الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم الشرك الأكبر

ما هو حكم الشرك الأكبر؟ قبل أن نتعرف على حكم الشرك الأكبر، يجب أن نفهم ماهية الشرك الأكبر والشرك الأصغر والفرق بينهما، خاصة وأن العديد من الأشخاص يخلطون بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر في أفعالهم، فمثلا، الأفعال التالية يمارسها الكثيرون دون أن يدركوا أنها تعتبر أفعال شرك أكبر، مثل الدعاء للأموات والاستغاثة بهم والنذر للأموات، والطواف حول قبور الموتى والرجاء في شفاعتهم، وهذا مثيل لعبادة الأصنام، لذا سنقدم في الفقرات التالية التي نقدمها على موقع الموسوعة الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر وحكم كل منهما في الشرع.

حكم الشرك الأكبر

أكبر أشكال الشرك هي عبادة الإنسان لغير الله أو التضرع لأشخاص آخرين في الأوقات الصعبة، وهذا يعتبر اعتقادا بأن هناك أشخاصا يستحقون العبادة بجانب الله عز وجل، وهناك العديد من الأفعال التي يقوم بها الأشخاص تصنف كشرك كبير، وحكم الشرك الكبير ورد في القرآن الكريم

  • خروج العبد من الملة: يكون الله قد أحل دمه وماله ويظهر ذلك في الآخرة حيث سيكون خالدا في النار، ويأتي ذلك في قوله في سورة الأنعام الآية رقم 151
    • اقتلوا المشركين حيثما وجدتموهم واخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد
  • إحباط عمل العبد: ذلك ما قاله الله في سورة الأنعام الآية رقم 88
    • {من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وليس للظالمين أي معين}.
  • تحريم ذبيحة العبد الذي يرتكب الشرك الأكبر: إنهم لا يذكرون اسم الله عند ذبح الأضاحي، ومن ذلك ما ورد في قوله تعالى في سورة الأنعام الآية رقم 121
    • {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه}.
  • لا يورث ولا يرث وأمواله تكون من حق بيت المال
  • لا يصلى عليه كما أنه لا يدفن في مقابر المسلمين

أقوال العلماء في حكم الشرك الأكبر

  • اتفق العلماء على أن من يشرك بالله فإنه معدوم في النار.
  • من أشهر أقوال العلماء في ذلك:
    • قول الإمام بن حنبل: يدخل الرجل في الإسلام من الإيمان، ولا يخرجه من الإسلام شيء إلا الشرك بالله العظيم
    • الإمام البخاري عقد بابًا كاملًا في ذلك وقد قال: باب الخطايا من أمر الجاهلية، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا الشرك.

حكم الشرك الأكبر من الاحاديث النبوية الشريفة

  • ذكر ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    • من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار
  • عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    • من يلتقي بالله ولا يشرك به أي شيء يدخل الجنة، ومن يلتقي به ويشرك به أي شيء يدخل النار

تعريف الشرك الأكبر

بعد أن تعرفنا على حكم الشرك الأكبر وأنه حرام ويخرج الإنسان من الإسلام، سنتعرف خلال هذه الفقرة على تعريف الشرك الأكبر والآيات التي تشير إليه في القرآن الكريم.

  • الشرك الأكبر يشير إلى أن الإنسان يعبد غير الله من خلال أحد الطقوس الدينية، مثل الصلاة أو النذر أو الاستغاثة في الأوقات العصيبة والمحن أو عند تعرضه للمصائب.
  • من الأعمال التي تعد من أعمال الشرك الأكبر وتخرج الإنسان من الإسلام:
    •  يعتقد أن هناك من يستحق العبادة سوى الله سبحانه وتعالى.
    • الذبح لغير الله.
    • الاعتقاد بأن هناك من يستطيع القيام بأفعال لا يمكن لأحد أن يقوم بها إلا الله عز وجل
  • أكبر الشرك هو الشرك بالله سبحانه وتعالى وهو أعظم ما نهى عنه سبحانه وتعالى، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي توضح ذلك ومنها ما جاء في:
    • سورة النساء الآية رقم 36:
      • {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}.
    • يذكرنا الآية رقم 56 في سورة الذاريات أنه من أول المحظورات التي يحث عليها بعدم القيام بها
      • {قل لنا تعالوا وأتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا}
    • سورة الشعراء الآية 97 _ 98:
      • {والله إن كنا لفي ضلال مبين (97) إذ نسويكم برب العالمين (98)}.
    • سورة البقرة الآية رقم 165:
      • {ومن الناس من يتخذون من دون الله أصناما يحبونهم كحب الله}.

أنواع الشرك الأكبر واقسامه

تقسم العلماء الشرك الأكبر إلى 3 أقسام رئيسية وتكون هذه الأقسام هي الشرك في التوحيد الثلاثي، الشرك في الألوهية، والشرك في الربوبية والأسماء والصفات، وسوف نتعرف على هذه الأقسام بالتفصيل.

الشرك في الربوبية

  • الشرك في الألوهية: هو الاعتقاد بأن هناك من يمكنه التصرف والتدبير في الكون مع الله سبحانه وتعالى.
  • كأن يعتقد الإنسان أن هناك من يمكنه تنفيذ الأفعال التي تخص الله فقط:
    • الإحياء والإماتة.
    • الإعدام والإيجاد.
    • علم الغيب.
    • الكبرياء.
  • يجمع العلماء على أن من يشرك بالله في الربوبية ويعتقد بأن هناك من يتمتع بخصائص الربوبية أو ينكر شيئا من عند الله، أو يشبه الله بغيره، يعتبر ذلك شركا بالله.
  • شرك بالله في ذاته وأفعاله صفاته هو شرك أكبر ولا يمكن أن يغفر للإنسان.
  • ينقسم الشرك في الألوهية إلى الأنواع التالية:
    • شرك في توحيد الربوبية :
      • شرك التعطيل.
      • شرك الأنداد.
    • شرك في توحيد الأسماء والصفات:
      • شرك التعطيل.
      • شرك الأنداد:
        • إثبات صفات اله سبحانه وتعالى للمخلوق.
        • إثبات صفات الإنسان إلى الله عز وجل.
  • شرك التعطيل: وإشارة إلى ذلك النوع في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة غافر الآية رقم 37:
    • {وقال فرعون لهامان: ابن لي صرحا لعلي أتسلح بأسباب السماوات لأتطلع إلى إله موسى، وإني لأظنه كاذبا}
    • ينقسم شرك التعطيل إلى 3 أقسام:
      • إبطال الخلقة للخالق والصانع، ومن أمثلة ذلك الشرك بالله وإنكار أن الله هو خالق الكون.
      • تعطيل الصانع من خلال تعطيل الأسماء والصفات والأفعال: ومنه:
        • القرامطة والجهمية لم يثبتوا لله سبحانه وتعالى أيا من أسمائه أو أفعاله أو صفاته، ويقولون أن المخلوق أكمل من الله.
        • إنكار نزول الرسائل على الرسل.
        • إنكار القدر.
      • تعطيل ما بجب على الإنسان في التوحيد: أي القول بأنه لا يوجد خالق.
  • شرك الأنداد بدون التعطيل: ويكون ذلك عن طريق الاعتقاد بوجود رب آخر مع الله تعالى ولكنه لا يؤثر على الإيمان بأسماء الله وصفاته وربوبيته، وأحد الأمثلة على ذلك:
    • شرك المجوس.
    • شرك القدرية.
    • ديانة المسيحية حيث يؤمنون بوجود الله الثالث في الثالوث.
    • يشرك الرجل الذي جاد سيدنا إبراهيم ووصف نفسه ببعض صفات الله، وذكر ذلك في الآية رقم 258 من سورة البقرة
      • {قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت}.

الشرك في الألوهية

  • يكون الشرك في عبادة الله عز وجل عندما يعتقد الشخص بأسماء الله وصفاته ويثبتها له تعالى.
  • فيكون الإنسان يؤمن بأن الله وحده ليس له شريك، لكنه غير قادر على إحداث النفع والضرر أو منعهما وإعطائهما.
  • إنه أكبر شركة ينتشر بين الناس.
  • ومن دلائله قوله تعالى في الحديث القدسي:
    • أنا الأغنى من الشركاء عن الشرك، فمن يشاركني في عمله شريك آخر فهو للشريك الآخر، وأنا بريء منه
  • ينقسم الشرك في الألوهية إلى 3 أقسام:
    • الاعتقاد بوجود شريك لله في الألوهية: وهو الاعتقاد بوجود من يستحق العبادة بجانب الله، ومن أمثلته:
      • استخدام أسماء تدل على عبادة غير الله، مثل عبد الرسول وعبد الحسين.
    • إنكار أحد العبادات على الله:
      •  يقصد بالعبادات هنا العبادات القلبية، العملية، القولية، والمالية.
      • وهو عبارة عن أمرين هما:
        • الشرك في أدعية السؤال والدعاء إلى غير الله، وذلك لأن الله وحده هو المستحق وحده بالدعاء كما ورد في قوله تعالى في سورة غافر الآية رقم 60:
          •  {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}.
        • الشرك في دعاء العبادة يعني أن الإنسان يشرك في العبادات بجميع أشكالها ويقدم العبادة لغير الله مخافة منه أو حبا له.
    • الشرك في الحكم والطاعة: هناك اعتقاد بأن حكم الله تعالى ليس الأفضل وبعض الناس يدعون إلى الابتعاد عن شرع الله وحكمه في الأمور، مما يعتبر تكذيبا لقول الله تعالى في:
      • سورة التين الآية رقم 8:
        • {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}.
      • سورة التوبة الآية رقم 31:
        • {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أولياء دون الله}.

الشرك في الأسماء والصفات

  • أن يعتقد الإنسان أن هناك من يشبه الله سبحانه وتعالى في الأسماء والصفات ويصفه بأي من صفات الله وأسمائه.
  • وكذلك أن يصف الإنسان الله عز وجل بأي صفة من صفات العباد والمخلوقات.
  • ومن أمثلة الشرك في الأسماء والصفات:
    • أن يستخدم الإنسان أسماء الله في تشكيل أسماء الأصنام مثل اسم العزيز.
    • الاعتقاد بأن الموتى والأحياء يسمعون الدعاء في أي مكان أو وقت.
    • تم تشبيه الله بالمخلوقات، وذلك في سورة الشورى الآية رقم 11
      • {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
    • الاعتقاد بوجود من يعلم الغيب غير الله، ومن دلائل ذلك قوله تعالى في سورة الأنعام الآية رقم 59:
      • {وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو}.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية حديثنا عن الشرك الأكبر وأقسامه وتعريفه وحكم الشرك الأكبر مع بعض الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فالشرك الأكبر يكون عندما يشرك الإنسان بالله ويعتقد بأن هناك من يمكنه القيام بالأعمال المختصة بالله سبحانه وتعالى، وبما أن الإيمان بالله هو أساس الإسلام، فإن الشرك بالله يعتبر خروجا من الإسلام، ولقد قدمنا جميع ذلك وأكثر من ذلك من خلال موقع الموسوعة العربية الشاملة

للمزيد من المعلومات عن الشرك وأنواعه نقدم لكم المقالات التالية للاطلاع عليها:

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى