في تقرير عن التلوث والضرر الذي يحدث للنظام البيئي، سنشرح لكم تعريف التلوث وأشكاله ومصادره وطرق مكافحته، فالتلوث هو دخول مواد سامة إلى مكونات الطبيعة مما يتسبب في الأذى والاختلال بها وبأنظمتها المتعددة، وتختلف مصادر هذه الملوثات، فبعضها يحدث بفعل الطبيعة وبعضها يحدث بسبب أنشطة الإنسان التي تؤدي إلى انتشارها، وخلق مواد سامة غير مناسبة للبيئة المحيطة بالكائنات الحية وتعيق استمرارية الحياة فيها، وفي المقال التالي سنقدم بحثا شاملا عن التلوث ومصادره.
تقرير عن التلوث
التلوث هو زيادة في كمية المواد الغازية أو السائلة وإضافة مواد ملوثة للبيئة مثل المواد الحيوية والكيميائية والجسيمات المعلقة. يؤثر هذا التلوث سلبا على البيئة وجميع الكائنات الحية. يمكن أن يكون هذا التلوث ناتجا عن مصادر طبيعية غير تدخل فيها الإنسان، ويمكن أن يكون ناتجا عن مصادر بشرية تكون البشر هم السبب الرئيسي فيها. يؤثر التلوث على البيئة بشكل سلبي ويتسبب في الأضرار والتهديد لحياة الكائنات الحية ويسبب الإزعاج.
مفهوم التلوث
التلوث هو أخطر كارثة قد يواجهها البيئة والكائنات الحية، وهو عملية حدوث تغيرات في البيئة وظهور العديد من المواد الملوثة بأشكالها المختلفة الصلبة والسائلة والغازية، وتؤدي تلك المواد التي تنتشر في العديد من الأماكن في الهواء والماء والأماكن الأخرى إلى حدوث العديد من الآثار السلبية والأضرار على الكائنات الحية وعلى البيئة، بالإضافة إلى أن التلوث يعتبر أحد أسباب وفاة الكائنات الحية.
- التلوث يؤدي إلى تدهور البيئة وظهور اختلال في توازن عناصر البيئة، مما يؤدي إلى فقدان قدرة البيئة والعناصر على أداء دورها الطبيعي لضمان استمرار الحياة بشكل طبيعي.
- في الحالات الطبيعية، تتخلص البيئة بشكل طبيعي من الملوثات والمواد الملوثة لها، ولكن بزيادة نسبة التلوث في البيئة، أصبحت البيئة غير قادرة على تنفيذ العمليات الطبيعية والتخلص من الملوثات في الهواء والماء والبر.
- التلوث هو حدوث تغيرات في خصائص النظام البيئي، وهناك عدة أنواع من هذه التغيرات، بما في ذلك التغيرات الحرارية والإشعاعية والفيزيائية والحيوية، وعندما تؤثر هذه التغيرات على أي جزء من أجزاء النظام البيئي، فإنها تسبب الضرر والأذى، بالإضافة إلى زيادة كمية المخلفات الضارة الموجودة وصعوبة التخلص منها بطريقة طبيعية بسبب زيادتها الغير معقولة، مما يؤدي إلى اضطراب النظام البيئي بشكل عام.
- يعتبر الإنسان واحدا من أهم الأسباب الرئيسية لحدوث التلوث البيئي وظهور الملوثات بأنواعها المختلفة، وذلك بسبب التوسع الصناعي والتطور التكنولوجي واستخدام أنواع مختلفة من الغازات والمواد الضارة التي أدت إلى تدهور البيئة وحدوث التلوث الذي يهدد حياة العديد من الكائنات الحية.
مصادر التلوث
يمكن تصنيف مصادر التلوث إلى تلوث طبيعي يحدث بدون تدخل بشري في ظروف طبيعية يتعرض لها البيئة، وهناك مصادر صناعية تحدث بسبب التدخل البشري وهي السبب الرئيسي، ومصادر التلوث تنقسم إلى:
مصادر طبيعية
هي مصادر تتسبب في إلحاق الضرر بالبيئة، وتحدث في الطبيعة من دون تدخل بشري، حيث تعتبر ظواهر طبيعية تؤثر على البيئة وتتسبب في تلوثها.
- مثل حدوث البراكين وانبعاث الغازات السامة أو حرائق أشجار الغابات أو وجود السيول، وقد يؤدي هذا النوع من التلوث إلى خسارة مئات الأرواح وصعوبة التحكم فيه.
- تهدد هذه الموارد الطبيعية حياة الكائنات الحية بخطر، حيث تسبب الكثير من الأضرار بالإضافة إلى تدمير كل المناطق التي تقع في نطاق حدوثها.
- بالإضافة إلى ذلك، تنبعث من تلك المصادر الطبيعية العديد من الغازات والمواد التي تسبب تلوثا كبيرا للبيئة، وتؤدي أيضا إلى وفاة عدد كبير من الكائنات الحية، ويقول العديد من العلماء إن كل مكان على سطح الأرض معرض لحدوث تلك الكوارث الطبيعية.
مصادر صناعية
تطورت المصادر الصناعية بسبب نشاطات الإنسان، ولذا يعتبر أي نوع من التلوث الذي يحدث على سطح الأرض نتيجة للممارسات الصناعية.
- ويتسبب التلوث الصناعي أو التلوث الذي يحدث بسبب تدخل الإنسان في تلويث مياه الشرب وإطلاق العديد من الغازات والمواد السامة في الهواء، بالإضافة إلى تلويث التربة والزراعة.
- لذلك، يعد التلوث الصناعي أحد أكثر الأسباب التي تهدد حياة الإنسان وجميع الكائنات الحية على سطح الأرض.
- مثل التقدم واستخدام التكنولوجيا والثورة الصناعية التي حدثت تسببت في الكثير من الضرر للبيئة وتهديد حياة الكائنات الحية، مثل إنشاء المصانع التي تنتج الغازات السامة وتطور شبكة النقل التي تسبب انبعاثات تلوث الهواء.
- استخدام الإنسان للتقنيات القديمة والتكنولوجيا في صناعة المواد يؤدي إلى إطلاق العديد من المواد السامة الضارة، بالإضافة إلى وجود العديد من الصناعات الصغيرة مثل المصانع الصغيرة التي ليس لديها رأس مال كبير وتتجاوز جميع القوانين الحفاظ على البيئة.
- باستخدام مواد محظورة وضارة، بالإضافة إلى انبعاث غازات سامة في الجو، يتدهور البيئة ويتلوث بشكل كبير، حتى تصبح غير قادرة على القيام بوظائفها الطبيعية.
أنواع التلوث
تتنوع أنواع التلوث التي أدت إلى تدهور البيئة وتشكل خطرا على حياة الإنسان، ويمكن تقسيم أنواع التلوث إلى:
- تلوث الماء: هناك دخول لأي مواد تؤدي إلى تغيير خصائص الماء وطبيعته، وتفسد صلاحيته للاستخدام، ويظهر تلوث المياه نتيجة تسرب المواد الكيميائية إلى البحيرات والأنهار وإلقاء مخلفات ونفايات المصانع فيها، وهذا يهدد حياة الكائنات الحية في حالة وجود ماء نقي صالح للاستخدام، ويهدد أيضا العديد من أنواع الثروة السمكية
- تلوث الهواء: إنه أحد أنواع التلوث الأكثر انتشارا وخطورة، حيث يحدث نتيجة انتشار الغازات السامة في الجو مثل غاز أول أكسيد الكربون وعوادم السيارات والقطارات وغازات المصانع السامة. بالإضافة إلى ذلك، هناك المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية التي تتطاير في الجو وتمتزج مع ذرات الهواء وتلوثه. هذا النوع من التلوث يشكل تهديدا واضحا لحياة جميع الكائنات الحية، حيث يسبب أمراضا في الجهاز التنفسي والعصبي ويؤدي إلى وفاة الكثير من الكائنات الحية بسبب التسمم. كما يسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
- تلوث التربة: أدت أنشطة الإنسان المتنوعة إلى تدهور وتلف التربة، وتشمل هذه الأنشطة تجريف التربة الزراعية واستخراج المعادن من باطن الأرض، بالإضافة إلى انتشار النفايات المشعة التي يصعب التخلص منها بشكل طبيعي. كما يعود ذلك أيضا إلى إساءة استخدام المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية التي تضر بالتربة وتسبب تلف المحاصيل الزراعية وموت الكائنات الحية وتسممها.
- التلوث الضوضائي: يحدث هذا النوع من التلوث بسبب وجود شبكة المواصلات ووسائل النقل وحركة القطارات والطائرات، وخاصة إذا اقتربت من المناطق السكنية، فإنه يزيد من توتر الناس وقلقهم وقد يصل الأمر إلى النوبات العصبية.
- التلوث الضوئي: هذا النوع من التلوث يشمل جميع مصادر الإضاءة الاصطناعية الضارة، ويشمل أيضا المصادر التي تعتبر شديدة الإضاءة وغير الموجهة، ويؤدي إلى آثار سلبية وأضرار تؤثر على النظام البيئي وتخفي إضاءة النجوم في الليل، ويمكن تقسيم التلوث الضوئي إلى أربعة أنواع هي: الوهج، الوهج السماوي، التشتيت الضوئي، والتعدي الضوئي.
أضرار التلوث
يعود التلوث البيئي بأنواعه وأشكاله المختلفة إلى العديد من الأضرار والتأثيرات السلبية على حياة الإنسان والكائنات الحية المختلفة، وفي كثير من الأحيان يشكل هذا التلوث وتلك الملوثات خطرا كبيرا على حياة الإنسان والكائنات الحية، وتتمثل أضرار التلوث في:
- انتشار الأمراض التي نشأت بسبب زيادة حجم الفيروسات المسببة لأمراض مختلفة والعدوى منها، مثل الجدري والحمى وأمراض الجهاز التنفسي.
- تسمم الكائنات الحية عند استنشاق الغازات والمركبات السامة مثل الزرنيخ.
- قد يسبب التلوث الإشعاعي انتشار أمراض السرطان في الجسم مثل سرطان الرئة وسرطان الدم، ويضر بالنخاع العظمي.
- تلوث الماء يسبب تضرر الكائنات الحية فوق الأرض ويسبب لها التسمم وأمراض الفشل الكلوي، بالإضافة إلى تسرب السموم إلى الكائنات البحرية والقضاء على الثروة السميكة، وهذا يؤثر على السلسلة الغذائية في الطبيعة.
- يؤثر التلوث الضوضائي على خلايا الدماغ والمخ، مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية والتشنجات العصبية والشعور بالصداع والألم في الرأس، وقد يسبب ارتفاع ضغط الدم.
- يؤدي تلوث الهواء إلى تدهور صحة الإنسان ويتسبب في الإصابة بعدة أمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين وقصور القلب وارتفاع ضغط الدم والنوبة القلبية والسكتة الدماغية وعدم انتظام ضربات القلب.
- تسبب التلوث البيئي أمراض مختلفة في الرئة للإنسان، مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن والتهاب الشعب الهوائية وضعف وظائف الرئة وسرطان الرئة والحساسية
طرق الحد من التلوث البيئي
قدمت الهيئات المختصة في الحفاظ على شؤون البيئة مقترحات لإجراءات تقيد تلوث البيئة، وتشمل:
- فرضت غرامات وضرائب على المصانع التي تنتج مواد ملوثة للبيئة، وتم إجبارها على اتخاذ إجراءات صحيحة للتخلص من النفايات دون أن تؤذي النظام البيئي.
- استخدام الطاقة المتجددة والنظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتقليل عمليات حرق النفط.
- تشجع زيادة المساحات الخضراء في المناطق السكنية وبالقرب من المنازل، للمساهمة في تنقية الهواء من الملوثات وتوفير الأكسجين المطلوب للتنفس.
- تمنع وصول مياه الصرف الصحي إلى المياه الجوفية والاختلاط بها، وتبعد تصريف المصانع بعيدا عن البحيرات والأنهار.
- تقليل استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية التي تتسبب في تلوث الهواء والتربة.
- تركيب فلاتر ومرشحات في مداخن المصانع يساعد في تنقية الهواء من السموم المنتشرة فيه.
- من الأفضل عدم التخلص من النفايات الصلبة والغير قابلة للتحلل في المسطحات المائية والأراضي الزراعية.
أسئلة شائعة
ما هو التلوث وما هي أنواعه؟
التلوث يعني تجمع مواد وغازات سامة تلحق ضررا بالبيئة وتلوثها، وتأخذ تلك المواد أشكالا مختلفة، سواء كانت صلبة أو سائلة أو غازية، وهذا التلوث يهدد حياة الكائنات الحية بالخطر.
ما هي الأضرار الناتجة عن تلوث البيئة؟
يتسبب في تدهور البيئة وتصحرها، بسبب نقص الأمطار، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة وما يعرف بالاحتباس الحراري، ويزيد من خطر حدوث الفيضانات والسيول وزيادة مستوى الماء في المحيطات والبحار.