الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

دار الإفتاء حكم صوم يوم الجمعة منفردا

الصوم المفروض على كل مسلم بالغ عاقل هو صيام شهر رمضان الكريم، أما الصيام الباقي فهو صيام نافلة يشمل صوم أيام الإثنين والخميس، وصوم عاشوراء، وصيام ستة أيام من شهر شوال، وصيام العشرة أيام الأولى من شهر ذي الحجة، وغيرها من أنواع الصيام التي يقوم بها المسلم للتقرب إلى الله وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن هذه الأنواع هو صيام يوم الجمعة بمفرده.

دار الإفتاء حكم صوم يوم الجمعة منفردا

تنص دار الإفتاء على أن صيام يوم الجمعة بشكل منفرد هو أمر محظور في الإسلام، وغير مستحب عند الله ورسوله.

  • فإن صوم يوم الجمعة محظور وغير مستحب عند الله تبارك وتعالى، ولكنه غير محرم، وذلك يعني أنه إذا صام العبد في مثل هذا اليوم فإنه لا يحرم عليه الصوم.
  • قد يكون جواز حسم الصوم يوم الجمعة للشخص الذي لديه عذر شرعي لعدم صيام يوم من أيام شهر رمضان، ويقوم بتعويضه في هذا اليوم، لأسباب خاصة له.
  • صوم الجمعة المنفرد يعني أن الشخص يصوم فقط في يوم الجمعة، بخلاف صوم يوم الجمعة في رمضان أو أن يكون الصوم في يوم الجمعة فقط بدون صيام الأيام الأخرى مثل الخميس أو السبت.
  • من المعروف أن يوم الجمعة هو أقرب الأيام إلى الله تعالى ويعتبر عيدا للمسلمين، وبالتالي يحظر تماما صيام يوم الجمعة على كل من يخالف شرع الله وحكمته في عدم استحباب صيام يوم الجمعة.
  • تفرض على المرأة المسلمة صيام يوم الجمعة أقل من الرجل، لأن المرأة المسلمة البالغة قد تحتاج إلى الاحتفاظ بيوم الجمعة لأسباب خاصة بها لتعويض الأيام التي لم تستطع الصيام فيها خلال فترة الحيض في شهر رمضان.

تعلمنا أن الله تبارك وتعالى قد أنهى عن الصيام في يوم الجمعة بشكل منفرد، وبالطبع لهذا السبب أو الأسباب الواضحة التي تناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلماء وفقهاء الإسلام، لمعرفة السبب الحقيقي وراء النهي عن الصوم في يوم الجمعة بشكل منفرد.

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصوص صيام يوم الجمعة منفردا: (لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا إذا صام يوما قبله أو بعده).
  • نستنتج من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حول حكم صوم يوم الجمعة بقوله (لا يصومن) أن صيام يوم الجمعة منفردا محظورا.
  • يعتقد بعض العلماء أن السبب وراء تحذير من صيام يوم الجمعة هو أنه يوم مخصص للدعاء والذكر والعبادة، بدءا من الاغتسال والتهيئة للصلاة والانتظار لها والاستماع للخطبة وزيادة التذكير بعد الصلاة، ولذا يفضل أن يكون الإفطار في يوم الجمعة، حتى يسهل على المسلم أداء هذه المهام وأدائها بنشاط وسرعة واستقبالها بقبول، والاستمتاع بالعبادة في هذا اليوم دون تعب أو جهد أو ملل.
  • يشبه الإفطار في يوم الجمعة والنهي عن الصوم يوم عرفة ، حيث يحظر على الحاج أن يصوم في ذلك اليوم بسبب الوظائف التي يقوم بها ، وييسر الإفطار في هذا اليوم لتسهيل أداء هذه الوظائف.
  • تعتقد بعض الجماعات العلمية أن سبب منع صوم يوم الجمعة بمفرده هو خشية المبالغة في تعظيم هذا اليوم، حتى لا يتم التعبير عنه بشكل مبالغ فيه كما فعل بعض الأشخاص بالسبت، وفي الواقع، هذا الرأي ضعيف ومتناقض مع صلاة الجمعة وغيرها من المناسبات المشهورة في يوم الجمعة وتعظيمه، لأن يوم الجمعة معروف بأنه من أحب الأيام إلى الله عز وجل، وبالتالي فهو يوم عظيم في عين الله وعين المسلمين.

أحاديث عن النبي في حكم صوم يوم الجمعة منفردا

تتداول أحاديث حول رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأن النهي بشأن صيام يوم الجمعة بمفرده في أكثر من مكان، ومن بين هذه الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم:

  • يقول أبو هريرة، رضي الله عنه، سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: “لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا إذا صام قبله أو صام بعده”.
  • وفي رواية أخرى عن مسلم: (ولا تخصوا يوم الجمعة بالصوم من بين الأيام , إلا إذا كان في صوم يصومه أحدكم ).
  • سئل جابر بن عبد الله: (سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إنهاء صيام يوم الجمعة؟ قال نعم).
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تميزوا ليلة الجمعة بالقيام عن باقي الليالي، ولا تميزوا يوم الجمعة بالصيام عن باقي الأيام إلا إذا كان فيه صوم يصومه أحدكم).
  • يقول الله تبارك وتعالى عن أهمية يوم الجمعة وعظمته عند المسلمين: بعد أداء الصلاة، انفرشوا في الأرض وابحثوا عن نعمة الله واذكروا الله كثيرا.
  • يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهمية قراءة سورة الكهف في ليلة الجمعة: “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء.
  • جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال: “هل صمت أمس؟” قالت: لا، قال: “هل تريدين أن تصومي غدا؟” قالت: لا، فقال: فأفطري.
  • يقول ابن مسعود : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من بداية كل شهر، ويكاد لا يفطر يوم الجمعة).

مذاهب العلماء في صوم يوم الجمعة

اتفق بعض العلماء على مناقشة موضوع النهي أو الحرمانية أو الجواز في صوم يوم الجمعة بشكل منفرد، وبالطبع يستندون في ذلك إلى القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد يكون رأي العلماء صحيحا أو خاطئا، حيث يوجد من اتفق مع آخرين من العلماء ومن اختلف تماما في الرأي، ومن وافق ولكنه أضاف بعض وجهة نظره الشخصية والموضوعية.

  • يقول النووي في المجموع: (كراهة صيام يوم الجمعة للفرد هي المشهورة ومنها يقطع المصنف والجمهور).
  • أما القاضي أبو الطيب في المجرد يقول: (أخبرنا المزني في الجامع الكبير عن الشافعي: قال إنه لا يستحب صوم يوم الجمعة لمن يمنعه من الصلاة، حتى لو كان مفطرا فعله).
  • أما بالنسبة للشافعي يقول: (ولا يبين لي أن أنهي صيام يوم الجمعة إلا بتفضيل من يمنعه عن الصلاة، وإذا كان مفطرا فعلها).
  • يرجح صاحب البيان في حكم صوم يوم الجمعة منفرا أن :الجواز يحتاج إلى ظاهرة ما قاله الإمام الشافعي واختاره صاحب الشامل، وصاحب البيان يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم الخميس ويتواصل مع الجمعة، وهذا ليس مكروها بلا اختلاف.
  • يرجع النووي ويقول إن العلماء الذين حرموا الصوم في يوم الجمعة بشكل فردي هم: الشافعية وأبو هريرة والزهري وأبو يوسف وأحمد وإسحاق وابن المنذر.
  • ويقول النووي أيضا أن العلماء الذين أجازوا صيام يوم الجمعة بشكل فردي هم: الإمام مالك وأبو حنيفة ومحمد بن الحسن.
  • فيقول الإمام مالك عن جواز صوم يوم الجمعة منفرا: لم أسمع أحدا من أهل العلم والفقه ومن يقتدى به ينهى عن صيام يوم الجمعة، وصيامه حسن، ورأيت بعض أهل العلم يصومونه وأجد أنه مستحب.
  • الفريق من العلماء الذين يسمحون بصيام يوم الجمعة بشكل فردي، يقومون باتباع حديث ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال ابن مسعود: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وكان نادرا ما يفطر يوم الجمعة”.
  • الأحق في قول ابن مسعود هو: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم الخميس والجمعة فلا يفرده)، أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الجمعة بالفعل، ولكنه كان يتقدمه بصوم يوم الخميس
  • في النهاية، يمكننا أن نحسم جدل العلماء والأئمة في حكم الصوم يوم الجمعة. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوح: (لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أو يصوم بعده).

هل يجوز صوم يوم الجمعة في شهر رجب

يقول ابن قدامة في كتابه المغني: (يكره أن يصوم الجمعة بمفرده، ما لم يتزامن ذلك مع صيام يوم يصومه، مثل من يصوم يوما ويفطر يوما فيكون صيامه يوم الجمعة، ومن عادته صيام أول يوم من الشهر أو آخره أو يوم نصفه وما شابه ذلك).

  • من الممكن أن نستنتج إذا أن صوم يوم الجمعة بمفرده في أي شهر من الشهور الهجرية يحرم منه، وذلك من خلال آيات الله تعالى وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • فصوم يوم الجمعة لا يختلف عن صوم أي من أيام الشهور، سواء كان شهر رجب أو شعبان، ولكن يجوز صوم يوم الجمعة مع يوم آخر قبله أو بعده.

وأخيرا، توصلنا إلى أن دار الإفتاء أفادت بأن صوم يوم الجمعة منفردا محظور ومنهي عنه وفقا للقرآن والسنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى