التعليموظائف و تعليم

من مظاهر الجزع والتسخط

يضع الدين الإسلامي بعض القيود التي يجب الالتزام بها عند وقوع مصيبة الموت. في هذا المقال على موقع موسوعة، سنشير إلى بعض مظاهر الحزن والغضب. هناك أفعال وأقوال محظورة تماما لأنها تتعارض مع فكرة الاستسلام لقدر الله والإيمان بقدرته على خير الأمور وشرها.

من مظاهر الجزع والتسخط

الدنيا دار بلاء وشقاء، والمسلم يتعرض للعديد من المحن في حياته، يجب عليه مواجهتها بالحكمة والوعي والإيمان الكامل، فعند وقوع مصيبة على المسلم، عليه أن يصبر ويكون راضيا ومحتسبا.

  • من مظاهر الجزع والتسخط ؟
    • رفع الصوت بالبكاء.
    • شق الثياب.
  • من أكبر المصائب التي يواجهها المسلم هي مصيبة الموت، حيث يصاحب المسلم ألما كبيرا وحزنا عميقا عند فقدان شخص عزيز على قلبه، وفي هذه اللحظة الصعبة يشعر بأنه فقد عالمه بأكمله.
  • لكن ديننا الإسلامي أوضح لنا بعض الآداب التي يجب التعامل معها عند حدوث المصائب الصعبة.
  • يجب على المسلم أن يؤمن بأن قدر الله كله خير، ولا يصيب المسلم بالهم والحزن والكرب إلا وسيجازيه الله بالخير على صبره.
  • من يصبر ويتوكل على الله، يزرع الله في قلبه الرضا والصبر، ويدير أموره بعناية.

قال الله تعالى في سورة البقرة: “الذين إذا تعرضوا لمصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ۖ وأولئك هم المهتدون (157).

  • عندما يتعرض المسلم لمصيبة، يجب عليه أن يذكر الله فورا، حتى يرسل الله الطمأنينة والسكينة والرضا على قلبه.
  • لا تحزن ولا تكن غاضبا أبدا، وقل داخل قلبك قبل لسانك أننا لله، فالكون كله لله وبيد الله، وليس لنا سلطة في أمورنا، فنحن عباد الله.
  • ولكن لا بأس إذا شعرنا بالحزن والبكاء، فالدين الإسلامي يحترم تماما مشاعرنا الإنسانية، ولدينا في رسولنا الكريم قدوة حسنة.
  • عندما توفي ابنه إبراهيم، حزن رسولنا وبكى وتكرر قوله إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله.
  • الحزن في القلب لا يتعارض مع إيمان المسلم بقدر الله، ولا يتعارض مع رضاه التام بما كتبه الله.
  • ومع ذلك، فإنه من الضروري أن يحزن المسلم أيضا لوجه الله، حيث يحزن وهو راض تماما بكرم الله ورحمته.

من محظورات الجنائز

ديننا الإسلامي وضع قواعد وآداب وضوابط لكل ما قد نواجهه في حياتنا اليومية، حتى في الأوقات العصيبة، وعلى المسلم أن يبتعد تماما عن هذه الأشياء المحظورة، حتى لا يرتكب أي خطأ.

  • من المحرمات في الجنائز الجلوس على قبر المتوفى أو الوقوف أو المشي فوقه، وقول ما يغضب الله على القبر.
  • من المظاهر المنتشرة بين العوام أيضا قطع وتمزيق الثياب، كتعبير عن الحزن والهم، وهذا أمر ممنوع تماما ومحرم.
  • من علامات الجزع المنهي عنه أيضا لطم الخدود أو إيذاء النفس بأي طريقة للتعبير عن الرضا الشديد.
  • ديننا الحنيف يحظر صلاة في منطقة القبور، باستثناء صلاة الجنازة فقط.
  • ومن غير المسموح بناء المساجد بالقرب من القبور، أو النذر والاستغاثة والتبرك بهم، وهذا الأمر ممنوع تماما بسبب الكفر والشرك بالله.
  • زيارة المقابر تكون فقط لأجل الاعتبار والتذكر، وللدعاء للمتوفي بالرحمة والمغفرة.
  • من الأقوال المأثورة عن رسولنا الكريم ويجب علينا ترديدها عند زيارة المقابر “السلام عليكم أهل القبور من المؤمنين والمسلمين وإن شاء الله سنلحقكم قريبا، نسأل الله لنا ولكم الصحة والعافية.

الجزع والتسخط محرم وهو يخالف أحد أركان الإيمان الستة

عند وقوع المصائب، يحرم الله عز وجل الجزع والسخط بأي شكل من الأشكال، ويأمر المسلم بالصبر على البلاء حتى يكافئه الله بأفضل الجزاء.

  • إذا جزع المسلم بعد فاجعة الموت، فهذا يشير إلى عدم اعتقاده الصحيح بركن هام من أركان الإيمان الستة، وهو الإيمان بالقدر وما يتضمنه من خير وشر.

قال الله تعالى في سورة الحديد “ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير (22)”.

  • جميع الأقدار مكتوبة قبل خلق الكائنات، والله هو الخالق، وبيده كل شيء في السماء والأرض، وإيمان المسلم بهذا هو دليل على اكتمال إيمانه.
  • ما شاء الله يحدث وما لم يشأ لا يحدث، فهو قادر على كل شيء، وجميع أحوالنا بيده، سبحانه.
  • قدر الله نافذة في كل حال، يبتلينا الله بالمحن والكوارث ليرونا صابرين مؤمنين بالله، وقلوبنا ممتلئة بالرضا التام.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أصاب عبد مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها، فإن الله يجزيه في مصيبته ويعوضه بخير منها”.

  • الصبر عند تعرض الشخص لصدمة أولى هو دليل على إكمال إيمانه، وسيكافئه الله بالخير وسيزرع الرضا التام في قلبه.

أمور مباحة عند وقوع مصيبة الموت

  • يعتقد البعض أن الحزن والبكاء هما دليل على السخط وعدم الإيمان، ودليل على عدم رضا المسلم بقضاء الله وقدره.
  • هذا أمر غير صحيح تماما، فقد أباح لنا ديننا الإسلامي الحنيف البكاء والتأثر عند سماع خبر الفقد، وعند وفاة أحد المقربين منا.
  • ولكن علينا أن نبكي بدون ندب أو نياح أو لطم على الوجوه.

عن أبي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه وبكى وجعل الآخرون يبكون.

  • الرثاء أيضا من الأمور الجائزة عند وقوع مصيبة الموت، ولكن بشرط ألا يحتوي على ما لا يرضي الله، ولا يكون به أي غلو.
  • نهانا الرسول الله عن أعمال الجهلية عند وفاة أحد الأقرباء، فلا ندعو بأدعية الجهلية.
  • ندعو الله كثيرا أن يغفر للمتوفى، وأن يرزقنا الصبر والسكينة والهدوء.

تتميز الصلاة على الميت ب

على المسلم أن يتحلى بالصبر ويقترب من الله عز وجل في الأوقات الصعبة وفي لحظات الضعف، ليمنحه الله الصبر والسكينة.

  • المتوفى قبل أن يذهب إلى مأواه الأخير، يجب أن يصلى عليه صلاة الجنازة.
  • صلاة الجنازة فرض كفاية على جميع الموتى المسلمين، باستثناء الشهداء.

قال رسول الله ﷺ: من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين.

  • في هذه الفترة الصعبة، يأمرنا الله بالصبر والسيطرة على أنفسنا وتجنب القول إلا ما يرضي الله، والتفكير في مصير المتوفى، والدعاء والصلاة له، عسى أن يتحنن عليه الله ويرحمه.
  • صلاة الجنازة تتطلب الطهارة وهي صلاة بلا ركوع أو سجود.
  • تُصلى في جماعة، وتتكون من أربع تكبيرات.
    • التكبيرة الأولى يُقرأ فيها سورة الفاتحة.
    • وفي التكبيرة الثانية تقرأ النصف الأخيرة من الصلاة الإبراهيمية.
    • في التكبيرة الثالثة، يدعو المسلم للمتوفى، يسأل الله أن يرحمه ويغفر له وأن يثبته عند السؤال، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويرزقه بيتا أفضل من بيته وأهلا أفضل من أهله.
    • في التكبيرة الرابعة يدعو للمتوفى ولأرواح المسلمين المتوفين.
    • ويُنهي الصلاة بالسلام عليكم ورحمة الله.

وهكذا أشرنا إلى بعض مظاهر الحزن والغضب، وشرحنا بشكل مفصل المحظورات المتعلقة بالجنائز والأمور المحرمة أثناء تشييع المتوفى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى