الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

معنى المتشدقون في الحديث

يشير المتشدقون في الحديث إلى أشخاص سيكونون بعيدين عن النبي في الآخرة بسبب أفعالهم وأسلوبهم، وذلك استنادا إلى حديث رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام.

ما الذي يفعله المتشدقون حتى يحذرهم الرسول بهذا التحذير؟ هذا ما سنوضحه لك ونشرحه بالتفصيل في المقال التالي الذي نقدمه لكم من موسوعة، فتابع معنا حتى تتعرف على هؤلاء الأشخاص.

معنى المتشدقون في الحديث

فيما يلي ذكر المتشدقون في السنة النبوية، تابع معنا.

  • إلى أنكم تحبونني وتقربونني في الآخرة بأخلاقكم الحسنة، وأنكم تبغضونني وتبعدونني في الآخرة بأخلاقكم السيئة، الثرثارون المتفيهقون المتشدقون قالوا: يا رسول الله، قد علمنا من هم الثرثارون والمتشدقون فمن هم المتفيهقون؟ قال: هم المتكبرون.
  • إن معنى المتشدقون هو المتطاولين على الناس، أي من يستعلوا على الناس بكلامهم.
  • وأعلم الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته أنه يحبهم، وقال لهم إنه هو الأكثر خلقا، وسيكونون أقرب الناس إليه.
  • وذكر رسولنا الكريم أن هناك أناسا لن يحظوا بمرتبة حسنة وسيكونوا بعيدين عنه في الآخرة، وهم الناس الثرثارون.
  • أخبرنا الرسول عن المتشدقين، ومعنى ذلك في الحديث هو الشخص الذي يلوي لسانه ويفتخر به.
  • هنا يقوم الشخص المتشدق بالتباهي بثقافته وعلمه وفصاحة لسانه، ويتحدث بشكل يستعلي به على المحيطين له
  • والمتفيهقون هم الذين يتسمون بالجهل والتفاخر.
  • ويقصد الرسول هنا الذين يتطوعون بكلامهم ويفتحون أفواههم فيه.
  • وتعجب هنا الصحابة من ذلك اللفظ فقالو للرسول: “يا رسول الله، قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون؟.
  • أجاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عليهم بقوله “المتكبرون”.
  • وفي الحديث الشريف بعض من النصائح للتوعية والتحذير للناس، وهي:
  • التأكيد على أهمية تحلي الإنسان بالأخلاق الحسنة الكريمة.
  • تحذير من التكلفة، والتفاخر بالناس بالقول.
  • وتحذير من التكبر، والعلو على الناس.
  • وتأكيد لضرورة التواضع.

باختصار، دعانا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للتحلي بالأخلاق الحسنة وتجنب التطاول والتكبر، وحثنا الرسول على التواضع

صفات الشخص المتشدق

هناك الكثير من السمات التي تميز الشخص المتشدق عن غيره وفيما يلي أبرز تلك الصفات:

  • الأفكار السلبية: غالبا ما يكون لدى الشخص الذي يتجاوز الحدود تفكير سلبي، ويكون شخصا مشكوكا به ويعاني من شعور بالنقص والتدني.
  • الطاقة السلبية: الشخص الذي يتطاول كثيرا غالبا ما يشعر بعدم الارتياح ويكون قلقا ويواجه الفشل بشكل متكرر.
  • السخرية والتهكم: لدى هذا الشخص كميات كبيرة من الطاقة السلبية، ولا يمكنه الاحتفاظ بها لنفسه، لذلك يقوم بنشرها بشكل واسع.
  • عدم الاعتراف بالخطأ: هؤلاء الأشخاص لا يعترفون أبدا بأخطائهم، ويلقون اللوم دائما على الآخرين.
  • الشك المبالغ: يميل الشخص الذي يشكك كثيرا إلى الشك، ولا يكون لديه نية حسنة، ويصنف أي فعل من قبل أي شخص على أنه مكيدة.
  • حب الذات: غالبا ما يقوم هؤلاء الأشخاص بتقليل قيمتك والتقليل من شأن نجاحك.

التوبة عن التشدق

هناك بعض الإجراءات التي يجب أن يتبعها الشخص إذا لاحظ أو شعر بأنه يتلعثم في كلامه.

  • في البداية، يجب أن يستغفر ربه ويطلب منه السماح والمغفرة.
  • ومعروف أن الله غفور رحيم، وهناك الكثير من الآيات التي أكدت أن الله يقبل توبة الجميع.
  • ومن هذه الآيات، ما ذكر في كتاب الله العزيز في الآية 105 من سورة التوبة:
  • ألم يعلموا أن الله يقبل توبة عباده ويأخذ الصدقات وأنه هو التواب الرحيم؟ وقل اعملوا فسيرى الله أعمالكم ورسوله والمؤمنون، وستعودون إلى عالم الغيب والشهادة حيث سيخبركم بأعمالكم.
  • يجب أن نتيقن أن الله هو الغالب في أمره.
  • يجب التأكد من أن يوم القيامة قريب ولا يوجد فرق بينه وبين شخص آخر.
  • يعدل في نظره إلى نفسه، ويدرك أن هناك أشخاصا أكثر معرفة وذكاء منه، لذا ليس هناك حاجة للتباهي والتفاخر.
  • يجب أن يركز على الاقتراب من الله وأن يدرك خطورة الحديث الشريف وخطورة الابتعاد عن رسول الله في الآخرة.
  • يجب أن يلتزم بآداب الحوار ويحسن من أسلوب حديثه.

آداب الحوار

الشخص الذي يتشدق ليس لديه أي أدب في الحوار، وهذا هو السبب الرئيسي لحدوث التشدق، لذلك سنعرض لك في هذا الفقرة آداب الحوار لتجنب التشدق، فتابع معنا.

التفكير قبل الكلام

  • يجب عليك أن تفكر بشكل صحيح قبل الحديث وتختار كلمات مناسبة وتختار الكلمات الصحيحة.
  • يمكننا التعرف على ما إذا كان كلامنا سيكون جارحا للشخص المتلقي أم لا.
  • وبالطبع، على العكس تماما، التسرع في التفكير يؤدي إلى الكثير من الأخطاء في الحوار.
  • ويسبب أيضا عدم تحقيق الهدف الحقيقي للكلام.

عدم التطاول

  • عدم استخدام الألفاظ النابية والبذيئة أثناء الحديث، وسب المستلقي بها.
  • في حالة تكرار الشتائم في الحديث، يصبح الناس يهربون من التحدث معك ولا يرغبون في التعامل معك أيضا.
  • يجب الابتعاد تماما عن الإهانات الودية، حيث أنها غالبا ما تسبب المشكلات أثناء الحوار.

التواضع

  • يجب على الإنسان أن لا يدعي أنه يعرف كل شيء في حواره، وأن لا يتكلم عن إنجازاته في الحياة.
  • يجب أن يتجنب الإنسان استخدام الألفاظ التي تظهر بها تكبرا في حواره بثقافته.

عدم الكذب

  • الشخص الذي يكذب كثيرا في حديثه غالبا ما يكون واضحا، لذلك يجب عليه ألا يكذب على الشخص الآخر حتى لا يتعرض للإحراج.
  • هناك العديد من الأحاديث النبوية التي حث فيها الرسول على عدم الكذب في الكلام.

قراءة لغة الجسد

  • هناك بعض الحركات التي توضح أن المتلقي قد أصابته الملل من الحوار.
  • ولعل أبرز تلك الحركات ما يلي:
    • التثاؤب
    • فقدان التواصل البصري بين طرفي الحوار
    • والإيماء بالرأس.

وهكذا، أيها القارئ العزيز، قد شرحنا معنى المتشدقون في الحديث وأشرنا إلى بعض صفاتهم وخصائصهم، وقد أوضحنا طرق التوبة من هذه العادة، ووضحنا أدب الحوار في الإسلام، وأكدنا أن الإسلام هو دين عظيم يؤكد لنا على العديد من الصفات التي يجب على الفرد أن يتحلى بها في حياته. وأود أن أختتم مقالتي بالقول إن الدين هو معاملة.

للمزيد من المقالات ذات الصلة عبر الموسوعة العربية الشاملة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى