العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

ما هي اثار التسامح

تعرف معنا على آثار التسامح على الفرد والمجتمع من خلال المقال التالي، من أفضل ما يمكن أن ينعم الله سبحانه وتعالى به على الفرد هو حسن الأخلاق لما له من ثمار يجنيها الإنسان في الدنيا والآخرة. ومن أكرم هذه الأخلاق عند الله سبحانه وتعالى هو التسامح والعفو عن أخطاء وزلات الآخرين، فقد فرضه الله سبحانه وتعالى على نفسه فوعدنا عند التوبة والعودة إلى الحق بأن يسامحنا على ما ارتكبناه من أخطاء وذنوب.

وإذا كان الله سبحانه وتعالى يسامح، فكيف يمكن أن لا نسامح ونتساهل مع الأفراد فيما يرتكبوه بحقنا؟ حتى لو كانت هذه الأفعال لن تكون بشدة وخطورة ما نرتكبه من الذنوب والمعاصي ومخالفة أوامر الخالق. فأعظم ما يمكن للإنسان أن يفعله هو العفو عندما يكون في استطاعته، والرحمة تجاه من هم ضعفاء أمامه، وليس أن نبحث عن أخطاء وزلات الآخرين لنستغلها ضدهم ونهانيهم.

بما أن التسامح ذو أهمية كبيرة، فإن موقع الموسوعة يقدم لكم اليوم فضله ومظاهره والخير الذي يعود على المجتمع والفرد على حد سواء.

جدول المحتويات

 مقدمة عن التسامح

  • يعتقد الكثيرون أن التسامح يدل في باطنه على ضعف الشخص وعدم قدرته على إدعاء حقه، وبالتالي يلجأ إلى التسامح لعدم توفر خيارات أخرى.
  • والشخص المتسامح عادة ما يتم تجاهله من قبل الناس، لأنه لا يعاقبهم منذ المرة الأولى، وبالتالي يتكرر الأمر عدة مرات مع الاعتماد على أنه سوف يسامحهم كما فعل في المرات السابقة.
  • لكن التسامح لا يأتي إلا من نفس قوية قادرة على كبح غضبها وتقميص غيظها، يمكنها أن تعاقب على الإساءة ولكنها اختارت التجاوز عنها والتسامح فيها.
  • فالتسامح وأنت الطرف الأضعف يعني الاستسلام، وهناك فارق كبير بينه وبين العفو عند القدرة.
  • لذلك الشرط الأساسي للتسامح هو أن تكون قادرا على إيذاء من أخطأ بحقك، أو لديك سلطة لتعاقبه، ولكنك تتنزه عن الانتقام وتسامح، فتنأى بنفسك عن الإساءة لمن أساء إليها.
  • ليس هناك أقوى من الشخص الذي يختار بكامل إرادته أن ينسى الماضي ويتنازل عن رد الإساءة بالإساءة ويطفئ نار الانتقام بداخله، وهذا السلوك هو ما يجعل الإنسان يشعر بالراحة والسعادة.

التسامح في الإسلام

  • تدعو جميع الأديان السماوية إلى ضرورة التسامح بين الناس.
  • التعاليم الإسلامية حثت على التسامح، وقد أوردت القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على ضرورة التسامح بين الناس.
  • لم يحث الإسلام المسلمين فقط على التسامح بينهم، بل حثهم أيضا على مسامحة أتباع الديانات الأخرى الذين يؤذونهم. وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن”.
  • التسامح يتضمن اللين والرفق، فأول ما جاء به الإسلام هو عدم اضطرار الآخرين لاعتناق الدين الإسلامي إلا بالرفق واللين، كما ذكر في القرآن الكريم بقوله تعالى: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”، وهذا الأمر دفع الكثيرين لاعتناق الإسلام في بداية الدعوة.
  • في الإسلام، يسمح للمسلم بأخذ حقه ورد الإساءة التي توجه له، لكن الله فضل التسامح عليها، كما قال تعالى: “وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين”.
  • ظهرت مظاهر التسامح في الإسلام أيضا في سماح الإسلام للمسلمين في العديد من الحالات التي يصعب عليهم فيها، فلم يأمر الله الناس بالتساهل مع الناس ولم يشد عليهم بأوامره، بل أباح لهم التيمم بدلا من الوضوء في حالات السفر أو الإصابة بالمرض.
  • أباح لهم عدم الصيام في رمضان إذا كانوا مرضىا أو في سفر، على أن يقضوه لاحقا.
  • وتظهر مظاهر الإسلام في التسامح أيضا من خلال السماح بالتعايش مع أتباع الديانات الأخرى والتعامل معهم والاقتران بهم وتناول طعامهم وتحقيق الأمان المطلوب.
  • يحث الإسلام أيضا على احترام الآخرين ومجادلتهم بأفضل الأساليب وعدم إيذائهم بأي طريقة.

مظاهر التسامح

هناك مجموعة من المواقف التي يمكن أن تحدث في حياة الإنسان يوميا وتظهر فيها مظاهر التسامح، ومنها:

  • الالتزام بالأمانة في جميع المعاملات والحرص على تجنب الغش والخداع، وكذلك الحرص على إعادة كل حق إلى صاحبه.
  • يظهر التسامح خلال الحروب، حيث يتم إستثناء الأطفال والنساء والكبار من القتل.
  • طاعة الوالدين وبرهما والتعامل معهما بالإحسان وتنفيذ أوامرهما بما لا يغضب الله تعالى.
  • ينبغي على الإنسان أن يكون رحيما وعطوفا في تعامله مع الآخرين، وأيضا يجب عليه التعامل معهم بسعة صدر وتجاوز من يسيء إليه.

حديث عن التسامح

  • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل قدوة في التسامح وتجاوز الإساءة والرد بالإحسان وتجاهل الأمور الصغيرة.
  • ولم تخل سنة النبوة من أحاديث ومواقف للرسول – صلى الله عليه وسلم – تحث على التسامح بين الأفراد.
  • فورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :ألا أخبركم من يحرم على النار ومن يحرم عليها؟ كل قريب هين سهل.
  • وحدثت عقبة بن عامر رضي الله عنه قائلا: “قابلت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذت بيده وقابلتني بيده، ثم قال: يا عقبة، هل أخبرك بأفضل الأخلاق في الدنيا والآخرة؟ أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، وألا يرغب في طول عمره ووفرة رزقه إلا من تصل رحمه.
  • عندما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، قرر أن يعفو عن أهل قريش، وفي بوابة الكعبة قال: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب بمفرده… إلى أن قال: “يا قريش، ما رأيكم فيما سأفعل بكم؟” قالوا: “خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم”. فقال: “اذهبوا فأنتم أحرار”.
  • مثل صفات اللين والرحمة لا يمكن العثور عليها في شخص إلا إذا كان التسامح هو سمة تميزه، وكان اللين هو ما يعرف به الرسول الكريم.

اثار التسامح

وللتسامح أثره على الفرد والمجتمع ومنها :

  • يجازي الله سبحانه وتعالى الشخص بمكافأة حسنة ويعظم منزلته نظير مسامحته للعباد، فالله يغفر له، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة” “وأن تعفوا أقرب للتقوىٰ.
  • التسامح مع الآخرين هو تنفيذا لأوامر الله تعالى، ويعتبر طلبا صريحا من الله بعفوه ومغفرته، فالله سبحانه وتعالى يعفو عن من يعفو عن عباده، فقد قال الله تعالى في سورة النور “وليعفوا وليصفحوا ۗ ألا تحبون أن يغفر الله لكم ۗ والله غفور رحيم”.
  • كما يحصل الإنسان على محبة الخالق، وهو أمر عظيم، فإن الله يحب المحسنين.
  • التسامح يطهر القلوب ويطهر النفوس من أي شعور بالحقد والكراهية وأي شعور سلبي.
  • يعلم التسامح الفرد كيفية اعتماد ثقافة قبول الآخرين، حتى مع الاختلاف في المعتقدات والاتجاهات.
  • يكسب الشخص المعروف بتسامحه حب الجميع، سواء كانوا صغارا أو كبارا، بسبب قدرته على العفو، ويصبح قدوة لهم.
  • التسامح يؤدي إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية القوية القائمة على القيم الأخلاقية.
  • من أهم النتائج التي تظهر على المجتمع الذي يتسم بالتسامح هو تشكيل مجتمع متعاون حيث يؤدى الجميع واجباتهم وترد الحقوق إلى أصحابها.

أهمية التسامح

  • من يسامح ويتجاهل الأمور الصغيرة يكسب احترام الناس. أما من يعمل على التفصيل في كل شيء، فإنه يقلل من قدره أمام الجميع. بالإضافة إلى ذلك، من يتسامح دائما قادر على التحكم في ردود أفعاله عند تعرضه لأي إساءة من أي شخص.
  • الأشخاص الذين يستطيعون أن يسامحوا عادة ما يكونون هادئين نفسيا وسالمين داخليا.
  • تسود المودة والمحبة بين الناس وتتحسن العلاقات بين جميع أفراد المجتمع، فإن كثرة العتاب والمحاسبة تؤدي إلى العداوات. قد قال الله تعالى في سورة فصلت “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم”.
  • تجاوز الأمور الصغيرة يجعل المرء يشتغل أكثر بما يفيد، وهذا يعود بالنفع على المجتمع بأكمله.
  • تجنب إيذاء الآخرين يعزز العلاقات الاجتماعية بين الناس.
  • إذا ساد التسامح بين جميع أفراد المجتمع الواحد، ستنشأ دولة قوية لا يمكن لأيدي التعصب والانقسام تشتيتها وتشتيت أواصرها.
  • ومن الناحية النفسية والصحية ، أثبتت الدراسات أن التسامح يؤثر بشكل إيجابي على صحة الإنسان النفسية والجسدية ، حيث يقلل من شعوره بالتوتر ويزيد ثقته بنفسه ، ويقلل من ارتفاع ضغط الدم لديه.

خاتمة عن التسامح

والآن بعد أن تعرفت على منزلة التسامح واللين في التعامل مع الناس في الإسلام، وما ينتج عنه من محبة الله وتحسين حالة النفس، عليك أن تتمسك بهذا الخلق الكريم وتشجع الناس عليه، وأن تزرعه في نفوس أبنائك منذ صغرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى