المراجعموسوعة كيف

كيف أقلل من المثالية كي أمارس يوم عمل طبيعي

كيف يمكنني التقليل من الاهتمام بالكمالية لممارسة يوم عمل طبيعي؟ هذا هو السؤال الذي سنجيب عليه في هذه المقالة، ويشغل أذهان العديد من عشاق الكمالية الذين لا يشعرون بالراحة النفسية إلا عندما تسير أمورهم بالضبط كما خططوا لها. ولكن ليست الكمالية مقتصرة فقط على ذلك، فهم يرغبون أيضا في رؤية جميع الأشياء من حولهم منظمة ومتساوية. إن السعي الدائم نحو الكمالية هو أمر إيجابي يظهر حرص صاحبه على تحسين نفسه بشكل أفضل.

ومع ذلك، في الواقع، الكمال ليس إلا سجن يحجز الأشخاص الذين يتبعونه دون أن يشعروا، وذلك لأنه يضع ضغطا كبيرا عليهم بالمطالبة الدائمة بتحقيقه يوما بعد يوم، وإذا فشلوا في ذلك، سيشعرون بالفشل والإحباط وسيسيطر عليهم الطاقة السلبية وتؤثر على حالتهم النفسية، مما يجعلهم يشعرون دائما بالتوتر والقلق ويفقدون القدرة على الاستمتاع بالحياة. وهذا يؤدي إلى فقدان الشغف والإصابة بالاكتئاب، ولذلك، الحل الأمثل هو التخلص من هذه القيود التي يمكن الاطلاع على كيفية التخلص منها في موسوعة.

كيف أقلل من المثالية كي أمارس يوم عمل طبيعي

لا تتوقف الآثار السلبية للركض الدائم وراء المثالية عند هذا الحد، فإنه يقلل تدريجيا من شعورك بالإيمان بنفسك وبقدراتك، وهذا يعني أنه يسلب ثقتك بنفسك، ويجعلك دائما في حالة عدم قبول لعيوبك، وهذا يعني عدم التصالح مع النفس، وقد أشارت إحدى الدراسات العلمية إلى أن الكمالية سببا للاصابة بالأرق وآلام القولون العصبي، وهذا يحدث بالتحديد لأولئك الذين يعانون من “هوس الكمالية”، وفيما يلي نقدم مجموعة من الإرشادات التي تساعدك على التخلص من سجن المثالية:

تجنب المصادر المحفزة لاتباع المثالية

من أهم التعليمات التي يجب اتباعها للتقليل من الكمال هو الابتعاد تماما عن أي مصدر يشجعك على اتباعها، على سبيل المثال، إذا كنت تحب الكتب والمقالات التي ترشدك إلى كيفية تحقيق الكمال، فيجب عليك التوقف عن قراءتها، وإذا كنت تتابع حسابات الأشخاص الذين يتبعون هذا الأمر في وسائل التواصل الاجتماعي، فيجب عليك إلغاء متابعتهم، كما يجب عليك تجنب الحديث عن هذا الموضوع مع الأصدقاء والاهتمام بتعزيز علاقاتك مع من يدعمونك ويقبلون عيوبك.

التحلي بالصبر

ما يعيب متبعو المثالية هو عجلتهم الدائمة لتحقيق النجاح بعد بذل الكثير من الجهود، ولكن تحقيق النجاح يتطلب التأني والصبر حتى نرى النتائج المطلوبة، ولا يمكن الوصول إليه إلا بعد مرور الكثير من المراحل بما في ذلك مرحلة الفشل التي قد تسبب الإحباط وتدفع البعض لعدم استكمال رحلتهم والبحث عن مشروع آخر حيث يمكنهم أن يجنوا ثمار ما قاموا به.

التحلي بالواقعية في تحديد الأهداف

من الصعب تحقيق أهداف بعيدة المنال دون توفر كافة الإمكانيات وتهيئة الظروف المناسبة. يعتبر السعي للمثالية وصنع إنجازات غير مسبوقة عبر أهداف خيالية إشارة إلى الإيجابية والطموح. ومع ذلك، يجب تحديد أهداف واقعية يمكن تحقيقها في الواقع حتى لا تضيع الجهود سدى.

تجنب تحمل ما يفوق طاقتك

يعاني الساعون للمثالية من الضغط النفسي الذي يحدث لهم نتيجة بذل الكثير من الجهود التي تفوق قدرتهم على تحملها واستيعابها، فعند القيام بالمهام المطلوبة يحرصون على تنفيذها بمعايير تفوق النسبة المطلوبة، لكي يشعروا بالراحة النفسية ويصلوا إلى المثالية المرجوة، ولكن يجب عليهم أن يستوعبوا أنه يجب فقط أن ينجزوا المهام بالكفاءة والجودة المطلوبة دون الالتزام بمعايير عالية تتجاوز طاقتهم.

التغلب على الخوف من ارتكاب الأخطاء

أحيانا يشعر أتباع المثالية بالاكتئاب الشديد الذي يدفعهم إلى تجنب الأخطاء ويؤدي ذلك إلى عدم التوافق مع أنفسهم، مما يتسبب في الشعور بالخوف من ارتكاب أخطاء أخرى. من الطبيعي أن يرتكب الإنسان الأخطاء ويتعلم منها ويحاول تجنب تكرارها، ويجب فهم ذلك في البداية وتدريب النفس على ممارسة أنشطة جديدة بدون الخوف من الأخطاء. التدريب المستمر يساعد على التغلب على الخوف.

الاقتناع بمبدأ أن الحياة ليست مثالية

من بين الأمور التي تغيب عن أذهان أولئك الذين يسعون للكمال هو عدم اقتناعهم بأن الحياة ليست مثالية كما يعتقدون، وحياة الإنسان تشبه الدائرة الغير مكتملة التي دائما ما ينقصها جزءا، وهذا يدفعك إلى البحث المستمر عن العثور على هذا الجزء ولكن سرعان ما تكتشف أن هناك جزءا آخر قد اختفى، فعلى سبيل المثال إذا حققت نجاحا رائعا في عملك ستجد أن يومك لا يحتوي على متسع من الوقت لمقابلة أصدقائك كما كنت تفعل قبل العثور على وظيفتك، وعلى العكس تماما إذا كنت تلتقي بأصدقائك دائما ولديك وقتا كافيا للتنزه معهم ستجد دائما أن هناك حلقة مفقودة وهي الوظيفة التي تشغل جزءا من وقت فراغك، فخلاصة القول أنه لا يمكن للإنسان أن يحقق كل ما يرغب به في آن واحد.

التركيز على النقاط الإيجابية

من بين الأسباب الرئيسية لفقدان الراحة النفسية هو عدم الرضا عن القيام بعمل رغم إتمامه بشكل جيد، وهذا يدفعك للتركيز على الجانب السلبي والتفكير في الأجزاء التي لم تتمكن من إتمامها بشكل مثالي، مما يحرمك من الفرح بالنجاح الذي حققته. للتغلب على ذلك، يجب أن تعتاد على مكافأة نفسك في كل مرة تحقق فيها إنجازا مميزا، مثل الاحتفال به مع أصدقائك وعائلتك دون التركيز على النقاط التي لم تتمكن من تحقيقها. هذا يعزز الانسجام مع الذات والثقة بها.

ومن بين النصائح التي يجب اتباعها لتقليل الكمالية هو ترتيب أولوياتك وتنظيمها، مع التركيز أولا على الأمور التي يجب إنجازها في البداية ومن ثم التحول إلى الأمور ذات الأهمية الأقل، لتجنب التشتت وعدم السعي لإنجاز كل شيء في وقت واحد، بالإضافة إلى الاقتناع بأن التغيير للأفضل يكفي، دون الحاجة للسعي وراء الكمالية التي تغرس في نفسك فكرة أن كل ما تقوم به ليس كافيا.

مراجع

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى