التعليموظائف و تعليم

ما هو السرد وما هي نظرية السرد

في هذه المقالة، سنتحدث عن تعريف السرد ونظريته في موسوعة. فاللغة العربية تحتوي على عدة فنون مثل الرواية والخاطرة والقصة والشعر، وخاصة فيما يتعلق بالنثر وهو عكس الشعر المترنم والمتناسق. وبالتالي، يعتمد فن الحديث أو السرد في هذه الفنون النثرية على أمرين، أولهما الحدث الذي يتم سرده وثانيهما الطريقة التي يتم بها سرد هذا الحدث.

السرد هو أحد الأساليب المستخدمة في كتابة المسرحيات والروايات والقصص، حيث يتميز بالانسجام الكبير مع العديد من أدوات التعبير الإنساني التي يستخدمها الكاتب لتحويل المعلومات إلى كلمات تعرض أحداثه. سنقدم في الفقرات التالية تعريفا للسرد ونظريته وأهم المعلومات المتعلقة به، فتابعونا.

ما هو السرد وما هي نظرية السرد

  • النص السردي هو أحد أنواع النصوص الأدبية التي تحول جزءا من الأحداث المتسلسلة إلى نص مكتوب، ويتطلب احترام شرط مهم وهو أن تكون تلك الأحداث مرتبطة بشكل منطقي أو زمني، حيث يجب أن تكون الوقائع متصلة ببعضها البعض دون ذكر أي حدث بشكل منفصل.
  • ويشترط أيضا أن تكون الأحداث في حالة تطور وتغير من حالة إلى حالة مختلفة وأفضل، ويجب أن يخدم النص عبارة أو فكرة معينة، سواء كانت دينية أو أخلاقية أو سياسية، ومن أمثلة النصوص السردية: التاريخ، السبق الصحفي، الخرافة، الرواية، والقصة.
  • وبذلك يعرف السرد بأنه نوع من المفاهيم الأدبية ذات الاتصال الوثيق بالنشر، فهو تلك الثمرة التي نتجت عن فكرة الكاتب ورعايته لها، لتصبح ذلك الأسلوب من بين أبرز أساليب الرسائل البشرية عند الكاتب وأكثرها إمتاعا للقارئ، ومن ثم يكتسب مكانة عظيمة وأهمية كبيرة في مجال الأدب، فالكاتب القادر حقا على الإبداع هو من يقوم بإعطاء كتابته أسلوبا ذا معنى وجمال يظهر من خلاله ما يجوب بنفسه من مشاعر وأفكار.

نظرية السرد

  • نظرية السرد هي نموذج للاتصال الذي وضعه العالم التواصل والمؤرخ فيشر في عام 1978، حيث يقوم بتفسير أن كل اتصال له معنى يحدث من خلال إبلاغ الأحداث أو سردها، لكي يتمكن الأفراد من سرد القصص واستقبالها.
  • نظريات السرد ليست من المواضيع القديمة المعروفة بل هي حديثة إلى حد كبير ولم تكن معترف بها في السابق من قبل المهتمين بالنقد الأدبي. ظهرت هذه النظريات بشكل واضح في بداية القرن الماضي، عندما بدأت الروايات التي تستخدم هذا الأسلوب في الكتابة بالانتشار، وقد قام الكتاب (بوث وفراي) بتطوير النظريات السردية وتقديم مفهوم مبسط للسرد يبتعد عن الأساليب التقليدية المعقدة، وهذا ما ورد في كتاب (نظريات السرد الحديثة) للكاتب (والاس مارتن).
  • بعد ذلك، لفتت نظرية السرد اهتمام النقاد كونها تمثل قطبا يستهدفونه، وانتشرت الفرضيات والدراسات المتعلقة بدراسة السرد القديم والحديث في ذلك الوقت. يجدر بالذكر أن النظريات الحديثة للسرد لم تقتصر فقط على دراسة الروايات والقصص الواقعية المنشورة في ذلك الوقت، بل شملت أيضا دراسة وتحليل القصص التراثية والحكايات الشعبية، والتي كانت موضع اهتمام النقاد الفرنسيين مثل جريماس وكلود بريموند.
  • من خلال نظرية السرد التي أطلقها الروسي (فيكتور شكلوفسكي)، يصبح الأدب الكلاسيكي القديم وطرق السرد الحديثة مرتبطين بجسر.

أنواع السرد

ينقسم السرد إلى ثلاثة أنواع وهي:

السرد من زاوية الخطاب

يقصد به الطاقة التعبيرية التي تنشأ عن اللفظ اللغوي المختار والذي يهدف إلى إخراج العبارة أو مجموعة العبارات من حالة الحياد اللغوي لتصبح خطابا يعبر عن الأحداث ويكون مميزا في نفس الوقت.

السرد من زاوية المخاطب

يقصد بالمخاطب المتلقي للخطاب اللغوي ويتميز ذلك الأسلوب بما يتلقاه المخاطب من ضغط، حيث إنه أسلوب سردي يهدف إلى إضافة جميع الجوانب الضرورية لإحداث تأثير وتغيير في فكر المتلقي للخطاب اللغوي.

السرد من زاوية المتكلم

المتحدث هو الشخص الذي يقوم بنقل الخطاب اللغوي، ويهدف الأسلوب السردي إلى الكشف عن أفكار صاحبه والكشف عن الحالة النفسية التي يمر بها.

أنماط السرد

كما جاء في تعريف السرد، فإنه الطريقة التي يستخدمها الكاتب لسرد روايته أو قصته، ولها بعض الأشكال المميزة التي تختلف فيما بينها بواسطة عنصر الزمن، وتلك الأشكال هي:

  • السرد المتسلسل: هو النوع من السرد الذي يعتمد على ترتيب مسبق لفهم الزمن في النص، حيث يروي الكاتب الأحداث بتسلسل دقيق لحدوثها، وهذا ينطبق تماما على كتابة نصوص التاريخ أو النصوص المتتابعة لأحداث اليوم، حيث ينتقل الكاتب من المقدمة إلى الحدث ثم الحبكة والحل وينهي السرد بالخاتمة.
  • السرد المتقطع: تختلف تعريف السرد المتقطع عن السرد المتسلسل ويعارضه، حيث يعتمد السرد المتقطع على عدم الدقة في ترتيب الأحداث ويفتقر للمنطقية. فالكاتب لا يتضمن العناصر السابقة في كتابته، فلا بداية واضحة ولا خاتمة ظاهرة في النص، بل يشير إلى الحبكة عند نهاية حدث من القصة، ولذلك يطلق عليه السرد المتقطع.
  • السرد التناوبي: هذا يتم من خلال تناوب الأحداث في أشكال السرد، حيث يمكن للكاتب أن يبدأ بقصة ثم ينتقل إلى أخرى ثم يعود مرة أخرى إلى القصة الأولى. وهذا يشمل العديد من طرق السرد، ويمكن أحيانا تجسيدها على شكل عمل تلفزيوني مصور.

مفاهيم النص السردي

هناك العديد من المفاهيم التي يتضمنها النص السردي من أبرزها:

  • الكاتب: هو الشخص الذي يقوم بتأليف وإبداع النص السردي وليس له دور ظاهر في أحداث القصة، ولكن ذكره يأتي في الغلاف، حيث يتنازل عن حقه السردي ويمنحه لشخصية في القصة التي يكتبها ويروي أحداثها.
  • السارد: الراوي في النص السردي أو القصة هو من يروي الأحداث ويكون إما شخصية في الرواية أو شخصا خارجا عنها ليس له دور في مجرى الأحداث الداخلية.
  • الشخصية: تعني هذه العبارة الشخص الذي يتصرف ويتحرك ويتحدث بطريقة تتغير مع تغير الأحداث وتتطور معها.
  • الرؤية السردية: هو المقدار الذي يعرفه السارد من الأحداث التي حدثت، والتي يمكن أن تكون رؤية خلفية تعرف بها السارد جميع المعلومات عن الأحداث والشخصيات، فلا يخفى عليه أي سر فيها. وقد تكون رؤية خارجية، حيث لا يعرف السارد سوى القليل عن الأحداث والوقائع التي جرت بين الشخصيات في النص. وأخيرا، من بين أنواع الرؤية السردية، نذكر الرؤية المصاحبة، حيث يعرف الشخصيات والسارد نفس قدر المعلومات والأحداث.
  • المنظور السردي: هو أسلوب يستخدمه الكاتب لسرد وقائع وأحداث القصة، سواء عن طريق شخص حاضر له دور في القصة ويستخدم ضمير المتكلم، أو عن طريق شخصية خارجية ليست لها دور فعال أو ظهور في أحداث القصة ويستخدم ضمير الغائب.

المراجع

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى