أسأل الخبراءالمراجع

لماذا سميت الخنساء بهذا الاسم القصة الحقيقية

سنقدم الإجابة على سؤال لماذا سميت الخنساء بهذا الاسم من خلال مقالنا اليوم في الموسوعة. فهي تلك الشاعرة ذات الخبرة الطويلة والمصاحبة الجليلة التي ولدت في عام 575م الموافق لـ 24 هـ. اسمها الحقيقي هو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد من بني رياح، ثم من بني سليم. وهي من أهل صفينة، وولدت في منطقة نجد بشبه الجزيرة العربية.

وعاشت في فترة الجاهلية، وبعد ذلك اعتنقت الإسلام، وفي السطور التالية سنتحدث عنها بالتفصيل مع توضيح سبب تسميتها بالخنساء، فقط عليك أن تتابعنا.

لماذا سميت الخنساء بهذا الاسم

  • تمت تسمية السيدة تماضر بهذا الاسم بسبب صغر حجم أنفها وتجاوزها للقليل في عرض أنفيها. هذه الميزة موجودة في الظباء وبقر الوحش للتزيين. وكانت تعرف في الجاهلية باسم الخنساء قبل الإسلام.
  • وفي كتاب زهر الأدب قال الحصري:لقد تم تسميتها بـ “الخنساء” تشبيها بالظبية، وكذلك “الذلفاء”.
  • ويعنى بكلمة الذلف انحناء الأنف، وهي إحدى صفات ظباء الغابة.
  • وكانت معروفة بأن لديها مكانة وسمعة وأصل، وجاذبية قوية، وتتميز بجمالها اللافت، والثبات، والذكاء.
  • معروف عنها قوة شخصيتها وحرية التعبير عن الرأي، لذا لا يستطيع أحد التحدث إليها أو الهجوم عليها.
  • كان يُطلق عليها لقب أم عمرو.

زواج الخنساء

  • تزوجت وفقا لما رواه أبو الفرج الأصفهاني عن زهير بن جذيمة، ولديها ولد منه.
  • ولكن في البداية كانت ترفض فكرة الزواج من أي شخص إلا بني العم.
  • رفضت الزواج من سيد بني جشم وسيد آل بدر، ورفضت أيضا خطبة دردي بن الصمة بشدة؛ بسبب تعصبها الشديد لابن عمها وللقبيلة التي تنتمي إليها.
  • والدها لم يعترض على هذا الرفض على الرغم من عدم إذن الفتيات برفض الزواج، فلم يكن لديهن حق الرفض، ولكن الخنساء تختلف عنهن كثيرا، حيث أنها تحظى بتفضيل من عائلتها.
  • قد تزوجت بالفعل من ابن عمها رواحة بن العزى السلمي، وكان يعاملها بسوء ويستغل أموالها وأموال أخيها. كانت تضحي وتكابر من أجل جعله يهتم بها وتحافظ على وجوده بحياتها، ولكنه كان مقامرا وانحرف عن الطريق الصحيح بشكل مبالغ فيه.
  • كانت تشتكي لأخيها كثيرا، وتوضح له حالتها، وفي هذا الوقت يقسم أخوها أمواله بينها وبين الخنساء.
  • ومع ذلك، لم تتمكن من العيش معه لفترة أطول، فانفصلت عنه، وكان لديها أيضا ابن منه وهو عبد الله.
  • بعدها تزوجت من مرداس بن أبي عامر السلمي، وأنجبت منه 6 أبناء هم عمرة، زيد، معاوية، عباس، يزيد، وعمرو، وكانت زوجها سخيا وكريما، وكان يحب الجدية والعمل، وكان يستغل أي فرصة أمامه لتحقيق حياة كريمة لأسرته
  • وفات زوجها، وشعرت بحزن كبير عليه وكتبت قصيدة حزن للتعبير عن حزنها العميق لفقدانه، فهي ترى أن مرداس كان من أشجع الأشخاص وكان لديه شرف عال.

الخنساء والرسول

  • أسلمت الخنساء في العام ٦٣٠ م الموافق للعام الثامن هجريا.
  • ذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مع قوم بني سليم وكانت مصحوبة بأبناء عمها وأبناءها، وأسلمت وأعلنت إسلامها.
  • في هذا الوقت كان عمرها بين الخمسين والستين.
  • يقال أن الرسول الكريم كان يحب الشعر الذي يلقاه.
  • عندما ذهبت إلى الرسول مع قومها وبدأت في إلقاء شعرها، أعجب به وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “هيه يا خنساء.
  • تروى في التاريخ الإسلامي أن هذه السيدة قدمت مثالا رائعا في التحمل والصبر على المحن والابتلاءات، حيث قدمت تضحيات بأربعة من أبنائها وحثتهم على الانضمام للجهاد، وفعلوا ذلك فذهبوا للقتال واستشهدوا جميعا.
  • ولم تظهر في ذلك الوقت إلا قوتها، ولم تبك أو تحزن، ومن هنا نشاهد مدى وفائها وحبها للإسلام.
  • عندما انتهى عمر بن الخطاب من البكاء والندب على أخوته، توقف عن ذلك بالفعل.

قصة الخنساء مختصرة

  • هي الابنة الوحيدة في عائلتها، وبالتالي تتلقى رعاية واهتماما كبيرا، وخاصة من أخوتها معاوية وصخر.
  • تأثرت سلوكيات وشخصية الخنساء، حيث تمتاز بالفصاحة والبلاغة، مثل سكان نجد، ونشأت في أسرة آل شريد، وهم من سادة وأشراف العرب.
  • تعيش بالضبط في الناحية الشمالية الشرقية من مدينة يثرب، داخل بادية الحجاز، وتمتد جذور قبيلتها حتى بني سليم.
  • وذهب والد الخنساء إلى كسرى مع الوفود العربية التي ذهبت إلى هناك.
  • في بداية حياتها، كانت حياة الفتاة مستقرة وهادئة، ولم تكن تواجه أي قلق أو اضطراب أو خوف، ولكن بعد وفاة أخوتها بدأت رحلتها مع الحزن والشعر.
  • اشتهرت الخنساء بكونها واحدة من أشهر وأذكى الشعراء العرب الذين ظهروا في عصر الجاهلية والإسلام، وتتمتع بمهارات كبيرة في هذا المجال.

قتل أخوات الخنساء

  • تأثرت كثيرا بوفاة أخوتها، حيث قتل أخوها معاوية في البداية على يد دريد وهاشم ابني حرملة، وقد حدث ذلك في عام 612م.
  • ثم حثت أخوها الثاني صخر على الانتقام من أجل أخيه، وهنا ذهب صخر وقتل دريد فعلا، ولكن تعرض للطعن وبعد فترة من الزمن توفي بسببها، في عام 615 ميلادية تحديدا في يوم كلاب.
  • كانت الخنساء تبكي عليهم بشدة، وخاصة صخر الذي كان يحمل معزة خاصة بداخل قلبها.
  • فبدأت بقول الشعر سواء قبل دخولها الإسلام، أو بعده، ويقول البعض أنها استمرت في البكاء حتى أصيبت بالعمى.

شعر الخنساء

  • كانت الخنساء شاعرة ذات خبرة، وهذه الكلمة تشير إلى أنها عاشت في عصر الإسلام والجاهلية، وتعتبر من فئة الشعراء الذين وجدوا في الفترتين
  • وبقدر استمرار ان والديها ووالدتها يكونون من الشعراء، وكذلك عدد من الأقارب.
  • اشتهرت بالرثاء الذي ألقته بعد وفاة أخوتها معاوية وصخر، حيث قتلوا في الجاهلية.
  • في البداية قالت أبيات بسيطة تصف ما بداخلها من حزن على فقد الأخوات، إذ كانت تحبهم كثيرا.
  • شعر الخنساء يتميز بالتكرار والمدح والتفجع والبكاء وهو يتبع نمطا واحدا.
  • ويتميز شعرها بالحزن والأسى، وكان يصل إلى سفك الدموع.
  • في بعض الأحيان ذهبت إلى سوق عكاظ، وكان الشعراء يذهبون إليها من جميع الأماكن لأداء قصائدهم على الذبياني، فذهبت خنساء إلى هناك وتفوقت على جميع الشعراء الحاضرين.
  • وقال لها الذبياني:والله لولا أن أبا بصير (أي الأعشى) قد أنشدني آنفا، لقلت: إنك أشعر من الجن والإنس. وقال لها أيضا: والله لم أر شخصا يمتلك شعرا أشعر من شعرك! وذلك بعد أن أنشده حسان بن ثابت والأعشى.

من الجدير بالذكر أن الخنساء مشهورة برقتها وحساسيتها، وكانت دموعها لا تتوقف من كثرة بكائها على إخوتها؛ لذا كتبت الأبيات الشعرية التي تحرك المشاعر وتجعل العين تدمع على فراق الأحبة، وهي وهبت حياتها وعقلها وقلبها وشعرها لنعي إخوتها،

وهنا بعض أبيات قصيدة رثاء لأخيها صخر

قذًى بعينكِ أمْ بالعينِ عوّارُ                   أم ذرَّفتْ إذْ خلت منْ أهلهَا الدَّارُ

كأنّ عيني لذكراهُ إذا خطرت                 فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ

تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمر               لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ

تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا           إذْ رابهَا الدَّهرُ أنَّ الدَّهرَ ضرَّارُ

لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَا عبرٌ               وَالدَّهرُ في صرفهِ أحوالٌ وَأطوارُ

قدْ كانَ فيكمْ أبو عمرٍو يسودكمُ              نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُ

يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ                     أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ

مشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَة ٍ        لهُ سلاحانِ: أنيابٌ وأظفارُ

يوْماً بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقني                  صخرٌ وَللدَّهرِ إحلاءٌ وَإمرارُ

وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا                      وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ

قصائد متنوعة للخنساء

هناك العديد من الأشعار الأخرى التي قالتها الخنساء لنعي أخيها صخر، ومن المعروف أن القافية في شعرها تعبر عن الحزن والألم والمعاناة.

وما زاد من حزنها عليهم هو قول عمر بن الخطاب بأنهم لن يدخلوا الجنة، وسيكونون في النار.

في إحدى المرات، نظر سيدنا عمر إلى خنساء ولاحظ الندوب على وجهها، فسألها ما هذه الندوب يا خنساء؟ فأجابته أنها بسبب البكاء الطويل على أخويها، فقال لها إن أخويك في النار، فردت عليه قائلة إن ذلك هو السبب في حزني الطويل عليهما.

إحدى الأبيات التي قاتلها لرثاء صخر كانت كالآتي:-

بَكَت عَيني وَعاوَدَها قَذاها            بِعُوّارٍ فَما تَقضي كَراها

على صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ           إِذا ما النابُ لَم تَرأَم طِلاها

فَتى الفِتيانِ ما بَلَغوا مَداهُ             وَلا يَكدى إِذا بَلَغَت كُداها

حَلَفتُ بِرَبِّ صُهبٍ مُعمِلاتٍ             إِلى البَيتِ المُحَرَّمِ مُنتَهاها

وقالت عن معاوية بأحد أبيات الشعر

أَلا ما لِعَيْنَيْكَ أَمْ ما لها؟                      لَقَدْ أَخْضَلَ الدَّمْعُ سِرْبالَها

أَبَعْدَ ابنِ عَمْرٍو مِنَ آلِ الشَّرِيْــدِ             حَلَّتِ الأَرْضُ أَثْقالَها؟

وهناك أبيات شعرية أخرى نقلتها، وتمكنت من خلالها من دخول طبقة المراثي، من خلال ابن سلام، وهذه الأبيات هي:-

إِنَّ الزَّمانَ، وما يَفْنَى لَهُ عَجَبٌ            أَبْقَى لَنا ذَنَبًا، واسْتُؤْصِلَ الرَّاسُ

إِنَّ الجَدِيْدَيْنِ فِي طُولِ اخْتِلافِهِما         لا يَفْسُدانِ، ولَكِنْ يَفْسُدُ النَّاسُ

وحينما تذكرت أخيها بإحدى الليالي    الصعبة والعكرة قالت في رثائه:-

يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مَسكُوبِ       كلؤلؤٍ جالَ في الأسْماطِ مَثقوبِ

إنّي تذكَّرتهُ وَالَّليلُ معتكرٌ                   ففِي فؤاديَ صدعٌ غيرُ مشعوبِ

نِعْمَ الفتى كانَ للأضْيافِ إذْ نَزَلوا          وسائِلٍ حَلّ بَعدَ النّوْمِ مَحْرُوبِ

من أقوال الخنساء

  • إن الوقت، وما ينفق منه عجيب، يبقى لنا ذنبا، ويقطع الرأس، إن الجديدين في طول اختلافهما لا يفسدان، ولكن يفسد الناس.
  • أقول لكل من جاءني هلكه، وصرح الناس بنجوى السرار، يا أخي!، إما تكن ودعتنا، فأنت فرع كريم جدا من القوم، فبالتأكيد سأساعد الأطفال اليتامى الصغار.
  • سواء قذفت عينك بعين أخرى أو بالعين عموما، فإن النتيجة ستكون سيئة، أو إذا ابتعدت عن أهلها الدار، فإن عيني تذكره وتسيل الدموع على وجنتي.

الخنساء وموت أولادها

  • حثت الخنساء أبناءها على الذهاب للجهاد والانضمام إلى الجيش مع عمر بن الخطاب لنصرة الدين الإسلامي.
  • تأثر أولادها بالكلمات التي ألقتها عليهم أثناء نصيحتها وتوجيهها لهم، فقالت لهم: “يا بني، أنتم أسلمتم بطاعة، وهاجرتم بتمييز، وتعلمتم ما أعده الله للمسلمين من مكافأة عظيمة في حروب الكفار، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية.
  • قالت لهم إنهم يحتاجون إلى الثبات والصبر والرباط، وأن المجاهدين لديهم أجر عظيم عند الله عز وجل.
  • ونتيجة لذلك ذهب الأبناء إلى الجهاد، وخلال معركة القادسية تم استشهادهم جميعا.
  • وعندما وصلت هذه الأخبار إلى الخنساء لم تبك، ولكن الله أعطاها الصبر في قلبها.
  • وقالت مقولة رائعة في هذا الوقت، واشتهرت عنها وهي:”الحمد لله الذي شرفني بشهادتهم، وأتمنى من الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته”.

وفاة الخنساء

  • توفيت في عام 645 ميلاديا الموافق لـ 24 هـ، وكان عمرها 71 سنة، وظلت مؤمنة بالإسلام حتى توفت، وجاءت خلافة عثمان بن عفان.
  • قبل وفاتها ورثت الشعر لابنتها عمرة، وابنها عباس بن مرداس.
  • ونجد أن ابنتها عمرة كانت تختص بشعر الرثاء الذي يسبب البكاء.
  • وأيضاً ورث عباس الشعر عن أمه.
  • نجد أن عمرة أعربت عن حزنها لوفاة أخيها عباس في الشام، وأيضا حزنت على يزيد عندما قتله هارون ابن النعمات بن الأسلت، وكان شعرها يتشابه في الحديث والرثاء لوالدتها معاوية وصخر.
  • تم تسجيل تاريخ وفاتها في ديوان بيت المال.

وبهذا نختتم مقالنا لهذا اليوم، حيث تحدثنا عن الشاعرة الخنساء وقدمنا معلومات شاملة عن حياتها وشعرها وأبنائها، ونتمنى أن تكون استفدت من ذلك، ونتركك الآن في حفظ الله ورعايته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى