الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل الذهب الملبوس عليه زكاة

هل يجب دفع زكاة المجوهرات المستخدمة؟ إن الزكاة من الأمور المعقدة التي يتساءل عنها كل مسلم. غالبا ما يتكرر السؤال بسبب التعقيدات والأحكام المتعددة التي قد يواجهها الشخص في تطبيقها على حياته، خاصة فيما يتعلق بزكاة المجوهرات التي تشهد خلافات. لذلك، يشرح هذا المقال في موقع موسوعة كل ما يتعلق بزكاة المجوهرات.

جدول المحتويات

هل الذهب الملبوس عليه زكاة

الذهب الذي لم يستخدم وتم حفظه كوسيلة للحفاظ على المال، لأن قيمته تزداد مع مرور الوقت، وهنا يجب عليه أن يخضع للزكاة بالشروط المعروفة. أما بالنسبة للحلي التي ترتديها المرأة ولم تقم بشرائها لزيادة قيمة المال، بل للاستخدام، فإن حكم الزكاة فيها هو:

  • الاختلاف بين أهل العلم يكون فيما يقول بعضهم أنه لا يشترط عليه دفع الزكاة طالما لم يحقق منه أرباح بأي شكل من الأشكال.
  • هناك مجموعة من العلماء الذين أكدوا أنه يجب على النساء دفع الزكاة على المجوهرات حتى وإن لم تستفد منها ماديا، وذلك بناء على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.
  • في الآية 34 من سورة التوبة، ذكر أن الأشخاص الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، فهؤلاء ينبغي أن يحذروا من عذاب شديد. وفسر العلماء هذه الآية بأن الذهب، حتى لو لم يحقق الربح منه، يجب على الشخص أن يتصدق به، وهنا يشير العلماء إلى أن الله يشير إلى أن الذهب والفضة، حتى لو كانا مخبأين في باطن الأرض ويعرفهما الإنسان ويتجاهل دفع الزكاة عنهما، سيكون له عذاب شديد. والمجوهرات التي تحملها النساء ليست مخبأة في باطن الأرض، بل في أيدي النساء، فكيف لها ألا تكون مشمولة بالزكاة؟.
  • قال النبي – صلى الله عليه وسلم – إن المسلم الذي يمتلك الذهب والفضة ولم يخرج زكاة عنها في الدنيا، سيأتي يوم القيامة وستكون له صفائح من النار تعذبه بها، حيث سيكون جنبه وجبينه وظهره يتعرضون للحرق بتلك الصفائح. وعندما تبرد تلك المناطق الثلاث، ستبدأ النار بإعادة حرقها مرة أخرى ويعذب لمدة تمر عليه كأنها 50 ألف سنة.
  • لذلك، يعتقد العلماء أنه يجب على الإنسان أن يخرج زكاته حتى لو كان ليس لديه حاجة لهذه الحلي ويستخدمها. هذا لحماية نفسه من الشبهات. فالإسلام يعترف بأن جميع الحلي تخضع للزكاة. إذا كنت لا ترغب في دفع زكاة معينة عليها، يجب أن تعثر على النص الذي يمنع دفع الزكاة عليها.

شروط زكاة الذهب

نظرا لأن زكاة الذهب تحتوي على باب خاص بها والذي يعتبر مسألة معقدة يتساءل عنها المسلمون مرارا وتكرارا، فإن شروط إخراج زكاة الذهب هي:

  • يجب أن يكون الشخص المسؤول عن إخراج الزكاة مسلما، حيث لا يقبل الزكاة من الكافر أو غير المسلم، وقد اتفق العلماء على أن الأعمال الشرعية التي أمر بها المسلمون لا تقبل من غير المسلمين بسبب عدم وجود الشهادة الأساسية للإيمان بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
  • يجب على مخرج الزكاة أن يكون حرا ولا يخرج العبد الزكاة، وذلك لأن العبد لا يمتلك حق التصرف في أي شيء يملكه، ففي النهاية يعود إلى مالكه الذي لديه الحق في أخذ أي من تلك الأشياء واستردادها في أي وقت.
  • يجب أن يكون الشخص الأصلي للذهب هو من يدفع زكاته ولا يجوز أن ينوب عنه أي شخص آخر في الدفع.
  • يجب أن يدفع زكاة الذهب إذا بلغ النصاب، وهو 85 جراما من الذهب، ويجب أن يمر عليها سنة دون أن ينقص منها شيء. أما إذا لم يصل الذهب إلى 85 جراما فلا يجب عليها زكاة ولا يدفع أي مبلغ عليها.
  • مرور عام كامل أي 12 شهرا على امتلاك المسلم للذهب يعتبر شرطا أساسيا لوجوب دفع الزكاة، فإن لم يمر عام على امتلاكه فلا يجب على المسلم دفع الزكاة، كما أمرنا رسول الله.

كيفية إخراج زكاة الذهب

إذا كان لديك ذهب وتمت مراعاة شروط زكاة الذهب الكاملة، وبلغ النصاب وحال عليه الحول، فذلك يعني أن عليك:

  • يجب على الشخص أن يحسب مقدار الذهب الذي يمتلكه عن طريق زيارة أحد الصاغة الموثوق بهم وتقدير سعر الجرام الحالي والذي يجب أن لا يقل عن 20 دينار، ونصف الجنيه في العملات الحالية. في هذه الحالة، يتم دفع الزكاة بنسبة ربع العشر من المبلغ الكلي.
  • الزكاة لا تفرض فقط على الذهب، ولكنها تفرض أيضا على الفضة، حيث يجب دفع الزكاة عندما تصل إلى نصابها المحدد وهو 140 وحدة، وهذا يعني أن الذهب يكون له 20 وحدة والفضة تصل إلى 140 وحدة، وبالتالي يجب دفع الزكاة عندما تصل إلى 56 ريالا فضيا، وهنا يجب دفع ربع العشر المقرر.
  • إذا كانت المرأة تمتلك مجوهرات مثل اللؤلؤ والأحجار الكريمة وتحتفظ بها أو تستخدمها، فلا زكاة عليها حتى لو مر عليها 10 سنوات، وفقا لما أخبر به النبي، الزكاة تخرج فقط على الذهب والفضة بأسعارها في وقت إخراج الزكاة وليس بسعر شرائها سواء ارتفعت أو انخفضت القيمة.

فضل الزكاة ومكانتها

دخلنا شهر رمضان الكريم الذي يعتبر واحدا من أركان الإسلام الخمسة والذي يترتب عليه فريضة وركن آخر مهم وهو الزكاة حيث يحين وقت زكاة الفطر.

  • تحمل الزكاة مكانة كبيرة في الإسلام، فعند وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- رفضت بعض القبائل دفعها وكانوا من المرتدين الذين حاربهم أبو بكر الصديق في حروب الردة لتطهير الإسلام منهم.
  • يتبين لنا من آيات القرآن الكريم وتحديدا في الآية 43 من سورة البقرة أن الله جعل الزكاة والصلاة مترابطتين في الإسلام، ووضعهما في أركان الإسلام بالمرتبة الثالثة.
  • إعطاء الزكاة يعتبر نعمة عظيمة على الإنسان؛ حيث يبارك له في حياته ويوفر له الطعام والملبس، ويجلب البركة إلى بيته وأولاده، ويمنحه الله رزقا أكثر مما يتوقع.
  • المحافظون على الزكاة هم المتقون، أي أهل التقوى، والله سبحانه وتعالى وعد المتقين بجزاء عظيم، وهم الذين سيدخلون جنات النعيم ويستمتعون بعيون رائعة.
  • وقد قال الصحابة عن الزكاة أنه في يوم ما، جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له: يا رسول الله، أنا قد أسلمت إليك وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله، وقد حافظت على صلواتي الخمس وصمت رمضان وأديت زكاتي، فأجابه النبي قائلا إن من يموت وهو على هذه الحالة، فقد كتب من الصديقين والشهداء بإذن الله.
  • الزكاة هي العبادة التي تجعل الإنسان يشعر بطعم الإيمان في قلبه وتجلب له بركة الله وتعم على جميع أمور حياته بحيث لا يتعرض للمرض أو الشر بإذن الله، وهذا هو الأمر الذي يتمنى أن يفهمه كل مسلم، لأنه يوفر الراحة في الدنيا والسعادة في الآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى