الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني

في الإسلام، يتم الحكم في معظم الأمور من خلال الاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويكون الحكم ثلاثة أنواع؛ إما محظورا، أو جائزا، أو مباحا. وسنعرف في هذا الموقع من خلال الموسوعة، ما هو حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني، فالأمر هنا ليس مقتصرا فقط على البيع، بل يتعلق بكل من عملية البيع وعملية الشراء، فبعد نداء صلاة الجمعة الثاني، يسقط حكم الإسلام على البائع والمشتري، وستتضح هذه الحقيقة لنا من خلال بعض الآيات في القرآن الكريم وبعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني

يتداول المسلمون العديد من الأسئلة لمعرفة حكم معظم الأمور في القرآن الكريم ومن أقوال وأفعال وتقارير النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بين هذه الأمور الهامة جدا هو البيع والشراء في الأسواق بعد نداء صلاة الجمعة الثاني، فما هو حكمه في الإسلام.

  • يقول الله تبارك وتعالى في الآية التاسعة من سورة الجمعة: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة، فاسعوا إلى ذكر الله واتركوا التجارة”
  • التفسير الصحيح للآية الكريمة هو أن جميع المسلمين مكلفون بأداء صلاة الجمعة، ويجب عليهم أداءها، فالله عز وجل يدعوهم بصفتهم المؤمنين، وذلك لتعزيز روح الإيمان في قلوب المسلمين، وتحفيزهم على الاسراع في الصلاة وترك أعمال البيع والشراء، وعلى المؤمن القوي أن يطيع أوامر الله عز وجل بكل ما فيها.
  • يقصد بقوله تعالى “نودي للصلاة” آذان صلاة الجمعة لتحديد وقت الصلاة المعلن عنه، وقوله تعالى “فاسعوا” يدل على ترك كل ما في أيديكم والاسراع إلى صلاة الجمعة من خلال النداء المسموع.
  • يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نداء صلاة الجمعة: عندما يبدأ الصلاة، لا تسعوا للوصول إليها وأنتم تجريون، بل اقتربوا منها وأنتم تمشون، واحرصوا على الهدوء، فإذا توقفتم فصلوا، وإذا فاتتكم فأتموا.
  • إن حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني هو أمر محرم ومنهي عنه في الإسلام وفقا للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
  • عندما أمر الله تعالى في الآية السابقة بقوله “وذروا البيع”، يعني أن يتركوا البيع على الفور عند سماع نداء آذان الجمعة، فالبيع هو نوع من المعاملات بين البشر، وكذلك الشراء
  • إشارة إلى التحريم الشرعي لعمليات البيع والشراء هو قوله تعالى “وزروا البيع”، أي تركوا البيع، وهذا أمر ملزم بالتنفيذ، فمن يخالف ذلك فإنه يحرم عليه هذا البيع.

انعقاد البيع بعد النداء الثاني للجمعة

يقول الله تعالى لعباده المؤمنين والمخلصين لتحفيزهم ودعم أمور دينهم وحياتهم الدنيا: “سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض”.
  • وفي الواقع، اختلف العلماء والمفسرون في مسألة البيع بعد النداء الثاني للجمعة، وذلك وفقا لتصنيف الحكم من قبل أهل العلم إلى فئتين.
  • فئة الحكم الأول في حالة البيع بعد النداء الثاني للجمعة تعتبر البيع والشراء حراما، وهذا هو الرأي المقبول في المذاهب الحنفية والشافعية والمالكية وعند أغلب العلماء.
  • فيما يتعلق بالحكم الثاني في انعقاد البيع بعد النداء الثاني للجمعة، فقد توصلت مجموعة من المذاهب، مثل المالكية والحنابلة وداود وغيرهم، إلى أن البيع يكون محظورا ولا ينعقد بعد النداء الثاني. واعتمد هذا الرأي من قبل ابن المنذر وابن حزم، وقد أيده ابن عثيمين.
  • انعقاد البيع والشراء بشكل عام من الأشياء التي ينظر إليها الله عز وجل في القرآن الكريم، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا، ولكنها تعتبر ممنوعة تماما عندما يتم إجراءها يوم الجمعة أثناء نداء الصلاة، أو خلال خطبة الصلاة، أو أثناء وقت الصلاة نفسها.

من يحرم عليهم البيع بعد النداء للجمعة

من هم الذين يحرمون من إجراء عمليات البيع أثناء خطبة الجمعة؟ يمكننا أن نقول أن حظر البيع بعد الخطبة يخص المصلين في صلاة الجمعة فقط، أي أن البيع والشراء محرمان أثناء صلاة الجمعة على كل رجل مسلم بالغ وعاقل.

  • أما النساء والأطفال والمسافرين، فلا يحظر عليهم الشراء والبيع أثناء صلاة الجمعة، وهذا ما اتفقت عليه المذاهب الفقهية الأربعة، وهي المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي.
  • نهى الله تعالى عن البيع أو الشراء أثناء صلاة الجمعة لكل من أمره بالسعي، ومن لم يخاطب بالسعي لا يشمله هذا النهي، وذلك استنادا إلى قوله تعالى “فاسعوا إلى ذكر الله”، لأن كل من مطالب بالسعي في الزرق ملزم أيضا بذكر الله وعبادته.
  • قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: الله جعل لنا يوم الجمعة بدلا من اليهود والنصارى الذين كان لديهم يوم السبت والأحد، وسيكونون تابعين لنا يوم القيامة. نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون في يوم القيامة.
  • يعود سبب تحريم البيع أثناء نداء صلاة الجمعة إلى اشتغال البائع عن الصلاة.

حكم البيع بعد نداء الجمعة الأول

وفي الحقيقة، قمنا بمناقشة حكم البيع بعد نداء صلاة الجمعة من خلال قوله تعالى في سورة الجمعة الآية رقم 9: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون”، ولم يتضح لنا في الآية هل هذا الحكم يشمل النداء الأول أم النداء الثاني للصلاة.

  • يتفق معظم العلماء في الفقه والتفسير على أن هذا الحكم في البيع أثناء نداء صلاة الجمعة يشير إلى النداء الثاني للصلاة، فالتحريم الفعلي في البيع يحدث بعد النداء الثاني.
  • إذا يمكننا أن نقول أن النداء الثاني حرم فيه البيع وأصبح بطلا من جميع أبوابه، فالأذان الثاني لصلاة الجمعة يكون حينما يدخل الإمام لأداء الخطبة، هذا هو الأذان الثاني.
  • فالأذان الأول لصلاة الجمعة يشير إلى بدء الصلاة، ويدل على أن النداء الأول قد أضيف في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، استنادا إلى حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه.
  • قَالَ: في أيام النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، كان النداء في يوم الجمعة يبدأ عندما يجلس الإمام على المنبر. وعندما حكم عثمان رضي الله عنه وزاد عدد الناس، أضيف النداء الثالث في الزوراء. قال أبو عبد الله الزوراء مكان في السوق بالمدينة.
  • إذا نستنتج أن البيع في يوم الجمعة محرم في بعض الأوقات، وهي خلال الأذان الأول والثاني، والخطبة، والصلاة، وباقي الأوقات البيع والشراء حلال كما أعطانا الله من فضله.

أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على تحريم البيع بعد نداء الجمعة

هناك بعض الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على أمرين، الأمر الأول هو الحكم بعد البيع بعد نداء الجمعة الثاني، والأمر الثاني هو أهمية وفضل يوم الجمعة عند الله وعلى المسلمين.

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (البيع والشراء مباحان شرعا ولكنهما محرمان بعد الأذان الأول في يوم الجمعة) .
  • قول الله تبارك وتعالى من الآية رقم 9 في سورة الجمعة: يا أيها الذين آمنوا، إذا دعيتم لأداء صلاة الجمعة فاسعوا لذكر الله واتركوا التجارة، فإن ذلك أفضل لكم إذا كنتم تعلمون.
  • يقول ابن قدامة في كتابه المغني : (والنداء الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو النداء الذي يأتي بعد جلوس الإمام على المنبر، ويعتبر هذا النداء هو الحكم النهائي دون غيره، ولا يوجد فرق بين أن يكون هذا النداء قبل الظهر أو بعده).
  • يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم الإقامة فانطلقوا إلى الصلاة، وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تستعجلوا، فما استطعتم فصلوا، وما فاتكم فأكملوا).
  • يقول أيضا رسول الله صلى عليه وسلم : (لا تفعلوا ذلك ، عندما تذهبون للصلاة اسيروا وكونوا هادئين وما استطعتم فصلوا ، وما فاتكم فأكملوا).

وهنا نصل إلى معرفة حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني وهو من الأمور المحرمة على كل مسلم بالغ وعاقل والتي فرضت عليه الصلاة، فلا شك أن البيع جائز للمسلم، لكنه محرم أثناء نداء الصلاة وخطبة الصلاة وأداء صلاة الجمعة ذاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى