ايات تدل على التامل موضوع
عزيزي القارئ، نقدم لك اليوم مقالنا من الموسوعة حول آيات تدل على التأمل. فقد حثنا الله تعالى على التأمل والتفكر في كل شيء حولنا. لذلك، سخر الكون لخدمتنا وميزنا بعقولنا عن سائر المخلوقات، حتى نتمكن من تسيير أمورنا وتأمل هذا الكون الواسع. جاء القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي تدعونا وتشجعنا على استخدام عقولنا وفهم حكمة الله في كل ما يحدث لنا وللعالم من حولنا. سنقدم في الفقرات القادمة بعضا من هذه الآيات الحكيمة.
من بين العبادات التي فرضها الله على الإنسان هي عبادة التفكر والتأمل، فهي عبادة قلبية غير ظاهرة للناس، ولكنها تكون بينك وبين الله، وتطلق عليها العبادة الصامتة لأنها تكون في داخل الإنسان.
أعطى الله عز وجل الإنسان ميزة فريدة عن المخلوقات الأخرى وهي العقل، وكلفه وحده بمسئولية بناء الأرض ونهاه عن إفسادها. خلق الله للإنسان السماء والأرض والقمر والكواكب والشمس والبحار والأنهار، وجعل الحيوانات والطيور تخدمه بأن يستفيد من لحومها وجلودها. وحث الله عباده على التأمل في آيات الكون في سورة الجاثية (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) .
التفكر والتأمل والتدبر في الكون هي نفس المعنى والصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن في عبادته لله، وهذه الصفات هي التي جعلت سيدنا إبراهيم يدرك أن الأصنام ليست آلهة وأن هناك خالق واحد للكون. ومن أهداف القرآن الكريم هو تحفيز المؤمنين على التفكر في خلق الله.
ايات تدل على التامل موضوع
- فقد قال الله تعالي:إن في خلق السماوات والأرض وتغير الليل والنهار وحركة الكواكب في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وأنبت فيها من كل حيوان وتدفق الرياح وتكون السحاب المستخدمة بين السماء والأرض علامات للأشخاص الذين يعقلون (164) سورة البقرة.
- كما ذكر المولى سبحانه وتعالي في سورة آل عمران:إن في خلق السماوات والأرض وتغير الليل والنهار علامات لأولئك الذين لهم العقول، الذين يذكرون الله وهم قائمون وجالسون وعلى جنوبهم ويتأملون في خلق السماوات والأرض. ربنا لم تخلق هذا عبثا، سبحانك، فاحفظنا من عذاب النار.
- وقال عز وجل في سورة الروم الأية 8:ألم يفكروا في أنفسهم أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق ولمدة محددة، وأن الكثير من الناس ينكرون لقاء ربهم.
- أما في سورة الغاشية فنجد قوله :ألا ينظرون في الإبل كيف خلقت؟.
- وكذلك قوله الحق في الأية الكريمة 101:قل انظروا ماذا في السماوات والأرض، وما تنفع الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون، ذلك من سورة يونس.
آيات أخرى ذكر الله فيها التأمل والتدبر ومنها
- في سورة الأعراف حيث نجد تلك الآية: هل لم ينظروا إلى ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن قد يكون قربت أجلهم؟ فبأي حديث يؤمنون بعد ذلك؟.
- أما ف سورة ق فقال الله تعالى:أفلا ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيت وزينت وما لها من شقوق (6).
- وبالانتقال لسورة الزمر:ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم ينمو بها أنواعا مختلفة من النباتات ذات الألوان المتنوعة ثم يصفر ثم يتحول إلى حطام؟ إن في ذلك لذكرى للأذكياء.
لذلك، عندما نقرأ هذه الآيات بتأمل، ندرك أن الله حث الإنسان على التأمل في العديد من الأشياء المحيطة به، مثل حكمة الله وقدرته على حدوث الليل والنهار، ودعوته لنا للتأمل لنعرف قدرته على خلق السماوات والأرض، وكيف ينزل المطر من السماء ليملأ الأرض، ويجعل الزرع ينمو بألوانه المختلفة. تلك الآيات توضح لنا أن الله أنزلها لكي نشغل عقولنا ونتأمل ونفكر في كيفية حدوث كل شيء حولنا، لكي نعرف قدرة وحكمة الله.
لذلك يوجد لهذه العبادة العظيمة أبواب ومجالات مختلفة التي يمكن للإنسان أن يستخدم فيها عقله. لذا يجب علينا ألا ننشغل بالناس ونتجاهل هذه العبادة التي لها فوائد كبيرة للفرد. يجب أن تعزل نفسك بين الحين والآخر وتبتعد عن الناس لبعض الوقت وتتجنب مشاغل الحياة والترف المحيطة بك وتسترخي لتتأمل وتفكر، وتركز عقلك على فكرة أو نشاط معين.
- كل ذلك يساهم في تخفيف التوتر والاكتئاب والقلق، ويزيد من شعور الإنسان بالسلام الداخلي ووعيه وتفهمه لذاته.
ايات تدل على التأمل والتدبر
- ( إن في خلق السماوات والأرض وتنوع الليل والنهار وحركة الفلك في البحر بما ينفع الناس ونزول الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وأنبت فيها من كل حيوان وتداول الرياح والسحاب المطيع بين السماء والأرض لآيات لأولي العقول)، في هذه الآية من سورة البقرة يتحدث الله عز وجل عن خلقه لأبرز علامات الكون وهي السماوات والأرض والليل والنهار وحركة الفلك والأمطار والرياح والسحاب، واختتمت الآية بتوجيهها لأصحاب العقول وهم الذين يتأملون ويتدبرون هذه الآيات دون سائر المخلوقات.
- هذه الآية من سورة آل عمران تخصص للحديث عن المؤمنين الذين يتأملون في خلق الله ويذكرونه في جميع الأوقات ويتأملون في آيات الكون التي خلقها الله من السماء والأرض. اختتمت الآية بدعاء لله للنجاة من عذاب النار.
- تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا (61)، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن يرغب في التذكر أو الشكر (62)، في الآية الأولى من سورة الفرقان يتحدث عن خلق الله للسماء التي زينها بالنجوم المضيئة والشمس والقمر، ثم في الآية الثانية يتطرق إلى تعاقب الليل والنهار لمن يفوته أداء العبادة في النهار فيستطيع أن يقضيها في الليل أو العكس.
آيات التفكر في خلق الإنسان
- (تتمجد له السماوات السبع والأرض ومن فيهن ۖ وإن من شيء إلا يتمجد بحمده ولٰكن لا تدركون تمجيدهم ۗ إنه كان صبورا غفورا (44)) في هذه الآية من سورة الإسراء تظهر قدرة الخالق العظيمة في تمجيد جميع مخلوقات الله له من الحيوانات والطيور بالرغم من أن الإنسان لا يستطيع فهم هذا التمجيد، فليس فقط الإنسان هو من يتمجد لخالقه.
- (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ۚ سبحانه وتعالىٰ عما يشركون (67))، في تلك الآية من سورة الزمر تتحدث عن أن كثيرا من خلقه الذين أشركوا لم يعظموه ويوقروه بحق توقيره، فهو الذي يلف السماء كطي السجل للكتب يوم القيامة وهذه الآية تظهر مدى عظمته وقوته، ففي يوم القيامة كل ما على الأرض زائل إلا الله سبحانه وتعالى.
- (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)” في هذه الآية من سورة آل عمران، يشير الله في حديثه إلى أولئك الذين يتأملون ويتفكرون في خلق الله للسماء والأرض وتناوب الليل والنهار واختلافهم.
- (ذلك هو الله ربكم الذي له الملك، لا إله إلا هو، فكيف تتصرفون)، هذه الآية من سورة الزمر تشير إلى عظمة الله الواحد الأحد، الذي ليس له شبيه في الأرض والسماء، والله يتعجب من سلوك المشركين وكيفية تصرفاتهم وتفكيرهم بعيدا عن هذه الحقيقة.
ايه تدعو إلى التفكر
- تذكر هذه الآيات في سورة يس عن عظمة خلق الله للشمس التي تدور حول نفسها وتدور حولها الكواكب، وكذلك القمر الذي تم تحديده من الله بمراحل معينة حتى يعود مرة أخرى إلى وضعه السابق، فلا يمكن للشمس أن تلحق القمر ولا يمكن لليل أن يتقدم على النهار، وجميع الكائنات السماوية تسبح في مداراتها. تظهر هذه الآية العظمة الفائقة للخالق في الكون الذي يتحرك بتنظيم ونظام في تعاقب النهار والليل ومتابعة الكائنات السماوية.