الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن سورة التوبة

في هذا المقال، سنقدم لك بحثا عن سورة التوبة، المعروفة أيضا بسورة البراءة، وهي السورة التي نزل بها الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة. تعتبر هذه السورة من المدينة إلا آخر آيتين (128، 129) التي نزلت في مكة المكرمة، وتحتل المرتبة التاسعة في المصحف الشريف، حيث تسبقها سورة الأنفال وتليها سورة يونس.

تعني السورة الكريمة وتهتم بجانب التشريع وتعتبر من آخر السور التي نزلت على النبي الحبيب، حيث روى البخاري عن البراء بن عازب أن سورة براءة هي آخر سورة نزلت على النبي الحبيب، وروى الحافظ ابن كثير أنها كانت أول ما نزل على الرسول الكريم بعد عودته من غزوة تبوك. في الفقرات التالية، سنتعرف على سبب تسميتها وأسماء متعددة لها، وفضلها على حياة المسلم في الدنيا والآخرة.

بحث عن سورة التوبة

تواصل الإمام مسلم في كتابه الصحيح حديثا يرويه أنس بن مالك حيث قد دخل رجل المسجد يوم جمعة عبر باب قريب من دار القضاء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف ويخطب. فاستقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقف، ثم قال له: يا رسول الله، الأموال قد هلكت والسبل قد انقطعت، فادع الله ليغثنا. فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا).

سبب تسمية سورة التوبة

  • تتمثل الأسباب الأولى لنزول الآية الكريمة في تصرفات جماعة المشركين والمنافقين من المسلمين في بناء المسجد الحرام والحفاظ عليه والاهتمام بمصالحه وتنظيم حجاجه، وقد قام بعضهم بهذه الأعمال وقتها بناء على إيمانهم بالله وجهادهم في سبيله وإيمانهم باليوم الآخر، وهذا ما ثبت في الروايات المعتبرة كرواية أبو داود ومسلم وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم، حيث ذكر الله العزيز الحكيم في آياته أنه لا يعتبر تلك الأعمال مقبولة ما لم تكن مصحوبة بإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر والهجرة مع النبي للجهاد معه.
  • تم تسميته بهذا الاسم نسبة إلى الإشارات والدلائل على توبة الله تعالى لنبيه الكريم وأتباعه من المؤمنين والمهاجرين الذين اتبعوه في أوقات الضيق والمحنة بعد أن تعرضوا لتراجع قلوب بعضهم في غزوة تبوك، والتي كانوا على وشك التخلف عنها.
  • ويعود سبب نزول الآية رقم 25، التي أنزلها الله تعالى، إلى موقف حدث في يوم حنين، حيث قال رجل في ذلك اليوم “لن نهزم اليوم بسبب قلة عددنا”، وكانوا اثنا عشر ألفا، وهذا القول أثقل على رسول الله، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

سبب نزول سورة التوبة بدون بسملة

  • هذه السورة الكريمة هي الوحيدة من بين سور القرآن التي لم تبدأ بالبسملة، والسبب وراء ذلك يعود لأنها نزلت في حالة براءة من المشركين وفضح المنافقين، حيث ذكرت ما حدث في غزوة تبوك وما تعرض لهم من أحداث، وبالتحديد الثلاثة الذين تخلفوا عن المشاركة في الغزوة، ولكن تاب الله عليهم.
  • حيث تكون البسملة بوابة لنقل قارئ القرآن من عالم إلى آخر في ظل اسم الله جل وعلا، ولذلك يكمن السر في عدم بدايتها بالبسملة عند نزولها لكشف أعمال الكفار ونواياهم، إذ تعتبر البسملة براءة وأمان وهذا ما أكده الإمام علي ابن أبي طالب عند سؤاله في ذلك حيث أجاب أنها نزلت بالسيف وليس فيها أمان، فلا يوجد أمان للمنافقين ويبدو أن الله جل وعلا قد منع رحمته عنهم.

أسماء سورة التوبة 14

تحتوي سورة التوبة على أربعة عشر اسما، وتعد هي والفاتحة السورتان الأكثر من بين السور القرآنية الكريمة التي تحتوي على هذا العدد الكبير من الأسماء، وسنقدم المعاني لهذه الأسماء فيما يلي:

  • (سورة براءة): تم تسميتها بهذا الاسم بسبب براءتها، حيث يقول الله تعالى في الآية الأولى منها (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين).
  • (سورة التوبة): تكرار ذكر كلمة وفعل التوبة في الآيات الثالثة والخامسة والحادية عشر من السورة هو السبب الرئيسي لأنها أبرز وأشهر أسماء السورة.
  • (سورة الفاضحة): تعد هذه السورة الثالثة وهي تسمى بهذا الاسم لأنها كشفت عن المنافقين وعدت ذكرهم حتى وصل بها الأمر أن الناس ظنوا أنها لن تترك أحدا منهم دون ذكر، وذلك بتكرار عبارة “ومنهم” كما في الآية 49 (ومنهم من يقول أذن لي ولا تفتني).
  • (سورة العذاب): وذلك لتكرار ذكر العذاب في آياتها.
  • (سورة المقشقشة): حيث تعني القشقشة التبرئة، أي البراءة من النفاق، وهذا ينطبق على الذين آمنوا.
  • (سورة المنقرة): والسبب وراء هذا الاسم هو كشفها عما يكمن في قلوب المشركين، أي أنها تكشف ما هو مخفي ومكنون في قلوبهم وصدورهم، كما جاء في الآية 31 منها (فبعث الله غرابا يبحث في الأرض) وهو دليل على البحث والتنقيب.
  • (سورة البحوث): وهي صيغة مبالغة للبحث عنها في قلوب وصدور المنافقين.
  • (سورة الحافرة): حيث قامت بالحفر في قلوب المنافقين.
  • (سورة المثيرة): بسبب الإثارة التي قد تنجم عنها وإظهار نواياهم الخفية إلى العلن.
  • (سورة المدمدمة): ويعني المهلكة.
  • (سورة المخزية): دلالة علة ما شعر به المنافقين من كشف لخفاياهم.
  • (سورة المنكلة): وتعني المعاقبة للكافرين.
  • (سورة المشردة): المفرقة لجمعهم والطاردة لهم.

فوائد سورة التوبة

  • أ
  • إن قراءة القرآن الكريم بأكملها خير وتلاوته وتفسيره خير، وتأمل كلام الله جل وعلا واستشعار عظمته خير وعلم، وقد ذكر في فضل سورة التوبة وبالتحديد في فضل الدعاء الذي اختتمت به في الآية 129 حين قال تعالى (فإن تولوا فقل حسبي الله، لا إله إلا هو. عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).
  • ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول “حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم” عندما يصيبه كرب أو حزن، وبفضل ذلك، لها أثر عظيم في تخفيف الهموم والأحزان والحصول على أجر قراءة القرآن الكريم، حيث لكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها.

روي عن ابن عباس بأنه قال: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوما لماذا لم تكتب في براءة بسم الله الرحمٰن الرحيم؟ قال: لأن بسم الله الرحمٰن الرحيم هو أمان وبراءة نزلت بالسيف، كما ذكر عن محمد بن إسحاق أنه قال (كانت براءة تسمى في زمان النبي المعبرة لما كشفت من سرائر الناس).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى