فضل سورة التكاثر
من خلال هذا المقال في موسوعة ، يمكنك الاطلاع على فضل سورة التكاثر التي تعتبر من السور القصيرة في القرآن الكريم وتحتوي على 8 آيات. تعتبر سورة مكية وتقع في الجزء الأخير من القرآن في الجزء الثلاثين وتحتل المرتبة 102 في المصحف الشريف. تحذر هذه السورة من التشغل بمتع الدنيا، ومن هنا تمت تسميتها سورة التكاثر. تحذر القرآن الكريم في العديد من الآيات من الانشغال بمتاع الدنيا الذي يحول بين عبادة الله والاستعداد للآخرة، مثلما يذكر في سورة الأنعام. تذكر الآية الكريمة المؤمنين أن الحياة الدنيا مؤقتة وأن الآخرة هي الأفضل بالنسبة للذين يتقون.
فضل سورة التكاثر
- الثواب والمكافأة من الله مضمونان سواء كان في قراءة سورة التكاثر أو أي سورة أخرى من سور القرآن الكريم، وهذا بناء على ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الـم) حرفا ولكن (ألف) حرفا و(لام) حرفا و(ميم) حرفا”
- لسورة التكاثر فضل عظيم في قراءتها لتنبيه المؤمن بعدم الغفلة عن الآخرة وعدم السماح لمتاع الحياة أن تشغله عنها، وأن يتذكر أن الدنيا مجرد حياة مؤقتة يفنى فيها كل شيء في يوم القيامة، وأن الآخرة هي الأفضل بالنسبة له، لذا فهي تحثه على أن يجعل إرضاء الله هو هدفه الرئيسي في الدنيا استعدادا ليوم القيامة.
- سورة التكاثر من أبرز السور التي قرأها الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاة الوتر، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “كان الرسول يوتر بثلاث، في الأولى يقرأ “ألهاكم التكاثر” و”إنا أنزلناه” و”إذا زلزلت”، وفي الثانية يقرأ “العصر” و”إنا أعطيناك الكوثر” و”إذا جاء نصر الله”، وفي الثالثة يقرأ “قل يا أيها الكافرون” و”تبت” و”قل هو الله أحد.
- تحث المؤمن على عدم إسراف المال والتباهي به وإنفاقه في طاعة الله مثل إخراج الصدقات، ففي يوم القيامة سيسأل المؤمن عن المال الذي أنفقه.
- يشجع المؤمن على شكر النعم التي أنعمها الله عليه وذكر الله دوما.
سبب نزول سورة التكاثر
يختلف العلماء في تحديد سبب نزول هذه السورة، ولكن السبب الأساسي هو انشغال القبائل آنذاك بالمال والأولاد وتباهيهم بها، ويعتقد بعضهم أن تلك القبائل كانت من اليهود، ويشير البعض الآخر إلى أن تلك القبائل كانت من الأنصار في المدينة المنورة، ويقال أيضا أن تلك القبائل كانت من قبيلة قريش، وبالنسبة لذكر المقابر وخاصة في الآية الثانية من السورة (حتى تزوروا المقابر)، يقال أن السبب وراء ذلك هو أن تلك القبائل كانت تذهب باستمرار للمقابر لمعرفة عدد الأشخاص الذين توفوا.
شرح سورة التكاثر
- يذكر الله تعالى في الآية الأولى واحدة من أهم نعم الدنيا وهي إنجاب الأولاد للتحذير من الانشغال والتلهي بالإنجاب عن عبادة الله وذلك في الآية الأولى (ألهاكم التكاثر (1)).
- في الآية الثانية (حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)): هذا يشير إلى دخول القبر وتعرض الشخص للعذاب فيه إذا ألهته الأموال والأولاد عن الاهتمام بالآخرة.
- (4209)” “في الآيتين الثالثة والرابعة (سوف تتعلمون كلاهما): الكرر هنا يؤكد أن الذين انشغلوا بالتمتع في الدنيا وتركوا عبادة الله، سيتعرضون للعذاب في القبر والآخرة
- (7440)” “أما في الآية الخامسة (كلا لو تعلمون باليقين): وباليقين يقصد به البعث أو الموت، وهذا يشير إلى الغفلة عن رعب يوم البعث، لو علموا ما سيحدث في ذلك اليوم لتوجهوا إلى الله وتركوا انشغالهم بالحياة الدنيا
- وفي الآية السادسة (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)): ويقصد بالجحيم عذاب الآخرة، أما في الآية السابعة (ثم لترونها عين اليقين (7): فتشير إلى أن رؤية العذاب في الآخرة هي رؤية حق ويقين لا يدكها الكافر إلا في لحظة رؤيتها.
- في ختام السورة بالآية الثامنة (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (8): يشير العلماء في تفسير النعيم الذي سيسأل الإنسان عنه إلى الصحة والأمن، فيتم سؤال الإنسان عما إذا كان يشكر الله على هذه النعم أم يكفر بها.