التعليموظائف و تعليم

قصة سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت للاطفال

قصة سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت للاطفال ، تعد قصة النبي يونس من القصص الهامة للأنبياء والتي تعلمنا العديد من الدروس القيمة، ومن أهم هذه الدروس هو التوحيد والايمان بالله والاعتقاد برسله المرسلين، وأنه يجب أن نشكر الله على نعمة الايمان التي منحنا إياها، وأن الله يقبل توبة الإنسان إذا كانت خالصة وصادقة، وعلينا أن نتعلم الصبر والثبات في الدعاء وأن نثق بأن الله سيستجيب لنا بالتأكيد، وإذا أردنا أن نكون محبوبين لدى الناس يجب أن نكون صالحين، وأن كل شيء في هذا الكون يسبح لله بلغته الخاصة، وأن الدعاء والاستغفار هما من أهم الأسباب لرفع البلاء عن الإنسان. وفي هذه المقالة يروي لكم موقع الموسوعة قصة نبينا الكريم يونس عليه السلام.

جدول المحتويات

قصة النبي يونس مكتوبة

عرفت بلاد العراق على مر التاريخ بأنها واحدة من أقدم البلدان التي تم اكتشافها على الأرض، وكانت مهدا للعديد من الحضارات. في الماضي، عندما كانت الموصل أكبر مدينة في العراق وتضم العديد من القرى، كانت هناك قرية تسمى “نينوى” التي اختارها الله لتكون أرضا خصبة تحتوي على الكثير من النباتات وتنبت فيها الثمار، وتتدفق فيها الأنهار بوفرة، حيث يشرب الناس منها ويروي الأرض بها، وتشرب منها الحيوانات مثل البهائم والبقر والأغنام، حيث تسد حاجتها من الحليب والغنائم. وعلى الرغم من ذلك، سكان هذه القرية لم يؤمنوا بالله بل اتبعوا الكفر وعبدوا الكواكب والشمس والنجوم.

وفي وسط أحوال الدنيا بين خيرات لا تنتهي تواجهها الكفر والشرك، كان هناك رجل صالح لا يعبد ما يعبده الآخرون فاختاره الله ليكون نبيا يهدي القوم الضالين. هذا الرجل هو يونس بن متى بن ماثان بن رجيم بن ايناشاه بن سليمان. ويرتبط نسبه بوالدته وليس بوالده، والسبب غير معروف مما يجعله ينضم إلى سيدنا عيسى عليه السلام في غياب نسب الأب والانتساب للأم، واشتهر يونس في المدينة بحسن خلقه وصدقه، وشرف بيته.

في يوم من الأيام، خرج يونس ليخاطب قومه قائلا: “يا أهل نينوى، تذكروا نعمة الله عليكم، إذ أن الأرض تخرج خيراتها، والأنهار تجري الماء من تحتها، والحيوانات تنتج اللبن ليرضعه أطفالكم وتأكله كباركم، فاعبدوا الله الذي أنعم عليكم بكل هذه النعم، فلماذا تكفرون به؟ إن الكواكب والنجوم ليست إلا من خلق الله تعالى، يسبحونه ولكننا لا نسمعهم، ووالله إن الأصنام والتماثيل لا تنفع حتى أنفسها، فهي لا تسمع ولا تتكلم، أين المنطق في عبادة ما تصنعون بأيديكم؟.

كانت أهل القرية في ذلك الوقت نحو 120 ألف رجل وامرأة لم يؤمن منهم أحد أبدا، ولم يستجبوا لخطاب يونس الذي أراد أن يهديهم لعبادة الله الواحد القهار الذي ليس له شريك، وبدأ القوم في الانخراط في الشرك بالله واللجوء إلى أعمال السحر واستخدام الأموات والتشدد في الكفر، وعندما زاد عنادهم بدأوا يسخرون من النبي الكريم ومن خلقه الحسن الذي كانوا يتباهون به سابقا، ولكن يونس لم يحزن بل كلما زاد السخرية كلما زاد يونس دعوتهم وأصبح يحذرهم من عذاب الله الشديد، وبعدما ظهر الحق، يجب أن يطفأ الباطل، ولكن بعد وقت طويل لم يستجب لهم أحد، فبعث الله نبيه يونس ليحذرهم من عذاب سيأتي بعد ثلاثة أيام، لكنهم لم يستجيبوا أيضا ولم يهتموا بالأمر، فشعر يونس بحزن شديد.

بعد أن امتلأ قلب نبي الله باليأس، لم يستطع الانتظار لما سينزل به الله عليه من وحي، فقد جمع أغراضه وخرج من نينوى ليترك أهلها وما بهم من سوء حال، وفي صباح اليوم الثالث لغياب يونس عن نينوى ولأن وعد الله حق، استيقظ أهل القرية ليجدوا غيمة سوداء تدور فوق كل واحد منهم على حدى وتعم القرية بأكملها، فأدركوا في ذلك الوقت أنه عذاب من الله وغضبه بلا محالة، وأن الرجل الصالح الذي دعاهم كان على حق وأنهم كانوا على ضلالة، فأسرعوا إلى بيته ليدعوا الله لهم بأن يغفر لهم ويرفع عنهم العذاب، لكنهم لم يجدوه، فانغمروا في البحث عنه بلا جدوى، فلم يكن أمامهم إلا أن يصلوا كل واحد لوحده وأن يتضرعوا إلى الله ليغفر لهم ويرفع عنهم البلاء، حتى استجاب الله وهداهم جميعا ورفع بلائه، مما أدى إلى تغير حال القرية كلها من الكفر إلى الإيمان في ليلة وضحاها، ودعوا الله أن يرجع لهم نبيهم الكريم ليؤمنوا برسالته ويستجيبوا له.

