الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

لماذا سميت سورة الجمعة بهذا الاسم وما هو فضلها

في المقال التالي سوف نقدم لكم إجابة مفصلة عن سؤال لماذا سميت سورة الجمعة بهذا الاسم وتوضيح فضلها، فسورة الجمعة هي إحدى السور المدنية التي أنزلها الله تعالى على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان في المدينة المنورة، وعلى الرغم من أنها من السور القصيرة، إلا أنها تحتوي على الكثير من الأحكام والتشريعات في الدين الإسلامي.
عدد آيات هذه السورة هو إحدى عشرة آية، وتقع في الجزء الثامن والعشرين من القرآن الكريم، وترتيبها هو السورة الثامنة والستون، وأنزلها الله بعد سورة الصف، وفي الفقرات التالية من الموسوعة سنوضح سبب تسمية سورة الجمعة بهذا الاسم، بالإضافة إلى توضيح فضلها بالتفصيل، فتابعونا.

لماذا سميت سورة الجمعة بهذا الاسم

سميت سورة الجمعة بهذا الاسم لأنها تحتوي على جميع الأحكام والتشريعات المتعلقة بيوم الجمعة، كما هو مذكور في آياتها أحكام صلاة الجمعة بالتفصيل، والجمعة هي اليوم السابع من الأسبوع، وفيه يؤدي المسلمون في جميع أنحاء العالم صلاة الجمعة وفقا لأمر الله سبحانه وتعالى، حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين).

سبب نزول سورة الجمعة

توجد العديد من الأسباب لنزول سورة الجمعة، بما في ذلك توضيح أحكام صلاة الجمعة وتوجيه المسلمين بالالتزام ببعض التشريعات في هذا اليوم، وتوضيح الصواب والخطأ لعباد الله، وذكر بعض الأحداث التي ترتبط بنزول سورة الجمعة في السنة النبوية.

قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه (أثناء صلاة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، جاءت عير تحمل طعاما، فالتفتوا إليها حتى لم يبق مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا اثنا عشر رجلا)، وهذا هو السبب وراء نزول قوله تعالى (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما)

ويقال أنه في فترة من الفترات، عانى سكان المدينة من الجوع والفقر، وعدم القدرة على الحصول على طعامهم اليومي، وعندما عاد دحية بن خليفة من رحلته التجارية في بلاد الشام إلى المدينة، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة، فخرج الناس من المسجد وتركوا الخطبة وذهبوا إلى دحية بن كليفة الكلبي بحثا عن الطعام، ولم يبق في المسجد سوى اثني عشر رجلا، بمن فيهم عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق رضي الله عنهما، فنزل الله تلك الآية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينها (والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق أحد منكم؛ لسال بكم الوادي نارا).

فضل سورة الجمعة

يذكر في السنة النبوية الشريفة فضل سورة الجمعة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها في صلاة الجمعة، وكان يقرأ سورة المنافقون بجوارها، وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزلت سورة الجمعة، وعندما قرأ: “وآخرين منهم لما يلحقوا بهم”، قال رجل: من هؤلاء؟ يا رسول الله، فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثا، وكان سلمان الفارسي معنا، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال: لو كان الإيمان عند الثريا، لناله رجال من هؤلاء.

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلى هذه السورة إلى جانب سورة الغاشية في صلاة الجمعة، سأل بن قيس عن السورة التي يتلى بعدها النبي صلى الله عليه وسلم بعد سورة الجمعة، فأجابه النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلى هل أتاك حديث الغاشية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن سورة الجمعة تعتبر من المسبحات، حيث تبدأ بتسبيح المولى عز وجل، وتذكر أن الرسول كان يقرأ آيات تلك السورة قبل النوم، وذلك بسبب وجود تسبيح للمولى سبحانه وتعالى فيها.

مضامين سورة الجمعة

تحتوي سورة الجمعة على العديد من الأحكام التشريعية في الدين الإسلامي، مثل السور الأخرى التي نزلها الله تعالى على النبي (صلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة، وتسمى تلك السورة بيوم الجمعة، وهو أفضل أيام الأسبوع عند المسلمين، فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديثه الشريف: “أفضل يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة”، ومن المواضيع التي وردت في آيات تلك السورة:

  • تحذير المسلمين من ترك صلاة الجمعة، أو التأخر عنها، أو الاستهانة بها.
  • وضع بعض الأحكام الخاصة بصلاة الجمعة والتشريعات التي يجب على المسلمين اتباعها في يوم الجمعة.
  • تعظيم يوم الجمعة وتفضيله على يوم السبت، والذي يعتبر يوما لليهود.
  • توضيح حقد اليهود على المسلمين ونفي المزاعم التي انتشرت بينهم بأنهم أولياء الله فوق الشعوب الأخرى.

حكم قراءة سورة الجمعة في فجر يوم الجمعة

يدعي العديد من الناس أن قراءة سورة الجمعة في صباح يوم الجمعة هو سنة نبوية، ويقوم بها العديد من الناس تقليدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الأئمة وعلماء الدين الإسلامي أوضحوا أن هذا الأمر غير صحيح، ويجوز للمسلم قراءة آيات سورة الجمعة في أي وقت، وقراءة سورة القرآن الكريم في أي صلاة، وتدبر تلك السور عند الرغبة، وذلك وفقا لقوله تعالى في سورة المزمل (فاقرؤوا ما تيسر من القرآن).

من المسموح قراءة آيات سورة الجمعة في أي صلاة من الصلوات الخمس في يوم الجمعة، ولكن يجب على المسلم أن يعامل قراءة تلك السورة بنفس الطريقة التي يعامل بها قراءة أي سورة أخرى من القرآن، ولم يذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ تلك السورة في صلاة الفجر يوم الجمعة.

ذكر في السنة النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سورتي الإنسان والسجدة في صلاة الفجر يوم الجمعة، أما في صلاة الجمعة فكان يقرأ آيات سورتي الجمعة والمنافقين.

عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة سورة السجدة وسورة هل أتى على الإنسان. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة وسورة المنافقين

وبهذا الشكل يا عزيزي القارئ قد شرحنا لكم سبب تسمية سورة الجمعة بهذا الاسم بالتفصيل، بالإضافة إلى توضيح فضل تلك السورة وفقا لما ورد في السنة النبوية الشريفة، وتوضيح مضامينها وأهدافها، بالإضافة إلى توضيح حكم قراءة آيات تلك السورة في صلاة الفجر يوم الجمعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى