الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
حكم الغش في رمضان
في هذا المقال سنقدم حكم الغش في رمضان في موسوعة، وهو موضوع يثير تساؤلات الكثير من الناس ولم يتوصل البعض إلى إجابة قطعية واضحة، سنجيب هنا على جميع التساؤلات التي تدور في الأذهان والعقول، فهذا الموضوع من أهم الموضوعات التي تثير شكوك وتساؤلات بعض الناس.
حكم الغش في رمضان
- أكد بعض العلماء أن من يسمح بالغش ليس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. فالصيام هو الامتناع عن الأشياء المحرمة والمعاصي التي تغضب الله، والابتعاد عن كل ما يخالف شرع الله وسنة رسوله. فكيف يمكن أن يغش ويظل صائما.
- وأكد أمين اللجنة العليا للدعوة، على أن من يغش لا يعتبر صائما وكأنه لم يصم، وأكد أيضا أن الصوم لا يقبل منه ما لم يتوب ويرجع إلى الله عز وجل، فمن يغش يجب عليه أن يتوب ويعود لله عز وجل ليتم قبول صيامه ويرضى عنه.
- يجب على من يرغب في التوبة أن يتخلى عما يفعله ويتجنب الغش والأعمال السيئة. من شروط التوبة أيضا أن لا يكون النية للغش في الامتحان، فهذا حرام شرعا، ويعتبر الغش من أخطر أنواع الكذب ويضر بمصالح الناس .
حكم الغش في الإسلام
- العلماء يتفقون على أن الغش هو خيانة ولا يجوز في أي حالة. فهو يقود صاحبه إلى النار، وهو سلوك غير مرغوب ومحظور. يتم الاتفاق على ذلك بناء على وجود الحديث النبوي الشريف (من غشنا فليس منا)، ويشمل ذلك جميع أشكال الغش، سواء في الامتحانات أو في التجارة أو في العمل .
- الغش يعني عدم المساواة بين الناس، فمثلا، غش الطالب في الامتحانات يعني أنه يعامل بنفس المستوى مثل الطالب المجتهد الذي يبذل جهدا ويسهر الليالي ليحقق النجاح، وهذا يؤدي إلى إهدار الحقوق بيننا. يقول بعض العلماء أن الغش في مادة التربية الإسلامية هو جريمة أكبر، لأنه لا يجوز الغش في المادة التي يتعلم منها الطالب الحلال والحرام. ينبغي على الطالب أن يتعلم الحلال والحرام من خلال تلك المادة بشكل خاص.
- بعض العلماء يطالبون بتدريس مادة التربية الإسلامية بشكل أكثر فعالية وتوضيح كل ما يتعلق بها، بما في ذلك الحرام والحلال. يجب أن يتعلم الأطفال قيمة اللوائح والقوانين ومفهوم الحلال والحرام وأن يلتزموا بها. دور الأهل في ذلك هو من أهم الأدوار من خلال تعليم الأطفال الابتعاد عن المحرمات، ومعاقبتهم عند ارتكاب الأخطاء، وتحذيرهم من الغش والكذب وتعليمهم أصول الدين.
- وبعض العلماء يقولون أن الغش هو مشكلة اجتماعية خطيرة يرفضها الدين والعقل والطباع السليمة والنفوس الصحيحة، والغش هو العكس التام للنصيحة؛ إذا حاول شخص ما إقناع آخر بشيء معين لمصلحته الشخصية أو لسبب غير معترف به فهو يغش، واتفق الفقهاء على أن الغش حرام سواء بالقول أو الفعل.
- يمكن أن يتم الغش بعدة طرق مثل التدليس والكذب والخيانة وغيرها، ويقول بعض الفقهاء أن الشخص الذي يموت وهو غاش يحرم من دخول الجنة، فقد صرح الرسول صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يوكل عليه رعية، فيموت وهو قد غش رعيته، إلا حرم الله عليه الجنة).
كيفية التوبة من الغش في الامتحانات
- الغش هو من الأخلاق المذمومة التي حرمها الله بجميع أشكالها وأنواعها، سواء كان الكذب أو الخيانة، وعقوبتها هي الخروج من أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “من غشنا فليس منا”
- ومن رحمة الله تعالى أنه رحيم ويغفر جميع الذنوب، بغض النظر عن كثرتها والأخطاء، فإن الله رحيم وواسع الرحمة، وقد وعد المتوبون بقبول توبتهم حتى لو كانت الذنوب من الكبائر، حتى لو كانت كفرا أو شرا، إذا تاب الشخص ورجع إلى الله وندم على ما فعل وتاب، فإن الله يعفو عنه ويغفر له ما سلف، فلتكن رحمة الله واسعة تتجاوز كل شيء، فإن الله غفور رحيم.
- قال الله تعالى: “قول لعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم أن لا يقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم“ (الزمر 53).
- وقال – تعالى -: وأولئك الذين لا يعبدون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون، ومن يقوم بذلك سيتعرض للعقاب المضاعف في يوم القيامة وسيظل فيه مهانا، إلا إذا تاب وآمن وعمل عملا صالحا، فأولئك سيتحول الله سيئاتهم إلى حسنات وإن الله غفور رحيم” (الفرقان: 67-70).
- وقال تعالى “وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” (النور 31).
- وكما قيل “إنه الذي يقبل التوبة عن عباده ويغفر للسيئات ويعلم ما تفعلون” (الشورى 25).
- من أصول التوبة أن تمتنع عن الخطيئة، وأن تعزم على عدم العودة إليها مرة أخرى، وأن تندم على ما فعلت وما مضى، وأن تقرر من الداخل أنه لا يمكن العودة لهذه الخطيئة، وأن تستغفر وتتوسل إلى الله وتطلب العفو والمغفرة منه، وأن تكثر من الدعاء واللجوء إلى الله، وأن تكثر من الأعمال النافلة. وفي حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله يمتد يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويمتد يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تشرق الشمس من مغربها
طرق للعمل على تجنب ظاهرة الغش
- يجب على الآباء والأمهات أن يلعبوا دورا هاما وفعالا في تربية أطفالهم وتعليمهم أصول الدين وتوعيتهم بشكل كاف وعدم ممارسة السلوك السيء أمام الأطفال. يجب أن يكونوا قدوة لأبنائهم، فإن التربية السليمة تبدأ في المنزل وتؤثر بشكل كبير على شخصية الأبناء.
- تشمل تربية الأبناء داخليا وتنمية الوازع الديني لديهم والضمير الداخلي وتعليمهم احترام أصول دينهم وتنمية الضمير الداخلي لديهم وتعليمهم ما هو حرام وحلال وعدم الانجذاب لذلك، وتوعية المدرسين في المدارس بذلك وعدم الإغراء للطلاب بالغش في اللجان، وتربية الأبناء بطريقة صحيحة.
- يجب أن يتم إبلاغ الطلبة وتوعيتهم بالأضرار التي تنجم عن هذا السلوك، وأنه يخلق حالة من عدم المساواة بين الطلبة وبين الناس بشكل عام، لأن الغش ليس مقتصرا على الامتحانات والمدارس والطلبة فقط، بل له أشكال وأوجه مختلفة في العديد من المجالات مثل التجارة والغش بين الناس والكذب والخيانة. والغش ليس مقتصرا على الامتحانات فقط.
- يجب أن يتم توعية المعلمين ونظام التعليم بتجنب التعقيد في الامتحانات والمناهج العلمية المعقدة. يجب أن يكون هناك تواصل مرونة بين الطلاب والمعلمين لتجنب الغش وتسهيل الأمور للطلاب وتبسيطها. يجب أن نسعى لتوعية صحيحة لتمكين التعليم الصحي للطلاب.
- يجب وضع قوانين ولوائح لمكافحة الغش، حيث يعاقب من يقوم بالغش، ويتم تنفيذ هذه اللوائح لضمان احترامها وعدم إغراء الأفراد بها، وبوجود قانون يلزم الأفراد بالاحترام والالتزام به.
- العمل على تعزيز الثقة بالله وأن الله سبحانه وتعالى يوفق الفرد ولا يخيب ظنه، فالثقة بالله هي سلاح قوي للتغلب على ظاهرة الغش، وتوجيه الطلاب للتمسك بها وتجنب الترهيب والتخويف.
- إحدى الطرق للحد من الغش هو توجيه الطلاب للشعور بالمسؤولية وتوعيتهم بالنتائج السلبية للغش، فالغش يؤدي إلى إحداث تفاوت في المجتمع وبين الطلاب في المدارس والجامعات. ولذلك يجب فرض عقوبة على من يمارسون الغش .