على غرار آخر، خرج يونس من المدينة بائسا حزينا ومنسيا لأنه نسي أن الله قادر على أن يقول لشيء كن فيكون. بل خرج دون أن ينتظر أمر الله تعالى وذهب إلى البحر وركب أول سفينة وجدها أمامه. وعندما بدأت السفينة رحلتها وانطلقت، رأى الناس يونس وهو يصلي ويعبد الله. فعرفوا أنه نبي كريم، ففرحوا كثيرا بوجوده وأكرموه وعافوه من جميع الأعمال على السفينة. وتركوه ليعبد في سلام، بل أخذوا يسألونه ليتعلموا من الإيمان الحق وأحبوه بصدق. في يوم من الأيام، ضربت البحر عاصفة جعلت الأمواج العاتية تتصادم. وأخذت السفينة تتعرض للغرق بسبب ثقلها. فبدأ الركاب يرمون البضائع في البحر ليقللوا من الوزن، ولكن دون جدوى. حتى جاء شخص وفدى الجميع وألقى بنفسه لينقذ الآخرين.

في سعيهم لعدم ارتكاب أي ظلم في إجراء القرعة على السفينة، قام قائد السفينة بكتابة أسماء جميع الأشخاص على ورقة، والقرعة وقعت على اسم النبي الكريم. ولكنهم رفضوا إلقائه في البحر، فقاموا بسحب الاسم مرة أخرى ووجدوا أنه مرة أخرى. رفضوا مرة أخرى بسبب عدم قدرتهم على إلقاء هذا الرجل الصالح في البحر. ثم قاموا بسحب القرعة للمرة الثالثة ووجدوا أنه مرة أخرى يقع عليه. ومن ثم أدركوا أن هذا كان أمرا لا مفر منه من قبل الله. كان الجميع حزينا لكن النبي المختار قام بخلع ثيابه وإلقاء نفسه في قلب المحيط، واعتقد جميع أفراد السفينة أن قصة النبي يونس قد انتهت بوفاته وزواله في البحر.

قصة سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت للاطفال

سيدنا يونس قد أمر بالله أن يلقي بنفسه في مصيره المجهول، وعندما فعل ذلك، جاء حوت عظيم ليبتلع النبي الكريم ويحميه بإذن الله. ولسعادة النبي يونس، شعر بأنه لا يزال على قيد الحياة عندما حرك يده وتحركت فعلا. فعلم أنه ما زال على قيد الحياة وما زال يرزق. فحمد الله وسجد له طويلا، قائلا: “يا رب، قد سجدت لك في مكان لم يسجد فيه أحد من قبلي، فلك الحمد على جميع نعمك”. وفيما كان الحوت يتجول في أعماق البحار، أعطى الله سيدنا يونس عطية السماع للمخلوقات التي لا نفهم لغتها، حيث سمع صوت الحيتان والأسماك والطحالب والمياه وحتى الحصى الصغير وهي تسبح باسم الرحمن.

في ذلك الوقت، تعلم النبي الكريم الدرس الذي هو أن الله قادر على كل شيء ولا يجب علينا أن نفقد الأمل في رحمة الله، وأدرك أن ما حل به هو غضب من الله بسبب تركه لقومه بدون إذن، فبدأ بالبكاء نادما ودعا بدعاءه الشهير “لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين” وكان يونس يسبح ليلا ونهارا بلا تعب أو ملل، فكان يسبح في النهار والليل وفي ظلمات البحر وفي بطن الحوت، وسمعت الملائكة تسبيحه في السماء فبدأت تستغفر الله له وتطلب منه أن يعفو عنه، فاستجاب الله لهم وأمر الحوت بأن يخرج ما في جوفه ويرميه على اليابسة.

توجه الحوت نحو اليابسة وألقى بيونس فوقها، فظهر عاريا، ضعيف الجسد، مريضا. وخلق الله له شجرة يقطين يتغذى منها ويتخذ منها ملابسه. وبالفعل، جلس في ظلها وشكر الله وحمده على أنه نجاه ورفع العذاب عنه. وبعد فترة قصيرة، استعاد صحته مرة أخرى. ثم أمره الله بالعودة إلى قريته مرة أخرى، ليجد أن جميع أهلها آمنوا بالله العلي القدير، الذي لا إله إلا هو.

ذكر قصة النبي يونس في القرآن الكريم

تؤمن الديانات السماوية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام، بسيدنا يونس الذي تم ذكره في جميع كتب الله المنزلة، وتم ذكره بكثرة في القرآن الكريم الذي أطلق عليه اسم “صاحب الحوت” و”ذو النون”، وتم ذكره في الآيات التالية:

  • لو لم تؤمن القرية لنفعها إيمانها، فإن قوم يونس لم يؤمنوا، فكشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ونعطيناهم الراحة لفترة” – الآية 98 في سورة يونس توضح أن الإيمان بالله هو الذي يحمي من العذاب.
  • وإذ نادى ذو النون وهو غاضب وظن أننا لن نقدر عليه، فصاح في الظلمات أن لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين” – آية 87 من سورة الأنبياء التي تذكر الدعاء الذي أخرج يونس من بطن الحوت.
  • “فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم” – آية 48 من سورة القلم، والتي توجه العبد للصبر والاعتماد على الأسباب.
  • إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده. وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان. وآتينا داود زبورا” – آية 163 من سورة النساء وتؤكد على نبوة سيدنا يونس وأنه كان من المرسلين.

يمكنكم الإطلاع على مزيد من المعلومات حول:قصة موسى عليه السلام بالتفصيل الكامل.

المصدر:1.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى