الاخبار

من هم البرماويين في السعودية

من هم البرماويين في السعودية؟ هذا السؤال أصبح من أكثر الأسئلة انتشارا في محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، سواء كان على المستوى السعودي أو خارجه، وخصوصا أن البشرية منذ الأزل تعاني من العديد من المشاكل التي لا تزال مستمرة حتى الآن، وأبرزها مشكلة العنصرية.
عبر التاريخ والعصور، نجد العديد من الأمثلة التي تشير إلى مشاكل العنصرية، سواء كانت بسبب اللون أو الدين أو الأصل. فنجد أن العالم منذ الأزل يتفنن في كيفية تقسيم شعوبه وتفضيل بعض الطبقات والفئات على الأخرى، على الرغم من أننا جميعا بشر سواسية، فقد خلقنا الله جميعا من طين وأنفخ فينا روحه. فما هو الداعي لهذا التفرق العنصري، بغض النظر عن السبب القائم عليه.

وما هو أكثر محرج في هذا الأمر، هو أننا كعالم نقف في مكان المراقب الصامت، فنحن مجرد مشاهدين فقط، نترك هؤلاء الأفراد والمجتمعات يعانون من ظلم مجتمعهم والعالم بأسره. وبناء على ذلك، شهد العالم حالة مؤلمة من حالات العنصرية مؤخرا، التي استهدفت البرماويين، مما أثار العديد من التساؤلات حولهم وحول مشكلاتهم، وغيرها من الأسئلة التي سنتعرف عليها وعلى إجاباتها في مقالنا عبر موسوعة .

من هم البرماويين في السعودية

يشهد العالم الآن تجاهلا صامتا آخر تجاه العنصرية، على الرغم من وجود العنصرية بأشكالها المتعددة مثل العنصرية العرقية والعنصرية الدينية، ومع أن هناك فئة كبيرة تعاني منها، إلا أنها لا تزال حاضرة رغم كل التقدم. وفي الوقت الحالي، يعاني البرماويون من مشكلة العنصرية الدينية بشكل خاص، وخاصة البرماويون المسلمون الذين يتعرضون لأشد أشكال الاضطهاد. وعلى الرغم من أنها أصبحت قضية عالمية، فإنه لم يتم تحريك أي كيان، حتى العالم الإسلامي نفسه، وللأسف اكتفى بالدعاء لهم. ونتيجة لذلك، بدأ المثقفون يتساءلون عن البرماويين في المملكة العربية السعودية، وسنتعرف عليهم بشكل تفصيلي فيما يلي.

  • البرماويون أو كما يعرفون أيضا باسم ” الروهنيجا ” خم سكان دولة بورما، والجدير بالذكر هو أنهم قد تركوا موطنهم ومسقط رأسهم وهاجروا إلى المملكة العربية السعودية، وكانت هذه الهجرة قائمة علي أربع مرات، سنتعرف عليهم سويا فيما يلي ذكره.
    • الهجرة الأولي : كانت بداية انتقالهم للمملكة السعودية في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، وذلك في الفترة ما بين 1368 هجريا، وحتي سنة 1370 هجريا.
    • الهجرة الثانية : عدد قليل فقط من المهاجرين الذين سافروا على الأقدام تمكنوا من الوصول إلى الأراضي السعودية، مما أدى إلى وفاة العديد منهم بسبب الجوع والعطش والأمراض وغيرها من العوامل.
    • الهجرة الثالثة : وكانت في الفترة بين 1370 وحتى سنة 1375 هجريا، ومعظم المهاجرين في هذه الهجرة قادمون من الهند وباكستان، وكان الهدف منها الحج.
    • الهجرة الرابعة : هذه الهجرة الأخيرة بدأت في عام 1380 هجريا واستمرت حتى عام 1391 هجريا، وكانت تعرف بالهجرة الجماعية، وذلك بسبب وصولهم بشكل جماعي نتيجة تصاعد القمع والاضطهاد الذي تعرضوا له، وكان الوضع سيئا لدرجة أنه تم تدمير قرى بأكملها

من هم البرماويون

  • سبق لنا أن أشرنا إلى أن البرماويون هم أيضا معروفون بـ”الروهنيجا” وهم سكان بورما، والجدير بالذكر أنهم يتواجدون في ولاية أراكان بشكل خاص، خاصة أن المسلمين في بورما بشكل عام وفي هذه الولاية بشكل خاص يعتبرون أقلية، حيث يشكل عددهم حوالي خمسة بالمئة من إجمالي سكان الولاية.
  • خصوصا وبما أن عدد سكان ولاية أراكان يبلغ حوالي 55 مليون نسمة، والجدير بالذكر أن الإسلام انتشر في هذه الدولة عن طريق التجارة، وبالتحديد منذ عهد الخليفة هارون الرشيد رحمه الله، فأثناء فترة حكمه انتشر الإسلام في ولاية أراكان.
  • حتى السلطان سليمان شاه أنشأ دولة إسلامية على هذه الأراضي التي استمرت لمدة تقارب الثلاثة قرون ونصف، وقد تولى الحكم خلال هذه الفترة العديد من السلاطين السليمين الذين بلغ عددهم ثمانية وأربعين حاكما.
  • بالإضافة إلى كونه آخر هؤلاء الحكام ، كان الملك سليم شاه الذي عمل على توسيع دولته الإسلامية ، حتى أصبحت تشمل العديد من الدول المجاورة له.

معاناة مسلمي بورما

  • بدأت مشاكل ومعاناة البرماويين منذ القرن الرابع عشر الميلادي على يد البرتغاليين، خاصة خلال فترة حكم بودا باية البوذي ولاية أراكان، حيث ضمها إلى دولة بورما، وذلك بسبب خوفه من انتشار الإسلام في الدولة.
  • حتى وصلت الأمور إلى حد أن الحكام البوذيين قاموا بجهد كبير لتدمير كل شيء يرتبط بالعالم الإسلامي ولمحو آثاره، وقاموا بتدمير المدارس والمساجد وحتى قتل العلماء والدعاة، ونهب ثروات البلاد واضطهاد أهلها وطردهم من منازلهم، حتى وصلوا إلى حرق منازلهم واستعبادهم دون مقابل بشكل قاس.
  • والملحوظ هنا هو أن دولة بورما لم تحقق استقلالها إلا من خلال تدخلات بريطانية، والتي لم تعامل المسلمين برحمة بل ارتكبت ظلما واستعبادا بلا رحمة، دون أن تأخذ في الاعتبار حقوقهم الدينية والإنسانية.
  • حتى في الفترة ما بين عامي 1942 و2000، تم تنفيذ العديد من الحملات التطهيرية والمجازر ضد المسلمين في بورما، بهدف القضاء عليهم وإبادتهم، حتى لم يلتفت لدموع النساء والأطفال، وكان العالم بأكمله، بما في ذلك العالم الإسلامي، مجرد مشاهد ومتفرجين، فماذا كانت ردة فعل الأمة الإسلامية، سوى الدعاء لهم

عدد الجالية البرماوية في مكة

  • ووفقا لأحدث الإحصاءات التي أجرتها إمارة مكة المكرمة، يبلغ عدد الجاليات البرماوية المتواجدة في المملكة العربية السعودية حوالي 249669 شخص.
  • وبينما يتواجد الأكثرية من البرماويين في مدينة مكة المكرمة، إذ بلغ عددهم في هذه المدينة 192284 نسمة.
  • في مدينة جدة يوجد حوالي 43914 شخص، وإذا تجهنا نحو المدينة المنورة، ستجد أن عدد البرماويين فيها يبلغ 9622 شخصا، وفي مدينة الطائف يوجد حوالي 1354 شخصا، وفي المنطقة الوسطى يعيش حوالي 522 شخصا، بينما في المنطقة الشرقية يستقر حوالي 462 شخصا، وفي القنفذة يعيش 339 شخصا، وهناك 248 شخصا في الباحة.

وقفة المملكة من قضية البرماويين

  • من الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية والشعب السعودي كانوا متضامنين مع مسلمي بورما، حيث فتحوا لهم أبواب بلدهم وتوفروا لهم جميع وسائل الأمن والأمان، وقد قامت الحكومة السعودية بتوفير العديد من الخدمات لهم سواء كانت تعليمية أو صحية.
  • يجب أن يتم التوضيح بأن البرماويين لم ينسوا هذا الأمر الجميل، وقد أعلنوا أنهم جزء لا يتجزأ من المملكة العربية السعودية، وأنهم مستعدون تماما لحمل السلاح والدفاع عن المملكة العربية السعودية خلال حرب الخليج.

في النهاية وعندما نصل إلى نهاية مقالنا، الذي يجيب عن سؤال من هم البرماويين في السعودية، فإننا نشير إلى أنهم مسلمون من مدينة بورما والذين يقيمون في ولاية أراكان.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى