الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

فضل سورة المدثر

سورة المدثر لها فضل كبير حيث نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام بعد سورة العلق، لذلك تعتبر ثاني سورة في القرآن الكريم التي نزلت على الرسول. وهناك بعض العلماء يرون أن السورة نزلت بعد سورة المزمل لتصبح الرابعة، ولكن الفرق اتفقوا على فضل هذه السورة المكية

فما هو فضل سورة المدثر؟ ولماذا نزلت؟ وماذا تحتوي؟ سنتناول هذه النقاط ونتحدث عنها في المقال التالي، من خلال الموسوعة، فتابع المقال معنا

فضل سورة المدثر

سنقدم في هذه الفقرة توضيحا شاملا لفضل سورة المدثر.

  • تعتبر سورة المدثر أول سورة نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام بشكل كامل.
  • وبالنسبة لسورة المدثر ، لها فضل مثل أي سورة أخرى ، حيث يحصل المسلم على حسنة لكل حرف فيها ، تماما مثل أي سورة أخرى من القرآن.
  • ويتم الاستدلال على ذلك من حديث نقله عبد الله بن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا:-
  • من قرأ حرفا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ولستقل “ألم” حرفا، بل “ألف” حرفا و “لام” حرفا و “ميم” حرفا.
  • سورة تدعو الناس بوضوح للعبادة وتحثهم على الابتعاد عن الكسل، فقد قال تعالى في بداية السورة (يا أيها المدثر قم فأنذر).
  • وفيها دعوة إلى تكبير الله وتعظيمه، حيث قال في السورة (وربك فكبر).
  • والدعوة الصريحة لتنقية النفس، وتنظيف الثوب والجسم من الشوائب، حيث قيل في السورة (وثيابك فاطهرها).
  • وهو دعوة للمؤمنين لتجنب المعاصي والذنوب الكبيرة، حيث قال في السورة: “واهجر الرجز”.
  • ودعت إلى عدم التفاخر بالثواب والمنية حتى يكفر الذنب عن صاحبه، أو لا تقل بركته، ويترتب على ذلك أن يكون المسلم غيورا، فقد قال الله في السورة (ولا تمنن تستكثر).
  • وقد دعا الله المؤمنين للصبر وتحمل البلاء وتحمل شر القدر ودعا المؤمنين لتحمل آذى الكفر وذنوبهم حيث قال الله في الآية السابعة منها (ولربك فاصبر).
  • أكد الله على ضلالة الكافرين والمشركين، ووعد الله المشركين بالنار والعذاب (سقر)، ووعد المسلمين بالجنة.

ما هي سقر

فيما يلي سنتعرف على معنى سقر.

  • هو اسم للنار الحارقة والشديدة، التي تأكل الجسم والعظام.
  • إنها نار تأكل الجلد وتسودها، حسبما قال الله عنها (لواحة للبشر).
  • أوضح الله قوة وشدة عذاب الملائكة للكافرين، وأعلن أن عددهم 19 ملكا.
  • أظهر الله قوتهم وجبروتهم في تعذيب المشركين.
  • وأنهم لا يعصون أمر الله أبداً.

اللمسات اللغوية بسورة المدثر

هنا أهم لمسات لغوية في السورة.

  • لم تخل سورة المدثر مثلها مثل أي سورة في القرآن باللمسة اللغوية الفريدة.
  • إن قول الله تعالى “إنها لإحدى الكبر” يوضح أن النار تحمل العديد من الكبائر.
  • ومن خلالها يتضح لأهل التفسير أن المعذبين في جهنم يعانون الكثير من المصائب والبلايا.
  • وكلمة الكبر هنا جاءت كصيغة مبالغة.
  • وقد حصل العلماء على تفسيرات متباينة لها؛ فمنهم من قال إنها واحدة من البلايا.
  • والأخر يرى أنها درجات جهنم السبعة.

فوائد سورة المدثر الروحانية

سنتناول في هذه الفقرة أهم فوائد سورة المدثر الروحانية، وتتضمن ما يلي:

  • أوضح الإمام أبي حفر فضل السورة حيث قال في كتابه:
  • من يقرأ سورة المدثر في الصلاة الفرضية، فإن الله سبحانه وتعالى يجعله مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم في نفس درجته، ولن يصيبه أي شقاء في الحياة الدنيا بإذن الله تعالى.
  • وقد قال عنها الأمام الصادق:
  • من أدمن في قراءتها، وسأل الله في آخرها حفظه، لم يمت حتى يحفظه، ولو سأله أكثر من ذلك قضاه الله تعالى له.
  • وإن الله أراد أن يظهر قوته فقد أقسم بخلقه من القمر وتعاقب الليل والنهار.
  • إنه لا يعلم جنود ربك إلا هو ولا توجد إلا لتكون ذكرى للبشر، فلا تقلق، إنها إشارة للبشر لمن يرغب بالتقدم أو التأخير.
  • سورة المدثر هي سورة مكية، وتتمتع بنفس خصائص السور الملكية وهي:
    • نزولها في مكة.
    • مخاطبة الكافرين ووعدهم بالعذاب الشديد.
    • وضرورة الاجتهاد في الدنيا لدخول الجنة.
  • أجابت السورة الكريمة على الوليد بن المغيرة.
  • وأكد الله أن القرآن ليس مثل شعر أشعار العرب.
  • وأن الرسول عليه الصلاة والسلام ليس ساحرا.
  • أو أن القرآن ليس بكلام كاهن.
  • فقال الله تعالى في السورة (فقال إن هذا إلا سحر يؤثر * إن هذا إلا قول البشر).

أسباب نزول سورة المدثر

فيما يلي أهم الأسباب التي كانت أساسا لنزول سورة المدثر على الرسول صلى الله عليه وسلم.

  • إن الله يريد تحفيز وتشجيع الرسول ودعوته لتحذير المشركين وتوجيه المؤمنين.
  • وأراد الله أن يأمر المؤمنين بالطهارة.
  • وعدم التكبر والتعالي.
  • ونلاحظ في السورة أن الله قدم أوامره في السورة بطريقة تشجيع سريعة، لينهض الرسول ويدعو.

لماذا توعد الله الوليد بن المغيرة بهذا الوعيد

عاقب الله الوليد بن المغيرة بأشد أنواع العذاب والنار، ونزلت سورة المدثر بسبب موقفه الذي تبعه ضد القرآن والرسول، وفيما يلي سرد للموقف.

  • وللسورة قصة في الوليد بن المغيرة.
  • تتضمن القصة أن الوليد سمع الرسول وهو يتلو القرآن، وأعجبه ما سمع.
  • وتأثر به تأثيرا كبيرا، وكان الوليد سيد قومه.
  • ذهب إلى مجلس اجتمع فيه كفار قريش وقال لهم إنه سمع من محمد كلاما ليس ككلام البشر.
  • ولا حتى من لغة الجن، ولا هذا شعر أو سحر، ولا هؤلاء.
  • وأضاف أيضا أنها لها حلاوة، ثم ذهب إلى منزله.
  • فزعت قريش وقالوا إنه ترك عبادة أجداده (ويقصد هنا عبادة الأصنام).
  • وقال قومه أيضًا أنه دخل دين محمد.
  • لذلك خاف المشركون من أن تتبعه جميع أهالي قريش.
  • ذهب أبو جهل وجلس بجانبه، وقال له لقد اتبعت محمد وجعلت كلامه جميلا وتركت دينك.
  • فرد عليه الوليد بغض وقال كذب.
  • قال له أبو جهل “إن كنت ترغب في أن ترضينا، قل عكس ما قلته”.
  • وعندما اجتمعت قريش قال لهم الوليد ما يلي:-
  • الوليد: هل محمد مجنون؟
  • قال الجمع لا.
  • الوليد: هل هو كاهن.
  • قالوا لا.
  • الوليد: هل هو شعار؟
  • قالوا لا.
  • فقالوا له وماذا تقول أنت؟
  • الوليد: قال لهم دعوني أفكر.
  • الوليد: فقال إن محمد ساحر.
  • الوليد:ألم تره يفرق بين الأب وابنه، وألم تره يفرق بين الشخص وأهله، وإنما القرآن هو سحر تعلمه.
  • لذلك كان ينبغي على الله أن ينزل تلك الآية ليوضح فيها أن محمد ليس كاهنا أو كاذبا.
  • ويشجع على الدعوة لله وتحمل آذى الكفار، ويحث على الصبر.
  • يجازي الله الناس مثل وليد بن المغير وأبي جهل بعذاب جهنم.
  • ويبين الله جزاء المسلميين والموحدين.

وهكذا، نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا وشرحنا فضل سورة المدثر وسبب نزولها، وأوضحنا اللمسات اللغوية فيها، ونسأل الله أن يجعلنا من المتقين والصابرين، ونتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم.

للمزيد من المقالات عبر الموسوعة العربية الشاملة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى