التعليموظائف و تعليم

أجمل قصص قصيرة فيها حكمة وموعظة شيقة ومفيدة

في المقال التالي سنقدم لكم قصصا قصيرة تحمل في طياتها حكمة وموعظة، فالقصة هي إحدى أنواع الأدب التي تعتمد على وجود زمان ومكان وشخصيات وأحداث وحبكة. والقصص القصيرة هي تلك التي تدور أحداثها حول عدد قليل من الأشخاص وموقف واحد يجمع بينهم، أو موقفين. وتكتب هذه القصص لأكثر من هدف، وتختلف الأهداف وفقا لنوع القصة. فهناك الأنواع الترفيهية والمضحكة، والأنواع البوليسية، والقصص المبنية على أحداث المغامرات والإثارة. وتوجد القصص التي تحمل حكما ومواعظا مؤثرة في طياتها، وقد تكون حدثت بالفعل وتشارك الناس تلك الحكايات بينهم وترويها للآخرين للاستفادة من الدروس الموجودة فيها. ولذا سنقدم لكم من خلال فقرات المقالة التالية مجموعة من القصص القصيرة التي تحمل حكما ومواعظا ودروسا جميلة، فتابعونا.

قصص فيها حكمة وذكاء قصة الله يراني

  • في يوم من الأيام، كان هناك شيخ يعلم مجموعة من الأطفال، وكان الشيخ يرغب في اختبار ذكاء كلابه، لذا اشترى أربع تفاحات.
  • وقد قام بتقديم تفاحة لأربعة من الطلاب، وقال لهم (أريدكم أن تذهبوا الآن وتأكلوا تلك التفاحة في مكان لا يمكن لأحد رؤيتكم فيه، ثم عودوا).
  • بعد مرور ساعة، حاول الطلاب الأربعة الوصول إلى الشيخ، فسألهم أين أكلتم هذا التفاح، فأجاب الطالب الأول قائلا (لقد أغلقت باب غرفتي وأكلته).
  • أجاب الطالب الثاني قائلا “لقد تناولت التفاحة في الصحراء لكي لا يراني أحد”، أما الطالب الثالث فأجاب قائلا “لقد ابتعدت بقارب في منتصف البحر حيث لا يوجد أي شخص، ثم تناولت التفاحة”.
  • أما الطالب الرابع، فمد يده للشيخ وفيها التفاحة، فسأله الشيخ لماذا لم يأكل التفاحة كما أمره.
  • رد الطالب قائلا (لقد زرت العديد من الأماكن، ذهبت إلى الصحراء والبحر، وأغلقت جميع الأبواب علي).
  • في أي مكان كنت، كنت أعلم أن الله يراني ولم يكن هناك مكان لا يراني به الله. فقال له الشيخ: كنت أكثرهم حكمة وأذكاهم، بارك الله فيك.

الحكمة المستفادة من القصة

يجب أن نعلم أطفالنا الصغار أن المولى سبحانه وتعالى يراقبنا في كل وقت وحين، حتى لو كنا في مكان لا يوجد فيه أي كائن حي آخر، ولا يرانا أحد.

يجب أن يتعلم الشخص أن المولى سبحانه وتعالى يراه من فوق سبع سماوات، وأن الله مطلع على ما في قلبه ونيته، يجب على الفرد أن يستحضر الشعور بالله في كل وقت وحين، وذلك لكي يحاسب الإنسان نفسه على تصرفاته وأقواله وأعماله.

قصص قصيرة فيها حكمة عظيمة قصة الفتى وشجرة التفاح

في يوم مشمس من الأيام، كان هناك شجرة تفاح كبيرة، فأغصانها ضخمة وأوراقها خضراء ومشرقة، وثمارها حلوة ولذيذة، وكان للشجرة جذع قوي، وكان هناك صبي يلهو حولها طوال اليوم، ويتسلقها، وإذا جاع تناول ثمارها، وإذا شعر بالتعب والإرهاق نام تحت ظلها، وكان الصبي يفعل تلك الأشياء كل يوم.

