الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من آداب تذكية الحيوان

التذكية من السنن المؤكدة لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك آداب وشروط وأحكام يجب اتباعها لتكون التذكية صحيحة، وسنتناول آداب تذكية الحيوان في هذا المحتوى عبر موقع موسوعة، وسنتعرف أيضا على شروط التذكية وأحكامها.

جدول المحتويات

من آداب تذكية الحيوان

يقول الله تبارك وتعالى في سورة الكوثر الآية رقم 2: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فصل لربك وانحر. وروى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ذبح كبشين مالحين بيده وسماهما وكبر ووضع رجله على صفاحهما.

  • التذكية هي ذبح الأنعام للتقرب من الله واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجرى في عيد الأضحى بعد صلاة العيد مباشرة ومسموح بها حتى آخر يوم من أيام العيد قبل صلاة المغرب، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله وليس من النسك في شيء).
  • ويقول جندب بن سفيان رضي الله عنه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر، ثم خطب ثم ذبح. وقد اتفق المسلمون في هذه الأيام على جوازة الأضحية، وأول من أشار إليها هو سيدنا إبراهيم عليه السلام.
  • وكجزء من التذكية، هناك آداب يجب الالتزام بها كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن آداب تذكية الحيوان:
  • أن تذبح الأضحية في اتجاه القبلة عند التذكية، أن يحرص المذكي في تذكية الأضحية على أن تكون الآلة الذبح حادة، فعندما تمر على عنق الأضحية تذبح مباشرة دون تعذيب.
  • فيقول عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أمر بالإحسان في كل شيء، فإذا كنتم تقتلون فافعلوا ذلك بإحسان، وإذا كنتم تذبحون فافعلوا ذلك بإحسان، وليكن أحدكم حاد السكين وليرح ذبيحته.
  • تختلف طريقة ذبح الإبل عن طريقة ذبح الأنعام الأخرى، حيث تذبح الإبل وهي واقفة وتمسك يدها اليسرى، وفي حالة صعوبة في ذبحها وهي واقفة، يسمح بذبحها وهي جالسة في مكان مبارك، أما الأنعام الأخرى فتذبح وهي جالسة على جانبها الأيسر، ولكن في حالة عدم القدرة على ذبحها على جانبها الأيسر، يسمح بذبحها على جانبها الأيمن، ويجب وضع قدمها على عنقها للتحكم بها أثناء الذبح.
  • يجب على الذابح التأكد خلال عملية الذبح من قطع كل من الحلقوم والمريء.
  • لا يفضل ذبح الحيوان أمام الذبيحة أو ذبح حيوان آخر أمامها، ويجب تغطية آلة الذبح عنها ما لم يكن أثناء عملية الذبح فقط.
  • عند الذبح مباشرة، يجب أن تقول بسم الله، ثم تكبر الله.

الأمور المكروهة في التذكية

هناك بعض الأمور غير المستحبة عند التذكية، وتعد أيضا من آداب تذكية الحيوانات، فكما نعلم أن آداب التذكية تشمل عدم استخدام أداة ذبح غير حادة وعدم ذبح الأضحية على الفور، بالإضافة إلى عدم تحريك أضحية أخرى أثناء ذبح الأولى وعدم وضع أداة الذبح أمام عيني الأضحية، وهناك أيضا بعض الممارسات المكروهة غير المستحبة أثناء الذبح.

  • من غير المستحب أبدا للذباح أن يقوم بكسر عنق الذبيحة أو سلخها بعد ذبحها وبينما لا تزال الروح فيها، فهذه الأعمال من الأعمال القاسية والمكروهة تجاه الضحية.
  • يجب أن يسمح للذبيحة بالحركة بعد التذكية، ولا يجب منع حركتها، فإن ذلك من الأمور المكروهة في عملية التذكية.

شروط تذكية الحيوان

هناك شروط مسبقة يجب إتمامها والتحقق منها ليحق للشخص تذكية الحيوان كما آتاه الله، ومن شروط تذكية الحيوان ما يلي:

  • يشترط على المربي أن يكون شخصا عاقلا وواعيا بالغا، فإذا لم يكن كذلك، فلن يتم قبول تربيته ولن يحمل عليه.
  • وبطبيعة الحال، يجب أن يكون المستضيف مسلما ومتبعا لشروط وسنن الإسلام التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يتمكن من الاستفادة من الحق الذي منحه الله، وعلى هذا يقول الله عز وجل في الآية الخامسة من سورة المائدة: “اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم.
  • وتذكر أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه يهوديا لتناول خبز الشعير والإهالة، فأكله الرسول صلى الله عليه وسلم، وتكون الإهالة هي الشحم المذاب إذا تغيرت رائحته.
  • الآن يمكننا أن نقول أن التذكية هي فعل خاص ينبع من نية المسلم، فالنية هي شرط أساسي للتذكية، فإذا لم ينو المسلم تذكية الأضحية فإنها لا تجوز، ويقول الله تبارك وتعالى في سورة المائدة، في الآية رقم 3: “ألا ما ذكيتم.
  • يتطلب أيضا أن لا تكون نية الذبح لغير الله، فإذا كان الذبح لغير الله فإنه لا يحل للذابح أن يقدم الذبيحة، ولا تقبل منه، بل تمنع عنه أيضا، كما يفعل الكفار عندما يضحون تقربا للأصنام أو الأوثان، أو حتى للرسول أو الملائكة، ويدل على ذلك قوله تعالى: “وما ذبح على النصب”، وفي الحديث القدسي قوله تعالى: “من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه.
  • من شروط تذكية الحيوان أنه لا يكون ميتا بأي سبب، وقد قال الله عز وجل في سورة المائدة: “حرمت عليكم الميتة”.
  • يتطلب من المذكي أن يذكر اسم الله تبارك وتعالى عند الذبح، ومن ذلك ما قاله الله عز وجل في سورة الأنعام: “فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين”.
  • روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله بشرط ذكر الله عند الذبح: (إذا نهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا).
  • يقول الله تبارك وتعالى من سورة الأنعام: لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه”، فرسول الله عليه وسلم جعل التسمية شرطا لذبح الحيوان بطريقة إسلامية، وإذا نسيت أو لم تكن تعرف ذلك فإن الشرط لا يسقط، وفي حالة أن يكون المذكي أخرسا ولا يستطيع النطق، فيقول الله تبارك وتعالى في سورة التغابن: “فاتقوا الله ما استطعتم.
  • يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عندما يذكر اسم الله على الذبيحة فكلوا ما لم يكن سنا أو ظفرا وسأحدثكم عن ذلك، فأما السن فهي العظمة، وأما الظفر فهو الجلد الذي يغطي العظمة)، يقصد بهذا الحديث الشريف أن يكون ذبح الحيوان بواسطة أدوات محددة مثل السكين أو الحجر أو الزجاج وما إلى ذلك.
  • يتحدث في رواية أخرى عن البخاري أنه كان لدى كعب بن مالك جارية، وكانت ترعى غنمه، وفي إحدى المرات رأت بشاة من الغنم ميتة، فقامت بكسر حجر وذبحتها به، وعندما سئل النبي عن أكلها قال: (لا بأس)، فأذن لهم بأكلها.
  • يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا نحرت الدم وذكرت اسم الله عليه فتناوله.

حكم التذكية عن الموتى

يسأل بعض المذكيين عن حكم الذكية للميت، ويمكننا القول أن الأضحية في أصلها هي أحلت والحكم فيها كان على الحي، وهذا بالطبع ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فكانوا يضحون لأنفسهم ولأهلهم.

  • بعض الناس يعتقدون أن التذكية مقتصرة على الأموات فقط، ولكنها في الحقيقة تكون تضحية للأحياء وأهلهم، ومع ذلك، فإن التذكية للأموات مسموح بها شرعا في الإسلام بشروط وأحكام محددة.
  • الحكم الأول من أحكام التذكية للموتى هو، أن تعود التذكية للأحياء كما يفعل المسلم في التذكية عن نفسه وأهله، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يضحي عن الأموات: (اللهم هذا عن محمد وآل محمد وفيهم من مات سابقا).
  • الشرط الثاني لأن تكون الأضحية صحيحة بالنيابة عن الميت، أن تكون هدية أو تبرع للميت بهذه الطريقة، ومن الضروري أن يكون الميت مسلما، حيث يصل هذا الثواب إلى الميت ويتم أخذه كما يتم أخذ الصدقة.
  • أما الحكم الثالث والأخير بشأن وصية الميت، فتكون الأضحية وفقا لوصية صنعها المتوفى قبل وفاته وتنفذ كما هي تماما، وهذا يعتبر جزءا من آداب الوصية.

حكم تذكية المرأة

من المعروف أن التذكية هي سنة مؤكدة لدى المسلم ، ولكن هل هذه التذكية تنطبق على جميع المسلمين ، بما في ذلك النساء؟

  • التذكية حق لكل مسلم ومسلمة، وللمرأة نفس حق التذكية كالرجل.
  • هذا هو ما حث عليه رسول الله عليه وسلم، حيث أكدت التذكية على جميع المسلمين والمسلمات، بالإضافة إلى حق المرأة في تناول هذه التذكية.
  • يمكن للمرأة أن تذبح أو تنحر بنفسها، ولكن في حالة وجود الرجل فإن ذلك يغني عن فعل ذلك.

وهنا، قد توصلنا عزيزي القارئ إلى معرفة آداب تذكية الحيوان، وقد تعرفنا على حكم وشروط تذكية الحيوان من خلال بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى