتأكيد التوسل بالأموات هو شرك ظاهر وحكمه معروف.

دليل من القرآن على تحريم بناء المساجد على القبور

قال الله تعالى في سورة النساء “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر (59)”، فإذا تساءل المسلمون حول مسألة شرعية، يجب عليهم العودة إلى الحكم الشرعي الموجود في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

  • ومن يرون أنه يجوز إقامة المساجد على القبور، يستندون في حديثهم على قول الله تعالى في سورة الكهف “قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا (21).
  • أولئك الذين يعتمدون على هذه الآية لم يتمكنوا من فهمها وتفسير السورة بالطريقة الصحيحة.
  • هذه الآية تعبر عن أعمال أهل السيطرة في زمانهم بأسلوب الذم والاستنكار التام.
  • وهذا دليل على أن الله يذم القوم السابقين الكافرين لأداءهم.
  • أتت الأحاديث النبوية الشريفة لتؤكد هذا القول وتحرم بناء المساجد على القبور.
  • يرى الناس في هذا الفعل بدعة محرمة تماما، ومن أكبر الشرور في زماننا الحالي.
  • في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقم ببناء مسجد فوق قبر أي من الصحابة، ونحن نقتدي برسولنا الكريم في كل فعل وعمل.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات فيهم الرجل الصالح، بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، فإنهم أشرار الخلق عند الله”.
  • وصف رسولنا الكريم الذي يقوم بهذه الظاهرة بأنه من أشرار الخلق.
  • وهذا يدل تماما على حرمانية الفعل، وبعد معرفة الحكم الشرعي، فمن يقوم بهذا العمل يكون له ذنبا كبيرا للغاية.

البناء على القبور المذاهب الأربعة

أكدت المذاهب الأربعة حرمانية بناء القبور، بسبب شركة كبيرة بالله وحرمان رسولنا الكريم لهذا الفعل.

  • وقد أتفق أهل العلم في هذه المسألة، واستندوا في حديثهم على قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
  • على الرغم من أن الأنبياء هم أنقى وأفضل خلق الله، إلا أن الله تعالى نهاهم عن جعل قبورهم مساجد.
  • هذا الحكم الشرعي يشمل أيضا أولياء الله الصالحين.
  • بناء المسجد عند قبورهم أو ما يسمى اليوم بالمقام أو الضريح هو أمر محرم تماما، ومن يقوم بهذا الفعل يقع في ذنب الشرك والعياذ بالله.
  • فالعبد لا يوجد وسيط بينه وبين الله عز وجل، وعليه أن يدعوه ويتقرب إليه مباشرة، وأن لا يتوسل بأولياء الله الصالحين بحثا عن الرحمة أو تخفيف الكروب والهموم.
  • ديننا الحنيف يحظر الصلاة على القبور، ويجعل القبر قبلة للمسلمين، ويحظر أيضا الجلوس والاستناد على القبور.
  • لا يستطيع أحد أن يؤمن بالفتنة والضلالة، وعند النظر إلى قصص السابقين نجد الكثير الذين شركوا بالله عز وجل، وقاموا بالتمسح والتبرك والدعاء لهذه القبور والتماثيل والصور التي لن تنفعهم ولن تضرهم.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني أعتذر إلى الله أن أتخذ خليلا منكم، ولو أني اتخذت خليلا من أمتي، لاتخذت أبا بكر خليلا. فإن الله اختارني خليلا كما اختار إبراهيم خليلا، وإن الأمم السابقة اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، فلا تتخذوا قبورهم مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك.

حكم اتخاذ مسجد على القبور والصلاة فيها

قد أدركنا الحكم الشرعي المتعلق بالبناء على القبور، ويتساءل الكثيرون عن الحكم الشرعي المتعلق بأداء الصلاة في مثل هذه المساجد.

  • كان هناك آراء شرعية متعددة حول هذا الموضوع.
  • يعتقد العلماء أنه إذا كان القبر خارج جدران المسجد، فلا يوجد أي مانع شرعي لأداء الصلاة فيه، شرط أن يكون هناك جدار فاصل بين المسجد والقبر.
  • وهذا الرأي يشير إلى جواز الصلاة في المساجد التي تبنى بالقرب من المقابر، في حالة عدم تخصيص المقابر أو الساحات الخارجية للصلاة.
  • من غير المسموح على الإطلاق أن يتم الصلاة في مسجد يحتوي على قبر أو ضريح، إذا كان القبر يتجه نحو القبلة، ويتم أداء الصلاة على القبر.
  • إذا كان القبر داخل المسجد وليس في اتجاه القبلة، يمكن الصلاة في المسجد إذا كان هناك ضرورة لذلك.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الأعمال بالنيات، وإن لكل إنسان ما نوى.
  • فالحكم الشرعي يختلف باختلاف نية المسلم.
  • إذا كانت النية التقرب إلى الله عن طريق روح المتوفى، أو البحث عن أي أثر من آثاره للتمسح به، أو كانت الصلاة في المسجد بغرض تعظيمه والتقرب منه، ففي هذه الحالة يحرم تماما الصلاة في المسجد.
  • وهذا الأمر يتضمن خطرا كبيرا بناء على إرادة الله، ولذا فإن جميع الأعمال التي نراها اليوم في الأضرحة والمقامات هي أمور محرمة تماما.
  • إذا قام الزائر بتكريم القبر ودعا إليه، وكان مؤمنا تماما بقدرة ساكن القبر على تحقيق مراده وهدفه، ففي ذلك شرك وخروج عن الملة والعياذ بالله.

اتخاذ القبور مساجد

أغلب زوار الأضرحة والمقامات هم الأشخاص غير المتعلمين، وذلك بسبب عدم فهمهم الكامل للتوجيهات الشرعية، ومن بين الأضرحة الأكثر شهرة في بلادنا العربية:

  • ضريح سيدنا الحسين.
  • ضريح السيدة زينب.
  • ضريح السيدة نفيسة.
  • ضريح السلطان أبو العلا.
  • ضريح سيدي أبو السباع.
  • ضريح سيدي عبد القادر الدسوقي.
  • ضريح سيدي حمزة.
  • ضريح الإمام عبد الله المحض الحسني.
  • ضريح محمد الأربعيني.
  • ضريح الإمامين على الهادي والحسن العسكري.
  • ضريح كميل بن زياد.
  • مرقد الإمام الحسن البصري.
  • مرقد الإمام القاسم.
  • مرقد يحيى أبو القاسم.
  • ضريح أبو مسلم.
  • ضريح جمال الدين شيحة.
  • ضريح سعد زغلول.
  • مقام مالك الأشتر.
  • مقام يعقوب بن عبد الرحمن.

أشرنا إلى حكم بناء المساجد على القبور، وما رأي المذاهب الأربعة في هذا الأمر، وهكذا نكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى