من علامات النفاق الأصغر

ما هي إشارة النفاق الأصغر ؟ يعتبر هذا السؤال من أفضل الأسئلة التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في الآونة الأخيرة، خصوصا وأننا جميعا بحاجة إلى تثقيف أنفسنا وتحصينها من الناحية الدينية بشكل جيد.

خصوصا وبما أن العالم الإسلامي بأكمله قد وقع في دائرة الفتن والمعاصي والأثام، نجد أن المسلمين يقومون بارتكاب الآثام والمعاصي دون تردد أو تفكير فيما إذا كان هذا الفعل حلالا أم حراما، وهل يتوافق مع شريعتنا الإسلامية أم لا، ونجد الكثير من الأشخاص يتباهون بارتكابهم للكبائر والمعاصي.

يجدر بالذكر أنه في الوقت الحالي، انتشرت الفتن وتفشت في العالم الإسلامي بشكل عام، حيث نجد أن الأخ يغدر بأخيه ويحدث مشاكل أخرى تعانيها المجتمعات الآن. وبناء على ذلك، زاد الاهتمام بالنفاق وآياته وعلامات صاحبه. لذا، سنقدم في مقالنا عبر موقع موسوعة كل المعلومات الممكنة عن النفاق .

من علامات النفاق الأصغر

يقول الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال “سيأتي على الناس زمان يحتاج فيه الصابرون على دينه إلى صبر مثل الشخص الذي يمسك جمرة النار”. يا رسول الله، أقول بالله الصادق، هذا ما نعيشه اليوم. نجد أن الأشخاص الذين يحاولون الالتزام بحدود الله وشرعهم يواجهون الكثير من المعاملات غير المناسبة، بينما أصبح من الشائع والمسموح به ارتكاب الكبائر والمعاصي، بتبريرات تستخدمها الأشخاص لأفعالهم، مثل النفاق والكذب وغيرها من الآثام. لذلك، تساؤل الكثيرون حول النفاق وخصوصا النفاق الأصغر، وذلك لأن النفاق ينقسم إلى نوعين كبيرين وأصغرين. في الأسطر التالية، سنتعرف سويا على علامات النفاق الأصغر، لنحاول جميعا تجنبها والتخلص منها إذا وجدت لدي أحدنا، والله يرحمنا.

• تتجلى أهم علامات النفاق الأصغر في أن العبد يكذب ويتجاوز مدة الخصام لأكثر من ثلاث ليال، وينتهك الميثاق والعهد ولا يؤدي الأمانات لأصحابه، ويكون غدارا وخائنا.
• من الجدير بالذكر أن في أحد أحاديثه النبوية، ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم آيات المنافقين وصفاتهم. وروى عبد الله بن عمر أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هناك أربعة أشخاص إذا تواجدت فيهم هذه الصفات فإنهم منافقون صادقون، وإذا تواجدت فيهم أحد هذه الصفات فإنهم لديهم صفة نفاق حتى يتركوها: الخيانة عندما يؤتمنون، والكذب عندما يتحدثون، والغدر عندما يعاهدون، والإثم عندما يتخاصمون.”.
• إذا كان أحد أهل التوحيد والمؤمنين يعاني من أي من هذه الصفات، فإنه يظهر فيه علامة من علامات النفاق، ومن الجدير بالذكر أن النفاق الأصغر لا يكون سببا لدخول صاحبه إلى الدرجة الأدنى من النار إلى الأبد، ولكنه يعد واحدة من الوسائل التي تؤدي به العبد إلى النفاق الأكبر.
• خصوصا أن حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأبرار كانوا يتعوذون بالله من وجود أي علامة من علامات النفاق في قلوبهم.

النفاق الأصغر

• في البداية، يجب تعريف المنافق ومن هو؟ المنافق هو الشخص الذي يظهر للآخرين بشكل مختلف عما هو في الحقيقة. على سبيل المثال، يظهر بأنه يحب فلان في حين أنه في الحقيقة يكرهه ويحقده. والنفاق الأصغر هو ما يعرف بالنفاق العملي أو نفاق الأفعال.
• يعتمد النفاق على أن يقوم الشخص بأعمال صالحة في حين يكون لديه نوايا أخرى غير مرئية، أي أن نية الشخص لا تتوافق مع أفعاله ولا تظهر، مثل قيام الرجل بإعطاء صدقة ولكن ليس بنية الصدقة وإنما لكي يعتبر كريما، وهنا يقع الشخص في فرع من فروع النفاق وهو النفاق العملي، وشيخ الإسلام رحمه الله أكد ذلك قائلا: “النفاق يطلق على النفاق الأكبر الذي هو إخفاء الكفر، وعلى النفاق الأصغر الذي هو اختلاف السر والعلانية في الواجبات
• بالإضافة إلى ذلك، للمنافقين آيات وصفات مثل الكذب والغدر والخيانة، وعدم الالتزام بالأمانات وترك الصلاة. والنفاق الأكبر هو أن يكون للفرد داخله الشرك والكفر، ومع ذلك يظهر بمظهر المؤمن والمسلم. هؤلاء هم الذين وعدهم الله بأنهم سيسكنون الطبقة الأدنى من النار، كما ذكر في القرآن الكريم في سورة النساء الآية رقم 145 ”إن المنافقين في أدنى درجة من النار، ولن تجد لهم ناصرا

أنواع النفاق

تم تعريف النفاق لغويا بأنه مشتق من كلمة “نافق”، بحيث يستخدم الفعل “نافق” و”ينافق” والاسم “نفاقا” و”منافقة”، ولكن ابن منظور وصفه في كتاب لسان العرب بأنه “نافق اليربوع”، عندما يدخل في نافقاءه يسمى “النافق”، وهو السرب في الأرض، ويقال أيضا إنه سمي “منافقا” لأنه ينافق مثل اليربوع، وعندما يدخل في نافقاءه يقال: قد نفق به ونافق، ولديه جحر آخر يسمى “القاصعاء”، فعندما يخرج من “القاصعاء” يدخل في النافقاء، وعندما يخرج من النافقاء يدخل في “القاصعاء”، ويقال: هكذا يفعل المنافق، يدخل في الإسلام ثم يخرج منه بطريقة غير مشروعة.

• ومن الجدير بالذكر في مسألة أنواع النفاق هو أن النفاق ينشق لنوعين، وهما الاعتقادي والعملي، فالأول وهو النفاق الاعتقادي ينقسم لست أنواع، ويجب التنويه عن كون أن صحاب هذه الأنواع يسكن الدرك الأسفل من النار، ألا وهم :
  • تكذيب رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه.
  • تكذيب أي مما جاء به رسول اله.
  • كره رسول الله.
  • كره ما جاء به رسول الله.
  • الفرح في أي مصيبة تصيب دين الله.
  • الحزن لانتصار دين الله ورسوله.
• أما النوع الثاني فهو النفاق العملي، ويتمثل في خمسة أفعال، وهي الخصام في الفجر، والغدر بعد المعاهدة، وخيانة الأمانة، وأن يكون الحديث كاذبا، وأن يخلف الوعود

الكذب في الحديث من علامات النفاق

• كما أن الاستفسار عن صدق العبد في حديثه يصنف كأي نوع من أنواع النفاق، وقد سبق وأشرنا إلى كذب العبد أثناء حديثه يعتبر من سمات النفاق الأصغر، والذي يؤدي صاحبه إلى الوصول إلى النفاق الأكبر.

في النهاية، وبتوصلنا إلى الختام في مقالنا الذي يجيب عن سؤال يعد من علامات النفاق الأصغر، نشير إلى أن علامات النفاق الأصغر تتمثل في كذب العبد في حديثه، وخيانته للأمانة، وغدره في حالة ائتمانه، وفجوره في أوقات الخصام.