مرت السنوات ولم يذهب الشاب إلى الشجرة، واستمرت الأيام في انتظار عودته، وفي يوم من الأيام عاد الشاب وجلس تحت الشجرة، لكنه لم يلعب مثلما كان يفعل في الماضي، فسألته الشجرة لم لم تلعب معي؟” قال لها الشاب “أنا أرغب في شراء الكثير من الأشياء، ولكنني لا أملك النقود لأدفع ثمنها”، فقالت له الشجرة “يمكنك أخذ بعض ثمار التفاح من أغصاني وبيعها لتحصل على النقود”، فرح الشاب كثيرا بهذه الفكرة، فقام بجمع جميع ثمار التفاح وذهب لبيعها وهو يشعر بالفرح والسرور، لكنه لم يعد إلى الشجرة بعد ذلك، فظلت الشجرة حزينة على حالها.

بعد أشهر طويلة، عاد الشاب إلى الشجرة وجلس تحتها، لكنه لم يلعب معها. سألته الشجرة لماذا لم تلعب معي، فأجابها أنه أصبح رجلا مسؤولا عن عائلته ويحتاج لبناء بيت لهم. قالت له الشجرة إنها لا تملك بيتا يمكنها أن تعطيه، ولكنها تملك بعض الأغصان، فيمكنه أن يأخذ بعضها ويبني البيت من تلك الأغصان. فقام الرجل بجمع جميع الأغصان وذهب ليبني بيته وهو سعيد.

مرت فترة طويلة ولم يعد الرجل يعود إلى شجرة التفاح مرة أخرى، وظلت تنتظره لفترة طويلة، حتى عاد إليها بعد عدة سنوات، وجلس تحت ظلها، فطلبت منه أن يلعب معها، فقال لها إنه أصبح رجلا كبيرا، ويعاني من ضغوط الحياة، ويرغب في الاسترخاء والهدوء ولا يرغب في اللعب، بل يرغب في بناء قارب والابحار به بعيدا عن الناس.

فأجابته الشجرة قائلة إنها لا تمتلك مركبا يمكنها تقديمه له، ولكن لديها جذعا قويا، فيمكنه أخذ الجذع لصنع المركب منه، وفعلا قام الرجل بقطع جزء كبير من جذع الشجرة وأخذه لصنع مركبه الخاص به، ومرت سنوات طويلة لم يزر فيها الشجرة.

وبعد وقت طويل، عاد الرجل مرة أخرى إلى الشجرة، بعد أن كان يأخذ منها شيئا في كل زيارة، وفي تلك المرة قالت الشجرة للرجل، أنا آسفة، لقد كبرت وأصبحت شجرة كبيرة، وليس لدي شيء أقدمه لك، لا يوجد لدي تفاح لتأخذه وتأكله، فأجاب الرجل، لا مشكلة، لا يمكنني أكل التفاح بسبب فقدان أسناني، ليس لدي أي أسنان يمكنني العض بها، فأجابت الشجرة، وليس لدي أي جذع يمكنك تسلقه، فضحك الرجل وقال لها، أنا أيضا أصبحت عجوزا، ولن أستطيع التسلق، فشعرت الشجرة بالحزن الشديد لأنها أصبحت ميتة وغير قادرة على العطاء، فأجاب العجوز، لا، أنت لا تزالين قادرة على العطاء، كل ما أرغب فيه الآن هو أن أشعر بالراحة والسكينة، يمكنني أن أستلقي بجانبك لسنوات طويلة وأستريح من تعب الحياة، فقالت الشجرة، حسنا، يمكنك النوم تحت ظلي والاستلقاء هنا كما تشاء.

الحكمة المستفادة من القصة

في هذه القصة، يشير الكاتب إلى النعم الموجودة في حياة الإنسان والتي يستنزفها دون أن يقدرها. على سبيل المثال، نعمة الأبوين؛ فالفتى يأخذ كل شيء من والديه حتى يكبر ويصبح رجلا، لكنه يستمر في الطلب لأنه اعتاد على الأخذ منذ صغره. وعندما يقدم الأبوان كل ما لديهما ولا يستطيعان تقديم المزيد، يعود ابنهما إليهما دون فقدان الأمل لأنه يعلم أنه لا يوجد راحة إلا بجانبهما.

قصة قصيرة فيها عبرة للاطفال

في يوم من الأيام، كانت حيوانات الغابة تستيقظ في كل صباح وتجتمع معا، ثم تخرج للبحث عن الطعام، وأثناء بحثها كانت ترى الدب نائما تحت شجرة كبيرة، وكان كسولا ولا يبحث عن الطعام مثلهم، فقالت له الحيوانات: لماذا لا تأتي معنا أيها الدب لتبحث عن طعام يومك؟ فرد عليهم قائلا: لماذا أبحث عن الطعام وأرهق نفسي كثيرا تحت حرارة تلك الشمس القوية، فتلك الشجرة الكبيرة تحتوي بداخلها على الكثير من العسل اللذيذ الذي يجمعه النحل، فبإمكاني النوم هنا لشهور طويلة وتناول أي كمية أريدها من العسل، وتمر الأيام ويظل الدب في حالته الكسولة، وفي كل يوم يحاول الحيوانات إقناعه والاهتمام بأمره وتحاول جعله ينهض للبحث عن الرزق، ولكن لا حياة لمن تنادي.

وفي يوم من الأيام، وبينما كان الدب نائما، شعر بالجوع، فقام لينظر في الفتحة الموجودة في الشجرة ليأخذ منها العسل اللذيذ ليأكله، وفي تلك اللحظة لاحظ وجود فأر في الشجرة، ولاحظ أن هناك ثعبان يحاول صيد هذا الفأر، فقام الثعبان بإخراج السم وإلقائه على الفأر، ولكن السم أصاب العسل، فأصبح العسل مسموما وفاسدا.

ظل الدب يبكي على العسل الذي فسد وهو يقرع كفه بكفه، ويتساءل ماذا سيأكل عندما يشعر بالجوع مرة أخرى، وفي تلك اللحظة وبينما كان يبكي، عادت الحيوانات من رحلتها في البحث عن الطعام وكانت تحمل الكثير منه، فسألوا الدب عن سبب بكائه، فأجابهم قائلا إن طعامه قد أفسد، فقالت له الحيوانات: “لا تقلق أيها الدب، يمكنك أخذ ما تريده من طعامنا لتأكله في تلك الليلة، ولكن يجب أن تذهب معنا في اليوم التالي لجمع الطعام والبحث عن رزقك، ويجب أن تسعى للحصول على طعام يكفيك لليوم،” فشكر الدب الحيوانات وذهب معهم في رحلتهم في اليوم التالي لجمع الطعام.

الحكمة المستفادة من القصة

الحكمة من تلك القصة هي أنه بغض النظر عن مقدار الثروة التي يمتلكها الإنسان وكم هو رزقه كبير، يجب عليه أن يسعى ويعمل بجد للحفاظ على هذا الرزق وزيادته، فالنعم ستختفي إذا لم نقدرها، ولكن الله سيبارك لنا فيها إذا سعينا للحفاظ عليها.

قصص قصيرة وحكم عظيمة قصة يا ليتني كنت هاتفاً

في يوم من الأيام، كان هناك معلمة تدرس صفا لطلاب المرحلة الابتدائية، وقدمت تلك المعلمة ورقة لطلابها، وطلبت منهم شيئا، وهو أن يذهب كل طالب إلى منزله، ثم يكتب أمنية يرغب في تحقيقها من المولى عز وجل، وبالفعل ذهب الطلاب إلى منازلهم وقاموا بكتابة الأماني التي يحلمون بها وأمنياتهم في الحياة.

في صباح اليوم التالي، ذهبت المعلمة إلى المدرسة ووجدت أن كل طالب قد كتب أمنيته بالفعل، فقامت المعلمة بجمع الأوراق منهم وشكرتهم على تنفيذ طلبها، ثم عادت إلى منزلها وبدأت بقراءة تلك الأوراق بانتباه، ووجدت أن الأطفال قد كتبوا أمنيات مختلفة، فمنهم من تمنى أن يحصل على دراجة، ومنهم من تمنى قضاء الصيف في الشاطئ مع أسرته، ومنهم من تمنى زيارة مدينة الملاهي، ومنهم من تمنى الحصول على العديد من الألعاب، ومنهم من تمنى النجاح في السنة الدراسية.

ومع ذلك، هناك ورقة كتبها طالب جعلت المعلمة تشعر بالصدمة وجعلت دموعها تنزل دون قصد. فوجدت أن الطالب قد كتب في تلك الورقة (يا الله، أتمنى أن أصبح هاتفا ليحبني الجميع في المنزل ويهتموا بي ويقضوا الكثير من الوقت معي. أتمنى ألا أعود إلى المنزل لأجد أبي مشغولا بالعمل على هاتفه وأمي مشغولة بتصفح الإنترنت على الهاتف. أريدهم أن يهتموا بي. يا الله، أريد أن أملأ حياة أبي وأمي بالرفاهية مثلما يفعل الهاتف). وفي تلك اللحظة، دخل زوج المعلمة وسألها عن سبب بكائها، فقرأ الورقة وبكى دون قصد، وقال لها: يا له من طفل مسكين. نظرت زوجته إليه بالأسف والحزن، وقالت له: ابننا هو من كتب تلك الورقة.

الحكمة المستفادة من القصة

الأبناء نعمة من الله، وعلينا أن نحميهم ونقدرهم ونقدم الرعاية لهم. والأهم أن نتواجد بجانبهم لأطول فترة ممكنة. فأفضل ما يقدمه الوالدين لأطفالهم هو التواصل معهم والاستماع إليهم والمشاركة في الأحاديث واللعب معهم. فالطفل بحاجة إلى والديه أكثر من أي شخص آخر، وإذا تم تجاهله من قبل الوالدين، فلن يبقى للطفل شيء.

قصة طريفة فيها حكمة قصة بائعة اللبن

في يوم من الأيام، كان هناك فتاة يتيمة الأبوين تعيش مع جدتها، وكانت تبيع الحليب، فكانت تمتلك بقرة تقوم بحلبها في كل صباح، ثم تأخذ الحليب وتبيعه في السوق، ولكنها كانت تفكر كثيرا في أحلام اليقظة، وتتخيل أنها تعيش في قصر كبير، فقد تنسى العمل وتنسى بيع الحليب بينما هي تفكر في مستقبلها المليء بالأموال والقصور والذهب، وفي يوم من الأيام قالت لها الجدة أن هناك رجل ثري في المدينة وافق أن يشتري منها الحليب بثمن كبير للغاية، وذلك لأن حفل زفاف ابنته قد اقترب، ويرغب الرجل في إعداد الكثير من الكعك والحلوى لحفل الزفاف، وطلب من العجوز أن تحضر له الحليب في اليوم التالي، فقالت المرأة العجوز للفتاة أن تحمل الحليب في إناء، وأن تضع الإناء فوق رأسها، ثم تحملها إلى القصر وتبيعها بثمن كبير، وأمرتها العجوز أن تكون في وعيها وهي تعبر الطريق، وأن تتجنب أحلام اليقظة والشرود الذي يجعلها تنسى نفسها وتنسى الحليب.

في اليوم التالي، قامت الفتاة بحلب البقرة وحصلت على الكثير من اللبن منها. ثم وضعت اللبن في إناء وحملت الإناء فوق رأسها. وأثناء سيرها إلى القصر، كانت الفتاة تفكر في مستقبلها وتتمنى العيش في قصر كبير وإقامة حفل زفاف ضخم. وفي تلك اللحظة، تعثرت الفتاة بصخرة صغيرة جدا، مما أدى إلى سقوطها على وجهها وانسكاب اللبن الذي كانت تحمله على الأرض. فبكت الفتاة كثيرا على الرزق الذي فقدته.

الحكمة المستفادة من تلك القصة

يجب علينا أن لا ننسى الرزق الكبير الذي نمتلكه في الوقت الحالي بسبب تأجيل أحلام الغد، فلا يوجد عيب في أن يحلم الإنسان ويتمنى، ولكن يجب عليه أن يدرك النعم التي أنعم الله بها عليه في الوقت الحالي، وأن يستغل تلك النعمة لتحقيق الكثير من الخير والرزق، فإذا استمر الإنسان في الحلم والتمني ولكنه لا يسعى لرزقه، فسوف تضيع النعم التي بيده الآن، ولن يحصل على شيء مما يتمناه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى