الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
من مكروهات الصلاة
سنتناول هذا السؤال فيما يتعلق بمكروهات الصلاة وسنقدم الإجابة عليه من خلال الموسوعة. يجب الإشارة هنا إلى أن مكروهات الصلاة تشمل الأقوال والأفعال والتقارير التي يقوم بها المسلم أثناء الصلاة وتؤدي إلى نقص في أجر المصلي، دون أن تبطل صلاته. سنتطرق أيضا إلى أنواع مكروهات الصلاة التي يجب علينا تجنبها لكي تكون الصلاة أكثر خشوعا وتزداد قربا بين العبد وربه.
من مكروهات الصلاة
مكروهات الصلاة وأنواعها التي سنناقشها من خلال النقاط التالية، هي الأمور التي يقوم بها العبد المسلم أثناء صلاته وتؤدي إلى نقص أجره في الصلاة، بسبب عدم تحقيق الخشوع الكامل في الصلاة، ومن بين مكروهات الصلاة:
الالتفات في الصلاة
- إذا انتبه المصلي إلى النظرات والحركات أثناء الصلاة، فهذا يعتبر من الأمور المكروهة في الصلاة.
- هذا يتضح من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة، إذ يقول: (إنه اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد).
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا عن الالتفات في الصلاة: “إذا كان أحدكم في الصلاة، فإن الله ينظر إلى وجهه، فلا يتنفس أحد قبل وجهه في الصلاة”
العبث باللحية أثناء الصلاة
- التلاعب باللحية أو التلاعب بالثياب أثناء الصلاة من الأمور المكروهة في الصلاة، لأنها تقلل من تركيز الشخص في الصلاة.
- يقول الله عز وجل في سرة المؤمنون: “قد نجح المؤمنون الذين يخشعون في صلواتهم”
العبث في البدن
- يقول عن العبث بالبدن أثناء الصلاة شُعبة مولى بن عباس: صليت إلى جنب ابن عباس وأحسست بتشنج في أصابعي، وعندما انتهيت من الصلاة، قال لي: لم يكن لديك أمراض في أصابعك وأنت تصلي.
- إذا كان هذا دليل على شيء، فإنه يدل على أن العبد في الجسد أو في أي جزء من جسده ليس إلا أمرا مكروها في الصلاة.
عدم النظر إلى مكان السجود
- تظهر علامات الخشوع في الصلاة من خلال النظر إلى موضع السجود.
- فالنظر إلى أي مكان غير موضع السجود يعتبر انحرافا في الصلاة، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك.
رفع البصر إلى السماء
- هذا يتعارض تماما مع ما سبق، فكما ذكرنا سابقا أنه يظهر في الصلاة علامات الخشوع من خلال النظر إلى موضع السجود، فالنظر إلى السماء من الأمور المكروهة في الصلاة.
- وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عنها: (لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء أو لا تعود لهم).
التَخصر في الصلاة
- التخصر في الصلاة هو وضع الرجل يده على خاصرته، وهو أمر مكروه ومنهي عنه في الصلاة.
- وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا خلال الصلاة يضع يده على خاصرته، فنهاه عن ذلك في الصلاة وأوصاه بأن لا يصلي وهو متخصر.
العبث وكثرة الحركة في الصلاة
- تدل على عدم الخشوع في الصلاة، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه من لم يطمئن في صلاته عليه أن يعيد الصلاة)
- يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل بعد أن أنهى صلاته: (ارجع وصل مرة أخرى فإن صلاتك غير صحيحة) وتكرر هذا الأمر ثلاث مرات، فقال الرجل: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أستطيع أن أصلح صلاتي بشكل أفضل من ذلك، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: عندما تقوم للصلاة، قم بتطهير الوضوء بشكل صحيح ثم استقبل القبلة وقل التكبير، ثم اقرأ ما تستطيع من القرآن، ثم اركع حتى تشعر بالاستقرار في الركوع، ثم قم حتى تكون واقفا بشكل مستقيم، ثم اسجد حتى تشعر بالاستقرار في السجود، ثم قم حتى تكون جالسا بشكل مستقيم، ثم اسجد مرة أخرى حتى تشعر بالاستقرار في السجود، وقم بذلك في جميع صلواتك
التلثم في الصلاة
- التلثم في الصلاة يعني الاستنداد إلى جدار مثلا أثناء الصلاة، ويعتبر من المكروهات في الصلاة.
- ويقلل من أجر الخشوع في الصلاة.
كراهة تنكيس السور
- أي أنه يجب أن تقرأ سورة الأعلى في الركعة الثانية بعد الركعة الأولى.
إغماض العينين أثناء الصلاة
- إذا كانت إغماض العينين في الصلاة أمرا مهدئا لقلبك، فلا بأس، ولكن الأفضل أن لا تغمض العينين.
- قد يرتبط إغماض العينين أثناء الصلاة بصلاة اليهود، حيث يعتبرونها فعلا مستحبا في صلواتهم.
اتخاذ مكان معين في المسجد للصلاة فيه
- أخذ موضع معين في المسجد لأداء الصلاة بجانب عمود مثلا هو أمر مكروه أثناء الصلاة.
- أما إذا كان تقربا للإمام فلا بأس.
النعس ومُغالبة النوم
- يقول رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم : إذا شعر أحدكم بالنعاس أثناء الصلاة، فليستلق وينام حتى يتخلص من النوم، فإذا صلى شخص وهو ناعس لا يدري إن كان يستغفر أم لا، فيكون صلاته مشبوهة.
التثاؤب في الصلاة
- وعنه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأما التثاؤب فإنه يكون من الشيطان، فإذا قام أحدكم بالتثاؤب فليكفه قدر استطاعته).
الصلاة مع مدافعة الأخبثين
- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان)
- تعني كلمة الأخبثان هنا البول أو الغائط أو الريح.
الإقعاء في الصلاة
- يتمثل في أن يضع المصلي فخذيه وساقيه ويعتمد على يديه أثناء جلوسه كما يفعل الكلب.
- نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إقعاء كالإقعاء الكلب
الإسراع والركض إلى الصلاة
- هو من الأمور المكروهة في الصلاة.
- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جئتم للصلاة، فتعجلوا وأنتم تسير، وعليكم السكينة، فما استطعتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا
من الأوقات المكروهة للصلاة
بالنسبة للأوقات التي لا تستحب فيها الصلاة ومنعت عنها، سنتناولها في النقال التالية، وسنستلها بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وجاء أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه وقال إنه: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس).
- فالأوقات التي ينهي الصلاة فيها هي: ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بعدم الصلاة فيها، أو دفن موتانا فيها: عند شروق الشمس حتى ارتفاعها، وعند قيام الظهر حتى انحسار الشمس، وعند غياب الشمس حتى غروبها.
حكم مكروهات الصلاة
بعد أن ذكرنا المكروهات في الصلاة وأنواعها والأوقات التي ينبغي تجنب الصلاة فيها، ننتقل الآن إلى الحكم فيما يتعلق بمكروهات الصلاة.
- يجب أن نذكر أن مكروهات الصلاة التي ذكرناها ليست بعدم قبول للصلاة أو أمورا محرمة تبطل الصلاة.
- إلا أن الحكم في القيام بأي من المكروهات في الصلاة هو عدم اكتمال أجر الصلاة، ويكتمل أجر الصلاة بالخشوع فيها.
- المكروهات في الصلاة هي الأمور غير المستحبة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكي يتمم المصلي أجره وتقوى الصلة بينه وبين ربه.
- في آية رقم 1/2 من سورة المؤمنون، يشير الله تبارك وتعالى إلى الصلاة ويقول: “قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون”
الفرق بين مكروهات الصلاة ومبطلات الصلاة
هناك اختلاف كبير بين مكروهات الصلاة ومبطلاتها، وسنتعرف على هذا الاختلاف بينهما من خلال ما يلي.
- مكروهات الصلاة هي الأقوال والأفعال والتقارير التي يقوم بها المسلم أثناء الصلاة، وتؤدي إلى تقليل أجر المصلي، ولكنها لا تبطل الصلاة، والمعروف أن مكروهات الصلاة هي أنواع وأحكام خاصة متعلقة بالصلاة، وخلاصة القول حول مكروهات الصلاة هو أنها تقلل من الخشوع ولكنها لا تبطل الصلاة.
- أما بالنسبة لأسباب إلغاء صلاة، فهي الأمور التي إذا حدثت أثناء أو قبل الصلاة، فإن الصلاة تصبح باطلة ولا تقبل من المصلي.
- ومن مبطلات الصلاة: مثل تناول الطعام والشراب بصورة متعمدة أثناء الصلاة، أو القيام بأي شيء يبطل الوضوء مثل الإخراج من الأماكن الأمامية والخلفية، أو الدورة الشهرية، أو أن يكون الشخص غير عاقل فلا يقبل صلاته، أو سكران، أو مغتسل للميت.
وأخيرا، قد توصلنا إلى معرفة المكروهات التي ينصح بتجنبها في الصلاة وأحكامها والأمور المستحبة وغير المستحبة في وقت الصلاة.